شاخت (هيلمار ـ)
(1877 ـ 1970م)
شاخت هيلمار Hjalmar Schacht خبير مالي ألماني وُلِد في كانون الثاني في تينغليف Tinglev (ألمانية وقتئذ، الدنمارك حالياً)، وتوفي في ميونيخ في حزيران. اكتسب شاخت شهرة عالمية بإسهامه في وقف التضخم النقدي المدمـر الذي كان يهدد وجود جمهورية فيمار Weimar الألمانيـة، بعد انتهاء الحرب العالمـية الأولى (1922ـ1923م). وشغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة أدولف هتلر النازية (الاشتراكية الوطنية) (1934ـ1937م).
عُين في سنة 1908م نائب مدير مصرف دريزدنر لخبرته المالية. وفي النصف الأول من سنوات الحرب العالمية الأولى كان مستشاراً مالياً لحكومة الاحتلال الألماني في بروكسل (1914ـ1915م). وفي عام 1916 سُمي مديراً للمصرف الوطني الألماني، ثم تولى إدارة مصرف دارم شتادر والمصرف الوطني بعد اندماجهما. وبصفته مفوض النقد في وزارة المالية طوَّر عام (1923م) برنامجاً مالياً صارماً لوقف التضخم الجامح وتثبيت استقرار المارك، وفي كانون الأول من السنة نفسها تسلم رئاسة مصرف «الرايخ بنك»، وهو المؤسسة المالية الألمانية المركزية آنذاك. ترأس شاخت في عام (1929م) الوفد الألماني لمفاوضات باريس حول التعويضات التي على ألمانية دفعها إلى الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وقد وافق في البداية على الخطة الجديدةYoung Plan التي تمخضت عنها مفاوضات باريس، ثم رفضها لاحقاً بسبب الشروط التي وضعها مؤتمر لاهاي لتنفيذها، واستقال شاخت بعدها من رئاسة مصرف الدولة الألماني «الرايخ بنك» في عام (1930م).
في عام 1931م سعى شاخت إلى تحقيق التحالف بين الحزب الاشتراكي الوطني والحزب النازي في جبهة واحدة سميت جبهة هارزبورغ. وفي عام 1933م أعاد هتلر تعيينه رئيساً لمصرف الدولة «الرايخ بنك»، وبقي في رئاسته حتى عام 1939م، إلى جانب كونه وزيراً للاقتصاد من عام 1934م حتى عام 1937م. وبصفته وزيراً للاقتصاد كان مسؤولاً عن البرنامج الاشتراكي الوطني في إعادة التسلح ومكافحة البطالة، غير أن خلافه مع هيرمان غورينغ الذي أصبح في عام 1936م الدكتاتور الفعلي المهيمن على الاقتصاد الألماني قاده إلى الاستقالة من مهامه وزيراً للاقتصاد، ثم بسبب معارضته للإنفاق الكبير الذي كان يخصصه هتلر لبرنامج إعادة التسلح طُرد من رئاسة مصرف الدولة (الرايخ بنك) في عام 1939م. ومَثُلَ أمام المحكمة العسكرية الوطنية في نورنبورغ التي تألفت بعد الحرب العالمية الثانية لمحاكمة مجرمي الحرب فقضت ببراءته. وفي عام 1946م سُجن من قبل المحكمة الألمانية لإزالة النازية حتى عام 1948م، وبعد خروجه من السجن أسس مصرفاً خاصاً وعمل مستشاراً مالياً لعدد من البلدان.
جاءت شهرة شاخت من نجاحه في وقف التضخم بعد الحرب العالمية الأولى، وكذلك من إدارته للاقتصاد الألماني في مدة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية بصفته وزيراً للاقتصاد ورئيساً لمصرف الدولة الألماني.
لم يترك مؤلفات كثيرة، وتكاد آثاره المكتوبة تقتصر على مذكراته التي نشرت في عام 1953م.
مطانيوس حبيب
(1877 ـ 1970م)
شاخت هيلمار Hjalmar Schacht خبير مالي ألماني وُلِد في كانون الثاني في تينغليف Tinglev (ألمانية وقتئذ، الدنمارك حالياً)، وتوفي في ميونيخ في حزيران. اكتسب شاخت شهرة عالمية بإسهامه في وقف التضخم النقدي المدمـر الذي كان يهدد وجود جمهورية فيمار Weimar الألمانيـة، بعد انتهاء الحرب العالمـية الأولى (1922ـ1923م). وشغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة أدولف هتلر النازية (الاشتراكية الوطنية) (1934ـ1937م).
عُين في سنة 1908م نائب مدير مصرف دريزدنر لخبرته المالية. وفي النصف الأول من سنوات الحرب العالمية الأولى كان مستشاراً مالياً لحكومة الاحتلال الألماني في بروكسل (1914ـ1915م). وفي عام 1916 سُمي مديراً للمصرف الوطني الألماني، ثم تولى إدارة مصرف دارم شتادر والمصرف الوطني بعد اندماجهما. وبصفته مفوض النقد في وزارة المالية طوَّر عام (1923م) برنامجاً مالياً صارماً لوقف التضخم الجامح وتثبيت استقرار المارك، وفي كانون الأول من السنة نفسها تسلم رئاسة مصرف «الرايخ بنك»، وهو المؤسسة المالية الألمانية المركزية آنذاك. ترأس شاخت في عام (1929م) الوفد الألماني لمفاوضات باريس حول التعويضات التي على ألمانية دفعها إلى الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وقد وافق في البداية على الخطة الجديدةYoung Plan التي تمخضت عنها مفاوضات باريس، ثم رفضها لاحقاً بسبب الشروط التي وضعها مؤتمر لاهاي لتنفيذها، واستقال شاخت بعدها من رئاسة مصرف الدولة الألماني «الرايخ بنك» في عام (1930م).
في عام 1931م سعى شاخت إلى تحقيق التحالف بين الحزب الاشتراكي الوطني والحزب النازي في جبهة واحدة سميت جبهة هارزبورغ. وفي عام 1933م أعاد هتلر تعيينه رئيساً لمصرف الدولة «الرايخ بنك»، وبقي في رئاسته حتى عام 1939م، إلى جانب كونه وزيراً للاقتصاد من عام 1934م حتى عام 1937م. وبصفته وزيراً للاقتصاد كان مسؤولاً عن البرنامج الاشتراكي الوطني في إعادة التسلح ومكافحة البطالة، غير أن خلافه مع هيرمان غورينغ الذي أصبح في عام 1936م الدكتاتور الفعلي المهيمن على الاقتصاد الألماني قاده إلى الاستقالة من مهامه وزيراً للاقتصاد، ثم بسبب معارضته للإنفاق الكبير الذي كان يخصصه هتلر لبرنامج إعادة التسلح طُرد من رئاسة مصرف الدولة (الرايخ بنك) في عام 1939م. ومَثُلَ أمام المحكمة العسكرية الوطنية في نورنبورغ التي تألفت بعد الحرب العالمية الثانية لمحاكمة مجرمي الحرب فقضت ببراءته. وفي عام 1946م سُجن من قبل المحكمة الألمانية لإزالة النازية حتى عام 1948م، وبعد خروجه من السجن أسس مصرفاً خاصاً وعمل مستشاراً مالياً لعدد من البلدان.
جاءت شهرة شاخت من نجاحه في وقف التضخم بعد الحرب العالمية الأولى، وكذلك من إدارته للاقتصاد الألماني في مدة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية بصفته وزيراً للاقتصاد ورئيساً لمصرف الدولة الألماني.
لم يترك مؤلفات كثيرة، وتكاد آثاره المكتوبة تقتصر على مذكراته التي نشرت في عام 1953م.
مطانيوس حبيب