الشاعرة والناقدة السيدة: وليدة محمد عنتابي .لمناسبة أعماله الشعرية ية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعرة والناقدة السيدة: وليدة محمد عنتابي .لمناسبة أعماله الشعرية ية

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1680648190378.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	29.7 كيلوبايت 
الهوية:	93889
    نشرت الصديقة الشاعرة والناقدة السيدة وليدة محمد عنتابي على صفحتها اليوم، هذه المقالة التي تستعيد فيها وقائع الندوة التي شارك فيها عدد من الأدباء بمناسبة صدور أعمالي الشعرية. ويسعدني أن أعيد نشر مقالتها على صفحتي موجها لها التحية والتقدير..
    مقال السيدة وليدة عنتابي:
    يشكّل صدور الأعمال الشّعريّة للشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي مناسبة هامّة من المناسبات الأدبية الراقية والغنيّة بما تميّز وأضاف إلى المنسوب الشّعريّ العربي إن لم نقل العالمي بما حفلت به من وجدان إنسانيّ ارتقى بذائقة المتلقّي إلى ذروة الاستمتاع الروحيّ والتأمّل الفكريّ
    في أجواء ما ندّ عنها من عبق الأثر بعد تفتّح الصّورة في المخيّلة , وتجوهر الفكرة في الذهن وتماهي المشاعر بالانطباعات المُثْمِلِة .
    وكان من حقّ هذا الشاعر الفريد على مدينته جرمانا ابنة دمشق البارّة أن تحتفي بمجموعة أعماله الشّعرية الصّادرة حديثاً عن الهيئة العامّة للكتاب في وزارة الثقافة السّوريّة في ملتقاها الثقافيّ سيّما وأنّ وزارة الثقافة أقامت له احتفاليةً كبرى في هذه المدينة بمناسبة صدور هذه الأعمال .
    فبادر المركز الثقافي العربي في ملتقاه الثقافي يوم 8/11/2015 في جرمانا , بالتعاون مع فرع ريف دمشق لاتحاد الكتّاب العرب بإدارة الدكتور غسّان غنيم , إلى إحياء هذه الندوة الهامّة والتي شارك فيها الأساتذة السّادة : الناقد الأديب أحمد هلال و الشاعر الأديب عماد فيّاض الذي ناب عنه الأستاذ الناقد ملهم الصّالح , والإعلامي الأديب طاهر مهدي الهاشمي .
    بدأ النّاقد أحمد هلال بالحديث عن القيمة والمعيار التي استعادتهما هذه الأعمال لا سيّما وأنّنا في زمن التحولات الشّعريّة والثقافيّة . وما يعني في سياق البحث عن القيم المضافة أنّ تجربة د. نزار بريك هنيدي هي تجربة تغذّت بمرجعياتها الفكريّة والجمالية لتنتج دالّات إبداعية أكثر خصوصيّة , كخصوصيّة الصّوت الشّعري وفرادة التجربة , والسّمات الكثيرة الّتي شكّلت جماليات الاختلاف وصولاً إلى جماليات الرؤيا وقصديتها المفتوحة الآفاق والاحتمالات .
    وقد تطرّق الأستاذ عماد فيّاض إلى المنمنمة لدى الشاعر د. نزار بريك هنيدي أقتطف منها بعض ما جاء فيها :
    ( قبض الشاعر هنيدي على شيء مفصلي غائب في قصيدة الومضة, وهو إمكانية أي شخص توليد تعاريف لا نهائية بخصوص هذه القصيدة المنفتحة على التأويل الذي ربما لن يقف عند حد معين. مما دفعه إلى إطلاق تسميته الخاصة, أي القصيدة " المنمنمة ". وليتميز عن الآخرين, نجده يقول في ندوة كاتب وموقف: إن قصيدة المنمنمة التي يكتبها هي شكل آخر مختلف عن قصيدة الومضة, وأنه قد أراد من خلال شكلها أن يقدم جميع العناصر المكونة لها على صعيد الخيال والصورة. وبرأيه إذا كانت قصيدة الومضة هي إضاءة لفكرة, فإن القصيدة المنمنة هي تكثيف لجميع العناصر الشعرية. أعتقد أنه من هذه البرهة المفصلية, التقط الشاعر هنيدي بذائقته الشعرية المرهفة- الذي هو أحد نقاد الشعر أيضاً- نقطة جوهرية, وهي أن أغلب قصائد الومضة مكتوبة على شكل قصيدة نثر, ولذلك فإن هناك إمكانية أكيدة لتداخل هذه القصيدة مع القصة القصيرة جداً, خصوصاً أن لهما نفس التعريفات تقريباً. بينما في المقابل نجد أن قصائد الشاعر هنيدي مكتوبة بطريقة شعر التفعيلة, وهذا كفيل بإبعادها عن التداخل مع القصة القصيرة جداً. والشاعر هنيدي عندما قال في تعريفه للقصيدة المنمنمة بأنها تكثيف لجميع العناصر الشعرية. باعتقادي أنه يقصد الإيقاع, والموسيقا, والفكرة, والرسالة في نهاية المنمنمة التي تضيء, وتطرح آفاقاً جديدة. وبهذا تكون جميع العناصر الشعرية قد تجاورت وتعاونت على ترصيع اللوحة الشعرية- المنمنمة- لذلك يمكن القول أن القصيدة المنمنمة عبارة عن لوحة فسيفسائية مرصعة بكل ألوان الطيف, تتكامل جميعها لتشكيل لوحة واحدة.
    اللافت في منمنمات الشاعر نزار بريك هنيدي, الروح التأملية, المزودة بشاعرية عالية, مستندة على بعد صوفي, هذا البعد الذي يرى في الجمادات أرواحاً, كما في منمنمة "الوردة ص489":
    وردةٌ تبكي على صدر الحجرْ!
    ربما أصغتْ
    فلم تسمع له نبضاً,
    فظنت أنه من شدةِ العشق
    انتحر!
    وأيضاً لديه هذه النظرة الداخلية, الاستبطانية, السرّانية التي تتقمص الآخر, فتمنحه روحاً حتى لو كان جماداً. كما في منمنمة "نجمة ص487":
    نجمةٌ فرَّت من الليل الذي
    أرَّقه البردُ
    وألقتْ نفسها فوق سريري.
    عندما لامستها
    أشرق فجرٌ
    من حطام الزمهريرِ
    إنه الاتحاد والتزاوج بين الشاعر والنجمة, بين ذكر وأنثى, بالتأكيد إن هذا التزاوج سينتج شيئاً جميلاً.

    وأيضاً كما في منمنمة "الزرقة ص317": حيث الأنثى التي تعني البحر هنا, والأنثى رمزها الماء والبحر, لأنهما يعنيان الخصوبة, ويعنيان الغموض أيضاً:
    لا يحبُ البحرَ
    أمضى عمره
    في الطرقات البائسةْ
    عندما هاج به الشوق إلى زرقة عينيها
    تمنى أن تزول اليابسة
    هو ليس سوى الحب لأنثى التي تصنع المعجزات- هذا الحب الذي سيؤدي إلى تهذيب النفس الجافة المتحجرة.
    أو كما في منمنمة "شرارة ص316":
    وشوشتني ديمةٌ
    أرخت على نافذة القلب الستارةْ
    لا ترقْ ضوءك في أحضان ليلي
    جسدي واهٍ وتكفيه شرارةْ
    في المقبوس السابق, نجد أيضاً رؤية الروح في الجمادات- الديمة –هنا ليست سوى أنثى, امرأة, لن تمطر إلا بالتزاوج والاتحاد مع الشاعر, مع ذكر . هي تكفيها كلمة واحدة لتمطر, وهذه الكلمة متجسدة في الصيغة الآمرة الناهية من الدّيمة للشّاعر /لا ترق ضوءك في أحضان ليلي / . رغم هذه الصّيغة الآمرة النّاهية, إلّا أنّ هناك دعوة ضمنية واضحة لإراقة الضوء. وعند التأمّل نلمس هذه الثنائية: إراقة الضوء, يعني هنا ماء الحياة, الذي يجب أن يكون في المعادل الثاني, وهوالاحضان, وهذا بحدّ ذاته إشارة إلى الأنثى. أيضاً هذا التزاوج بين ذكر وأنثى سينتج مطراً, يعني خصباً وحياة جديدة ) .
    • في حين تحدّث الأستاذ طاهر مهدي الهاشمي عن هذه الأعمال فقال:
    (ضمّت أعماله الشّعرية حسب تسلسل صدورها في مجلد من القطع الكبير يقع في 558 صفحة يبدأ بمجموعته الأولى :1_ البوابة والريح ونافذة حبيبتي _1977
    2_جدلية الموت والالتصاق_ 1980
    3_ضفاف المستحيل _1986
    4_حرائق النّدى _ 1994
    5_ غابة الصّمت_1995
    6 _الرحيل نحو الصّفر_1998
    7_ الطوفان _2001
    8_لا وقت إلّا للحياة _2010

    ينتظم هذه المجموعات الشعرية نفَسٌ شعريّ يأخذ قارئه إلى آفاق لا مألوفة , منطلقاً من البوّابة والرّيح ونافذة الحبيبة , في جدلية الموت والالتصاق , إلى ضفاف المستحيل , مجتازاً
    حرائق النّدى في غابة الصّمت , خلال رحيله الدائب نحو الصّفر , ليغمره الطوفان في تلك الرحلة العجائبية , ليقرّر أخيراً أنّ : لا وقت إلّا للحياة .
    ولعل ّ من أهمّ واجبات النّقد في هذه الأيّام _على رأي الدكتور المرحوم يوسف سامي اليوسف _أن يجعل الشّاعر يؤمن بأنّ الحميم هو الموضوع الجوهريّ لكلّ فنٍّ عظيم . وفي طريقة التّعبير ينبغي أن يتبنّى مبدأ فحواه : مزج الظّلام بشيء من النّور , وذلك بغية إنتاج القصيدة الناجية من الإبهام والاستغلاق .
    تكاد تخلو الأعمال الشّعريّة للشّاعر هنيدي من التجريد والإبهام والغموض , ويتشرّب الكثير من شعره بالغنائيّة الّتي ترقى به إلى العلوّ والتحليق , كما تتجلّى فيه المعطيات الكبرى لكلّ شعر عظيم يتوخّى العمق والصّدق والإيحاء .
    فنحن نستجلي لديه براعته في التقاط الصّور الفنيّة في ملامستها للواقع وتحليقها في أجواء الخيال . ونلمس فيه خصوصيّة ًوتفرّداً من خلال سعيه المستمر نحو اكتشاف الجديد للوصول إلى الجوهر الإنسانيّ النبيل . يقول في قصيدة المجذاف :
    _منذ البداية ..
    كان يعرف أنّه من نسْل ريحٍ لا يقرّ لها مقامٌ ..
    أو تحدّدها تخومْ ..
    أو تسير إلى دليلْ ...
    لا ينتمي إلّا إلى النّور الّذي يتخلّل الأشياءَ
    يكشفّ سرّ جوهرها النّبيلْ ...

    لا نكاد نرى في خطابه الشّعريّ وجوداً للسّياسيّ , فدور الشّعر في مفهومه هو ارتقاء وعيه الفنيّ والجماليّ معبّراً عمّا يختلج في النّفس , وما يلهب الروح , ملتقطاً تفاصيل الحياة
    ليحولّها إلى منجز شعريّ .
    وهو في معاناته الوجودية التيّ يصبّها في قالبه الشّعريّ نجد المفارقة الأزلية التي تحكم الوجود والتّي تكمن بين إنسانيته وقسوة واقعه , تطرح نفسها بقوّة , لكنّه بانجذابه إلى النجوم يتخلّص إلى حدٍّ ما من أوحال الطريق وعثرات الوصول .
    يقول في ومضته (كمين)
    :_نصَبوا للورد كمينْ...
    طلبوا أن يبتسم الوردُ
    المصفوفُ على أسوار القصر ِ ..
    أمام جهاز التّصوير الفوريّ , لكنْ ..
    في الصّورة لم يظهر غيرُ السّكينْ .
    كما نلاحظ الارتقاء بالأنثى إلى فضاءات أكثر إنسانية, وكأنّه تكفّل باحتواء هذه الأنثى ودمجها في نسيجه الروحيّ والفكريّ من خلال إنسانية ترشح بالجوهر الواحد للذكر والأنثى في وحدة روحيّة تهيب بنا إلى استشفاف تلك الأنثى عبر فضاء أرحب ومدى أكثر شمولاً .
    وما يميّز مفردات هذا الشاعر اتصالها الوثيق بلغة الحياة اليوميّة والعاديّة دون أن نعثر لديه على مفردة قاموسيّة أو كلمة نائية عن الاستعمال المعاصر .
    وفي لمحاته نرى تلك الكثافة التي تشي بجواهرها المكنونة من خلال إبراقاتها الخاطفة .
    ولمّا كان الخطاب الأدبيّ هو كما يقول ( ميكائيل ريفاتير) : هو قبل كلّ شيء لعب بالكلمات , فالفرق يكمن أساساً في طريقة تناول اللّغة وتوظيفها .
    فاللّغة لدى الشاعر نزار تتراءى وكاّنها غاية في ذاتها يكمن الدّور الأساسيّ فيها لمفرداتها المشحونة بدلالات متعددّة تشعّ من خلال تراصفها في منظومة بنائها الفنيّ وانسجامها مع السّياق العام لمناخ النّص , والّتي تخلق خصوصيّتها وتفرّدها من العلاقة بين الشّاعر والمتلقّي
    يقول الشاعر هنيدي في قصيدته : لا وقت إلّا للحياة
    _ : ستعيش مشدوداً إلى إيقاع نجمٍ ,
    كلّما لاحت بشائره , تغذّ إليه ملهوفاً خطاك ..
    وستنفق الأيام مرتدياً غبار حروفك العطشى إلى نبعٍ تفجّرة يداك ..
    ستلوب كلّ العمر تبحث في فجاج الوجد
    عن جبل تحمّله رؤاك .
    وتدحرج الصّخر الّذي لم يبقَ من أيدٍ تدحرجه سواك ..) .
    أعقب النّدوة الكثير من الأسئلة والمداخلات النّقدية الّتي تناولت مشاركات المنتدين وعلّقت على ما جاء فيها في جوٍّ من المودّة والعرفان بما أنجزه هذا الشاعر الّذي تخطّى ما ترك الأقدمون بعد أن تمثّله فأخرجه خرجاً جديداً فيه من الطّرافة والتميّز ما يرقى أن تمثّله فأخرجه خرجاً جديداً فيه من الطّرافة والتميّز ما يرقى بالروح إلى آفاقها القصوى , لتنفتح على الينبوع الأوّل بعداً آخر للوجود .
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1680648196481.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	34.8 كيلوبايت 
الهوية:	93890
يعمل...
X