شوتس (هاينريخ ـ)
(1585ـ 1672)
هاينريخ شوتس Heinrich Schütz مؤلف موسيقي وعازف أرغن[ر] ألماني، ولد في كوستريتز، وتوفي في درسدن.
يعد شوتس من أهم المؤلفين الموسيقيين في عصر الباروك[ر]. وضع تقاليد الحرفية العالية والعمق الثقافي اللذين وسما أفضل الأعمال الموسيقية الألمانية لأكثر من قرنين. ينتمي شوتس إلى عائلة برجوازية أتاحت له تعرف الموسيقى منذ صغره. درس القانون في جامعة ماربورغ، واكتشف كونت هيس كاسل H.Kassel إمكاناته الموسيقية فأرسله إلى البندقية (إيطاليا) عام 1609 على نفقته الخاصة ليدرس الموسيقى مع غابرييلّي[ر] A.Gabrieli حتى عام 1612. ألف شوتس هناك أول أعماله، وهي مجموعة أغانٍ إيطالية من «المادريغال» Madrigale لخمسة أصوات نشرت عام 1611. عاد شوتس عام 1613 إلى ألمانيا ليتابع دراسة القانون، فعرض عليه الكونت كاسل منصب عازف الأرغن الثاني في بلاطه. وعين عام 1617 رئيس فرقة الموسيقى في بلاط درسدن. عاد شوتس عام 1628 إلى البندقية، وكان كلاوديو مونتفردي[ر] C.Monteverdi الوجه الموسيقي الأكثر شهرة هناك آنذاك، ويعتقد بأنه درس معه لمدة ثلاث سنوات، ودربه على الكونتربوينت Counterpoint[ر. الصيغ الموسيقية] التقليدي. أمضى شوتس الحقبة من عام 1633 حتى 1635 قائداً لفرقة البلاط في كوبنهاغن، وبقي في درسدن منذ عام1635 وقام إبانها بزيارات متكررة إلى البلاط الدنمركي.
كانت معظم الأعمال التي ألفها شوتس، بعد مجموعة المادريغال المبكرة، نصوصاً دينية. ومن الأعمال الدنيوية ألف أوبرا «دافنه» Dafne عام 1627، وتعد الأوبرا الأولى باللغة الألمانية، إلا أن الحريق الذي أصاب مكتبة كنيسة درسدن عام 1760 التهم مخطوطة هذا العمل. وإضافة إلى ذلك، ألّف أعمالاً أخرى، من بينها ما ألفه لمناسبة زواج يوهان جورج الثاني أمير مقاطعة ساكسونيا.
تكمن أهمية شوتس الخاصة في إدخاله المونودية Monodia الإيطالية (أسلوب غنائي أحادي الصوت كان سائداً في القرن السابع عشر) إلى الموسيقى الألمانية دون أن يبدو المزيج هجيناً.
تبقى موسيقى شوتس من وراء تنوع العلاقة بين أشكال الموسيقى والنص الأدبي، تحمل انسجاماً غير متكافئ بين متطلبات النص الأدبي واعتبارات البنية الموسيقية المجردة.
تبلغ مجمل الأعمال التي ألفها شوتس نحو خمسمئة عمل، ظهر الجزء الأكبر منها في سلسلة من 14 نشرة يحتوي معظمها مؤلفاتٍ ذات طابع فردي، أو قطعاً صغيرة. وبسبب ظروف الحرب والأوضاع المالية الصعبة، بقي الكثير من أعماله دون نشر.
وتوجد في موسيقى شوتس تأثيرات بعض الموسيقيين الإيطاليين مثل أليساندرو غراندي A.Grandi وفرانشيسكو تورينيF.Turini وروفيتا G.Rovetta ولودوفيكو فيادانا Viadana.
ألف شوتس أول جناز ألماني Requiem Musikalische Exequien عام 1636 لمجموعة من العازفين الإفراديين والكورال (الجوقة الغنائية)، ففي هذا العمل كتب الأصوات الإفرادية و الثنائية بأسلوب إيطالي منمق بينما قامت أصوات الكورال على أسس وتقاليد الغناء الألماني على نحو كامل. أما المقطع الأخير منه فقد كتب لجوقة غنائية مزدوجة، وهو قالب يذكرنا بدراسة شوتس المبكرة مع مؤلفي البندقية. ومن أعماله الأخرى، مجموعتان من Kleine geistliche Konzerte نشرت بين عامي 1636 و1639 لصوت واحد وجهير مستمر continuo (لحن متكرر في الأصوات الجهيرة) و«ChormusikGeistlich» (عام 1648) و«سمفونية مقدسة» Symphoniae sacrae تضم تشكيلات متنوعة من الأصوات والآلات.
يتميز أوراتوريو Oratorio [ر. الصيغ الموسيقية] «عيد الميلاد» (1664) لعازفين منفردين وكورال ومجموعات آلية، من أعمال شوتس الأخيرة، بألحان لنصوص توراتيةPassions، مكتوبة بأسلوب آ كابيلا acapella(غناء إفرادي أو جماعي من دون أية مرافقة آلية).
أبية حمزاوي
(1585ـ 1672)
هاينريخ شوتس Heinrich Schütz مؤلف موسيقي وعازف أرغن[ر] ألماني، ولد في كوستريتز، وتوفي في درسدن.
يعد شوتس من أهم المؤلفين الموسيقيين في عصر الباروك[ر]. وضع تقاليد الحرفية العالية والعمق الثقافي اللذين وسما أفضل الأعمال الموسيقية الألمانية لأكثر من قرنين. ينتمي شوتس إلى عائلة برجوازية أتاحت له تعرف الموسيقى منذ صغره. درس القانون في جامعة ماربورغ، واكتشف كونت هيس كاسل H.Kassel إمكاناته الموسيقية فأرسله إلى البندقية (إيطاليا) عام 1609 على نفقته الخاصة ليدرس الموسيقى مع غابرييلّي[ر] A.Gabrieli حتى عام 1612. ألف شوتس هناك أول أعماله، وهي مجموعة أغانٍ إيطالية من «المادريغال» Madrigale لخمسة أصوات نشرت عام 1611. عاد شوتس عام 1613 إلى ألمانيا ليتابع دراسة القانون، فعرض عليه الكونت كاسل منصب عازف الأرغن الثاني في بلاطه. وعين عام 1617 رئيس فرقة الموسيقى في بلاط درسدن. عاد شوتس عام 1628 إلى البندقية، وكان كلاوديو مونتفردي[ر] C.Monteverdi الوجه الموسيقي الأكثر شهرة هناك آنذاك، ويعتقد بأنه درس معه لمدة ثلاث سنوات، ودربه على الكونتربوينت Counterpoint[ر. الصيغ الموسيقية] التقليدي. أمضى شوتس الحقبة من عام 1633 حتى 1635 قائداً لفرقة البلاط في كوبنهاغن، وبقي في درسدن منذ عام1635 وقام إبانها بزيارات متكررة إلى البلاط الدنمركي.
كانت معظم الأعمال التي ألفها شوتس، بعد مجموعة المادريغال المبكرة، نصوصاً دينية. ومن الأعمال الدنيوية ألف أوبرا «دافنه» Dafne عام 1627، وتعد الأوبرا الأولى باللغة الألمانية، إلا أن الحريق الذي أصاب مكتبة كنيسة درسدن عام 1760 التهم مخطوطة هذا العمل. وإضافة إلى ذلك، ألّف أعمالاً أخرى، من بينها ما ألفه لمناسبة زواج يوهان جورج الثاني أمير مقاطعة ساكسونيا.
تكمن أهمية شوتس الخاصة في إدخاله المونودية Monodia الإيطالية (أسلوب غنائي أحادي الصوت كان سائداً في القرن السابع عشر) إلى الموسيقى الألمانية دون أن يبدو المزيج هجيناً.
تبقى موسيقى شوتس من وراء تنوع العلاقة بين أشكال الموسيقى والنص الأدبي، تحمل انسجاماً غير متكافئ بين متطلبات النص الأدبي واعتبارات البنية الموسيقية المجردة.
تبلغ مجمل الأعمال التي ألفها شوتس نحو خمسمئة عمل، ظهر الجزء الأكبر منها في سلسلة من 14 نشرة يحتوي معظمها مؤلفاتٍ ذات طابع فردي، أو قطعاً صغيرة. وبسبب ظروف الحرب والأوضاع المالية الصعبة، بقي الكثير من أعماله دون نشر.
وتوجد في موسيقى شوتس تأثيرات بعض الموسيقيين الإيطاليين مثل أليساندرو غراندي A.Grandi وفرانشيسكو تورينيF.Turini وروفيتا G.Rovetta ولودوفيكو فيادانا Viadana.
ألف شوتس أول جناز ألماني Requiem Musikalische Exequien عام 1636 لمجموعة من العازفين الإفراديين والكورال (الجوقة الغنائية)، ففي هذا العمل كتب الأصوات الإفرادية و الثنائية بأسلوب إيطالي منمق بينما قامت أصوات الكورال على أسس وتقاليد الغناء الألماني على نحو كامل. أما المقطع الأخير منه فقد كتب لجوقة غنائية مزدوجة، وهو قالب يذكرنا بدراسة شوتس المبكرة مع مؤلفي البندقية. ومن أعماله الأخرى، مجموعتان من Kleine geistliche Konzerte نشرت بين عامي 1636 و1639 لصوت واحد وجهير مستمر continuo (لحن متكرر في الأصوات الجهيرة) و«ChormusikGeistlich» (عام 1648) و«سمفونية مقدسة» Symphoniae sacrae تضم تشكيلات متنوعة من الأصوات والآلات.
يتميز أوراتوريو Oratorio [ر. الصيغ الموسيقية] «عيد الميلاد» (1664) لعازفين منفردين وكورال ومجموعات آلية، من أعمال شوتس الأخيرة، بألحان لنصوص توراتيةPassions، مكتوبة بأسلوب آ كابيلا acapella(غناء إفرادي أو جماعي من دون أية مرافقة آلية).
أبية حمزاوي