الشوندر السكري Beet - Betterave من النباتات العشبية الثنائية الفلقة الحولية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشوندر السكري Beet - Betterave من النباتات العشبية الثنائية الفلقة الحولية

    الشوندر السكري

    (الشكل 1) حقل مزروع بالشوندر السكري
    الشوندر السكري sugar beet من النباتات العشبية الثنائية الفلقة الحولية أو الثنائية الحول، ينتمي إلى الفصيلة السرمقيةChenopodiaceae والجنس Beta vulgaris L.، ويعد مصدراً رئيساً لإنتاج السكر الأبيض (الشكل 1).
    الموطن الأصلي ومناطق الانتشار في الوطن العربي والعالم
    تجمع معظم المصادر على أنّ أول زراعة للشونـدر كانـت للنوعين البريينB.v.maritima. وB.v.perennis اللذين ينتشران في أوربا وسواحل البحر المتوسط. ويعتقد بعضهم أن أصل الشوندر هو غربي آسيا.
    نتشر زراعة الشوندر في مختلف المناطق من العالم، وتأتي أوربا في المركز الأول من حيث المساحة المزروعة والإنتاجية، ثم آسيا فأمريكا. تتوزع المساحة المزروعة في الوطن العربي رئيسيَّاً بين المغرب، وسورية ومصر. تأتي سورية في المركز الثاني بعد المغرب من حيث المساحة والإنتاجية. ويُزرع فيها سنوياً نحو 30000 هكتار تنتج وسطياً 1.25 مليون طن من الشوندر.

    الأهمية الاقتصادية
    عرفت أهمية الشوندر السكري بوصفه مصدراً للسكر منذ عام 1747، ويعد اليوم المصدر العالمي الثاني بعد قصب السكر لإنتاج السكر (السكروز) الذي يحتاج إليه الإنسان في غذائه اليومي، ومصدراً للعديد من الصناعات الغذائية.
    تراوح نسبة السكر في جذور الشوندر بين 18 و20%، وقد تزيد نسبته في بعض الأصناف على 27%. كما يمكن أن تستخدم المجموعة الخضرية التي تشكل نحو30ـ50% من وزن النبات سماداً أخضر، أو تستعمل في صناعة السيلاج Silage أو علفاً أخضر جيداً. ويستعمل أيضاً التفل الناتج من عصر شرائح الجذور، والذي يقدر بنحو 80% من وزن الجذور مادة علفية جيدة ورخيصة للحيوانات، ويضاف المولاسMolasse المتبقي إلى أعلاف الحيوانات، إذ يحتوي على نحو60% من وزنه سكراً، ويضاف إلى الأعلاف المصنعة سيلاجاً لتشجيع عملية التخمر. وتستعمل أوراقه ومخلفات التصريم في صناعة الكحول والخميرة. كذلك فإن لصناعة السكر أهمية في تشغيل عدد كبير من العمال والفنيين، وتوفير مبالغ كبيرة من القطع النادر، يمكن أن تنفق في مجال استيراد السكر من مصادر خارجية. ويؤمن الشوندر السكري نحو 40ـ 45% من كمية السكر المنتجة عالمياً، ويأتي الباقي من محصول قصب السكر.
    الوصف النباتي والأنواع والأصناف
    غالباً ما يكون نمو بادرات الشوندر السكري بطيئاً خلال الشهر الأول من تاريخ الزراعة، ويكون المسطح التمثيلي للأوراق الفلقية صغيراً جداً، وتظهر الأوراق على النبات بشكل أزواج حتى الورقة السابعة، حيث يتوالى ظهورها بشكل فردي. يتكون على النبات الواحد خلال موسم نموه الأول (150ـ170 يوماً) نحو 30ـ60 ورقة وقد تصل إلى 90 ورقة حسب عوامل النمو المختلفة. وتكوّن الأوراق العشرون الأولى ما يعرف بالمجموعة الإعاشية، التي تشكل المساحة الكبرى في المجموعة الخضرية، في حين تكون الأوراق التالية صغيرة الحجم ومتجانسة الشكل. تظهر بعد الدور الإعاشي أوراق جديدة من الميرستيم القمي (الخلايا المولّدة) في مركز الساق القرصية بمعدلات تختلف بحسب الصنف، وتراوح بين 2 و4 أوراق أسبوعياً، وينخفض هذا المعدل في شروط الإضاءة والحرارة المنخفضتين ونقص الآزوت. وتستمر حياة الأوراق بعد ظهورها من 5 ـ11 أسبوعاً. وتؤدي استمرارية نمو الجذر عمودياً، وتشكل الأوعية في الجذر إلى تشكل الجذر التخزيني المتضخم في الشوندر، ويحدث أقوى النمو الجذري عندما يصل تركيز السكر فيه إلى نحو 5 ـ 8%.
    ويمكن تمييز ثلاثة أدوار في حياة نبات الشوندر السكري وهي:
    1ـ الدور الإعاشي: يمتد من زراعة البذور وحتى مرحلة تشكل 16 ورقة.
    2ـ دور البلوغ: وفيه يستمر ظهور الأوراق ويكبر الجذر، ويصل الجذر إلى وزنه وحجمه الأعظمين في نهاية هذا الدور، ويشكل العنق في نهاية هذا الدور نحو 5% من وزن الجذور وتزيد كمية السكر فيها (الشكل ـ 2).

    جذر الشوندر السكري (الصنف أفانتاج)

    نبات الشوندر السكري
    3ـ دور النضج: أو دور الإزهار وتكوين البذور، ويأتي في موسم النمو الثاني من حياة النبات.
    تصنف أصناف الشوندر عالمياً وفقاً لما يأتي:
    1ـ عدد الأجنة في الثمار:
    ـ بذار متعددة الأجنة Polygerm.
    ـ بذار وحيدة الجنين وراثيَّاً Monogerm.
    ـ بذار وحيدة الجنين صناعياً Synthetic monogerm.
    2ـ العدد الصبغي:
    ـ الأصناف الثنائية (n2n = 18) وهي من أقدم الأصناف المزروعة.
    ـ الأصناف الرباعية (n2n = 36) وهي أفضل إنتاجاً من المجموعة السابقة.
    ـ الأصناف العديدة المجموعة الصبغية، وتنتشر زراعتها على نطاق واسع بسبب كبر حجم جذورها، ودرجة حلاوتها العالية، وتبكيرها، ومقاومتها للأمراض.
    ـ الأصناف الهجينة
    3ـ درجة الحلاوة: ويمكن تمييز النماذج الآتية فيها:
    ـ النموذج Z: درجة الحلاوة أعلى من 16%، وإنتاجه الجذري قليل.
    ـ النموذج N: درجة الحلاوة بحدود 16%، وإنتاجه الجذري عادي.
    ـ النموذج E: درجة الحلاوة أقل من 16%، وإنتاجه الجذري عالٍ.
    المتطلبات البيئية
    يمكن لبذور الشوندر السكري أن تبدأ بالإنبات عندما تصل درجة حرارة التربة إلى 2ـ 5 ْم، ويحدث أفضل إنبات في درجة الحرارة 16 ْم، ويبلغ أسرع معدل له في الدرجة 28 ْم. وتعد الدرجة 24 ْم درجة الحرارة المثلى لنمو المجموعة الخضرية، في حين تعد درجة الحرارة بين 17 ـ 20 ْم، الدرجة المثلى لنمو الجذور. وإنّ لدرجة الحرارة تأثيراً كبيراً في نمو الجذور وتخزين السكر فيها، حيث يزداد تراكم السكر في الجذور في شروط الطقس المعتدل المائل للبرودة في الخريف، بينما تقلل الحرارة المرتفعة من معدل التخزين، ويتناقص معدل تخزين السكر في الجذور عند ارتفاع الحرارة إلى 30ْم، وقد يتوقف نهائياً ويبدأ النبات باستهلاك السكر المخزون عند ارتفاع الحرارة فوق 35ْم. يحتاج الشوندر السكري عموماً في موسم نموه الأول إلى 2200 ـ 2400مم في المناطق المعتدلة، ونحو 1800ـ2000مم في المناطق الباردة، ونحو 3000مم في المناطق الدافئة. ويصنّف محصول الشوندر السكري بأنه حيادي لطول الفترة الضوئية فيما يتعلق بتطور الجذور، في حين يعد من نباتات النهار الطويل فيما يتعلق بإنتاج البذور. ويعد الضوء من أهم العوامل البيئية في زيادة إنتاج السكر وتخزينه، وتساعد شروط البيئة السورية كثيراً في نجاح زراعة الشوندر السكري حتى في فصل الشتاء لتوافر كمية كافية من الضوء.
    يزرع الشوندر السكري مروياً في معظم المناطق، وبعلاً بمساحات أقل في المناطق ذات المعدلات العالية للهطولات المطرية، والجيدة التوزيع، كما هو الحال في العروة الخريفية في الغاب وحمص. وتختلف المتطلبات المائية للشوندر السكري بحسب التربة والعوامل المناخية (الحرارة، والإضاءة والرياح)، وكذلك بحسب الصنف وموعد الزراعة، ومرحلة نمو النبات، وعمليات الخدمة المختلفة. وتعد كمية المياه من 3500ـ4000م3/هـكتار عموماً كافية لتأمين متطلبات النبات المائية في موسم نموه الأول. ويتطلب محصول الشوندر تربة عميقة ومفككة، تسمح بانتشار جذوره المتعمقة حتى 2.5م. وتنجح زراعته في الترب اللومية (الطمية) والرملية السلتية والطينية اللومية العميقة والمفككة التي تحتوي على نسبة ضئيلة من الكلسيوم. وتتطلب زراعة الشوندر إجراء مسح مسبق للأراضي الصالحة لمحصوله وتجارب تمهيدية للتسميد وخاصة لعنصري البوتاسيوم والبورون.
    يفضل الشوندر السكري الترب التي درجة حموضتها (pH) بين 6 ـ 7.5، الغنية بالمادة العضوية. وتعد الأتربة الحمراء في سورية (حمص، دمشق، حلب والغاب وغيرها) ملائمة لزراعته. وعلى الرغم من أهمية الآزوت في إعطاء نمو جيد وغلة عالية من الجذور، إلا أنه يجب مراعاة عدم الإفراط في إضافة الآزوت، وخاصةً في المراحل المتأخرة من النمو، لأنه يؤدي إلى إعطاء جذور كبيرة الحجم وذات محتوى سكري ونقاوة عصير منخفضين. وتتباين، تحت ظروف إنتاج الشوندر السكري المحلية، الكميات المضافة من الأسمدة الكيمياوية حسب غنى التربة، وإضافة الأسمدة العضوية، ووجود البقوليات في الدورة الزراعية. وتضاف عموماً كمية 200ـ240كغ/هـكتار من الآزوت النقي للأراضي الفقيرة، وتخفض الكمية إلى 100ـ150كغ في الأتربة الغنية الخصبة. ويمكن إضافة 75 ـ 150كغ/هـكتار من الفوسفور P2O5، ونحو 100ـ150كغ/هـكتار من البوتاسيوم k2O. وتؤدي العناصر المعدنية الأخرى، مثل الكلسيوم والمغنزيوم والكبريت والحديد والمنغنيز والبورون دوراً مهماً في إعطاء غلة ونوعية جيدتين من جذور الشوندر السكري.
    طرائق الزراعة وعمليات الخدمة
    1ـ الدورة الزراعية: ينصح بإدخال الشوندر السكري في رأس الدورة الزراعية الثلاثية أو الرباعية بعد محصول بقولي، ويأتي بعده القمح أو الشعير أو الذرة الصفراء. ويفضل عدم زراعته مع المحاصيل التي تصاب بالنيماتودا كالتبغ وفول الصويا.
    2ـ تحضير الأرض للزراعة: ينصح بفلاحة أولى متوسطة العمق للتربة (25ـ30سم) في الخريف تضمن طمر بقايا المحصول السابق وتهوية التربة وتعريضها للشمس، وإضافة الأسمدة العضوية مع هذه الفلاحة. ويعقب ذلك فلاحتان أقل عمقاً (10ـ20سم)، وتضاف قبل الفلاحة الأخيرة كامل كمية الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية، ونصف كمية الأسمدة الآزوتية. تزرع بذور الشوندر السكري آلياً على خطوط، بفاصل 45ـ 55سم بين الخط والآخر و20سم بين النباتات على كل خط، أو بين حفرها، حيث يوضع 2ـ3 بذور في الحفرة الواحدة. ويجب ألا يزيد عمق الزراعة على 2ـ3سم. ويزرع الشوندر في سورية في ثلاث عروات بحسب متطلبات الأصناف كما يأتي:
    1ـ العروة الخريفية المبكرة في أثناء النصف أول من تشرين الأول، ويحتاج المحصول إلى نحو 240 يوماً لحصاده في أواخر شهر أيار وأوائل شهر حزيران.
    2ـ العروة الشتوية أو الخريفية المتأخرة: بدءاً من منتصف شهر تشرين الأول وحتى منتصف شهر تشرين الثاني، وتحتاج الأصناف إلى 320 يوماً لحصادها في شهر أيلول منها: كاوي ميرا، ماريتا، كاوي سير 793، وديلي 24 وغيرها، وهي أصناف متعددة الجنين، أما الأصناف الوحيدة الجنين فأهمها أفانتاج (الشكل ـ 2ب)، ريكورد، ريتول، لوريتا وأوريس وغيرها.
    3 ـ العروة الربيعية: وذلك بدءاً من منتصف شهر شباط وحتى أواخر شهر آذار، ويحتاج المحصول إلى 235 يوماً لحصاده، من بداية شهر تشرين الأول وحتى منتصف شهر تشرين الثاني ومن أصنافها: بوليكس، كاوي سير 494 و197 ونادر وتينور وغيرها.
    تزرع بذار الشوندر السكري بمعدل 20ـ30 كغ/هـكتار عند استعمال البذار المتعددة الأجنة، وتزداد الكمية إلى 30ـ40كغ/هـكتار، في حال الزراعة الآلية وباستخدام البذار الوحيدة الجنين الوراثي أو الصناعي. وتتوقف عمليات الخدمة لمحصول الشوندر السكري إلى حدٍ كبير على طريقة الزراعة، ونوع البذار المستخدم. وتعد عملية الخف والتفريد اليدوي من أهم هذه العمليات، وخاصةًً عند استعمال البذار المتعددة الأجنة، حيث تؤدي زراعة هذا النوع من البذار إلى ظهور 2ـ5 نباتات في الحفرة الواحدة، مما يحتم ضرورة خفها وإبقاء نبات واحد، أما عملية التفريد اليدوي فتجري عندما تكون البادرات في عمر 3 أوراق حقيقية، وتكرر هذه العملية مع العزيق عندما تكون البادرات في عمر 4ـ 6 أوراق، بحيث تصبح المسافة بين النباتات 25ـ30سم. يؤدي التأخر بالتفريد إلى تكوين جذور صغيرة، وإنتاج ضعيف من الجذور والسكر في وحدة المساحة. وتتم عملية الترقيع حسب الحاجة بعد 15 يوماً من الزراعة، ويفضل استخدام البذور المنقوعة مسبقاً. وتختلف الحاجة إلى العزيق باختلاف طبيعة التربة وموعد الزراعة. وتكافح الأعشاب الضارة عزقاً يدوياً أو ميكانيكياً، رغم تركيز الزراعات الحديثة على استخدام مبيدات الأعشاب قبل الزراعة أو بعدها.
    وفيما يتعلق بالري فتختلف كميات المياه وعدد الريات بحسب موعد الزراعة، ورطوبة التربة، والرطوبة الجوية والحرارة والرياح. وتزداد حاجة نباتات الشوندر للري في العروة الربيعية، حيث تعطى الرية الأولى بعد 15 ـ 21 يوماً من الزراعة، ثم يروى المحصول بمعدل مرة واحدة كل 7ـ11 يوماً، أما عروة الشوندر الخريفي فتروى عند الحاجة. ويتحقق أعلى مردود للهكتار عندما لا ينخفض مستوى رطوبة التربة على عمق 30ـ40سم عن 50% من السعة الحقلية. ويراعى فطام المحصول قبل 3 ـ 4 أسابيع من موعد القلع، وذلك منعاً لاستمرار النمو الخضري، وتشجيع تركيز السكر في الجذور، ولتسهيل عمليتي القلع والتصريم، ولابد من تشجيع استخدام طرائق الري الحديثة لخفض كميات المياه اللازمة، والتعمق بمجالات البحوث العلمية الخاصة به.
    الحصاد والتخزين والتصنيع
    يجب ترك جذور الشوندر السكري في الأرض حتى استكمال تخزين السكر فيها، وهذا ما يعرف بالنضج البيولوجي، الذي يميز باكتساب الأوراق السفلية اللون المسمر وبقية الأوراق اللون الأصفر. يتم القلع يدويَّاً أو آليَّاً، ثم تُصرّم الجذور بإزالة المجموع الورقي مع الساق القرصية التي تنخفض فيها نسبة السكر وترتفع فيها نسبة الأملاح التي تسيء إلى صناعة السكر وبلورته. ويحدد موعد القلع بعد أخذ عينات من الجذور وتحليلها لمعرفة مدى اكتمال تخزين السكر فيها. وتراوح غلة جذور الشوندر السكري في سورية بين 40ـ50 طناً/هـكتار، ويراوح محتواها من السكر بين 12 و16%.
    آفات الشوندر السكري
    ـ من الأمراض الفيزيولوجية: الشمرخة الزهرية والقلب الأجوف نتيجة نقص العناصر المعدنيةمثل البورون.
    ـ ومن الأمراض الفطرية: التبقع السيركوسبوري وعفن الجذور وموت البادرات والبياض الدقيقي والرايزومانيا.
    ـ ومن الأمراض الفيروسية: التفاف القمة والاصفرار.
    ـ الديدان الثعبانية (النيماتودا).
    ـ ومن الحشرات: فراشة الشوندر السكري والخنفساء البرغوثية والمن والديدان الخضراء والقارضة والحفار (الحالوش) والدودة البيضاء.
    أيمن العودة
يعمل...
X