رايشبناخ Reichenbach - Reichenbach فيلسوف و منطقي ألماني..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رايشبناخ Reichenbach - Reichenbach فيلسوف و منطقي ألماني..

    رايشبناخ

    Reichenbach - Reichenbach

    رايشنباخ
    (1891-1953)

    هانز رايشنباخ Hans Reichenbach فيلسوف ومنطقي ألماني، ولد في هامبورغ، وتعلّم بالمدرسة العليا للتكنولوجية في شتوتغارت. حصل على الدكتوراه في الاحتمالات، وعلّم في جامعتي برلين واصطنبول. هاجر إلى أمريكا قبل الحرب العالمية الثانية، وعلّم في جامعة كاليفورنيا.
    ارتبط اسمه بالوضعية المنطقية، وكان على وفاق مع «جماعة فيينا»[ر]، ولو أنه يتحدث عن نفسه كتجريبي منطقي، فهو أحد أعضاء «الجمعية البرلينية للفلسفة التجريبية».
    عُرِف رايشنباخ بإسهاماته العلمية وبحوثه الأصيلة، ومن أهم كتبه: «نسق البديهيات في النظرية النسبية في المكان ـ الزمان»، و«أهداف فلسفة الطبيعة الحالية واتجاهاتها»، و«نظرية الاحتمالات»، و«التجربة والتنبؤ»، و«من كوبرنيكس إلى آينشتاين»، و«الأسس الفلسفية لميكانيكا الكوانتم»، و«نشأة الفلسفة العلمية»، و«الفلسفة العلمية الحديثة». كما اشترك مع رودلف كارناب[ر] Rudolf Carnap في إصدار مجلة العلم الموحد الناطقة باسم الوضعيين المنطقيين، إلا أنه اختلف معهم في نظرية المعرفة.
    حارب رايشنباخ التفكير الميتافيزيقي، ودحض التفسير الغائي، واهتم بمشكلة السببية، ودافع عن العلم وعدّه أفضل الوسائل المتاحة لاكتساب المعرفة. وحاول في نظريته عن المعرفة الجمع بين التجريبية، القائمة على مبدأ التحقق، وبين التحليل المنطقي للعلم ولغة العلم. وعدّ مهمة الفلسفة التحليل المنطقي لجميع أنماط الفكر، فرفض الحقائق التركيبية القَبْلية، واعتمد مبدأ: «أن كل حقيقة تركيبية تستمد من الملاحظة، وأن كل ما يسهم به العقل ذو طبيعة تحليلية، وبالتالي لا يوجد وضوح ذاتي تركيبي».
    كما رفض رايشنباخ نظرية صدق المعنى عند الوضعيين المنطقيين، وفضّل عليها نظرية في احتمالية المعنى، فالقضية تكون ذات معنى إذا كان من الممكن التحقق منها بدرجة من الاحتمال، وتكون القضيتان لهما المعنى نفسه إذا كانت لهما الدرجة نفسها من احتمالية التحقق، وعلى هذا فالعبارات العلمية عن العالم لا تتساوى في المعنى بالعبارات الحسية التي تصفه، ولكنها ترتبط بها برباط احتمالي. ويبني رايشنباخ على ذلك إمكانية استنباط وجود حالات فيزيقية للعالم مستقلة بدرجة من الاحتمال عن انطباعاتنا عن العالم، ولكنها في الوقت ذاته مسؤولة عن هذه الانطباعات. وتسمى نظرية احتمالية المعنى والعبارات العلمية هذه بنظرية الفهم الوظيفي للمعرفة، لأنها تقوم على أساس أن التأثر بأشياء العالم الخارجي، من خلال الحواس ,يحدث أنواعاً من ردود الأفعال، أهمها رد الفعل اللغوي، أي تكوين نسق من العلامات تخضع لنظام من القواعد، وتُعبر عن المضمون المعرفي للغة، إذ تتجمع العلامات (الرموز - الكلمات) لتولد عبارات، فإذا كانت هذه العبارات مناظرة لحالات واقعية فعلية فهي عبارات صحيحة، ونفيها يفضي إلى عبارات باطلة. وتسمى العبارات التي يمكن التحقق من صحتها أو بطلانها عبارات ذات معنى، أما التي لا يمكن الحكم بصحتها أو بطلانها، أي لا تقبل التحقق بملاحظات ممكنة، فهي عبارات خالية المعنى (لغو فارغ)، لأن «قابلية التحقق» عنصر ضروري في نظرية المعنى. وتُصنف العبارات ذات المعنى في فئتين: فئة القضايا التحليلية، وفئة القضايا التركيبية القابلة للتحقق بالملاحظة المباشرة أو بالملاحظة غير المباشرة.
    ولما كانت معرفة العالم الفيزيائي احتمالية وليست يقينية، فلا يمكن التعبير عن الحوادث الفردية ولا عن القوانين التي تحكمها بصورة مطلقة. إن الحقائق العامة أو القوانين العلمية أمور احتمالية لا يقينية، وهي مجرد فروض تجريبية حول « وقائع» قابلة للملاحظة.
    وقد ميّز رايشنباخ بين التحقق «التقني» وبين التحقق «الفيزيائي» الذي لا يتعارض مع قوانين الطبيعة، ثم التحقق «فوق التجريبي» أي التحقق المنطقي، وخلص إلى أن عبارات الميتافيزيقا غير قابلة للتحقق بأيٍ من الأنواع السابقة، لهذا فهي عبارات خاوية من المعنى، ولا تدخل نطاق المعرفة عامةً.
    ويمكن بلوغ اليقين فقط في الرياضيات والمنطق، مع أن المنطق يبحث فقط في قوانين اللغة وأنماط الفكر، ولا يفيد في أي تجارب ممكنة، ومن ثم لا يعبّر عن خصائص العالم الفيزيائي.
    فاطمة درويش
يعمل...
X