أفلام اجتماعية تجتذب جمهور مهرجان الجزائر الدولي للسينما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أفلام اجتماعية تجتذب جمهور مهرجان الجزائر الدولي للسينما

    أفلام اجتماعية تجتذب جمهور مهرجان الجزائر الدولي للسينما


    السينما تكشف بؤس الواقع وتواجه الانهيارات البشرية والمسكوت عنه.


    أفلام ملتزمة بقضايا الإنسان المعاصر

    تدخل السينما إلى قضايا اجتماعية ونفسية وحتى سياسية غاية في التعقيد، وتفككها لتتحول إلى أعمال فنية لها رسائل قوية ونافذة يمكن للجميع فهمها، وفي هذا الاتجاه خصص مهرجان الجزائر الدولي للسينما نسخته الجديدة للأفلام التي تحمل قضايا اجتماعية بالأساس، ليستقطب أهم الأفلام الأفريقية والعربية والعالمية.

    الجزائر - استمتع جمهور النسخة الحادية عشرة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما بالجزائر العاصمة بعدد من العروض السينمائية المتنوعة سواء من الأفلام الطويلة أو القصيرة.

    وكانت البداية مع ثلاثة أفلام قصيرة كانت ثيماتها حول البيئة والصحة النفسية وغيرها من القضايا الاجتماعية، فيما لخص فيلم رواندي طويل الأوضاع الاجتماعية في أفريقيا بشكل درامي.
    أفلام قصيرة



    فيلم "المجهولون" يرسم صورة حزينة عن الحياة في رواندا وخصوصا للطبقات الفقيرة في ظل صعوبات الحياة اليومية


    في إطار المنافسة الرسمية للمهرجان عرضت ثلاثة أفلام قصيرة بحضور مخرجيها، وقد تطرقت إلى قضايا البيئة والنفايات والمعاناة النفسية جراء تعقيدات المجتمع المادي الحديث.

    وعرف برنامج المنافسة الرسمية على مستوى قاعة ابن زيدون عرض الفيلم القصير “طول الليل” للمخرج الجزائري فيصل حموم الذي رسم عبر حركة الكاميرا وتنقلها بين فضاءات مختلفة في الجزائر العاصمة محطات من مأساة فقدان والدين لابنتهما الوحيدة التي تم اغتيالها، وتدخل الوالدة في حالة نفسية مرضية تجعلها تواصل البحث عن ابنتها في محطة القطار وفضاءات التسلية وتقوم بوضع إعلان بصورها في الشوارع.

    وقد استطاع المخرج والمنتج فيصل حموم على مدار 17 دقيقة من زمن الفيلم تلمّس حالة التيه التي تعيشها الأم التي ترفض فكرة وفاة ابنتها من خلال التركيز على ملامح وجهها الكئيب، رغم مساندة الزوج، ويتقفى معاناتها بصمت رفضا لوفاة وحيدتها، ويحمل الفيلم كما هائلا من العاطفة.

    من جهة ثانية دخل الفيلم القصير، من نوع التحريك، “الجسر” للمخرج الجزائري محمد الطاهر شوقي بوكاف ومدته ست دقائق غمار المنافسة وهو العمل الذي يتطرق برمزية إلى معاناة والد وابنه المريض يسافران على حمار للوصول إلى المستشفى للعلاج وتتخلل الرحلة متاعب كثيرة تعكس برمزية معاناة اجتماعية وبيئية كالتلوث والاختناق المروري.

    المهرجان يعرض بداية ثلاثة أفلام قصيرة كانت ثيماتها حول البيئة والصحة النفسية وغيرها من القضايا الاجتماعية

    واستطاع الفيلم القصير “جسر” الفائز بالمرتبة الأولى في فئة السينما والسمعي البصري لجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب علي معاشي 2021 في طبعتها الخامسة عشرة أن يجذب اهتمام الجمهور بفضل التأثيرات الصوتية والتركيب والتحريك الجيد على المستوى التقني وأيضا الموضوع الذي تم نسجه على حكاية تعج بالرمزية والدلالة.

    كما تابع الجمهور فيلم “وداعا أيها الأوغاد” للمخرج الكندي رومان دوموند ومدته 17 دقيقة وتدور وقائع الفيلم القصير حول استضافة الوزير الأول وزوجته ثلاثة عمال نظافة بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد في منزلهم، ونلج عبر لقطات مختلفة إلى مواقف طريفة متقاطعة بين الطرفين بأسلوب كوميدي هزلي.

    ونغوص عبر الخط الدرامي للقصة في قضايا تسيير وجمع النفايات ومختلف المشاكل التي تعترض عمال النظافة والرؤية السطحية التي يمتلكها البعض لمخاطر النفايات على البيئة والصحة العمومية.
    الحياة في رواندا




    علاوة على الأفلام القصيرة عرض المهرجان كذلك الفيلم الروائي الطويل “المجهولون” للمخرج الرواندي موتيغاندا وا نكوندا، وهو عمل درامي يرصد الأوضاع المعيشية الصعبة لطبقة واسعة من الروانديين رغم الطفرة الاقتصادية التي تعرفها بلادهم منذ سنوات.

    ويتطرق هذا العمل، المنتج في العام 2021 والمقدم في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، إلى قصة حبيبين شابين من العاصمة كيغالي يدخلان في علاقة عاطفية ليعيشا بعدها معا في حي فقير وبائس في ضواحي العاصمة، حيث يعانيان من ظروف مادية واجتماعية قاهرة.

    ويشتغل “فيلبي” (إيف كيجيانا) عون أمن رغم مستواه الجامعي وأما حبيته “كاتي” (كولومبي موكيشيمانا) فتعمل بائعة متجولة للملابس المستعملة، غير أن ما يجنيانه لا يكفيهما وخصوصا مع قدوم رضيع صغير في حياتهما، فتزداد بذلك ظروفهما المادية مأساوية بسبب المصاريف اليومية وأجرة البيت المتواضع الذي يأويهما، ما يجعل حياتهما لا تطاق.

    تغيب “كاتي” ذات ليلة بعد أن تذهب للبيع في الشوارع غير أنها لا تعود إلى البيت بسبب تعرضها للضرب المبرح من طرف قوات الأمن التي تسجنها وتصادر كل ما كان لديها من مال وسلعة، فتصاب بانهيار جسدي ونفسي وتزداد ضغوطها ومشاكلها مع زوجها، لتتأزم الأوضاع وتنتهي الأمور بجريمة قتله لها.



    يرسم الفيلم، في ساعة و30 دقيقة، صورة حزينة عن الحياة في رواندا وخصوصا للطبقات الفقيرة في ظل صعوبات الحياة اليومية والبطالة المتفشية وارتفاع الأسعار، كما يبرز العمل التفاوت الطبقي الذي تبلور في أعقاب الطفرة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ سنوات، فبينما ترتفع العمارات الشاهقة هنا وهناك، كما يظهر في الفيلم، تحيط بهذه الأحياء التجارية والسكنية الراقية الكثير من التجمعات الفقيرة.

    وجاء العمل واقعيا للغاية وخصوصا من ناحية التصوير والحوارات، كما غابت عنه تقريبا الموسيقى التصويرية ما زاد في واقعيته أكثر، وقال المخرج عقب العرض إن عمله “مقتبس من أحداث واقعية حدثت في 2011 لأناس كان يعرفهم”، مضيفا أن الفيلم “يبرز الواقع الحالي للمجتمع الرواندي، فكيغالي تعيش نموا اقتصاديا متسارعا يقابله ارتفاع في البطالة ومشاكل اجتماعية”.

    وعن واقع السينما في بلاده يقول المخرج إنها “سينما شابة يميزها بروز الفنانين الشباب المستقلين، مثله تماما”، غير أنه يوضح أن “الموارد قليلة، خصوصا أن بلاده لا تحوز صندوقا لدعم السينما”.

    وعرض هذا العمل في العديد من المهرجانات في 2021 على غرار النسخة الخامسة والثلاثين لمهرجان فريبورغ الدولي للأفلام بسويسرا أين قدم للمرة الأولى، والطبعة السابعة والعشرين للمهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو (فيسباكو) ببوركينا فاسو أين حاز جائزة أفضل سيناريو.

    وتستمر فعاليات المهرجان الدولي الـ11 للسينما بالجزائر (فيكا) المخصص للفيلم الملتزم إلى غاية الحادي عشر من ديسمبر الجاري، وسط مشاركة 60 فيلما من مختلف البلدان بينها 25 عملا ضمن المنافسة، وتركز هذه الدورة خصوصا على قضايا المقاومة والمرأة والبيئة.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X