شيمانوفسكي (كارول ـ)
(1882 ـ 1937)
كارول شيمانوفسكي Karol Szymanowski مؤلف موسيقي بولوني، ولد في مدينة تيموشوفكا في أوكرانيا وتوفي في لوزان (سويسرا). أمضى شبابه في أوكرانيا وأبدى منذ صغره موهبة في العزف على البيانو. وبسبب إصابة ساقه التي أقعدته، درس الموسيقى وتعمّق فيها، واهتم طوال عمره بأعمال شوبان[ر].
درس شيمانوفسكي الموسيقى مع نوهاوس Neuhaus، وكتب تسعة أعمال «بريلود» prélude عام 1900. سافر عام 1901 إلى وارسو لدراسة الهارموني والكونتربوينت والتأليف الموسيقي مع نوسكوفسكي Noskowski، وانتقل عام 1905 للعيش في برلين بعد أن وجد أن الحياة الموسيقية في وارسو محدودة. وهناك، تأثر بريتشارد شتراوس R.Strauss وغيره من الموسيقيين وكتب أولى سمفونياته. أَلَّف شيمانوفسكي، في برلين مع ثلاثة من زملائه (فيتلبرغ، روزيسكي، وشيلوتو) Fitelberg, Rozycki Szeluto، جمعية «بولونيا الشابة للموسيقى» وقدمت أوركسترا برلين الفيلهارمونية حفلاً لأعمالهم. وتبدي موسيقاه التي ألفها ابتداء من تلك المرحلة تأثراً بشتراوس وفاغنر[ر] وسكريابين.
ترك شيمانوفسكي برلين عام 1908 عائداً إلى تيموشوفكا، وانعزل عن الموسيقيين الأوربيين من عام 1914 حتى عام 1917 بسبب أحداث الحرب العالمية الأولى. تبنى موسيقاه الموسيقيون البولونيون مثل عازف البيانو روبنشتاينArthur Rubinstein، وقائد الأوركسترا فيتلبرغFitelberg وشقيقته ستانيسلافا Stanislava(مغنية السوبرانو) التي كتب شيمانوفسكي لها العديد من الأغنيات، وعازف الكمان البارع بول كوشانسكي Paul Kochansky الذي ألهم شيمانوفسكي تأليف حوارية[ر] (كونشرتو) الكمان الأولى وغيرها من المؤلفات، وتعطي هذه الحوارية برهاناً على تطوير شيمانوفسكي نوعاً جديداً من الخيال الموسيقي.
ألف شيمانوفسكي، في تلك المرحلة، كثيراً من الأعمال الموسيقية، واستزاد في دراسة الثقافة الإسلامية العربية والإيرانية، والأدب والفلسفة الإغريقيين. وكانت أعماله في تلك المرحلة، والتي منها «أساطير» (1914) و«أفاريز» (1915) و«أقنعة» (1916) تتمتع بخصوصية عالية وتنوع في الأسلوب. لم يحاول إضفاء طابع شرقي على موسيقاه، كما أنه لم يستخدم أبداً ألحاناً ومقامات[ر. الموسيقى] عربية أو إيرانية في مؤلفاته، وإنما نجح بحدس لا يخطئ في استخراج وتعميم الصفات الأساسية في الموسيقى الشرقية، مثل ألحان التلوين الموسيقي التي تظهر غناء عاطفياً كروماتياً (فيما يشبه أجزاء البعد) واستخدم «المتتاليات» Suites، وأصوات الجهير المستمر، والخواص التعبيرية العاطفية الحارة والمندفعة التي تميز الموسيقى الشرقية، وأضفى بذلك بعض الرقة على أسلوبه الحيوي مستخدماً التلوين الأوركسترالي، وعناصر متعددة المقاميةPolytonal، واللامقامية Atonal، محافظاً على أسلوبه اللحني المعبر في أعماله الأولى.
مع تأسيس الدولة البولونية المستقلة عام 1918، اهتم شيمانوفسكي بعمقٍ بأسلوب الفولكلور البولوني المتميز في الموسيقى، وحاول إعادة خلق أسلوب موسيقي بولوني قومي، لم يقم به أي موسيقي بولوني منذ شوبان. كما غدا أكثر تقليدية، وابتعد عن أسلوبه اللامقامي. أقام في منطقة زاكوبان في جبال التاترا، وتعرّف لغتهم الموسيقية المقامية ذات الإيقاعات المتأخرة النبر rhythmy syncopated والألحان المتموجة winding melodies. وأدخلها في أسلوبه الموسيقي الجديد، وأهم أعمال تلك الفترة تتضمن 20 «مازوركا» (رقصة بولونية) للبيانو (1924ـ1925)، والباليه[ر] الإيمائية «هارنازي» Harnasie ت(1926).
قام شيمانوفسكي بجولات في كل من باريس ولندن ونيويورك مشاركاً في حفلات للموسيقى الحديثة، وحصل على استحسان عالمي لأوبرتيه «هاجيت» Hagithت(1913)، و«الملك روجر» (1924).
عُين مديراً لمعهد وارسو الموسيقي عام 1926، فطوّر أساليب التعليم فيه، وفي عام 1928، ألّف قطعة دينية «Stabat Mater» حققت له نجاحاً كبيراً في بولونيا، واستقال من إدارة المعهد عام 1930 بسبب إصابته بمرض السل، وأكمل حوارية الكمان الثانية عام 1933، ثم قام بجولة في أوربا وعزف دور البيانو في عمله «سمفونية حوارية»Symphony Concertante لكن مرضه تفاقم وتوفي في المصح.
من أهم أعمال مراحل شيمانوفسكي المتأخرة، السمفونية رقم 4 (1932)، والعملان الغنائيان الدينيان Veni Creatorت(1930) و«ابتهال لمـريـم العـذراء» (1930ـ1933).
يعد شيمانوفسكي لدى الكثير من موسيقيي القرن العشرين، واحداً من الذين بحثوا عن تحررهم من التقاليد الموسيقية، والذين أكّدوا على ما أحسوا بأنه طابعهم الخاص. كانت مؤلفاته متأثرة بالمدرسة الألمانية وقد تحرر منها بعد تأثره وإعجابه بالمؤلفين الفرنسيين الانطباعيين مثل ديبوسي[ر] Debussy وأقرانه.
ألف شيمانوفسكي أعمالاً موسيقية كثيرة في صيغ وقوالب موسيقية مختلفة منها: أربع سمفونيات، وثلاث حواريات (واحدة منها حوارية افتتاحية)، وباليه «ماندراغورا» Mandragora ت(1920)، إضافة إلى «هارنازي»، وقطعاً موسيقية كثيرة من موسيقى الحجرة[ر]، وأعمالاً غنائية دينية ودنيوية مختلفة.
أبية حمزاوي
(1882 ـ 1937)
كارول شيمانوفسكي Karol Szymanowski مؤلف موسيقي بولوني، ولد في مدينة تيموشوفكا في أوكرانيا وتوفي في لوزان (سويسرا). أمضى شبابه في أوكرانيا وأبدى منذ صغره موهبة في العزف على البيانو. وبسبب إصابة ساقه التي أقعدته، درس الموسيقى وتعمّق فيها، واهتم طوال عمره بأعمال شوبان[ر].
درس شيمانوفسكي الموسيقى مع نوهاوس Neuhaus، وكتب تسعة أعمال «بريلود» prélude عام 1900. سافر عام 1901 إلى وارسو لدراسة الهارموني والكونتربوينت والتأليف الموسيقي مع نوسكوفسكي Noskowski، وانتقل عام 1905 للعيش في برلين بعد أن وجد أن الحياة الموسيقية في وارسو محدودة. وهناك، تأثر بريتشارد شتراوس R.Strauss وغيره من الموسيقيين وكتب أولى سمفونياته. أَلَّف شيمانوفسكي، في برلين مع ثلاثة من زملائه (فيتلبرغ، روزيسكي، وشيلوتو) Fitelberg, Rozycki Szeluto، جمعية «بولونيا الشابة للموسيقى» وقدمت أوركسترا برلين الفيلهارمونية حفلاً لأعمالهم. وتبدي موسيقاه التي ألفها ابتداء من تلك المرحلة تأثراً بشتراوس وفاغنر[ر] وسكريابين.
ترك شيمانوفسكي برلين عام 1908 عائداً إلى تيموشوفكا، وانعزل عن الموسيقيين الأوربيين من عام 1914 حتى عام 1917 بسبب أحداث الحرب العالمية الأولى. تبنى موسيقاه الموسيقيون البولونيون مثل عازف البيانو روبنشتاينArthur Rubinstein، وقائد الأوركسترا فيتلبرغFitelberg وشقيقته ستانيسلافا Stanislava(مغنية السوبرانو) التي كتب شيمانوفسكي لها العديد من الأغنيات، وعازف الكمان البارع بول كوشانسكي Paul Kochansky الذي ألهم شيمانوفسكي تأليف حوارية[ر] (كونشرتو) الكمان الأولى وغيرها من المؤلفات، وتعطي هذه الحوارية برهاناً على تطوير شيمانوفسكي نوعاً جديداً من الخيال الموسيقي.
ألف شيمانوفسكي، في تلك المرحلة، كثيراً من الأعمال الموسيقية، واستزاد في دراسة الثقافة الإسلامية العربية والإيرانية، والأدب والفلسفة الإغريقيين. وكانت أعماله في تلك المرحلة، والتي منها «أساطير» (1914) و«أفاريز» (1915) و«أقنعة» (1916) تتمتع بخصوصية عالية وتنوع في الأسلوب. لم يحاول إضفاء طابع شرقي على موسيقاه، كما أنه لم يستخدم أبداً ألحاناً ومقامات[ر. الموسيقى] عربية أو إيرانية في مؤلفاته، وإنما نجح بحدس لا يخطئ في استخراج وتعميم الصفات الأساسية في الموسيقى الشرقية، مثل ألحان التلوين الموسيقي التي تظهر غناء عاطفياً كروماتياً (فيما يشبه أجزاء البعد) واستخدم «المتتاليات» Suites، وأصوات الجهير المستمر، والخواص التعبيرية العاطفية الحارة والمندفعة التي تميز الموسيقى الشرقية، وأضفى بذلك بعض الرقة على أسلوبه الحيوي مستخدماً التلوين الأوركسترالي، وعناصر متعددة المقاميةPolytonal، واللامقامية Atonal، محافظاً على أسلوبه اللحني المعبر في أعماله الأولى.
مع تأسيس الدولة البولونية المستقلة عام 1918، اهتم شيمانوفسكي بعمقٍ بأسلوب الفولكلور البولوني المتميز في الموسيقى، وحاول إعادة خلق أسلوب موسيقي بولوني قومي، لم يقم به أي موسيقي بولوني منذ شوبان. كما غدا أكثر تقليدية، وابتعد عن أسلوبه اللامقامي. أقام في منطقة زاكوبان في جبال التاترا، وتعرّف لغتهم الموسيقية المقامية ذات الإيقاعات المتأخرة النبر rhythmy syncopated والألحان المتموجة winding melodies. وأدخلها في أسلوبه الموسيقي الجديد، وأهم أعمال تلك الفترة تتضمن 20 «مازوركا» (رقصة بولونية) للبيانو (1924ـ1925)، والباليه[ر] الإيمائية «هارنازي» Harnasie ت(1926).
قام شيمانوفسكي بجولات في كل من باريس ولندن ونيويورك مشاركاً في حفلات للموسيقى الحديثة، وحصل على استحسان عالمي لأوبرتيه «هاجيت» Hagithت(1913)، و«الملك روجر» (1924).
عُين مديراً لمعهد وارسو الموسيقي عام 1926، فطوّر أساليب التعليم فيه، وفي عام 1928، ألّف قطعة دينية «Stabat Mater» حققت له نجاحاً كبيراً في بولونيا، واستقال من إدارة المعهد عام 1930 بسبب إصابته بمرض السل، وأكمل حوارية الكمان الثانية عام 1933، ثم قام بجولة في أوربا وعزف دور البيانو في عمله «سمفونية حوارية»Symphony Concertante لكن مرضه تفاقم وتوفي في المصح.
من أهم أعمال مراحل شيمانوفسكي المتأخرة، السمفونية رقم 4 (1932)، والعملان الغنائيان الدينيان Veni Creatorت(1930) و«ابتهال لمـريـم العـذراء» (1930ـ1933).
يعد شيمانوفسكي لدى الكثير من موسيقيي القرن العشرين، واحداً من الذين بحثوا عن تحررهم من التقاليد الموسيقية، والذين أكّدوا على ما أحسوا بأنه طابعهم الخاص. كانت مؤلفاته متأثرة بالمدرسة الألمانية وقد تحرر منها بعد تأثره وإعجابه بالمؤلفين الفرنسيين الانطباعيين مثل ديبوسي[ر] Debussy وأقرانه.
ألف شيمانوفسكي أعمالاً موسيقية كثيرة في صيغ وقوالب موسيقية مختلفة منها: أربع سمفونيات، وثلاث حواريات (واحدة منها حوارية افتتاحية)، وباليه «ماندراغورا» Mandragora ت(1920)، إضافة إلى «هارنازي»، وقطعاً موسيقية كثيرة من موسيقى الحجرة[ر]، وأعمالاً غنائية دينية ودنيوية مختلفة.
أبية حمزاوي