الماسونية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الماسونية

    ماسونيه

    Masonry - Maçonnerie

    الماسونية

    الماسونية Masonry أو الماسونية الحرة (الفرماسونية) Freemasonry منظمة أخوية سرية secret fraternal order ذات أهداف وغايات غامضة. يسمى المنتسبون إليها ماسونيين أحراراً ومقبولين free and accepted masons. وكلمة ماسوني تعني البنّاء الذي يبني بالحجر.
    تعد الماسونية من أكبر التنظيمات السرية في العالم وأقدمها، وتشتمل على أسرار وغوامض ما تزال خفية إلا على حلقة ضيقة جداً من المراتب العليا من رجالها، مع أن كثيراً من تلك الأسرار تسرب إلى السطح منذ القرن التاسع عشر. وقد انتشرت فروع الماسونية في أكثر مناطق المعمورة ، وما تزال تتميز بمكانة ذات شأن في الجزر البريطانية وفرنسا والبلاد الأخرى التي كانت تدور في فلكهما. ويقدر عدد الماسونيين في العالم اليوم بأكثر من ستة ملايين، منهم أربعة ملايين في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، ونحو مليون في المملكة المتحدة.
    الأصول:
    تطورت «الفرماسونية» واقتبست تنظيمها وشعاراتها من نقابات الحجّارين وبنائي الكاتدرائيات في الجزر البريطانية في العصور الوسطى. ومع أفول عصر تلك المهنة في القرن السابع عشر، أخذت بعض هذه النقابات تقبل أعضاء فخريين من أصحاب الثروات والألقاب لدعم وجودها. ومن بعض هذه النقابات انبثقت المحافل الماسونية الحرة free أو الرمزية symbolic أو التأملية speculative الحديثة وتحولت إلى منتديات شعارها الأخوة والمساواة والعدالة و السلام. وتبنت رموزاً وطقوساً وطرزاً استوحتها من ديانات مصر وبابل القديمتين ومن اليهودية والتوراة ومن الأخويات الفرسانية chivalric brotherhood في العصور الوسطى. وتزعم بعض المحافل أن مؤسسها الأول هو الملك سليمان الذي كلف حيرام ابيود (حيرام آبي) بناء الهيكل، ولما كان حيرام المذكور يتيم الأب فقد عرف بابن الأرملة، ومن ثم يعرف الأعضاء الماسون اليوم باسم «أبناء الأرملة»، واتخذت الماسونية من رموز هيكل سليمان وبنائه الهرمي والعمودين اللذين على طرفي الهيكل، ومن عبارات التوراة، ورموز البنائين (الزاوية والفرجار والمطرقة والميزان والشاقوف) شعارات لها.
    ولكل من المحافل الماسونية استقلالها النوعي؛ مع تبعيتها لمحفل أكبر يقوم برسم الخطوط العامة لتقاليدها وممارساتها، ولا توجد إدارة مركزية معروفة ومعلنة تجمع محافل الماسون كلها، كما أن الروابط التي تشد المحافل الكبرى بعضها إلى بعض ماتزال غامضة، وتقتصر معرفتها على أعداد محدودة من أصحاب المراتب و الألقاب العالية فيها. والمرجع الأعلى لأي تنظيم ماسوني هو ما يسمى «المحفل الأكبر» Grand Lodge أو «الشرق الأكبر» Grand Orient، ولدى كل منهما لائحة بالمحافل أو الشروق الأخرى التي يعترف بها، وتتفق مع متطلباته وأهدافه، فإذا تلاقت تلك المتطلبات والأهداف يصبح التنظيمان متآخيين، بمعنى أنه يحق لكل عضو في أي منهما حضور جلسات التنظيم الآخر. ولهذه اللامركزية بين محافل الماسون يصبح من الصعب تحديد وصف عام شامل لجميع تنظيمات الماسونية، ولو كانت متآخية، والمتفق عليه بين هذه المحافل جميعها عدم الخوض في جدل ديني أو سياسي من حيث المبدأ.
    لاقت الفرماسونية منذ بداياتها معارضة شديدة من رجال الدين؛ وخاصة من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية؛ لأنها تعد الدين شأناً فردياً فقط، ولا علاقة لها به. وقد صدرت عن المقر البابوي مراسيم بتحريمها في أكثر من مناسبة بدءاً من عام 1736، ومنعت في حينه في البلاد المعروفة بتشددها الكاثوليكي في أوربا، ومع ذلك أقيمت في فرنسا محافل عرفت باسم فرانماسونري Franc-Maçonneries.
    في عام 1717 اتحدت أربعة محافل من بين المحافل التي كانت نشطة في الجزر البريطانية؛ لتؤلف أول محفل أكبر سمي «محفل أورشليم»، ثم عدل اسمه إلى «محفل إنكلترا الأكبر» Grand Lodge of England أو «المحفل الحديث»، وهو أقدم محفل أكبر في العالم، وانبثقت على نسقه فيما بعد كثير من المحافل الكبرى الأخرى. وكان انتشارها الأوسع في البلاد التي تعتنق البروتستنتية والمذاهب المتفرعة عنها، ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية.
    أما أقدم سلطة ماسونية في البر الأوربي فيدعى «الشرق الأكبر الفرنسي» Grand Orient de France (GOdF) الذي تأسس عام 1728، وتبنى أفكاراً تحررية وعلمانية استوحت منها الثورة الفرنسية فيما بعد شعاراتها (حرية، مساواة، إخاء)، وتفرعت عن هذا الشرق الأكبر معظم شروق البلاد اللاتينية وآسيا وإفريقيا وشروق كثيرة في البلاد العربية، إلا أن المحافل الفرنسية استقلت بذاتها منذ 1877؛ لتؤلف «المحفل الأكبر الوطني الفرنسي» Grande Loge Nationale Française (GLNF)، وهو الوحيد في فرنسا اليوم؛ ومتآخ نظامياً مع المحفل الأكبر الإنكليزي الموحد.
    وأما أول محفل ماسوني افتتح في أمريكا فكان محفل بوسطن (1733)، وبعد حرب الاستقلال الأمريكية (1775- 1783) كان في الولايات المتحدة أكثر من 150 محفلاً، ويزيد عدد محافل الماسونية اليوم في الولايات المتحدة على 16 ألف محفل.
    كانت الماسونية قد دخلت البلاد العربية في العهد العثماني بتشجيع من الاستعمارين البريطاني والفرنسي وجماعة الاتحاد والترقي [ر]، وبعد عدة مؤتمرات لمحافل ماسونية في سورية ولبنان تقرر إنشاء شرق أكبر عربي باسم «المحفل الأكبر السور ي»؛ لكنه توقف بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وأدت مناصرة الماسونية الصريحة والخفية - تحت ضغط الصهيونية العالمية لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وإعادة بناء الهيكل ودعم الاستيطان اليهودي - إلى ظهور دعوة مضادة قادها بعض الأساتذة العظام من الماسونيين العرب لإقامة محافل عربية وطنية صرفة. ولكن المحاولة اصطدمت بمعارضة السلطات الماسونية العليا المرتبطة بمراكز غير عربية، فتخلى كثير من أولئك الأساتذة عن انتمائه الماسوني، وظلت الشبهة تحوم حول كل ما يمت إلى تلك المحافل بصلة، مما دفع حكومات الدول العربية إلى تحريمها وإغلاق محافلها، وهذا ما أوصى به أيضاً مكتب ضبّاط مقاطعة إسرائيل في مؤتمره الحادي والأربعين بعدّ الماسونية حركة صهيونية. ومع ذلك فقد حافظ القليل من العرب على ارتباطهم بمحافل غير عربية، وجُنِّد بعضهم لخدمة مصالحها، كذلك قوبلت الماسونية بالرفض ولاقت معارضة سياسية، واتهمت بأعمال خطف وقتل طالت كثيرين ممن حاولوا إفشاء أسرارها، فمنعت محافلها في روسيا بعد الثورة البلشفية وفي جميع دول الكتلة الشيوعية، كما منعت في ألمانيا في العهد النازي وفي وغيرها.
    شروط الانتساب وطرائق التعارف السرية:
    مع أن الماسونية ليست عقيدة دينية، فهي تتبنى كثيراً من العناصر التي لها طابع ديني؛ ومقتبسة أساساً من اليهودية- المسيحية؛ سواء من حيث المبادئ أو الطقوس أو الشعارات، ومن تعاليمها المعلنة التمسك بالأخلاق وعمل الخير وإطاعة قوانين البلد الذي تنشط فيه. ويشترط في طالب الانتساب إلى أي محفل ماسوني أن يكون الطلب بمبادرة منه، وأن يكون ذكراً بالغاً راشداً، يؤمن بوجود كائن أسمى (أعلى) A Supreme Being، ويعتقد بخلود الروح. ومن مظاهر العمل الخيري والحماية التي توفرها الماسونية لأعضائها إقامة دور رعاية للعجزة والمعوقين من الماسون وأراملهم وأيتامهم، ومدارس لأبناء الماسونيين. ويلقن الماسوني تعاليم مشددة حول التزاماته الأخوية fraternal obligations التي تشمل مساعدة الأعضاء الآخرين في أي ظرف، والخضوع التام لمقررات المحفل، ويقسِم الماسوني على ذلك أيماناً مغلظة فيها كثير من عبارات التهديد والوعيد.
    يتعارف الماسون فيما بينهم بطرائق خفية بالاتصال المباشر أو عن بعد، وأولها المصافحة والنطق بكلمات سر وكلمات تعارف مبهمة ورمزية لكل درجة أو مرتبة، فإذا ما تم التعارف يتوجب على كل من الطرفين أن يساعد الطرف الآخر، ويخفف عنه مهما كانت التضحية، ولو في حالة حرب.
    مذاهب «الفرماسونية» وفروعها:
    يصنّف الفرماسون في ثلاث رتب رئيسية، هي: طالب الانتساب apprentice، ثم الزميل في المهنة Fellow Craft ، فالماسوني الأستاذ Master Mason، ولكل منها عدة درجات. تختلف من بلد إلى آخر.
    تعددت المحافل الماسونية، وتنوعت طرقها منذ القرن السابع عشر، ولكن لم يبق منها إلا خمس طرق رئيسية إلى اليوم، أكبرها وأشملها الطريقة اليوركية York Rite، والطريقة الاسكتلندية (الإيكوسية) Scottish Rite، وهناك أيضاً الطريقة الاسكندناڤية والطريقة الإفريقية - الأمريكية.
    يتبنى المحفل الأكبر الإنكليزي الطريقة اليوركية وهي السائدة بين أكثر محافل الولايات المتحدة الأمريكية. أما المذهب الإيكوسي فتأسس في مدينة تشارلستون Charleston في كارولاينا الجنوبية South Carolina سنة 1801، ويتبناه اليوم المحفل الأكبر الوطني الفرنسي ومعظم محافل القارة الأوربية والشرق.
    يتبنى المذهب اليوركي منذ القرن التاسع عشر مراتب ثلاث أساسية، يدعى أعلاها المرتبة «الرئيسية» Capitular أو الكونية Cosmic ولا يَعرفُ عنها إلا نفرٌ قليل من أبناء المرتبة الثانية من الأساتذة العظام، وغالبهم من اليهود، وليس لها سوى محفل واحد مقره نيويورك. وتليها المرتبة الثانية «الخفية» أو «المستورة» Cryptic، وترتبط بسابقتها وبالتي دونها بطرائق غامضة، ومبادئها وتعاليمها وأهدافها مبهمة، وتقدس كل ماجاء في التوراة، وأخيراً المرتبة «الفرسانية» Chivalric أو الرمزية العامة Symbolic، وأعضاؤها فرسان الهيكل (المعبد) Knights Templar، وهي تصطبغ غالباً بصبغة الجمعيات الخيرية الهادفة إلى ترقية الفكر البشري، وتكثر من الرموز في جميع درجاتها وتعاليمها، أما الطريقة الاسكتلندية (الإيكوسية) فإنها لا تختلف كثيراً عن سابقتها من حيث التنظيم والمبادئ، حيث يقدّم فيها العضو جهوداً واختبارات معينة؛ ليصبح فارساً حكيماً من الفئة الأعلى، ثم يتدرج بعدها؛ ليصل إلى درجات المحفل الرمزي الثلاث: Three Symbolic Lodge Degrees أستاذ ماسوني فارس قدوش Knight Kadosh، ثم فارس أعلى، ففارس الفرسان التي يمنح فيها لقب أستاذ أعظم Grand Master، ويلي ذلك ألقاب أخرى لا ينالها إلا الراسخون في العلم من الماسون، وتؤهل حاملها لحضور المحافل العليا وترؤسها، ومنها ألقاب فارس حر النسب، وسفير المودة وكلي الحكمة والسبط الثالث عشر ودرجة الرفيع المقام وأخيراً درجة الملك المنتظر وهي أعلاها قاطبة.
    وقد وجدت الصهيونية العالمية في تعاليم الماسونية وغموضها وشعاراتها ما يخدم أغراضها، فعملت على أن يتبوأ مناصروها وبعض زعمائها مناصب رفيعة في معظم محافل الماسونيين؛ ليسيطروا عليها، ويتمكنوا من توجيه سياستها بما يخدم مصالح الصهيونية. وساعدهم على ذلك كون الرموز والشعارات والطقوس والهيكل وحتى أسماء بعض المراتب مقتبسة في غالبها من التوراة. ولكن معظم الماسونيين - حتى من أصحاب الدرجات العليا- لا يدركون غوامض الماسونية وغيبياتها. وقد يبقى الماسوني خمسين سنة بمرتبة الأستاذ من دون أن يتوصل إلى معرفة مغزى رموز الأخوية وأسرارها، فإذا توصل إلى شيء ما فإنه يكتمه لنفسه، ولا يبوح به لأحد، ولأن أسرار الماسونية تبقى طي الصدور؛ فإن القسم (اليمين) الذي يقسمه الماسوني يكون مبهماً، وأكثره مستوحى من الكتاب المقدس، وغالباً ما تبدأ في الدرجات العليا بعبارة: «أنا… وبحضور مهندس الكون الأعظم… أقسم وحدي أن أكون خفياً، وأن أكتم أي جزء أو نقطة من الأسرار التي أعرفها ولا أبوح به لأحد و… تحت طائلة أي عقوبة، بأن تقطع رقبتي، أو يقطع لساني، أو يدفن جسدي في رمال البحر…».
    ملحقات الماسونية وفروعها:
    إضافة إلى التنظيمات الرئيسية «للفرماسونية» المتفرعة عن التقليد اليوركي هناك اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية وفي المستوى الدولي عدد من الجمعيات أو التنظيمات التي لها صلة بها، ومن أهمها جماعة «بناي بريث» اليهودية، أو ما يسمى بالعربية «أبناء العهد»، التي تأسست في نيويورك عام 1834 على يد 12 يهودياً هاجروا إليها من ألمانيا. ولها فروع في ألمانيا وفرنسا، ومقر رئيسي في إسرائيل، ولها نشاط تجسسي وتخريبي كبير. وهناك منظمات أخرى، أغلبها جمعيات اجتماعية وترفيهية ليس لها أرضية رسمية في التنظيم الماسوني، ولكنها تضم أعضاء من الدرجات الماسونية العليا، ومن بينها «الأخوية العربية القديمة لنبلاء المقام السري» (الشراينر)Ancient Arabic Order of the Nobles of the Mystic Shrine (the Shriners)، و«الأخوية السرية للعرافين المستورين للعالم المسحور» Mystic Order of Veiled Prophets of the Enchanted Realm المعروفة باسم «غروتو» Grotto، وكذلك «أخوية أرزات لبنان العالية» Tall Cedars of Lebanon، ومعظم فروعها في أمريكا الشمالية، وتختلف علاقة هذه الجماعات ببقية المحافل. فبعضها يعترف بها، وتعدها محافل أخرى خارجة عن نطاق الماسونية ولا صلة لها بها، في حين يراها فريق ثالث تفرعاً منفصلاً ينتسب إلى الماسونية. كما أن لبعض هذه الجماعات شروطاً عقائدية أو دينية تتجاوز المفهوم الماسوني، وقد ترتبط بالمفهوم المسيحي. وهناك أيضاً كثير من النوادي التي لها صلات وثيقة بالماسونية وتتبنى تقاليدها ورموزها كنوادي الروتاري والليونز. ويمكن لقريبات أساتذة الماسون من النساء في أمريكا الانضمام إلى «أخوية النجم الشرقي» Order of Eastern Star. وفي هولندا هناك تنظيم منفصل للنساء الماسونيات يدعى «أخوية الحائكات» Order of Weavers تتبنى فيه النساء رموز الحياكة بدلاً من رموز البنائين. ويمكن لأولاد الماسون من الذكور (12-20 سنة) الانتساب إلى «أخوية دي مولاي الدولية» DeMolay International وأخوية البنائين Order of Builders، وأما البنات من أولاد الماسون وأقاربهم فينتسبون إلى «أخوية بنات أيوب» Order of Job’s Daughters و«أخوية قوس قزح للبنات» Order of Rainbow. و في حين يحظر على الماسونيين الإنكليز الانتساب إلى أي من المنظمات الترفيهية أو الجمعيات الشبيهة بالماسونية تحت طائلة تعليق عضويتهم، هناك ما يسمى «المحافل الماسونية الخاصة بالبحوث والإرشاد» Research and Instruction Lodges (R&I) وعضويتها مقتصرة على الأساتذة الماسون من المحافل المختلفة، ولا يدعى إليها المرشحون أو الأعضاء المحدثون.
    محمد وليد الجلاد
يعمل...
X