اجتماع تربوي (علم)
Educational sociology - Sociologie de l’éducation
الاجتماع التربوي (علم ـ)
علم الاجتماع التربوي sociology of education وهو العلم الذي يدرس أثر العمل التربوي في الحياة الاجتماعية، ويدرس في الوقت نفسه، أثر الحياة الاجتماعية في العمل التربوي، أو هو العلم الاجتماعي الذي يدرس الظاهرة التربوية في مناحيها المتعددة، وفي إطار تفاعلها مع الواقع الاجتماعي.
مجالات علم الاجتماع التربوي:
يهتم علم الاجتماع التربوي بمسائل مثل إيصال القيم الاجتماعية والثقافية والتربوية والدينية والوطنية إلى الطفل عن طريق النظام التعليمي، كما أنه يدرس المحددات الاجتماعية التي تؤثر في تقرير السياسات التربوية وأهداف النظام التعليمي، وكذلك تأثير المؤسسات الاجتماعية في النظام التعليمي، وتأثير العلاقة بين المدرسة والأسرة، في التحصيل المدرسي للطلاب، ودور النظام التعليمي في الحراك الاجتماعي، وأثر الأنماط الثقافية السائدة على النظام المدرسي، والتعلم عن طريق جماعات الأقران، والعلاقات بين أفراد تلك الجماعات، ودور التربية في إعداد الناشئة لسوق العمل، والتحليل الاجتماعي لبنية النظام المدرسي والعلاقات السائدة فيه، ودور النظام المدرسي بصفته أداة للسيطرة الاجتماعية والضبط، وإعادة إنتاج العلاقات الاقتصادية والاجتماعية السائدة، وتحديد الطبقات الاجتماعية المستفيدة من النظام المدرسي، والتي تطبعه بخصائصها اللغوية والثقافية، وأخيراً دور التربية في عمليات التحديث الاجتماعي.
تطور علم الاجتماع التربويظهر هذا العلم نتيجة لجملة من التطورات الاجتماعية، منها توقع دور النظام التعليمي في ترسيخ الديمقراطية الاجتماعية والتربوية والحراك الاجتماعي عن طريق التحصيل المدرسي، وإعداد الطلاب للحصول على فرص عمل، وتعزيز دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية للطفل، وتمثل أعمال إميل دوركهايم [ر] Émile Durkheim (1858-1917)، وماكس فيبر Max Weber (1864-1920)، وكارل ماركس Karl Marx (1818-1883)، المقدمات النظرية لولادة علم الاجتماع التربوي. وقد تجلى إسهام كل منهم في هذا المجال في كتبه، إذ كتب دوركهايم: «التربية والمجتمع» Éducation et sociologie و«التطور التربوي في فرنسة« Évolution pédagogique en France وأسهم كتاب ماكس فيبر «الأخلاق البروتستنتية وروح الرأسمالية» L'éthique Protestante et l'esprit du capitalisme في شرح التطور الاجتماعي الرأسمالي في أوربة الغربية، وعرض كارل ماركس الفكر الاجتماعي التربوي بشرح تأثير البنية التحتية، وأنماط الإنتاج وعلاقات الإنتاج، على البنية الفوقية كالبناء الثقافي والحقوقي للمجتمع والنظام التربوي والمدرسي السائد، كما ركز على أهمية الموازين الطبقية في العملية التربوية، وعلى قيم كل طبقة اجتماعية وتصوراتها. وانتقد تربية الأطفال بأساليب الإكراه في المجتمعات الرأسمالية.
ومهد هؤلاء الرواد لتطور علم الاجتماع التربوي، فقد بحث جاكار P.Jaccard في كتابه «علم الاجتماع التربوي» (1963) أفكار دوركهايم، كما درس كل من جيرار A.Girard وباستيد K.Pastide، أثر الانتماء الاجتماعي في قوة التحصيل المدرسي في بحثهما «حول الطبقة الاجتماعية، وديمقراطية التعليم»، عام 1963، وكتب بول كلارك Paul Clerc حول «الأسرة والتوجيه المدرسي لتلامذة الصف السادس الابتدائي». ولعل أكثر الأعمال إثارة للاهتمام والجدل هي الدراسة التي قام بها كل من بورديو Bourdieu وباسرون J.C.Passeron بعنوان «إعادة الإنتاج: حول نظرية نظام التعليم» La reproduction: pour une théorie du système d'enseignement وهي دراسة تكشف عن أن النظام التعليمي السائد في فرنسة يعيد بناء العلاقات الإنتاجية القائمة على تعزيز السيطرة الاقتصادية للطبقات السائدة.
وتكررت الفكرة نفسها في عمل كل من بودلو Baudelot واستابليه Estabelet في كتابهما: «المدرسة الرأسمالية في فرنسة» L'école capitaliste en France عام 1971. ويبين ريموند بودون Bodon في بحثه «ثقافات الحظوظ التعليمية» عام 1974، أثر النظام المدرسي في عملية الحراك الاجتماعي في المجتمعات الصناعية.
ولعل أبرز الأعمال المهمة التي صدرت في بريطانية هو ما قام به فريد كلارك، حول «التربية والتغير الاجتماعي» الصادر في لندن عام 1940، محللاً تاريخ التربية في المجتمع البريطاني،وداعياً إلى توظيفها في خدمة الطبقات السائدة، واهتم باسيل برنشتاين Basil Brenstien عام 1975 بمسألة العلاقة بين اللغة والانتماء الطبقي، مبيناً أن لغة النظام المدرسي في بريطانية كانت وماتزال تعكس
Educational sociology - Sociologie de l’éducation
الاجتماع التربوي (علم ـ)
علم الاجتماع التربوي sociology of education وهو العلم الذي يدرس أثر العمل التربوي في الحياة الاجتماعية، ويدرس في الوقت نفسه، أثر الحياة الاجتماعية في العمل التربوي، أو هو العلم الاجتماعي الذي يدرس الظاهرة التربوية في مناحيها المتعددة، وفي إطار تفاعلها مع الواقع الاجتماعي.
مجالات علم الاجتماع التربوي:
يهتم علم الاجتماع التربوي بمسائل مثل إيصال القيم الاجتماعية والثقافية والتربوية والدينية والوطنية إلى الطفل عن طريق النظام التعليمي، كما أنه يدرس المحددات الاجتماعية التي تؤثر في تقرير السياسات التربوية وأهداف النظام التعليمي، وكذلك تأثير المؤسسات الاجتماعية في النظام التعليمي، وتأثير العلاقة بين المدرسة والأسرة، في التحصيل المدرسي للطلاب، ودور النظام التعليمي في الحراك الاجتماعي، وأثر الأنماط الثقافية السائدة على النظام المدرسي، والتعلم عن طريق جماعات الأقران، والعلاقات بين أفراد تلك الجماعات، ودور التربية في إعداد الناشئة لسوق العمل، والتحليل الاجتماعي لبنية النظام المدرسي والعلاقات السائدة فيه، ودور النظام المدرسي بصفته أداة للسيطرة الاجتماعية والضبط، وإعادة إنتاج العلاقات الاقتصادية والاجتماعية السائدة، وتحديد الطبقات الاجتماعية المستفيدة من النظام المدرسي، والتي تطبعه بخصائصها اللغوية والثقافية، وأخيراً دور التربية في عمليات التحديث الاجتماعي.
تطور علم الاجتماع التربويظهر هذا العلم نتيجة لجملة من التطورات الاجتماعية، منها توقع دور النظام التعليمي في ترسيخ الديمقراطية الاجتماعية والتربوية والحراك الاجتماعي عن طريق التحصيل المدرسي، وإعداد الطلاب للحصول على فرص عمل، وتعزيز دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية للطفل، وتمثل أعمال إميل دوركهايم [ر] Émile Durkheim (1858-1917)، وماكس فيبر Max Weber (1864-1920)، وكارل ماركس Karl Marx (1818-1883)، المقدمات النظرية لولادة علم الاجتماع التربوي. وقد تجلى إسهام كل منهم في هذا المجال في كتبه، إذ كتب دوركهايم: «التربية والمجتمع» Éducation et sociologie و«التطور التربوي في فرنسة« Évolution pédagogique en France وأسهم كتاب ماكس فيبر «الأخلاق البروتستنتية وروح الرأسمالية» L'éthique Protestante et l'esprit du capitalisme في شرح التطور الاجتماعي الرأسمالي في أوربة الغربية، وعرض كارل ماركس الفكر الاجتماعي التربوي بشرح تأثير البنية التحتية، وأنماط الإنتاج وعلاقات الإنتاج، على البنية الفوقية كالبناء الثقافي والحقوقي للمجتمع والنظام التربوي والمدرسي السائد، كما ركز على أهمية الموازين الطبقية في العملية التربوية، وعلى قيم كل طبقة اجتماعية وتصوراتها. وانتقد تربية الأطفال بأساليب الإكراه في المجتمعات الرأسمالية.
ومهد هؤلاء الرواد لتطور علم الاجتماع التربوي، فقد بحث جاكار P.Jaccard في كتابه «علم الاجتماع التربوي» (1963) أفكار دوركهايم، كما درس كل من جيرار A.Girard وباستيد K.Pastide، أثر الانتماء الاجتماعي في قوة التحصيل المدرسي في بحثهما «حول الطبقة الاجتماعية، وديمقراطية التعليم»، عام 1963، وكتب بول كلارك Paul Clerc حول «الأسرة والتوجيه المدرسي لتلامذة الصف السادس الابتدائي». ولعل أكثر الأعمال إثارة للاهتمام والجدل هي الدراسة التي قام بها كل من بورديو Bourdieu وباسرون J.C.Passeron بعنوان «إعادة الإنتاج: حول نظرية نظام التعليم» La reproduction: pour une théorie du système d'enseignement وهي دراسة تكشف عن أن النظام التعليمي السائد في فرنسة يعيد بناء العلاقات الإنتاجية القائمة على تعزيز السيطرة الاقتصادية للطبقات السائدة.
وتكررت الفكرة نفسها في عمل كل من بودلو Baudelot واستابليه Estabelet في كتابهما: «المدرسة الرأسمالية في فرنسة» L'école capitaliste en France عام 1971. ويبين ريموند بودون Bodon في بحثه «ثقافات الحظوظ التعليمية» عام 1974، أثر النظام المدرسي في عملية الحراك الاجتماعي في المجتمعات الصناعية.
ولعل أبرز الأعمال المهمة التي صدرت في بريطانية هو ما قام به فريد كلارك، حول «التربية والتغير الاجتماعي» الصادر في لندن عام 1940، محللاً تاريخ التربية في المجتمع البريطاني،وداعياً إلى توظيفها في خدمة الطبقات السائدة، واهتم باسيل برنشتاين Basil Brenstien عام 1975 بمسألة العلاقة بين اللغة والانتماء الطبقي، مبيناً أن لغة النظام المدرسي في بريطانية كانت وماتزال تعكس