كيف نتعامل مع التنافس بين الأشقاء؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نتعامل مع التنافس بين الأشقاء؟

    لا بد أن جميع الآباء الذين لديهم أكثر من طفل قد سمعوا شكاوى مثل: «لمَ تستطيع أختي الذهاب إلى السينما مع أصدقائها وأنا لا؟»، أو «أنتم تحبونه أكثر مني»، أو «أتمنى لو كنت طفلكم الوحيد!».






    مع أن الأشقاء قد يكونوا أصدقاء، فإنه من النادر أن يتفق الطفل اتفاقًا مثاليًا مع أشقائه كلهم.

    من الطبيعي في أي عائلة أن يختلف الإخوة والأخوات. إذ تؤدي شخصيات وأعمار الأطفال المختلفة دورًا في ذلك، لكن يعود الأمر كذلك إلى أن الأشقاء يعتبرون بعضهم متنافسين، ويتنافسون للحصول على حصتهم من موارد الأسرة، مثل استخدام الهاتف، أو تناول آخر قطعة من الكعك، أو حتى اهتمام الوالدين.

    تنافس الأشقاء جزء طبيعي من نموهم معًا، لكنه أمر مزعج قد يدفع الوالدين إلى الجنون. المفتاح لتقليل الخلافات بين الأشقاء هو أن يعرف الوالدان متى يجب السماح للأطفال بحل مشكلاتهم بأنفسهم، ومتى يجب التدخل للقيام بدور الحكم.
    السبب الأساسي للصراع


    الأطفال ليسوا عقلانيين، خاصةً الأصغر سنًا منهم، أحيانًا قد تتحول أصغر المشكلات إلى معركة كبيرة، وتؤدي إلى توتر علاقة الإخوة ووصولها إلى نقطة الانهيار.




    اهتمام الوالدين


    يتنافس الأطفال دائمًا على اهتمام الوالدين. فكلما انشغل الوالدان أكثر، ازداد طلب الأطفال للاهتمام منهما، وقلت قدرتهما على التركيز على كل طفل على حدة.

    عندما يولد طفل جديد في العائلة، يصعب على الطفل الأكبر تقبل خسارة مكانته بوصفه مركزًا لاهتمام والديه. وأحيانًا يتركز اهتمام الوالدين على الطفل المريض أو ذي الاحتياجات الخاصة. وفي هذه الحالات، سيسيء الأطفال التصرف ليحصلوا على الاهتمام الذي يريدونه حال شعروا بالتجاهل.
    المشاركة


    معظم العائلات ليس لديها مصادر دخل هائلة. وهذا يعني أن الأشقاء سيتشاركون العديد من أشيائهم. من الصعب على الأطفال، خاصةً الأصغر، أن يتخلوا عن ألعابهم لأشقائهم.
    لكل طفل شخصيته المستقلة


    قد يكون الطفل الأكبر عنيدًا، أما الأصغر فهو أكثر هدوءًا وانطوائية. وقد تؤدي هذه الفروق إلى شجارات بينهم. وقد تؤدي الاختلافات في العمر والجنس أيضًا إلى الخلافات بين الأشقاء.




    العدل بين الأشقاء


    يطالب الأطفال دائمًا بالعدل والمساواة بينهم. ويجادلون حول ما لديهم وما يعدونه من حقهم. قد يعترض الشقيق الأصغر على السماح لأخته الكبرى بأن تخرج لحضور حفل ما، أما هو فيجب أن يبقى في المنزل، وقد تعترض الأخت الكبرى على جعلها تعتني بأختها الصغرى بدلًا من قضاء الوقت مع أصدقائها. وقد تؤدي المعاملة غير العادلة والغيرة بينهم إلى استياء بعضهم من بعض.

    لا شك أن الشجار فيما بينهم مزعج للغاية. لكن مع ذلك، يجب تجنب التدخل في خلافاتهم إلا إذا وُجد خطر أن يتأذى أحدهم. يجب أن يترك الوالدان أطفالهم يحلون مشكلاتهم بأنفسهم. فالتدخل دائمًا في مشكلاتهم لن يعلمهم كيف يتصرفون. وقد يبدو أن الأهل يفضلون طفلًا على آخر إذا كانوا يعاقبون الطفل ذاته دائمًا.

    يستطيع الأطفال حل بعض الخلافات بسهولة. وفيما يلي نصائح لحل المشكلات التي تصل لمرحلة يتحتم فيها على الوالدين التدخل:
    الفصل


    إبعاد الأطفال عن بعضهم، لينفرد كل منهم بغرفته. أحيانًا كل ما يحتاج إليه الأطفال هو القليل من الوقت والابتعاد عن بعضهم.




    التفاوض والتسوية


    يجب توضيح كيفية حل النزاعات بطريقة ترضي الطرفين. أولًا، يجب أن يُطلب منهم التوقف عن الصراخ، والتواصل فيما بينهم، وليُمنح كل طفل فرصة للتعبير عن وجهة نظره في الخلاف. ويجب الاستماع لآرائهم، وعدم الحكم عليهم، وتوضيح المشكلة، ومطالبتهم أن يجدوا حلًا مناسبًا لهم. فإذا لم يتمكنوا من التوصل إلى أي أفكار لحل المشكلة، هنا يتدخل الوالدان للعثور على الحل. فمثلًا، إذا كان الأطفال يتنافسون على لعبة جديدة، يمكن اقتراح وضع جدول يُمنح فيه كل طفل وقتًا محددًا.
    وضع القوانين


    يجب التحقق من أن الأطفال جميعهم يلتزمون بالقواعد ذاتها، التي يجب أن تشمل عدم الضرب، أو التنابز بالألقاب، أو تخريب الممتلكات. يُفضل أخذ رأي الأطفال في كيفية وضع القواعد وتنفيذها. وقد تكون عقوبة الضرب هي الحرمان من مشاهدة التلفاز لليلة واحدة. السماح للأطفال بالمشاركة في عملية صنع القرار يُشعرهم بأن لديهم القدرة على التحكم في حياتهم. عندما يتّبع الأطفال القواعد، يجب مدحهم وتشجيعهم على ذلك. وتختلف القواعد والامتيازات والعواقب اعتمادًا على عمر الطفل.
    يجب عدم تفضيل طفل على آخر


    حتى لو كان أحد الأطفال مشاكسًا والآخر مطيعًا، لا يجب تفضيل أحدهم على الآخر، أو المقارنة بينهم مثل «لم لا تكون مثل أختك؟»، فهذا سيجعلهم يستاؤون من بعضهم أكثر. معاملة أحدهم معاملةً مميزة دون الآخر يضر بعلاقتهم.
    المساواة ليست الطريقة المُثلى دائمًا


    لا توجد مساواة مطلقة في أي عائلة. بالتأكيد يُسمح للطفل الأكبر بأشياء غير مسموحة للأصغر. لذلك فالأفضل من المساواة معاملة كل طفل بالطريقة المناسبة له.




    الخصوصية


    المشاركة أمر مهم للغاية، ولكن لا يجب إجبار الأطفال على مشاركة كل شيء، فلكل منهم الحق في امتلاك شيء خاص به.
    الاجتماعات العائلية


    يُفضّل القيام باجتماع للعائلة مرة أسبوعيًا لحل النزاعات، وإعطاء جميع الأفراد فرصة للتعبير عن اعتراضاتهم، ومحاولة العثور على حلول مناسبة.
    الاهتمام بكل طفل على حِدَة


    قد يكون من الصعب قضاء الوقت مع كل طفل على حدة، خاصةً في العائلات الكبيرة. أحد أهم أسباب الاستياء بين الأشقاء عدم حصولهم على الاهتمام الكافي. لجعل الأطفال يشعرون بالتقدير والاهتمام، يجب تخصيص بعض الوقت لكل منهم، مثل التسوق مع الابنة، أو الذهاب إلى السينما مع الابن، كل على حدة. 10-15 دقيقة من الاهتمام الخاص يوميًا كافية ليشعروا بأهميتهم.
    خروج النزاع عن السيطرة


    من الطبيعي أن يتشاجر الأشقاء بين وقت وآخر. ولكن عندما يحتدم الخلاف إلى درجة أن يتأذى أحد الأطفال عاطفيًا أو جسديًا، فيجب التدخل لحل المشكلة مباشرة. سلوكيات مثل الضرب أو العض، أو أساليب «التعذيب» المتكررة، مثل الدغدغة المستمرة أو الاستفزاز أو التقليل من شأنهم، كلها أشكال من إساءة التعامل بين الأشقاء وتستدعي تدخل الوالدين. حال لم يتمكن الوالدان من إيقاف العنف، تجب استشارة طبيب الأطفال أو مختص الصحة النفسية للحصول على المساعدة.
يعمل...
X