شمس الدين (نصري ـ)
(1927 ـ 1983)
نصري شمس الدين مغن لبناني، ولد في بلدة جون، في محافظة جبل لبنان، وتوفي على مسرح مدينة معرض دمشق الدولي.
عاش في بلدته حتى أواسط الأربعينيات من القرن العشرين، وبعدها انتقل إلى بيروت. وبناءً على طلب من استوديو نحاس، سافر سنة 1949 إلى مصر لدراسة الموسيقى وأصول الغناء العربي لمدة ثلاث سنوات في معهد فؤاد الأول. وحينما عاد إلى لبنان التحق بمصلحة الهاتف، لأنه لم يجد عملاً فنياً يتناسب مع طموحاته، ومع التراث الشعبي الذي كان يتقن تأدية أغانيه.
تعرف سنة 1954 مسؤول إذاعة الشرق الأدنى صبري الشريف، وقدم نفسه إلى «لجنة الاستماع» التي كان من بين أعضائها عاصي[ر] ومنصور الرحباني، اللذين أبديا إعجابهما بصوته. ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة نصري شمس الدين الفنية مع الأخوين رحباني وفيروز التي استمرت ثلاثين سنة.
أول أغنية أداها شمس الدين كانت بعنوان «بحلفك ياطير بالفرقة» من ألحان فيلمون وهبي[ر]، وأول اسكتش إذاعي «كاسر مزراب العين» كتب كلماته ولحنه الأخوان رحباني. أما أول أغنية لحنها لنفسه فكانت «يا أم المنديل الأحمر» سنة 1959.
تضم خزانة نصري شمس الدين الغنائية نحو 500 أغنية، من بينها 200 أغنية سجلها لإذاعة لبنان الرسمية، و100 أغنية سجلها للإذاعة السورية والإذاعات العربية الأخرى. وقد شارك نصري شمس الدين في 23 مسرحية غنائية مع فيروز وصباح ووديع الصافي وفدوى عبيد، وأحيا حفلات في الولايات المتحدة ودمشق والقاهرة ودبي والكويت. أما الأفلام السينمائية التي شارك فيها مع فيروز فهي: «بياع الخواتم» 1966، و«سفر برلك» 1966 و«بنت الحارس» 1970.
وشريط الأغاني الذي كرسه شمس الدين، فنان الأغنية الشعبية والبلدية، غني وطويل يُذكر منه:
«ضلي اسهري» (شعر أسعد سابا، ألحان سمير بغدادي، تسجيل الإذاعة السورية) و«كفي البكي» (شعر أسعد سابا، ألحان محمد محسن، تسجيل الإذاعة السورية والشرق الأدنى) و«مين قال» (شعر أسعد السبعلي، ألحان فليمون وهبي، تسجيل إذاعة الشرق الأدنى) و«بقطفلك وردة حمرا» (شعر مصطفى محمود، ألحان زكي ناصيف) و«اشبيلية» (شعر مرسي جميل عزيز، ألحان حليم الرومي، تسجيل الإذاعة اللبنانية) و«الله معك يا بني» (شعر طعان أسعد، ألحان زياد الرحباني، تسجيل تلفزيون وإذاعة الكويت).
وإذا عُدَّت الأغاني التي وردت سابقاً تمثل مرحلة فنية لها ملامحها الفردية والخاصة من حيث الغناء والنص الشعري واللحن، فإن أغنية شمس الدين توضع منذ مرحلة الستينيات في إطار آخر، إذ جاء معظم أغانيه في سياق الأعمال المسرحية الفولكلورية التي قدمها الأخوان رحباني خصوصاً «موسم العز» 1961 و«بياع الخواتم» و«جسر القمر» 1962 و«الليل والقنديل» 1963و«دواليب الهوا» 1965و«الشخص» 1968، و«قصيدة حب» 1973 وغيرها. ففي هذه المرحلة برزت الأغنية الشعبية الخالصة مثل «يا حلوة الجسر ما شاء الله» (موسم العز)، و«طلوا طلوا الصيادي» و«يا أم الأساور» (بياع الخواتم) و«منقول خلصنا تودعنا» (قصيدة حب) و«هدوني هدوني» (جسر القمر). واللافت في هذه المرحلة أن أغنية نصري شمس الدين اتخذت منحى درامياً، لأن الأخوين رحباني كتباها لسياق درامي. وعلى سبيل المثال: «اشهدي يا بيوت» (جبال الصوان) 1968، و«ناطر أنا ناطر» (ناطورة المفاتيح) 1970.
في هذا السياق كان نصري شمس الدين من أبرز الذين مهدوا لبلورة الأغنية الشعبية التي أسهم في صوغ شكلها وتركيبها الفني الأخوان رحباني وتوفيق الباشا وزكي ناصيف وآخرون. وكان نصري شمس الدين أيضاً من الأصوات التي أسهمت بوضوح في الخزانة الغنائية الفولكلورية العربية، عبر الصقل والتهذيب اللذين ساعداها على حمل ملامح الرشاقة والسهولة في لغة ذات طابع جمالي خاص.
استساغت الأذن العربية أغنية نصري الشعبية، لأنها جاءت تعبر عن جزء أساسي من هويتها وملامحها، ولأنها ترادفت، فنياً مع البساطة والعفوية والإيقاعات الخفيفة، وكذلك مع الجملة الموسيقية الشعبية ذات الطبيعة الإيقاعية البسيطة والأداء المتدفق.
ملأ نصري شمس الدين بقوالب الشعر الشعبي فراغاً عاشته الأغنية في معظم الأقطار العربية قبل انطلاقها وتهذيب صيغتها على أيدي الرواد. وهذا ما أعطاه دور المجدد أداءً وصياغة، ودور من أفسح للأغنية الشعبية لأن تكون مادة فنية وثقافية حديثة ومعاصرة.
هاشم قاسم
(1927 ـ 1983)
عاش في بلدته حتى أواسط الأربعينيات من القرن العشرين، وبعدها انتقل إلى بيروت. وبناءً على طلب من استوديو نحاس، سافر سنة 1949 إلى مصر لدراسة الموسيقى وأصول الغناء العربي لمدة ثلاث سنوات في معهد فؤاد الأول. وحينما عاد إلى لبنان التحق بمصلحة الهاتف، لأنه لم يجد عملاً فنياً يتناسب مع طموحاته، ومع التراث الشعبي الذي كان يتقن تأدية أغانيه.
تعرف سنة 1954 مسؤول إذاعة الشرق الأدنى صبري الشريف، وقدم نفسه إلى «لجنة الاستماع» التي كان من بين أعضائها عاصي[ر] ومنصور الرحباني، اللذين أبديا إعجابهما بصوته. ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة نصري شمس الدين الفنية مع الأخوين رحباني وفيروز التي استمرت ثلاثين سنة.
أول أغنية أداها شمس الدين كانت بعنوان «بحلفك ياطير بالفرقة» من ألحان فيلمون وهبي[ر]، وأول اسكتش إذاعي «كاسر مزراب العين» كتب كلماته ولحنه الأخوان رحباني. أما أول أغنية لحنها لنفسه فكانت «يا أم المنديل الأحمر» سنة 1959.
تضم خزانة نصري شمس الدين الغنائية نحو 500 أغنية، من بينها 200 أغنية سجلها لإذاعة لبنان الرسمية، و100 أغنية سجلها للإذاعة السورية والإذاعات العربية الأخرى. وقد شارك نصري شمس الدين في 23 مسرحية غنائية مع فيروز وصباح ووديع الصافي وفدوى عبيد، وأحيا حفلات في الولايات المتحدة ودمشق والقاهرة ودبي والكويت. أما الأفلام السينمائية التي شارك فيها مع فيروز فهي: «بياع الخواتم» 1966، و«سفر برلك» 1966 و«بنت الحارس» 1970.
وشريط الأغاني الذي كرسه شمس الدين، فنان الأغنية الشعبية والبلدية، غني وطويل يُذكر منه:
«ضلي اسهري» (شعر أسعد سابا، ألحان سمير بغدادي، تسجيل الإذاعة السورية) و«كفي البكي» (شعر أسعد سابا، ألحان محمد محسن، تسجيل الإذاعة السورية والشرق الأدنى) و«مين قال» (شعر أسعد السبعلي، ألحان فليمون وهبي، تسجيل إذاعة الشرق الأدنى) و«بقطفلك وردة حمرا» (شعر مصطفى محمود، ألحان زكي ناصيف) و«اشبيلية» (شعر مرسي جميل عزيز، ألحان حليم الرومي، تسجيل الإذاعة اللبنانية) و«الله معك يا بني» (شعر طعان أسعد، ألحان زياد الرحباني، تسجيل تلفزيون وإذاعة الكويت).
وإذا عُدَّت الأغاني التي وردت سابقاً تمثل مرحلة فنية لها ملامحها الفردية والخاصة من حيث الغناء والنص الشعري واللحن، فإن أغنية شمس الدين توضع منذ مرحلة الستينيات في إطار آخر، إذ جاء معظم أغانيه في سياق الأعمال المسرحية الفولكلورية التي قدمها الأخوان رحباني خصوصاً «موسم العز» 1961 و«بياع الخواتم» و«جسر القمر» 1962 و«الليل والقنديل» 1963و«دواليب الهوا» 1965و«الشخص» 1968، و«قصيدة حب» 1973 وغيرها. ففي هذه المرحلة برزت الأغنية الشعبية الخالصة مثل «يا حلوة الجسر ما شاء الله» (موسم العز)، و«طلوا طلوا الصيادي» و«يا أم الأساور» (بياع الخواتم) و«منقول خلصنا تودعنا» (قصيدة حب) و«هدوني هدوني» (جسر القمر). واللافت في هذه المرحلة أن أغنية نصري شمس الدين اتخذت منحى درامياً، لأن الأخوين رحباني كتباها لسياق درامي. وعلى سبيل المثال: «اشهدي يا بيوت» (جبال الصوان) 1968، و«ناطر أنا ناطر» (ناطورة المفاتيح) 1970.
في هذا السياق كان نصري شمس الدين من أبرز الذين مهدوا لبلورة الأغنية الشعبية التي أسهم في صوغ شكلها وتركيبها الفني الأخوان رحباني وتوفيق الباشا وزكي ناصيف وآخرون. وكان نصري شمس الدين أيضاً من الأصوات التي أسهمت بوضوح في الخزانة الغنائية الفولكلورية العربية، عبر الصقل والتهذيب اللذين ساعداها على حمل ملامح الرشاقة والسهولة في لغة ذات طابع جمالي خاص.
استساغت الأذن العربية أغنية نصري الشعبية، لأنها جاءت تعبر عن جزء أساسي من هويتها وملامحها، ولأنها ترادفت، فنياً مع البساطة والعفوية والإيقاعات الخفيفة، وكذلك مع الجملة الموسيقية الشعبية ذات الطبيعة الإيقاعية البسيطة والأداء المتدفق.
ملأ نصري شمس الدين بقوالب الشعر الشعبي فراغاً عاشته الأغنية في معظم الأقطار العربية قبل انطلاقها وتهذيب صيغتها على أيدي الرواد. وهذا ما أعطاه دور المجدد أداءً وصياغة، ودور من أفسح للأغنية الشعبية لأن تكون مادة فنية وثقافية حديثة ومعاصرة.
هاشم قاسم