مشاركة: Jehad Hasan / ألمانيا
ويظلّ الدّفتر أقوى
---
حين يتحدّى القلم السّلاح رافضًا قمعه ومحاولة كسره تأتي صرخته بكلّ هذا العنفوان والقوّة
---
مَنْ أنتَ
قُلْ لي :
مَنْ؟
فلستَ تخيفُني
يا أيّها الماشي كطاووسٍ
وحولَكَ عسكرُ
وانظرْ إليَّ
فلمْ أزَلْ في الفجرِ أصحو
والوجودُ يقيمُ ليْ حفلًا
أغنّي فيهِ ما لا تستطيعُ غناءَهُ أنتَ القويُّ
بخنجرٍ لا يُكسَرُ
لكنّكَ المُلقى إلى جوفِ الغبارِ
ولا تجيءُ إليكَ مثْلي فراشةٌ محبوبةٌ
تغدو بها فرِحًا
ولا ممّا ترى تتعطّرُ
وانظرْ إليَّ
تضمُّني أنثى الخيالِ
فأنتشي مترنِّمًا
وأساكنُ المعنى
وأبني منزليْ بحجارةٍ مِنْ عسجدٍ
وأرى الّذي أخفاهُ عنّي مَنْ يريدُ هزيمتي
وألاعبُ النّجماتِ حين تزورُني ليلًا
وتطردُ عن تخومي ظلمتي
وتصيرُ صحرائي وقد زادت مِساحتُها حقولًا تزهرُ
مَنْ أنتَ
حتّى تمنعَ الأنهارَ عنّي
مَنْ تكونُ
لتطردَ الأطيارَ عن مدني
وتطمِسَ زنبقيْ
وعلى رغيفِ مآثري ترمي سمومًا
لن ترانيَ جاثيًا في معبدٍ يمحو خرائطَ رؤيتي؟
وسأرتدي ثوبيْ أنا
لا ثوبَ كُهّانٍ حشَوا زوّارَهم بكلامِ وهمٍ فارغٍ ومضوا
ولمْ يعطوا لهم في عريِهم ما يسترُ
مَنْ أنتَ
حتّى تحتسيْ مِنْ قهوتي
وتعدَّ أضلاعيْ
وترسمَ لوحتيْ
ولصدرِ تاريخي توجِّهَ سهمَكَ الدّاميْ
وتشطبَ حاضريْ
وعلى غدي ترميْ رصاصَكَ
ثمّ تجلسَ ضاحكًا مستهزئًا
ولكَ الخرافُ بحفلِ نصرِكَ تُنحَرُ؟
لا
أيّها الآتي إليَّ مزمجرًا متوعّدًا
بالنّارِ لن تكويْ شرايينيْ
ونارُكَ سوف تُفنيها مياهُ جنائني
والسّيفُ يصمتُ لن يقولَ كلامَهَ
ويظلُّ أقوى الدّفترُ
ويظلُّ مَنْ أحيا الحياةَ بحِبرِهِ متدثِّرًا برداءِ مجدٍ لن يشيخَ
وأنتَ مثْلَ نقوشِنا في الرّملِ تُمحى
لن تمزِّقَ صفحتيْ
سأظلُّ مزدهرًا
وأنتَ ستُقبَرُ
---
القس جوزيف إيليّا
٦ - ٣ - ٢٠٢٢