العودة إلى الحياة على رف الكتب
"مقاربات نقدية في السرد" كتاب يضم عدة مقالات مرتبطة بالسرد الأدبي المغربي والعربي.
لوحة: سعد يكن
تمتاز رواية "مجهولة نهر السين" للكاتب الفرنسي غيوم ميسو بنفس بوليسي فريد، إذ تبدأ هكذا “ليلة أمس، انتشلت الشرطة النهرية صبية من نهر السين. كانت عارية إلا من بعض الوشوم، فاقدة للذاكرة، لكنها لا تزال على قيد الحياة. من نهر السين اقتيدت إلى مستوصف مقر الشرطة في باريس، ومن هناك، ضاعت وأصبحت أثرا بعد عين”.
إلى حد الآن القصة عادية. ولكن عندما تفصح التحليلات الجينية والصور عن هويتها، ويتضح أنها ميلينا بيرغمان، يصبح الموضوع أكثر تعقيدا. فعازفة البيانو الشهيرة ماتت منذ عام إثر تحطم طائرة.
رافاييل خطيبها السابق، وروكسان شرطية استبعدت للتو عن العمل بشكل مؤقت، يجدان نفسيهما فجأة في عين القضية: كيف تكون الشابة ميتة منذ عام، وحية ترزق اليوم؟ وما قصة الوشم؟ وكيف ستقودهما تلك المغامرة إلى عوالم المدينة الخفية وطقوس جماعاتها السرية وأساطيرها المجنونة؟
وقد صدرت الرواية المشوقة في نسختها العربية عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل بترجمة سمر معتوق من اللغة الفرنسية.
ويذكر أن غيوم ميسو هو الروائي الفرنسي الأكثر قراءة في فرنسا منذ عشر سنوات. ولد عام 1974 في أنتيب، وبدأ التأليف خلال سنوات دراسته ولم يتوقف منذ ذلك الحين. وقد ترجمت كتبه إلى أربع وأربعين لغة وبعضها حوّل إلى أفلام، كما لاقت نجاحا كبيرا في فرنسا وسائر أرجاء العالم.
الترجمة منذ القدم
عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع صدر أخيرا كتاب تحت عنوان “نحو الآخر – نظرات في الترجمة والتفاعل الثقافي”، من إعداد وتقديم أسامة غالي، وبرؤية بصرية من إعداد الفنان محمد العامري.
وفي كتابه يبين غالي أن فعل الترجمة لم يقتصر على التفاعل الثقافي بين العرب والآخر، بل بلغ شأنا كبيرا بين الشرق والغرب عامة، ولم يقف عند أمد ما، وإنما تمادى إلى كل الحقب والأزمنة، قديما وحديثا. ويقدم المؤلف مثالا على آرائه حول انتشار الترجمة ما توافر في الأدب التوراتي من أثر شرقي قديم، لاسيما الأثر العراقي، وعلى ذات التأثير في المنجز اليوناني القديم أدبا وفكرا.
وفي رأي غالي بقي سؤال الترجمة والتفاعل الثقافي، تاريخا ومفهوما ومحددات، فاعلا وحيويا في الدراسات القديمة والحديثة على حد السواء، وما هذا الكتاب إلا احتفاء بهذا السؤال الصعب، وتعرّف إلى ما يتصل به من مشكلات، وما قدمه الدارسون، عربا ومستشرقين، نظرة ومعالجة واجتراحا وتوصيفا حول الترجمة منذ القدم.
ولفت غالي إلى أن الكتاب كان في الأصل استكتابا لنخبة عربية ذات أثر ترجمي مهم، وحضور ثقافي فاعل، أجرته مجلة الثقافة العراقية، وقد تأخر صدوره لأكثر من ثلاث سنوات، مبينا أنه سنحت فرصة لأن يكون معدا بين يدي القراء في عمل متكامل يساهم في تبيان ملامح الترجمة في مختلف أبعادها.
سنوات مع السرد
صدر عن منشورات المركز المغربي مآلات للأبحاث والدراسات كتاب جديد بعنوان “مقاربات نقدية في السرد (نصوص قصصية وروائية على مشرحة النقد التطبيقي)”، من تأليف الأكاديمي المغربي امحمد امحور. ويضم الكتاب عدة مقالات مرتبطة بالسرد الأدبي المغربي والعربي. ويندرج هذا الإصدار الجديد في نطاق اهتمامات المؤلف بمتابعة ومواكبة الإصدارات الأدبية المغربية خصوصا، والعربية عموما، وما يرتبط بها من قضايا ورؤى. وتغطي مقالاته انشغالات المؤلف بالسرديات الأدبية، من رواية وقصة وقصة قصيرة جدا، التي تطلبت منه عدة سنوات من القراءة والبحث والنقاش.
يتضمن هذا الكتاب ثماني عشرة مقاربة نقدية في السرد كتبت في سياقات زمنية مختلفة. رتبها المؤلف وفق منهجية تراعي نوع السرد وجنس السارد.
فخصص الفصلين الأول والثاني للقصة القصيرة جدا، لدى الكاتبات ثم لدى الكتاب، فبحث في البنية العميقة للأعمال المدروسة وانعكاسات الذات في الخطاب السردي. في حين خصص الفصلين الثالث والرابع للأعمال الروائية النسائية ثم الرجالية.
فبعد المقاربات النقدية التي تمحورت حول الرواية المؤنثة، تناول بمحك النقد روايتين ذكوريتين.
إن كتاب “مقاربات نقدية في السرد” للدكتور امحمد امحور محاولة لترشيد وتوجيه الأعمال السردية، ونقدها وإبراز جوانب القوة والضعف في الكتابات المدروسة، وكشف الأبعاد الفنية والنفسية والثقافية فيها، ما يجعل الكتاب أهلا لأن يمثل قيمة مضافة للإسهامات الجادة التي تصب في خدمة النقاش حول الإبداع الأدبي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
"مقاربات نقدية في السرد" كتاب يضم عدة مقالات مرتبطة بالسرد الأدبي المغربي والعربي.
لوحة: سعد يكن
تمتاز رواية "مجهولة نهر السين" للكاتب الفرنسي غيوم ميسو بنفس بوليسي فريد، إذ تبدأ هكذا “ليلة أمس، انتشلت الشرطة النهرية صبية من نهر السين. كانت عارية إلا من بعض الوشوم، فاقدة للذاكرة، لكنها لا تزال على قيد الحياة. من نهر السين اقتيدت إلى مستوصف مقر الشرطة في باريس، ومن هناك، ضاعت وأصبحت أثرا بعد عين”.
إلى حد الآن القصة عادية. ولكن عندما تفصح التحليلات الجينية والصور عن هويتها، ويتضح أنها ميلينا بيرغمان، يصبح الموضوع أكثر تعقيدا. فعازفة البيانو الشهيرة ماتت منذ عام إثر تحطم طائرة.
رافاييل خطيبها السابق، وروكسان شرطية استبعدت للتو عن العمل بشكل مؤقت، يجدان نفسيهما فجأة في عين القضية: كيف تكون الشابة ميتة منذ عام، وحية ترزق اليوم؟ وما قصة الوشم؟ وكيف ستقودهما تلك المغامرة إلى عوالم المدينة الخفية وطقوس جماعاتها السرية وأساطيرها المجنونة؟
وقد صدرت الرواية المشوقة في نسختها العربية عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل بترجمة سمر معتوق من اللغة الفرنسية.
ويذكر أن غيوم ميسو هو الروائي الفرنسي الأكثر قراءة في فرنسا منذ عشر سنوات. ولد عام 1974 في أنتيب، وبدأ التأليف خلال سنوات دراسته ولم يتوقف منذ ذلك الحين. وقد ترجمت كتبه إلى أربع وأربعين لغة وبعضها حوّل إلى أفلام، كما لاقت نجاحا كبيرا في فرنسا وسائر أرجاء العالم.
الترجمة منذ القدم
عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع صدر أخيرا كتاب تحت عنوان “نحو الآخر – نظرات في الترجمة والتفاعل الثقافي”، من إعداد وتقديم أسامة غالي، وبرؤية بصرية من إعداد الفنان محمد العامري.
وفي كتابه يبين غالي أن فعل الترجمة لم يقتصر على التفاعل الثقافي بين العرب والآخر، بل بلغ شأنا كبيرا بين الشرق والغرب عامة، ولم يقف عند أمد ما، وإنما تمادى إلى كل الحقب والأزمنة، قديما وحديثا. ويقدم المؤلف مثالا على آرائه حول انتشار الترجمة ما توافر في الأدب التوراتي من أثر شرقي قديم، لاسيما الأثر العراقي، وعلى ذات التأثير في المنجز اليوناني القديم أدبا وفكرا.
وفي رأي غالي بقي سؤال الترجمة والتفاعل الثقافي، تاريخا ومفهوما ومحددات، فاعلا وحيويا في الدراسات القديمة والحديثة على حد السواء، وما هذا الكتاب إلا احتفاء بهذا السؤال الصعب، وتعرّف إلى ما يتصل به من مشكلات، وما قدمه الدارسون، عربا ومستشرقين، نظرة ومعالجة واجتراحا وتوصيفا حول الترجمة منذ القدم.
ولفت غالي إلى أن الكتاب كان في الأصل استكتابا لنخبة عربية ذات أثر ترجمي مهم، وحضور ثقافي فاعل، أجرته مجلة الثقافة العراقية، وقد تأخر صدوره لأكثر من ثلاث سنوات، مبينا أنه سنحت فرصة لأن يكون معدا بين يدي القراء في عمل متكامل يساهم في تبيان ملامح الترجمة في مختلف أبعادها.
سنوات مع السرد
صدر عن منشورات المركز المغربي مآلات للأبحاث والدراسات كتاب جديد بعنوان “مقاربات نقدية في السرد (نصوص قصصية وروائية على مشرحة النقد التطبيقي)”، من تأليف الأكاديمي المغربي امحمد امحور. ويضم الكتاب عدة مقالات مرتبطة بالسرد الأدبي المغربي والعربي. ويندرج هذا الإصدار الجديد في نطاق اهتمامات المؤلف بمتابعة ومواكبة الإصدارات الأدبية المغربية خصوصا، والعربية عموما، وما يرتبط بها من قضايا ورؤى. وتغطي مقالاته انشغالات المؤلف بالسرديات الأدبية، من رواية وقصة وقصة قصيرة جدا، التي تطلبت منه عدة سنوات من القراءة والبحث والنقاش.
يتضمن هذا الكتاب ثماني عشرة مقاربة نقدية في السرد كتبت في سياقات زمنية مختلفة. رتبها المؤلف وفق منهجية تراعي نوع السرد وجنس السارد.
فخصص الفصلين الأول والثاني للقصة القصيرة جدا، لدى الكاتبات ثم لدى الكتاب، فبحث في البنية العميقة للأعمال المدروسة وانعكاسات الذات في الخطاب السردي. في حين خصص الفصلين الثالث والرابع للأعمال الروائية النسائية ثم الرجالية.
فبعد المقاربات النقدية التي تمحورت حول الرواية المؤنثة، تناول بمحك النقد روايتين ذكوريتين.
إن كتاب “مقاربات نقدية في السرد” للدكتور امحمد امحور محاولة لترشيد وتوجيه الأعمال السردية، ونقدها وإبراز جوانب القوة والضعف في الكتابات المدروسة، وكشف الأبعاد الفنية والنفسية والثقافية فيها، ما يجعل الكتاب أهلا لأن يمثل قيمة مضافة للإسهامات الجادة التي تصب في خدمة النقاش حول الإبداع الأدبي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook