صحيح أننا جُبلنا على التغني بجمال الفراشة والاستئناس برؤيتها وهي تتراقص من زهرة إلى أخرى، فضلًا عن الاستمتاع بتتبع مسار طيرانها في هذا البستان أو ذاك. فكيف لا تحظى بكل هذا الاحتفاء وهي الحشرة الرقيقة الشائعة التي أَسرت قلوب الفراعنة حتى حفلت بها رسوماتهم الجدارية، وألهمت الفنانين تشكيلَ لوحاتهم البهية، وزركشت قصائد الشعراء الوجدانية. في بعض الأحيان، تتسلل إحدى هذه الحسناوات المجنَّحة إلى منازلنا في زيارة بلا ميعاد، فلا نشعر إلا وقد طفقنا نطاردها للإمساك بها، لعلّنا نظفر بتأمل ألوانها الفاتنة ومعالم جسمها الرشيقة. على أن هذه المحاولات عادةً ما تبوء بالفشل؛ نظرًا لبراعة ضيفتنا في المناورة والهروب السريع.
لا يختلف الأمر كثيرًا عن "العثة"، التي تشارك الفراشةَ الرتبة ذاتها: "حرشفيات الأجنحة" (Lepidoptera). فهذه الحشرة لا تقل جمالًا وإبهارًا عن الفراشة، بل تتفرد بهيأة فاتنة جذابة منذ مرحلة اليرقة وحتى البلوغ. إذ تتنوع أشكالها وألوانها لتبوح بتفاصيلها اللونية المبهرة التي قد لا تُدركها العين المجردة بسهولة، وهي ميزة تنافس بها الفراشات.. بل تتفوق عليها.
تُعد العثة واحدة من أكثر الكائنات تنوعًا في النظم البيئية، إذ يصل عدد أنواعها إلى نحو 160 ألف نوع معروف في العالم حتى الآن، على خلاف الفراشات التي يوجد منها زُهاء 17500 نوع فقط. وتمتلك الاثنتان خرطومًا، يوصف بأنه جذع مرن ويُستعمل للحصول على السوائل، خصوصًا الرحيق. كما أنها تُصنف ضمن الكائنات ذات النشاط الليلي، لذا قد يجد الساعي وراءها صعوبة في تحديد مواقعها بدقة، خاصة وأنها تفضل التجول في الظلام الحالك.
وتؤدي هذه الكائنات دورًا مهمًا في حياة عددٍ من النباتات بوصفها من الملقّحات، ومصدر غذاء رئيس لحيوانات مهمة كالخفافيش. لكن العثة طَورت أساليبها المعقدة في الدفاع وصد مفترساتها عبر التمويه واستخدام الحيل، مثل إصدار صيحات مخيفة لإرباك الخفافيش، والسقوط على الأرض، وتغيير اتجاه الطيران على نحو سريع، والدوران في صورة حلقات دائرية؛ فضلًا عن قدرة يرقاتها على استعمال شعيراتها اللاذعة لطرد أي مفترس محتمل.
منذ نحو عقد من الزمن، دأب المصور الفوتوغرافي "خالد الحضرمي" على تتبع أنواع عديدة من الحشرات لأجل تصويرها خلال أطوار حياتها المختلفة في موائلها الطبيعية بسلطنة عُمان؛ إلا أن للعثة وقعًا مختلفًا في نفس الحضرمي؛ إذ يقول: "سحر العثة وفرادة ألوانها أَسراني حتى أصبحت أُخطط لرحلات البحث عنها". لذا فهو يراقب ويدرس نطاق انتشار العثة للتوثيق لها خلال أوقات السنة، وتحديدًا من شهر مارس وحتى أكتوبر، وهي ذروة نشاط هذه الحشرة الزاهية.
لا يختلف الأمر كثيرًا عن "العثة"، التي تشارك الفراشةَ الرتبة ذاتها: "حرشفيات الأجنحة" (Lepidoptera). فهذه الحشرة لا تقل جمالًا وإبهارًا عن الفراشة، بل تتفرد بهيأة فاتنة جذابة منذ مرحلة اليرقة وحتى البلوغ. إذ تتنوع أشكالها وألوانها لتبوح بتفاصيلها اللونية المبهرة التي قد لا تُدركها العين المجردة بسهولة، وهي ميزة تنافس بها الفراشات.. بل تتفوق عليها.
تُعد العثة واحدة من أكثر الكائنات تنوعًا في النظم البيئية، إذ يصل عدد أنواعها إلى نحو 160 ألف نوع معروف في العالم حتى الآن، على خلاف الفراشات التي يوجد منها زُهاء 17500 نوع فقط. وتمتلك الاثنتان خرطومًا، يوصف بأنه جذع مرن ويُستعمل للحصول على السوائل، خصوصًا الرحيق. كما أنها تُصنف ضمن الكائنات ذات النشاط الليلي، لذا قد يجد الساعي وراءها صعوبة في تحديد مواقعها بدقة، خاصة وأنها تفضل التجول في الظلام الحالك.
وتؤدي هذه الكائنات دورًا مهمًا في حياة عددٍ من النباتات بوصفها من الملقّحات، ومصدر غذاء رئيس لحيوانات مهمة كالخفافيش. لكن العثة طَورت أساليبها المعقدة في الدفاع وصد مفترساتها عبر التمويه واستخدام الحيل، مثل إصدار صيحات مخيفة لإرباك الخفافيش، والسقوط على الأرض، وتغيير اتجاه الطيران على نحو سريع، والدوران في صورة حلقات دائرية؛ فضلًا عن قدرة يرقاتها على استعمال شعيراتها اللاذعة لطرد أي مفترس محتمل.
منذ نحو عقد من الزمن، دأب المصور الفوتوغرافي "خالد الحضرمي" على تتبع أنواع عديدة من الحشرات لأجل تصويرها خلال أطوار حياتها المختلفة في موائلها الطبيعية بسلطنة عُمان؛ إلا أن للعثة وقعًا مختلفًا في نفس الحضرمي؛ إذ يقول: "سحر العثة وفرادة ألوانها أَسراني حتى أصبحت أُخطط لرحلات البحث عنها". لذا فهو يراقب ويدرس نطاق انتشار العثة للتوثيق لها خلال أوقات السنة، وتحديدًا من شهر مارس وحتى أكتوبر، وهي ذروة نشاط هذه الحشرة الزاهية.