اتروسكيون (لغه)
Etruscans - Etrusques
الأتروسكيون (اللغة)
اللغة الإتروسكية: كان الإتروسكيون يتحدثون لغة تختلف في أصولها عن لغات الأقوام الإيطالية القديمة وهي ليست من أسرة اللغات الهندية الأوربية على الرغم من تأثرها بها. وبعد سيادة رومة حلت اللغة اللاتينية محل اللغة الإتروسكية التي اضمحلت تدريجياً إلى أن غدت لغة ميتة. وأغلب النصوص الإتروسكية التي عثر عليها هي نقوش جنازية في المدافن، ويرجع أغلبها إلى القرن السابع ق.م، وقد ساعدت هذه النصوص الكثيرة بمقارنتها مع بعض النصوص اللاتينية المستعملة في مناسبات مماثلة، على توفير معلومات مهمة، على ضآلتها، كمعرفة شجرات نسب بعض الأسر الإتروسكية والرومانية والتقاليد الدينية والتنظيم السياسي، كما ساعدت على كشف بعض جوانب اللغة الإتروسكية التي لاتزال صعبة الحل. وثمة ثلاثة نصوص مطولة نسبياً باللغة الإتروسكية تمثل مكانة خاصة عند علماء اللغات القديمة، وأول هذه النصوص وأطولها مكتوب على لفيفة كتانية قطعت إلى عصائب تشبه العصائب التي استعملت في تحنيط مومياء مصري، وهي محفوظة في أحد متاحف مدينة زغرب في كرواتية اليوغوسلافية، ويتألف النص من 281 سطراً ويضم 1300 كلمة. أما النص الثاني فمنقوش على قطعة من الآجر عثر عليها في مدينة كابا في كامبانية ويتألف من 46 سطراً. أما النص الثالث فهو نقش شاهدة مدفن نذرية عثر عليها في مدينة بروجيه. وقد عثر في عام 1964 على نصين منقوشين من لوحين من ذهب، كما عثر كذلك على نموذج كبير من البرونز عليه نقش من 45 كلمة ربما كانت إرشادات لشعائر دينية.
وقد غدا من الممكن اليوم قراءة الكتابات الإتروسكية، لأن الألفبائية الإتروسكية مشتقة بوجه أو بآخر من الألفبائية اليونانية (الصيغة الخلقيدونية على الأرجح) وتكتب من اليمين إلى اليسار كأغلب اللغات المشرقية واللغة اليونانية القديمة، وقد تكتب بعض نصوصها بالأسلوب المحراثي boustrophedon (أي أن اتجاه الكتابة يتبدل في كل سطر، فيكون السطر الأول من اليمين إلى اليسار والثاني من اليسار إلى اليمين وهكذا). وقد طرأت تعديلات كثيرة على أشكال الحروف وعددها وتركيب الكلمات والجمل بمرور الزمن إلى أن اتخذت صيغتها الأخيرة (الكلاسيكية) نحو سنة 400 ق.م فصارت تتألف من عشرين حرفاً (أربعة صوائت وستة عشر ساكناً). ومع أن اللغة الإتروسكية ظلت متداولة قروناً عدة بعد ذلك، إلا أن الكتابة بحروفها توقفت في القرن الأول للميلاد. ولايعني فك رموز الأحرف أو قراءة الكلمات القدرة على فهم معناها، إذ لاتزال اللغة الإتروسكية مستعصية على الفهم على الرغم من مختلف الدراسات المقارنة للغة الإتروسكية مع مفردات اللغات القديمة المعروفة كاليونانية والمصرية والآشورية والكنعانية، ومنها اللغة البونية القرطاجية. وكل ما يمكن تأكيده في هذا المجال أن الإتروسكية تشبه اليونانية في تركيبها وتصريف بعض كلماتها، وأنها تضم مفردات وصيغاً مشتقة من لغات سكان إيطالية القدماء وأوربة الجنوبية، وأنها قد تكون متفرعة عن بعض لغات آسيا الصغرى القديمة أو الساحل السوري.
يحيى العريضي
Etruscans - Etrusques
الأتروسكيون (اللغة)
اللغة الإتروسكية: كان الإتروسكيون يتحدثون لغة تختلف في أصولها عن لغات الأقوام الإيطالية القديمة وهي ليست من أسرة اللغات الهندية الأوربية على الرغم من تأثرها بها. وبعد سيادة رومة حلت اللغة اللاتينية محل اللغة الإتروسكية التي اضمحلت تدريجياً إلى أن غدت لغة ميتة. وأغلب النصوص الإتروسكية التي عثر عليها هي نقوش جنازية في المدافن، ويرجع أغلبها إلى القرن السابع ق.م، وقد ساعدت هذه النصوص الكثيرة بمقارنتها مع بعض النصوص اللاتينية المستعملة في مناسبات مماثلة، على توفير معلومات مهمة، على ضآلتها، كمعرفة شجرات نسب بعض الأسر الإتروسكية والرومانية والتقاليد الدينية والتنظيم السياسي، كما ساعدت على كشف بعض جوانب اللغة الإتروسكية التي لاتزال صعبة الحل. وثمة ثلاثة نصوص مطولة نسبياً باللغة الإتروسكية تمثل مكانة خاصة عند علماء اللغات القديمة، وأول هذه النصوص وأطولها مكتوب على لفيفة كتانية قطعت إلى عصائب تشبه العصائب التي استعملت في تحنيط مومياء مصري، وهي محفوظة في أحد متاحف مدينة زغرب في كرواتية اليوغوسلافية، ويتألف النص من 281 سطراً ويضم 1300 كلمة. أما النص الثاني فمنقوش على قطعة من الآجر عثر عليها في مدينة كابا في كامبانية ويتألف من 46 سطراً. أما النص الثالث فهو نقش شاهدة مدفن نذرية عثر عليها في مدينة بروجيه. وقد عثر في عام 1964 على نصين منقوشين من لوحين من ذهب، كما عثر كذلك على نموذج كبير من البرونز عليه نقش من 45 كلمة ربما كانت إرشادات لشعائر دينية.
وقد غدا من الممكن اليوم قراءة الكتابات الإتروسكية، لأن الألفبائية الإتروسكية مشتقة بوجه أو بآخر من الألفبائية اليونانية (الصيغة الخلقيدونية على الأرجح) وتكتب من اليمين إلى اليسار كأغلب اللغات المشرقية واللغة اليونانية القديمة، وقد تكتب بعض نصوصها بالأسلوب المحراثي boustrophedon (أي أن اتجاه الكتابة يتبدل في كل سطر، فيكون السطر الأول من اليمين إلى اليسار والثاني من اليسار إلى اليمين وهكذا). وقد طرأت تعديلات كثيرة على أشكال الحروف وعددها وتركيب الكلمات والجمل بمرور الزمن إلى أن اتخذت صيغتها الأخيرة (الكلاسيكية) نحو سنة 400 ق.م فصارت تتألف من عشرين حرفاً (أربعة صوائت وستة عشر ساكناً). ومع أن اللغة الإتروسكية ظلت متداولة قروناً عدة بعد ذلك، إلا أن الكتابة بحروفها توقفت في القرن الأول للميلاد. ولايعني فك رموز الأحرف أو قراءة الكلمات القدرة على فهم معناها، إذ لاتزال اللغة الإتروسكية مستعصية على الفهم على الرغم من مختلف الدراسات المقارنة للغة الإتروسكية مع مفردات اللغات القديمة المعروفة كاليونانية والمصرية والآشورية والكنعانية، ومنها اللغة البونية القرطاجية. وكل ما يمكن تأكيده في هذا المجال أن الإتروسكية تشبه اليونانية في تركيبها وتصريف بعض كلماتها، وأنها تضم مفردات وصيغاً مشتقة من لغات سكان إيطالية القدماء وأوربة الجنوبية، وأنها قد تكون متفرعة عن بعض لغات آسيا الصغرى القديمة أو الساحل السوري.
يحيى العريضي