هل ينقذ النشر الإلكتروني صناعة الكتاب في سوريا
نايف الياسين: الهيئة العامة السورية للكتاب ستحول موقعها إلى منصة.
الاثنين 2023/01/09
انشرWhatsAppTwitterFacebook
صناعة الكتب تواجه تحديات عديدة
لم تتوقف حركة النشر المعرفي منذ أن وجدت في تاريخ البشر، فرغم كل المصاعب التي تواجهها في مختلف العصور يجد صناع النشر الحلول التي يتجاوزون بها العراقيل. وفي عصرنا الراهن، حيث العديد من المصاعب التي تعيق صناعة النشر في عالم تحيط به الفوضى السياسية والمالية والاجتماعية، أوجدت التكنولوجيا حلولا جديدة مثل النشر الإلكتروني الذي بدأت تستغله الكثير من جهات النشر.
لم تتوقف حركة النشر في الهيئة العامة السورية للكتاب، التي تعرف في عالم النشر العربي جيدا من خلال تاريخ النشر المعرفي في سوريا، وبعد أن صارت الجهة الأولى المسؤولة عنه.
وتعتبر الهيئة منبرا عريقا للنشر الفكري على المستوى العربي، وها هي تدخل معترك النشر الإلكتروني لتجاوز مرحلة الركود التي عانى منها قطاع نشر الكتب.
مصاعب النشر
يقول مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب الأكاديمي نايف الياسين في ذلك “الهيئة العامة السورية للكتاب مؤسسة حكومية غير ربحية تهدف إلى نشر الفكر والثقافة والأدب وإغناء الحياة الثقافية، وبالتالي فإنها تتعامل مع موضوع الطباعة والنشر بشكل يختلف عن تعاطي دور النشر الخاصة معه”.
ويضيف لـ”العرب”، متحدثا عن المصاعب التي تواجه خطط العمل، “من المؤكد أن صعوبات الطباعة في سوريا تزداد تعقيدا بسبب الارتفاع المستمر في أسعار مواد الطباعة من ورق وأحبار و’بلاكات’ الطباعة، وما إلى ذلك، إضافة إلى صعوبة صيانة آلات الطباعة والحصول على قطع التبديل، كما أن ارتفاع التكاليف يؤدي إلى ارتفاع سعر الكتاب الورقي، رغم أن كتاب الهيئة يُسعَّر حسب كلفته دون إضافة أية أرباح، ويباع دائماً بتخفيض يصل إلى 50 في المئة من سعر الغلاف، وثمة مشكلة إضافية تتمثل في صعوبة توزيع الكتب والدوريات التي تنشرها الهيئة بسبب عدم توفر الوقود الكافي”.
نايف الياسين: لا يعوض الورقي لكنه خيار جيد
وكان لحركة النشر في سوريا عصر ذهبي كما في غيرها من البلدان، وحققت فيها هذه الصناعة تقدما واضحا في العقود الماضية، فانتشر الكتاب وتعددت دور النشر، وشكل بعضها علامات فارقة في خارطة النشر العربي. وكانت منابر النشر في سوريا تتوزع بين القطاعين العام والخاص. ومعظم النشر كان من قبل القطاع الخاص، لكن القطاع العام دخل في صناعة النشر وتعددت جهات النشر فيه، وكان من أهم قطاعات النشر فيه ما قدمته وزارة الثقافة عبر عدد من السلاسل الثقافية أو المجلات المتخصصة مثل “الحياة السينمائية” و”الحياة المسرحية” و”الحياة الموسيقية” و”الحياة التشكيلية” وكذلك مجلة “أسامة” الشهيرة المخصصة للأطفال وسلسلة الفن السابع الشهيرة.
في عام 2006 تأسست الهيئة العامة للكتاب في سوريا، وهي “تعنى بنشر الكتب المؤلفة والمحققة والمترجمة في مختلف مجالات المعرفة والثقافة والعلوم، وكذلك الإسهام في تطوير الحركة الفكرية والثقافية ونشاطات القراءة وصناعة الكتاب”. وصارت متخصصة في أمور صناعة النشر بكل مفرداتها، وبمرور الزمن صارت مسؤولة عن العديد من الإصدارات الفكرية، منها مجلات “المعرفة” و”جسور ثقافية” و”المخطوط العربي” و”التراث الشعبي” و”أسامة” وشام وسلسلتيْ “قضايا لغوية” و”ثمرات العقول”. كما أوجدت مجموعة من الجوائز الداعمة للنشر وهي: حنا مينة في الرواية وسامي الدروبي في الترجمة وعمر أبوريشة في الشعر والقصة القصيرة الموجهة للطفل.
ولكن المحافظة على هذا الدور الفاعل لم تكن أمرا متاحا في ضوء وجود ظروف محلية وعالمية جديدة وقاهرة. ولم تكن الهيئة العامة للكتاب في سوريا خارج هذه المعادلة، بل على العكس أضيفت إليها بشكل خاص ظروف حرب مرت بها سوريا فأوجدت صعوبات في تأمين وسائل الإنتاج من ورق وأحبار و صيانة الآلات بسبب العقوبات الاقتصادية، وهذا ما دفع الهيئة كما غيرها من دور النشر في العالم إلى التوجه نحو النشر الإلكتروني.
ولكل من النشر الورقي والإلكتروني إيجابياته وسلبياته. فالنشر الإلكتروني يخفض تكاليف الإنتاج وينشر المعلومات بسرعة أكبر ويلغي مرحلة الوسيط؛ ذلك أنه يتجه من الناشر إلى القارئ فورا، كما أنه يتيح التعامل مع طبيعة المادة بشكل يناسب القارئ من حيث حجم الخط ولونه، وهو أسهل في الحفظ بل ويمكن تحويله إلى مادة صوتية، وغير ذلك من الأمور التي تقرب المادة إلى المتلقي.
بين عالمين
من أهم عيوب النشر الإلكتروني أنه يواجه مسألة اختلال الثقة به، حيث يمكن تزييف الكتب أولا وانتهاك حقوق المؤلف الفكرية والمالية ثانيا. ولكنه رغم ذلك حقق حضورا طاغيا في الزمن المعاصر. وهو ما دفع الهيئة العامة للكتاب في سوريا إلى التعامل من خلاله لمتابعة خطط النشر لديها.
وخلال العام المنقضي أصدرت الهيئة العديد من الكتب الورقية، منها “أعلام الفلسفة الغربية الحديثة”، تأليف صالح شقير، و”تربية الطفل بين الحب والمنطق، تعليم الأطفال المسؤولية”، تأليف فوستر كلاين وجيم فاي وترجمة صفاء طعمة غزول، و”مقدمة في العلوم السياسية، دراسة في الأصول والنظريات”، تأليف حمزة أبوحسن، و”المهيمن الخاسر، من ستدمّر الآلهة؟”، الفائز بجائزة سامي دروبي للترجمة (المركز الأول)…، وغيرها من الكتب. كما قدمت العديد من الأعمال في شكل النشر الإلكتروني، منها “لماذا نملت ساقي”، تأليف أمينة الزعبي، و”سما والعيد”، تأليف ديمة إبراهيم، و”فكر قبل أن تفعل”، تأليف شيفا هاري أديكاري وترجمة تانيا حريب، و”وجيه البارودي”، تأليف ريما دياب، ورواية “حكايات حارة المؤيد” للكاتب عماد نداف…، وغيرها.
النشر الإلكتروني صار واقعا ويتوقع أن يزداد انتشارا في المستقبل نظرا إلى ميزاته الكثيرة في الكلفة وسرعة الانتشار
وعن مسألة التوجه إلى النشر الإلكتروني وضرورته في الوضع الحالي يقول الياسين “مازال النقاش دائرا على المستوى العالمي حول مزايا وعيوب كل من النشر الورقي والإلكتروني، فلكل أنصاره، وتتعدد الأسباب. والهيئة تنشر النوعين وتوفّر الخيارين، ولو بشكل محدود حتى الآن بالنسبة إلى النشر الإلكتروني، الذي لا يخلو من الصعوبات، لكنها أقل حدة”.
ويضيف لـ”العرب”: “توفير جميع إصدارات الهيئة على موقعها الإلكتروني يتطلب زيادة سعة الموقع بشكل كبير، مما يرتب تكاليف أيضاً، لكنها بالتأكيد أقل بالمقارنة مع تكاليف النشر الورقي. ندرس الآن إمكانية تحويل موقع الهيئة إلى منصة تحتوي جميع منشوراتها وربطها بنظام دفع إلكتروني لتمكين القراء من شرائها. في المحصلة، النشر الإلكتروني صار واقعاً وأتوقع أن يزداد انتشارا في المستقبل نظراً إلى ميزاته الكثيرة، فهو أقل كلفة على الناشر والقارئ على حد سواء؛ ويمكِّن القارئ من تحميل عدد كبير من الكتب على الكمبيوتر المحمول أو اللوحي أو حتى على جهاز الهاتف”.
وترتبط صناعة النشر دائما بالمعارض الخاصة بها والتي تشكل ناظما لها من حيث برمجة زمن النشر بما يتوافق مع الهام منها، وكذلك تؤثر في جودة الكتاب المنتج في ضوء المنافسة الترويجية التي سيواجهها في المشاركات، كما أن المعارض تشكل الفرصة التي يلتقي في أروقتها صناع الكتاب لتبادل الخبرات والنقاشات والأفكار عن مستقبلها.
حول ذلك يقول الياسين “مشاركة الكتاب الإلكتروني في معارض الكتب تقدم فوائد، فالغاية إتاحة الكتاب على أوسع نطاق ممكن، وبمجرد تحميل الكتاب على موقع الناشر، سواء كان الهيئة أو غيرها، وإتاحة تحميله من الموقع، يصبح الكتاب متوافراً في سائر أنحاء العالم. نحن لا نقول بأنه ينبغي أن يحل الكتاب الإلكتروني محل الورقي، بل أن يكون خياراً متاحاً. ومعارض الكتب مهمة، وتشجع الحركة الثقافية، وتشكل طقساً يرغب كثيرون في المشاركة فيه، سواء لاقتناء الكتب والاطلاع على أحدث ما نُشر، أو لحضور الأنشطة الكثيرة التي تقام في إطارها”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
نضال قوشحة
كاتب سوري
نايف الياسين: الهيئة العامة السورية للكتاب ستحول موقعها إلى منصة.
الاثنين 2023/01/09
انشرWhatsAppTwitterFacebook
صناعة الكتب تواجه تحديات عديدة
لم تتوقف حركة النشر المعرفي منذ أن وجدت في تاريخ البشر، فرغم كل المصاعب التي تواجهها في مختلف العصور يجد صناع النشر الحلول التي يتجاوزون بها العراقيل. وفي عصرنا الراهن، حيث العديد من المصاعب التي تعيق صناعة النشر في عالم تحيط به الفوضى السياسية والمالية والاجتماعية، أوجدت التكنولوجيا حلولا جديدة مثل النشر الإلكتروني الذي بدأت تستغله الكثير من جهات النشر.
لم تتوقف حركة النشر في الهيئة العامة السورية للكتاب، التي تعرف في عالم النشر العربي جيدا من خلال تاريخ النشر المعرفي في سوريا، وبعد أن صارت الجهة الأولى المسؤولة عنه.
وتعتبر الهيئة منبرا عريقا للنشر الفكري على المستوى العربي، وها هي تدخل معترك النشر الإلكتروني لتجاوز مرحلة الركود التي عانى منها قطاع نشر الكتب.
مصاعب النشر
يقول مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب الأكاديمي نايف الياسين في ذلك “الهيئة العامة السورية للكتاب مؤسسة حكومية غير ربحية تهدف إلى نشر الفكر والثقافة والأدب وإغناء الحياة الثقافية، وبالتالي فإنها تتعامل مع موضوع الطباعة والنشر بشكل يختلف عن تعاطي دور النشر الخاصة معه”.
ويضيف لـ”العرب”، متحدثا عن المصاعب التي تواجه خطط العمل، “من المؤكد أن صعوبات الطباعة في سوريا تزداد تعقيدا بسبب الارتفاع المستمر في أسعار مواد الطباعة من ورق وأحبار و’بلاكات’ الطباعة، وما إلى ذلك، إضافة إلى صعوبة صيانة آلات الطباعة والحصول على قطع التبديل، كما أن ارتفاع التكاليف يؤدي إلى ارتفاع سعر الكتاب الورقي، رغم أن كتاب الهيئة يُسعَّر حسب كلفته دون إضافة أية أرباح، ويباع دائماً بتخفيض يصل إلى 50 في المئة من سعر الغلاف، وثمة مشكلة إضافية تتمثل في صعوبة توزيع الكتب والدوريات التي تنشرها الهيئة بسبب عدم توفر الوقود الكافي”.
نايف الياسين: لا يعوض الورقي لكنه خيار جيد
وكان لحركة النشر في سوريا عصر ذهبي كما في غيرها من البلدان، وحققت فيها هذه الصناعة تقدما واضحا في العقود الماضية، فانتشر الكتاب وتعددت دور النشر، وشكل بعضها علامات فارقة في خارطة النشر العربي. وكانت منابر النشر في سوريا تتوزع بين القطاعين العام والخاص. ومعظم النشر كان من قبل القطاع الخاص، لكن القطاع العام دخل في صناعة النشر وتعددت جهات النشر فيه، وكان من أهم قطاعات النشر فيه ما قدمته وزارة الثقافة عبر عدد من السلاسل الثقافية أو المجلات المتخصصة مثل “الحياة السينمائية” و”الحياة المسرحية” و”الحياة الموسيقية” و”الحياة التشكيلية” وكذلك مجلة “أسامة” الشهيرة المخصصة للأطفال وسلسلة الفن السابع الشهيرة.
في عام 2006 تأسست الهيئة العامة للكتاب في سوريا، وهي “تعنى بنشر الكتب المؤلفة والمحققة والمترجمة في مختلف مجالات المعرفة والثقافة والعلوم، وكذلك الإسهام في تطوير الحركة الفكرية والثقافية ونشاطات القراءة وصناعة الكتاب”. وصارت متخصصة في أمور صناعة النشر بكل مفرداتها، وبمرور الزمن صارت مسؤولة عن العديد من الإصدارات الفكرية، منها مجلات “المعرفة” و”جسور ثقافية” و”المخطوط العربي” و”التراث الشعبي” و”أسامة” وشام وسلسلتيْ “قضايا لغوية” و”ثمرات العقول”. كما أوجدت مجموعة من الجوائز الداعمة للنشر وهي: حنا مينة في الرواية وسامي الدروبي في الترجمة وعمر أبوريشة في الشعر والقصة القصيرة الموجهة للطفل.
ولكن المحافظة على هذا الدور الفاعل لم تكن أمرا متاحا في ضوء وجود ظروف محلية وعالمية جديدة وقاهرة. ولم تكن الهيئة العامة للكتاب في سوريا خارج هذه المعادلة، بل على العكس أضيفت إليها بشكل خاص ظروف حرب مرت بها سوريا فأوجدت صعوبات في تأمين وسائل الإنتاج من ورق وأحبار و صيانة الآلات بسبب العقوبات الاقتصادية، وهذا ما دفع الهيئة كما غيرها من دور النشر في العالم إلى التوجه نحو النشر الإلكتروني.
ولكل من النشر الورقي والإلكتروني إيجابياته وسلبياته. فالنشر الإلكتروني يخفض تكاليف الإنتاج وينشر المعلومات بسرعة أكبر ويلغي مرحلة الوسيط؛ ذلك أنه يتجه من الناشر إلى القارئ فورا، كما أنه يتيح التعامل مع طبيعة المادة بشكل يناسب القارئ من حيث حجم الخط ولونه، وهو أسهل في الحفظ بل ويمكن تحويله إلى مادة صوتية، وغير ذلك من الأمور التي تقرب المادة إلى المتلقي.
بين عالمين
من أهم عيوب النشر الإلكتروني أنه يواجه مسألة اختلال الثقة به، حيث يمكن تزييف الكتب أولا وانتهاك حقوق المؤلف الفكرية والمالية ثانيا. ولكنه رغم ذلك حقق حضورا طاغيا في الزمن المعاصر. وهو ما دفع الهيئة العامة للكتاب في سوريا إلى التعامل من خلاله لمتابعة خطط النشر لديها.
وخلال العام المنقضي أصدرت الهيئة العديد من الكتب الورقية، منها “أعلام الفلسفة الغربية الحديثة”، تأليف صالح شقير، و”تربية الطفل بين الحب والمنطق، تعليم الأطفال المسؤولية”، تأليف فوستر كلاين وجيم فاي وترجمة صفاء طعمة غزول، و”مقدمة في العلوم السياسية، دراسة في الأصول والنظريات”، تأليف حمزة أبوحسن، و”المهيمن الخاسر، من ستدمّر الآلهة؟”، الفائز بجائزة سامي دروبي للترجمة (المركز الأول)…، وغيرها من الكتب. كما قدمت العديد من الأعمال في شكل النشر الإلكتروني، منها “لماذا نملت ساقي”، تأليف أمينة الزعبي، و”سما والعيد”، تأليف ديمة إبراهيم، و”فكر قبل أن تفعل”، تأليف شيفا هاري أديكاري وترجمة تانيا حريب، و”وجيه البارودي”، تأليف ريما دياب، ورواية “حكايات حارة المؤيد” للكاتب عماد نداف…، وغيرها.
النشر الإلكتروني صار واقعا ويتوقع أن يزداد انتشارا في المستقبل نظرا إلى ميزاته الكثيرة في الكلفة وسرعة الانتشار
وعن مسألة التوجه إلى النشر الإلكتروني وضرورته في الوضع الحالي يقول الياسين “مازال النقاش دائرا على المستوى العالمي حول مزايا وعيوب كل من النشر الورقي والإلكتروني، فلكل أنصاره، وتتعدد الأسباب. والهيئة تنشر النوعين وتوفّر الخيارين، ولو بشكل محدود حتى الآن بالنسبة إلى النشر الإلكتروني، الذي لا يخلو من الصعوبات، لكنها أقل حدة”.
ويضيف لـ”العرب”: “توفير جميع إصدارات الهيئة على موقعها الإلكتروني يتطلب زيادة سعة الموقع بشكل كبير، مما يرتب تكاليف أيضاً، لكنها بالتأكيد أقل بالمقارنة مع تكاليف النشر الورقي. ندرس الآن إمكانية تحويل موقع الهيئة إلى منصة تحتوي جميع منشوراتها وربطها بنظام دفع إلكتروني لتمكين القراء من شرائها. في المحصلة، النشر الإلكتروني صار واقعاً وأتوقع أن يزداد انتشارا في المستقبل نظراً إلى ميزاته الكثيرة، فهو أقل كلفة على الناشر والقارئ على حد سواء؛ ويمكِّن القارئ من تحميل عدد كبير من الكتب على الكمبيوتر المحمول أو اللوحي أو حتى على جهاز الهاتف”.
وترتبط صناعة النشر دائما بالمعارض الخاصة بها والتي تشكل ناظما لها من حيث برمجة زمن النشر بما يتوافق مع الهام منها، وكذلك تؤثر في جودة الكتاب المنتج في ضوء المنافسة الترويجية التي سيواجهها في المشاركات، كما أن المعارض تشكل الفرصة التي يلتقي في أروقتها صناع الكتاب لتبادل الخبرات والنقاشات والأفكار عن مستقبلها.
حول ذلك يقول الياسين “مشاركة الكتاب الإلكتروني في معارض الكتب تقدم فوائد، فالغاية إتاحة الكتاب على أوسع نطاق ممكن، وبمجرد تحميل الكتاب على موقع الناشر، سواء كان الهيئة أو غيرها، وإتاحة تحميله من الموقع، يصبح الكتاب متوافراً في سائر أنحاء العالم. نحن لا نقول بأنه ينبغي أن يحل الكتاب الإلكتروني محل الورقي، بل أن يكون خياراً متاحاً. ومعارض الكتب مهمة، وتشجع الحركة الثقافية، وتشكل طقساً يرغب كثيرون في المشاركة فيه، سواء لاقتناء الكتب والاطلاع على أحدث ما نُشر، أو لحضور الأنشطة الكثيرة التي تقام في إطارها”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
نضال قوشحة
كاتب سوري