باحثة جزائرية تثبت أن الشعر يغير واقع المتلقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • باحثة جزائرية تثبت أن الشعر يغير واقع المتلقي


    باحثة جزائرية تثبت أن الشعر يغير واقع المتلقي


    كميلة زعيم: خصائص الخطاب نفسه تلعب الدور المزدوج، فهي تجمل وتنقل المعنى في الوقت ذاته.
    الثلاثاء 2023/03/07

    الخطاب الشعري حجاج عاطفي (لوحة لعبدالصمد بويسرامن)

    الجزائر - تحاول الباحثة الجزائرية كميلة زعيم في كتابها “البعد الحجاجي في الشعر العربي الحديث”، أن ترسم للباحثين والطلبة نهجا واضحا لفهم النصوص الشعرية بالاعتماد على نماذج تطبيقية تخص مجال التداولية والأدب والشعر بصفة خاصة، وقد اجتهدت الباحثة في استخدام مراجع ومصادر مختلفة لإثراء الخلفية النظرية والتحليلية لهذا الكتاب.

    وتؤكد مؤلفة الكتاب، الصادر عن دار خيال للنشر والترجمة بالجزائر، في تصريح لها أن عندما تكون للأدب وجهات نظر، ورغبة في تغيير واقع المتلقي وإحساسه، بمساءلته وبناء وعيه أو جعله يعايش تجارب معينة تكسبه نظرا مختلفا إلى الأمور، فإنه يتوسل طرقا خفية ومضمرة تتبرج بزينة اللغة وخروقاتها، وسحر الصور وجمالياتها، ومتعة الخوض في الخيال وتحريك العواطف، وتلعب الذوات دورا مهما في ذلك حين يصور المبدع ذاته، ويرسم صورا مختلفة لمتلقيه، تجعله يذعن ويتأثر، كما تلعب خصائص الخطاب نفسه الدور المزدوج، فهي تجمل وتنقل المعنى في الوقت ذاته.


    وتشير أستاذة اللسانيات بجامعة سكيكدة (شرق الجزائر)، إلى أن هذا البحث اضطلع بكشف الخصائص التي يمكن أن تحمل في الخطاب الشعري الحجاج المضمر، وسعى إلى أن يبين من خلالها أن الشعر يؤثر في تغيير واقع المتلقي من خلال بناء وتعديل يطولان معارفه وإدراكه ووعيه، وبعدّه خطابا يطبع نشاطه في هذا العالم من خلال طرق تلفظه الخاصة، فهو من بين الخطابات الصانعة والمؤثرة، وإن كان ذلك يتم بطرق أكثر خفاء وإضمارا من غيره من الخطابات، وهو ما يشكل مواطن قوته وتأثيره.

    وقد احتوى الكتاب على أربعة فصول، بعد مقدمة توضح مفاتيح البحث ومداخله، وتحدد مفاهيمه المفصلية التي يهتدي بها القارئ، وجاء الفصل الأول نظريا بعنوان “النظرية الحجاجية: المجال المفاهيمي وحدود النظرية”، اضطلع بعرض مختصر لأهم النظريات الحجاجية وعلاقتها بالخطاب الشعري، وما ارتضاه البحث منها تبعا لنوع الخطاب.

    ومهد الفصل الثاني التحليلي بعنوان “صور الذات محاجة” بعرض ضروري يحدد المفهوم وتحولاته وأهميته، كمدخل يكشف عن جانب من جوانب تأثير الخطاب الشعري في الآخر، فهو مفهوم بلاغي وحجاجي وتداولي ولغوي واجتماعي، ومصطلح مهم من مصطلحات تحليل الخطاب عموما، ويخص المبدع أو المرسل بصفة عامة، ردف بتحليل نماذج شعرية تبين بعده الحجاجي، وأتبع بمفهوم آخر يكشف جانبا من جوانب الحجاج الضمني للشعر وهو السينوغرافيا باعتبارها المشهد التلفظي للقصيدة، ووضح دورها في التأثير بنماذج شعرية.

    واهتمت الباحثة في الفصل التحليلي الثاني بجانب آخر يعد مهما في التأثير في الآخر، وهو العاطفة، أو “الحجاج العاطفي”، كما تسميه، وركزت فيه على مظاهر عدة تسهم في التأثير في عواطف المتلقي خاصة، من خلال السخرية، وتأسيس مواضع عاطفية شعرية، ودحض العاطفة أو العمل على استبدالها.

    وتخص الإستراتيجيات الأخيرة الخطاب نفسه من خلال الفصل التحليلي الثالث الذي تناول “صور الحجاج الضمني الخاصة بالخطاب نفسه”، وقد اختارت المؤلفة منها الصورة كحجة، وحجاجية التناص كذلك بعده حجة سلطة، أو شاهدا، أو إعادة بناء للثقافة المشتركة.

    وعرض الكتاب أخيرا أهم إستراتيجيات الحجاج الضمني في الشعر الحديث من خلال بعض نماذجه، مع محاولة تحديد بعض ميزات وخصائص الشعر الحديث، حين يحمل وجهة نظر يصبو إلى نقلها أو إثارتها للمساءلة لدى المتلقي.
يعمل...
X