شرقاوي (احمد) Sharqawi (Ahmad-) أبرز الفنانين التشكيليين المغاربة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرقاوي (احمد) Sharqawi (Ahmad-) أبرز الفنانين التشكيليين المغاربة

    شرقاوي (أحمد ـ)
    (1934 ـ 1967)

    يعدُّ أحمد شرقاوي من أبرز الفنانين التشكيليين المغاربة، ومن أكثرهم التصاقاً بتقاليد الفن المحلي والشعبي.
    ولد شرقاوي في بوجاد، مدينة صغيرة تقع في السهل الخصب المعروف بالشاوية، صبيحة الثاني من تشرين الأول عام 1934. وفي هذه المدينة نشأ قروياً يتعلم القرآن الكريم والكتابة وحسن الخط العربي. ومنذ طفولته عرف برسومه على جدران البيوت القروية، وبخطوطه الجميلة وبشغفه للعلم، مما دفع أهله لإرساله إلى مدينة الدار البيضاء[ر] الواقعة على سواحل المحيط الأطلسي، حيث أتم دروسه الثانوية بنجاح، مع تفوق في مادة الرسم، فرشح للتخصص بالتصوير في مدرسة المهن الفنية في باريس عام 1956، حيث حصل على الشهادة الأولى عام 1959. وفي العام التالي انتسب إلى مدرسة الفنون الجميلة العليا في باريس واتبع حلقة الفنان جان أوجام Aujame، المصور المستشرق الذي زار المغرب وأقام سنتين في الجزائر. ولم يكمل شرقاوي دراسته في باريس، إذ أُتيح له أن يمضي إلى وارسو عاصمة بولونيا، حيث التحق بأكاديمية الفنون الجميلة وأتم دراسته فيها.
    ومع تقدم النزعات الفنية في بولونيا باتجاه الحداثة[ر]، استعاد شرقاوي ذكرياته في المغرب البيئية، مع عودة ملحّة إلى تقاليد الفن المحلي، مستهدياً بأعمال الفنانين المستشرقين من أمثال بيسيير Bissiéresوبول كلي[ر] Paul Klee.
    غادر شرقاوي بولونيا عائداً إلى باريس، حيث كانت نزعة الاستشراق واضحة في أعمال بعض الفنانين الفرنسيين، ولقد لحظت منظمة اليونسكو ميله لتأصيل فنه الحديث، فقدمت له منحة دراسية للبحث في الخط العربي، وفي الزخارف المغربية التي كثيراً ما كانت موضوع أعماله التصويرية.. بيد أن الموت القاسي فاجأ مطامح هذا الفنان الأصيل وآماله، إذ توفي في الدار البيضاء في شهر آب عن عمر يناهز الثلاثة والثلاثين عاماً.

    أحمد الشرقاوي: "غيـر المنتـه" (1961)
    ابتدأ شرقاوي التصوير مبكراً، وكانت مواضيعه الأولى تمثل المشاهد الطبيعية المغربية والمواضيع الصامتة معتمداً على ألوان محددة، هي الأحمر الترابي والأزرق مع مسحات خفيفة من اللونين الأصفر والأسود. وفي المرحلة الثانية من نشاطه الفني تأثر بالمدرسة التعبيرية، فقدم لوحات ذات تلوينات بقعية لم تلبث أن حملت صيغاً وإشارات مستوحاة من الرسوم المحلية. ولقد استمرت هذه الصيغ أساساً في أعماله التي بدأت تجريدية، ولكنها بقيت محتفظة بمؤشرات العلامات المعروفة في الفن المحلي الذي بدأ وشماً على الجسم أو تطريزاً على الثياب أو توشيةً على البسط.
    ولم تكن هذه الصيغ مجرد إشارات تشكيلية، بل كونت مع الأيام مفهومه لإنشاء أسلوب عربي ـ مغربي في التصوير المغربي الحديث، يحل محل المجانية العبثية التي استشرت في تيارات الفنون الحديثة، وخاصة التيار التجريدي.
    تعلم شرقاوي المبادئ الأكاديمية لفن التصوير في أرقى المعاهد الغربية، ولكن والدته الإنسانة القروية التي كان الوشم يغطي قسماً من وجهها وأقساماً من ذراعيها، استمرت ملهمته في التقاط هذه الصيغ التي لم تكن خالية من دلالات دينية أو أسطورية. كذلك كانت جولاته المستمرة في أرجاء قرى جبال الأطلس وفي كل أطراف المغرب، معلمه الأساس في تكوين أسلوبه الذي يعدّ من أكثر الأساليب الفنية تعبيراً عن الأصالة.
    تضافرت الصيغ الأصلية الماثلة في أدوات الاستعمال، وفي الحلي والبسط وأشغال الجلد، فاحتلت سطح لوحاته التي صورها بالألوان الزيتية والمائية، وتحولت من صيغ تقليدية إلى إشارات تشكيلية إبداعية غدت اللغة الفنية التي قرأها النقاد بكثير من التقدير لأعماله التي اتسمت «بألوان جريئة تعبر عن أطياف الألوان الشعبية بدلالات صوفية عاطفية متسامية».
    عفيف البهنسي
يعمل...
X