توم هانكس: حين ينعزل الإنسان تتضاءل حياته بالفعل
الممثل يجسد في آخر أفلامه انسحاب الإنسان من محيطه.
الاثنين 2023/02/06
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أوتو قد يحمل بعضا من قناعات هانكس
لا ينفك الممثل الأميركي توم هانكس عن لعب أدوار سينمائية كوميدية لكنها ذات طابع درامي تسلط الضوء على الصراعات النفسية التي يعانيها الإنسان، وتحلل سلوكياته وتقدم صورا شديدة الواقعية عن انعكاسات السلوك والاختيارات وطرق التواصل مع الآخر وعن الأنا وصحتها ومدى توازنها النفسي.
لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - يجسد النجم الأميركي توم هانكس دور البطولة في فيلمه الجديد “إيه مان كولد أوتو” (رجل اسمه أوتو)، وهو عمل كوميدي درامي أميركي، تم طرحه في دور العرض في مستهل عام 2023.
الفيلم من إخراج مارك فورستر ويشارك هانكس البطولة فيه مجموعة من أشهر الممثلين في هوليوود منهم ماريانا تريفينو، رايتشل كيلر، مانويل غارسيا رولفو، كاميرون بريتون ومايك بيربيغليا.
وفي سياق أحداث الفيلم، نرى أن الجميع يزعج أوتو. فقد اجتمع جيرانه وأصدقاؤه القدامى، وحتى ساعي الطرود، على تدمير قواعده ولوائحه ضيقة الأفق.
وقد انسحب أوتو إلى حد كبير من المجتمع حوله، حيث أنه لا يظهر إلا للتنفيس عن شكواه البسيطة، والدخول في نقاشات غير ضرورية مع أولئك الموجودين في محيطه المباشر.
وفي أحدث أفلامه، يعتمد هانكس الممثل والمنتج الأميركي البالغ من العمر 66 عاما، على مادة روائية للكاتب السويدي فريدريك باكمان وهي كتاب “إيه مان كولد أوف” من إنتاج عام 2012.
وبعد ثلاثة أعوام من طرح الكتاب، تم إنتاج فيلم سويدي مقتبس من نفس الرواية ويحمل نفس اسمها، للمخرج السويدي المعروف هانيس هولم (60 عاما).
وحقق فيلمه الجديد الذي تبلغ مدته ساعتين و6 دقائق، وهو من إنتاج شركة “كولومبيا بيكتشرز”، إيرادات كبرى وصلت إلى 55 مليونًا و346 ألف دولار في شباك التذاكر العالمي منذ طرحه يوم الثلاثين ديسمبر من العام الماضي بدور العرض الأميركية، وطرح العمل يوم الثالث عشر يناير بدور العرض حول العالم.
وعن مشاهدته للفيلم السويدي مع زوجته، وهي الممثلة الأميركية ريتا ويلسون، قال هانكس “كنا نشاهده سويا (…) كنت أفكر في ذلك، وقد قالت هي ذلك بالفعل، وهو أن هذا فيلم مهم، ويجب أن يتم إنتاجه في الولايات المتحدة الآن”.
وسرعان ما قام المؤلف الأميركي ديفيد ماجي، وهو كاتب سيناريو فيلم “لايف أوف باي” (حياة باي) الشهير في عام 2012، بتعديل النص، وتم لاحقا تكليف المخرج الألماني السويسري الشهير مارك فورستر (53 عاما)، مخرج فيلم “كوانتام أوف سوليس” (كم من العزاء)، بإخراجه.
وتدور قصة الفيلم حول حي في أميركا الشمالية، في مكان ما يوجد على أطراف مدينة لم يتم تسميتها ضمن أحداث الفيلم. ويتعلق الأمر بالجيران والوافدين الجدد وعن علاقاتنا مع الآخرين من حولنا.
وفي هذه الاثناء، يحاول أوتو الحفاظ على النظام في العالم، حيث يكون ذلك بسخرية أحيانا، وغالبا ما يكون بعدوانية، وغالبا ما يكون منزعجا، وحتى في مواجهة اللطف والتعاطف من جانب إخوانه من البشر.
ثم تأتي شابة مرحة تدعى ماريسول – والتي تجسد دورها الممثلة المكسيكية ماريانا تريفينيو (45 عاما) – حيث تصل مع عائلتها إلى عالم أوتو، وسرعان ما تقلب حياته رأسا على عقب. وفجأة يجد أوتو نفسه جليسا للأطفال رغما عنه، ويواجه حسن الجوار العام. حتى أن هناك قطا ضالا يفرض وجوده في حياة أوتو.
ولكن ما يجعل هذا الفيلم مختلفا، هو أن الحبكة الدرامية لا تلتزم بالتجسيد الكوميدي لرجل عجوز عنيد اضطر إلى العودة إلى القيم العائلية القديمة الجيدة بسبب الظروف.
ويعاني أوتو كثيرا. ومع وفاة زوجته الحبيبة ينتهي الفرح في حياته، ونتعرف على ذلك من خلال مشاهد استعادية “فلاش باك” يسترجعها أوتو من ذكرياته الماضية. ويحرص أوتو على زيارة المقابر بشكل متكرر، ويأخذ وقتا في تذكر وشرح ما يحدث في حياته.
وعندما يحتاج إلى مساعدة نفسه، تذكره جارته الجديدة ماريسول أنه على عكس معتقداته، لا يمكن لأحد أن يقوم بكل شيء بمفرده.
ويرى هانكس نفسه أن الفيلم يحتوي على رسالة رئيسية تتعلق بعقلية ماريسول، حيث يقول “بالتأكيد، لديك الحق في هذا النوع من الخصوصية”.
الممثل والمخرج توم هانكس يشتهر بأدواره الكوميدية والدرامية، ويُعتبر من أفضل الممثلين في تاريخ السينما الأميركية
ويضيف “ولكن إذا لم تفتح حياتك للتأثيرات والتجارب، وحتى الإلهام الذي ستحصل عليه من شخص آخر، فستكون حياتك محدودة وضيقة جدا. أعتقد أن تجربة أن يعيش المرء حياة ضيقة محزنة حقا”.
ويقول هانكس عن شخصيته في الفيلم إن الكثيرين من كبار السن يرتكبون خطأ باعتقادهم أن الأقل هو الأفضل.
ويوضح أنه “في النهاية يبدأ المرء يعيش حدا أدنى من الحياة تتضاءل فيه حياته بالفعل”.
ويضيف هانكس أن الممثل يريد في هذا الفيلم أن يرسم خطا تحت مزايا العمل الجماعي، مؤكدا أن “روح الجماعة تمثل الفرق بين السعادة والوحدة”.
وتوماس جيفري هانكس من مواليد العام 1956 هو ممثل ومخرج أميركي.
وبدأ هانكس مسيرته في الفن السابع فجأة، حينما اكتشف قدراته التمثيلية بعد أن تقدم بطلب للانضمام إلى مسرح الجامعة، وتعرف الجمهور عليه للمرة الأولى في فيلم “إنه يعرف أنك وحيد”، لكن انطلاقته الحقيقية كانت في فيلم “سبلاش” عام 1984.
وكان الممثل عنصرا أساسيا في أفلام هوليوود منذ أواخر الثمانينات وشارك في العديد من الأدوار في أفلام رفيعة المستوى بما فيها “بيغ”، “توي ستوري”، “سايفينغ برايفات راين” و”كاتش مي إف يو كان”.
ولم يكتفِ بكونه ممثلا ومتقمصا بارعا لجميع أدواره، ولكنه خاض أيضا تجربة الإخراج والإنتاج السينمائي، واستطاع أن يكون فنانا صاحب رؤية.
ويشتهر توم هانكس بأدواره الكوميدية والدرامية، ويُعتبر من أفضل الممثلين في تاريخ السينما الأميركية. وفاز بجائزة أفضل ممثل ضمن جوائز الأوسكار لمرتين، الأولى عن دوره في فيلم “فيلاديلفيا” والثانية عن فيلم “فوريست غامب”. كما حاز على جائزة إيمي وأربعة جوائز غولدن غلوب. وفي نوفمبر 2016 حصل هانكس على وسام الاستحقاق الرئاسي للحرية من الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما عن أدائه الهام في مجال الفن.
ويصفه النقاد بأنه من الممثلين القلائل الذين نجحوا في تحقيق الكسب المادي والنجاح الفني، حيث استطاع إرضاء الجمهور وجمع ملايين من الدولارات في شباك التذاكر وحاز رضا النقاد.
ويطلق عليه لقب “الساحر”، وقد استطاع هذا الساحر أن يضع بصمته على كافة الأنماط الفنية، فقدم الدراما والرومانسية والرسوم المتحركة والغموض وحتى الكوميديا، ويعتبره الكثيرون نموذجا للشخصية الفنية المركبة التي يمكن أن تدرس أكاديميا.
الممثل يجسد في آخر أفلامه انسحاب الإنسان من محيطه.
الاثنين 2023/02/06
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أوتو قد يحمل بعضا من قناعات هانكس
لا ينفك الممثل الأميركي توم هانكس عن لعب أدوار سينمائية كوميدية لكنها ذات طابع درامي تسلط الضوء على الصراعات النفسية التي يعانيها الإنسان، وتحلل سلوكياته وتقدم صورا شديدة الواقعية عن انعكاسات السلوك والاختيارات وطرق التواصل مع الآخر وعن الأنا وصحتها ومدى توازنها النفسي.
لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - يجسد النجم الأميركي توم هانكس دور البطولة في فيلمه الجديد “إيه مان كولد أوتو” (رجل اسمه أوتو)، وهو عمل كوميدي درامي أميركي، تم طرحه في دور العرض في مستهل عام 2023.
الفيلم من إخراج مارك فورستر ويشارك هانكس البطولة فيه مجموعة من أشهر الممثلين في هوليوود منهم ماريانا تريفينو، رايتشل كيلر، مانويل غارسيا رولفو، كاميرون بريتون ومايك بيربيغليا.
وفي سياق أحداث الفيلم، نرى أن الجميع يزعج أوتو. فقد اجتمع جيرانه وأصدقاؤه القدامى، وحتى ساعي الطرود، على تدمير قواعده ولوائحه ضيقة الأفق.
وقد انسحب أوتو إلى حد كبير من المجتمع حوله، حيث أنه لا يظهر إلا للتنفيس عن شكواه البسيطة، والدخول في نقاشات غير ضرورية مع أولئك الموجودين في محيطه المباشر.
وفي أحدث أفلامه، يعتمد هانكس الممثل والمنتج الأميركي البالغ من العمر 66 عاما، على مادة روائية للكاتب السويدي فريدريك باكمان وهي كتاب “إيه مان كولد أوف” من إنتاج عام 2012.
وبعد ثلاثة أعوام من طرح الكتاب، تم إنتاج فيلم سويدي مقتبس من نفس الرواية ويحمل نفس اسمها، للمخرج السويدي المعروف هانيس هولم (60 عاما).
وحقق فيلمه الجديد الذي تبلغ مدته ساعتين و6 دقائق، وهو من إنتاج شركة “كولومبيا بيكتشرز”، إيرادات كبرى وصلت إلى 55 مليونًا و346 ألف دولار في شباك التذاكر العالمي منذ طرحه يوم الثلاثين ديسمبر من العام الماضي بدور العرض الأميركية، وطرح العمل يوم الثالث عشر يناير بدور العرض حول العالم.
وعن مشاهدته للفيلم السويدي مع زوجته، وهي الممثلة الأميركية ريتا ويلسون، قال هانكس “كنا نشاهده سويا (…) كنت أفكر في ذلك، وقد قالت هي ذلك بالفعل، وهو أن هذا فيلم مهم، ويجب أن يتم إنتاجه في الولايات المتحدة الآن”.
وسرعان ما قام المؤلف الأميركي ديفيد ماجي، وهو كاتب سيناريو فيلم “لايف أوف باي” (حياة باي) الشهير في عام 2012، بتعديل النص، وتم لاحقا تكليف المخرج الألماني السويسري الشهير مارك فورستر (53 عاما)، مخرج فيلم “كوانتام أوف سوليس” (كم من العزاء)، بإخراجه.
وتدور قصة الفيلم حول حي في أميركا الشمالية، في مكان ما يوجد على أطراف مدينة لم يتم تسميتها ضمن أحداث الفيلم. ويتعلق الأمر بالجيران والوافدين الجدد وعن علاقاتنا مع الآخرين من حولنا.
وفي هذه الاثناء، يحاول أوتو الحفاظ على النظام في العالم، حيث يكون ذلك بسخرية أحيانا، وغالبا ما يكون بعدوانية، وغالبا ما يكون منزعجا، وحتى في مواجهة اللطف والتعاطف من جانب إخوانه من البشر.
ثم تأتي شابة مرحة تدعى ماريسول – والتي تجسد دورها الممثلة المكسيكية ماريانا تريفينيو (45 عاما) – حيث تصل مع عائلتها إلى عالم أوتو، وسرعان ما تقلب حياته رأسا على عقب. وفجأة يجد أوتو نفسه جليسا للأطفال رغما عنه، ويواجه حسن الجوار العام. حتى أن هناك قطا ضالا يفرض وجوده في حياة أوتو.
ولكن ما يجعل هذا الفيلم مختلفا، هو أن الحبكة الدرامية لا تلتزم بالتجسيد الكوميدي لرجل عجوز عنيد اضطر إلى العودة إلى القيم العائلية القديمة الجيدة بسبب الظروف.
ويعاني أوتو كثيرا. ومع وفاة زوجته الحبيبة ينتهي الفرح في حياته، ونتعرف على ذلك من خلال مشاهد استعادية “فلاش باك” يسترجعها أوتو من ذكرياته الماضية. ويحرص أوتو على زيارة المقابر بشكل متكرر، ويأخذ وقتا في تذكر وشرح ما يحدث في حياته.
وعندما يحتاج إلى مساعدة نفسه، تذكره جارته الجديدة ماريسول أنه على عكس معتقداته، لا يمكن لأحد أن يقوم بكل شيء بمفرده.
ويرى هانكس نفسه أن الفيلم يحتوي على رسالة رئيسية تتعلق بعقلية ماريسول، حيث يقول “بالتأكيد، لديك الحق في هذا النوع من الخصوصية”.
الممثل والمخرج توم هانكس يشتهر بأدواره الكوميدية والدرامية، ويُعتبر من أفضل الممثلين في تاريخ السينما الأميركية
ويضيف “ولكن إذا لم تفتح حياتك للتأثيرات والتجارب، وحتى الإلهام الذي ستحصل عليه من شخص آخر، فستكون حياتك محدودة وضيقة جدا. أعتقد أن تجربة أن يعيش المرء حياة ضيقة محزنة حقا”.
ويقول هانكس عن شخصيته في الفيلم إن الكثيرين من كبار السن يرتكبون خطأ باعتقادهم أن الأقل هو الأفضل.
ويوضح أنه “في النهاية يبدأ المرء يعيش حدا أدنى من الحياة تتضاءل فيه حياته بالفعل”.
ويضيف هانكس أن الممثل يريد في هذا الفيلم أن يرسم خطا تحت مزايا العمل الجماعي، مؤكدا أن “روح الجماعة تمثل الفرق بين السعادة والوحدة”.
وتوماس جيفري هانكس من مواليد العام 1956 هو ممثل ومخرج أميركي.
وبدأ هانكس مسيرته في الفن السابع فجأة، حينما اكتشف قدراته التمثيلية بعد أن تقدم بطلب للانضمام إلى مسرح الجامعة، وتعرف الجمهور عليه للمرة الأولى في فيلم “إنه يعرف أنك وحيد”، لكن انطلاقته الحقيقية كانت في فيلم “سبلاش” عام 1984.
وكان الممثل عنصرا أساسيا في أفلام هوليوود منذ أواخر الثمانينات وشارك في العديد من الأدوار في أفلام رفيعة المستوى بما فيها “بيغ”، “توي ستوري”، “سايفينغ برايفات راين” و”كاتش مي إف يو كان”.
ولم يكتفِ بكونه ممثلا ومتقمصا بارعا لجميع أدواره، ولكنه خاض أيضا تجربة الإخراج والإنتاج السينمائي، واستطاع أن يكون فنانا صاحب رؤية.
ويشتهر توم هانكس بأدواره الكوميدية والدرامية، ويُعتبر من أفضل الممثلين في تاريخ السينما الأميركية. وفاز بجائزة أفضل ممثل ضمن جوائز الأوسكار لمرتين، الأولى عن دوره في فيلم “فيلاديلفيا” والثانية عن فيلم “فوريست غامب”. كما حاز على جائزة إيمي وأربعة جوائز غولدن غلوب. وفي نوفمبر 2016 حصل هانكس على وسام الاستحقاق الرئاسي للحرية من الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما عن أدائه الهام في مجال الفن.
ويصفه النقاد بأنه من الممثلين القلائل الذين نجحوا في تحقيق الكسب المادي والنجاح الفني، حيث استطاع إرضاء الجمهور وجمع ملايين من الدولارات في شباك التذاكر وحاز رضا النقاد.
ويطلق عليه لقب “الساحر”، وقد استطاع هذا الساحر أن يضع بصمته على كافة الأنماط الفنية، فقدم الدراما والرومانسية والرسوم المتحركة والغموض وحتى الكوميديا، ويعتبره الكثيرون نموذجا للشخصية الفنية المركبة التي يمكن أن تدرس أكاديميا.