ارناووط (معروف)
Al-Arnaout (Ma’rouf-) - Al-Arnaout (Ma’rouf-)
الأرناؤوط (معروف -)
(1892-1948م)
أديب ألباني الأصل، يعود نسبه إِلى مدينة ألونية الألبانية، هاجر جده حسن آغا المولى يوسف مع أسرته إِلى بيروت في منتصف القرن التاسع عشر أيام الدولة العثمانية.
ولد معروف بن أحمد أرناؤوط، في العاصمة اللبنانية، ونشأ فيها، وتتلمذ هناك على الشيخ أحمد عباس الأزهري في الكلية العثمانية الإِسلامية.
عكف معروف على قراءة كتب الأدب والتراث التاريخي واللغوي، فاستصفى منها الأساليب العربية الصافية بذوقه المرهف وحسه الأدبي المتميز. ومارس الخطابة والكتابة ونظم الشعر، وراح يدبج المقالات والقصائد، وينشرها في الصحف المحلية، كما ترجم عن اللغة الفرنسية عدداً من الأعمال القصصية منها: «الصقلي الشريف» و«الطفلان الشريدان» و«عذاب الضمير» و«الفردوس المفقود» وغيرها. وفي عام 1914 في بداية الحرب العالمية الأولى، التحق معروف بالخدمة الإِلزامية في الجيش العثماني في اصطنبول، وهناك تعرف بعض أدبائها، وتأثر بهم وبسحر جمال الطبيعة في تلك المدينة ولما علم بقيام الثورة العربية في الحجاز هرب من الخدمة في الجيش العثماني عام 1916 إِلى بلاد الشام، ثمّ التحق بالجيش العربي، ودخل مع الملك فيصل دمشق وهو يرى في الثورة العربية الكبرى تحقيقاً لحلمه وأمانيه في إِحياء ماضي الأمة على مبادئ العروبة والإِسلام.
ولما استقرت به الحال، أخذ يفكر في العمل في الميدان الذي يمكن أن يحقق له بعض رغباته وأفكاره القومية والأدبية، فاشترك مع صديقيه الصحفيين عثمان قاسم ورشدي صالح ملحس في إِصدار جريدة «الاستقلال العربي» عام 1918م، ثم انفصل عنهما في العام التالي، وأنشأ مجلة «العلم العربي». وفي عام 1920م أصدر جريدة «فتى العرب» التي كانت من أوائل الصحف السورية آنذاك، وامتد عمرها ما يقارب الثلاثين عاماً، وكان معروف يحررها ويكتب مقالها الافتتاحي كاشفاً فيما يكتب عن نزوعه السياسي إِلى نهضة عربية قومية، تكون منطلقاً لإِحياء ماضي العرب والإِسلام، وكان ينهج في سياسة جريدته نهجاً حراً يخالف أحياناً نهج السياسيين، إِلا أنهم مع ذلك كانوا يجمعون على تقدير موهبته وأدبه لإِيمانهم بإِخلاصه للقضية العربية، كما حرص على تخصيص قسم من جريدته للدراسات الأدبية والبحوث التاريخية والترجمات الشعرية.
ومع أن معروفاً نجح في ميدان الصحافة، فإِن الفن الصحفي لم يكن المجال الحقيقي لموهبته، فقد ولد أديباً وروائياً موهوباً، وساعده على ذلك ثقافته واطلاعه الواسع على أدب الغرب، ولاسيما فن الرواية والقصة، فحاول أن يقيم دعائم الأدب العربي الحديث على أسس راسخة من واقع حياة المجتمع وتاريخه، فكتب عدداً من الروايات، نالت شهرة رائعة، أبرزها:
«سيد قريش» (1929): وهي رواية في ثلاثة أجزاء: رسم معروف فيها حياة العرب في مرحلة البعثة النبوية، وصور معجزة النبوة وأثرها الاجتماعي والسياسي في حياة العرب. واعتمد في تأليف روايته على كتب التاريخ العربي والإِسلامي. وأثبت أن القومية العربية بمعناها الحقيقي، كانت موجودة قبل الإِسلام، وأن عرب سورية كانوا على جانب كبير من المدنية، وعلى اتصال دائم بحضارات بيزنطة ورومة والعالم كله. وعلى أثر صدور هذه الرواية التاريخية، انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق في 8/10/1930.
و«على ضفاف البوسفور» (1932م): وهي قصة حب طويلة، كتبها في أيام شبابه، تجري حوادثها في مدينة اصطنبول التاريخية، لكنه لم ينشرها في حينها، وتمّ نشرها في سلسلة «اللطائف المصورة».
و«عمر بن الخطاب» (1936م): وهي رواية في جزأين.. تناول فيها معارك الحرية بين الفرس وعرب العراق، والروم وعرب بلاد الشام، ورسم شخصية الخليفة عمر بأبعادها الإِنسانية، وجسد فيها كفاح الشعوب المقهورة ونزوعها إِلى التحرر من حكم الرومان، كما أفاد من رحلاته في وصف جغرافية بلاد الشام، ومن ثقافته التاريخية في تحليل الوقائع، وابتدع في روايته بعض الشخصيات الخيالية إِلى جانب الشخصيات التاريخية البارزة.
و«طارق بن زياد» (1941م): وهي رواية تاريخية، تناول فيها فتح إِفريقية والأندلس ودور العرب والبربر، كما أبدع في تصوير مواقف مؤثرة من الحب والجمال، وطبيعة الأندلس الساحرة، وتحدث عن دور العرب الحضاري، ونجاح الأمويين في توسيع رقعة بلاد الخلافة العربية الإِسلامية.
و«فاطمة البتول» (1942م): وقد استهل هذه الرواية بالوقائع والأحداث التي رافقت البيعة ليزيد بن معاوية، ثم عاد إِلى ماضي الخلاف بين علي ومعاوية، فالصراع بين الحسين ويزيد، وما كان من ضحايا الفتنة، وأثر مصرع الحسين في تمزيق وحدة الصف، وبدا فيها متألماً لمأساة الحسين منتصراً لحقه.
Al-Arnaout (Ma’rouf-) - Al-Arnaout (Ma’rouf-)
الأرناؤوط (معروف -)
(1892-1948م)
أديب ألباني الأصل، يعود نسبه إِلى مدينة ألونية الألبانية، هاجر جده حسن آغا المولى يوسف مع أسرته إِلى بيروت في منتصف القرن التاسع عشر أيام الدولة العثمانية.
ولد معروف بن أحمد أرناؤوط، في العاصمة اللبنانية، ونشأ فيها، وتتلمذ هناك على الشيخ أحمد عباس الأزهري في الكلية العثمانية الإِسلامية.
عكف معروف على قراءة كتب الأدب والتراث التاريخي واللغوي، فاستصفى منها الأساليب العربية الصافية بذوقه المرهف وحسه الأدبي المتميز. ومارس الخطابة والكتابة ونظم الشعر، وراح يدبج المقالات والقصائد، وينشرها في الصحف المحلية، كما ترجم عن اللغة الفرنسية عدداً من الأعمال القصصية منها: «الصقلي الشريف» و«الطفلان الشريدان» و«عذاب الضمير» و«الفردوس المفقود» وغيرها. وفي عام 1914 في بداية الحرب العالمية الأولى، التحق معروف بالخدمة الإِلزامية في الجيش العثماني في اصطنبول، وهناك تعرف بعض أدبائها، وتأثر بهم وبسحر جمال الطبيعة في تلك المدينة ولما علم بقيام الثورة العربية في الحجاز هرب من الخدمة في الجيش العثماني عام 1916 إِلى بلاد الشام، ثمّ التحق بالجيش العربي، ودخل مع الملك فيصل دمشق وهو يرى في الثورة العربية الكبرى تحقيقاً لحلمه وأمانيه في إِحياء ماضي الأمة على مبادئ العروبة والإِسلام.
ولما استقرت به الحال، أخذ يفكر في العمل في الميدان الذي يمكن أن يحقق له بعض رغباته وأفكاره القومية والأدبية، فاشترك مع صديقيه الصحفيين عثمان قاسم ورشدي صالح ملحس في إِصدار جريدة «الاستقلال العربي» عام 1918م، ثم انفصل عنهما في العام التالي، وأنشأ مجلة «العلم العربي». وفي عام 1920م أصدر جريدة «فتى العرب» التي كانت من أوائل الصحف السورية آنذاك، وامتد عمرها ما يقارب الثلاثين عاماً، وكان معروف يحررها ويكتب مقالها الافتتاحي كاشفاً فيما يكتب عن نزوعه السياسي إِلى نهضة عربية قومية، تكون منطلقاً لإِحياء ماضي العرب والإِسلام، وكان ينهج في سياسة جريدته نهجاً حراً يخالف أحياناً نهج السياسيين، إِلا أنهم مع ذلك كانوا يجمعون على تقدير موهبته وأدبه لإِيمانهم بإِخلاصه للقضية العربية، كما حرص على تخصيص قسم من جريدته للدراسات الأدبية والبحوث التاريخية والترجمات الشعرية.
ومع أن معروفاً نجح في ميدان الصحافة، فإِن الفن الصحفي لم يكن المجال الحقيقي لموهبته، فقد ولد أديباً وروائياً موهوباً، وساعده على ذلك ثقافته واطلاعه الواسع على أدب الغرب، ولاسيما فن الرواية والقصة، فحاول أن يقيم دعائم الأدب العربي الحديث على أسس راسخة من واقع حياة المجتمع وتاريخه، فكتب عدداً من الروايات، نالت شهرة رائعة، أبرزها:
«سيد قريش» (1929): وهي رواية في ثلاثة أجزاء: رسم معروف فيها حياة العرب في مرحلة البعثة النبوية، وصور معجزة النبوة وأثرها الاجتماعي والسياسي في حياة العرب. واعتمد في تأليف روايته على كتب التاريخ العربي والإِسلامي. وأثبت أن القومية العربية بمعناها الحقيقي، كانت موجودة قبل الإِسلام، وأن عرب سورية كانوا على جانب كبير من المدنية، وعلى اتصال دائم بحضارات بيزنطة ورومة والعالم كله. وعلى أثر صدور هذه الرواية التاريخية، انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق في 8/10/1930.
و«على ضفاف البوسفور» (1932م): وهي قصة حب طويلة، كتبها في أيام شبابه، تجري حوادثها في مدينة اصطنبول التاريخية، لكنه لم ينشرها في حينها، وتمّ نشرها في سلسلة «اللطائف المصورة».
و«عمر بن الخطاب» (1936م): وهي رواية في جزأين.. تناول فيها معارك الحرية بين الفرس وعرب العراق، والروم وعرب بلاد الشام، ورسم شخصية الخليفة عمر بأبعادها الإِنسانية، وجسد فيها كفاح الشعوب المقهورة ونزوعها إِلى التحرر من حكم الرومان، كما أفاد من رحلاته في وصف جغرافية بلاد الشام، ومن ثقافته التاريخية في تحليل الوقائع، وابتدع في روايته بعض الشخصيات الخيالية إِلى جانب الشخصيات التاريخية البارزة.
و«طارق بن زياد» (1941م): وهي رواية تاريخية، تناول فيها فتح إِفريقية والأندلس ودور العرب والبربر، كما أبدع في تصوير مواقف مؤثرة من الحب والجمال، وطبيعة الأندلس الساحرة، وتحدث عن دور العرب الحضاري، ونجاح الأمويين في توسيع رقعة بلاد الخلافة العربية الإِسلامية.
و«فاطمة البتول» (1942م): وقد استهل هذه الرواية بالوقائع والأحداث التي رافقت البيعة ليزيد بن معاوية، ثم عاد إِلى ماضي الخلاف بين علي ومعاوية، فالصراع بين الحسين ويزيد، وما كان من ضحايا الفتنة، وأثر مصرع الحسين في تمزيق وحدة الصف، وبدا فيها متألماً لمأساة الحسين منتصراً لحقه.