راين (نهر)
Rhine - Rhin
الراين (نهر -)
نهر الراين Rhin من أهم الأنهار الأوربية، له دور بارز في تاريخ الاقتصاد الأوربي، تتشاطؤه (سويسرا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا)، إذ ترفع السفن العاملة فيه أعلام الدول الخمس، طوله 1320كم منها 855كم في ألمانيا، ويعبر النهر الأقاليم الطبيعية الأساسية في أوربا، فمن منبعه في كتلة سان غوتار Sangotar حتى بحيرة كونستانس، ومن مدينة بال حتى مخرجه من الكتلة الشيستية، يدخل النهر بعدها السهل الأوربي الواسع حتى مصبه في بحر الشمال.
ينحصر حوض النهر بين خط تقسيم المياه، الذي يساير قمم الجورا والفوج والآردن من الغرب، وخط تقسيم مياه كتلة الغابة السوداء والجورا الشرقية وغابة تورنيج من الشرق، الذي يفصله عن حوضي الدانوب والويزر. ويشكل النهر شبكة مائية كثيفة، يبدأ من جبال الألب السويسرية، ما يعرف بالراين الأمامي Vorderrhein، والراين الخلفي Hinterrhein، متجهاً شرقاً، ثم إلى الشمال الغربي حتى بحيرة كونستانس، ويخرج منها متجهاً إلى الجنوب الغربي حتى مدينة بال، وينحرف شمالاً مسايراً الحدود الفرنسية، ليرفده عن يساره نهر فرنسي المنشأ هو الموزل Moselle إلى الغرب من هضبة ساربروكن Sarbroken، ويرفده عن يمينه كل من نهر نيكار Nekar، وماين Main، واللان Lahn، والرور Ruhr، والليب Lippe قبل دخوله هولندا، وهذه الروافد تربط المدن الصناعية والكبيرة الأساسية في ألمانيا ببعضها.
يتباين مناخ الحوض بتباين موقـعه، فهو جبلي ألبي في حوضه الأعلى، إذ يرتفع 32% من مساحة حوضه فوق 1500م عن سطح البحر، هطله يزيد على 1420مم/سنوياً غالبيته ثلجي، إذ تغطي الجليديات 1000كم2 من حوضه، وتصل غزارة النهر 1040م3/ثا عند مدينة بال، لكن يختلف مناخ حوضه الأوسط عن الأعلى، إذ تزداد الأمطار غزارة بمواجهة المرتفعات الهرسينية للرياح الغربية، بينما يسيطر المناخ المحيطي على حوضه الأدنى بدءاً من الألزاس، ويتلقى أمطاراً تصل إلى 900مم/سنوياً، وهذا الهطل يعوض نقص الغزارة الشتوية لمجرى النهر الأعلى، بسبب احتباس الهطل على شكل جليديات وثلوج، تعرض النهر لفيضانات في تموز وحزيران عند ذوبانها. ومع نقص صبيبه شتاءً (شباط) في حوضه الأعلى، لا يلبث أن يتحول تدريجياً إلى نهر محيطي مع زود شتوي، فيبقى محتفظاً بصبيب 2200م3/ثا طوال العام عند مصبه، وقد يرتفع إلى 10000م3/ثا عند الفيضان.
يشكل النهر شرياناً ملاحياً مهماً لأوربا الغربية والعالم، ويصبح صالحاً للملاحة من كوير Coire السويسرية حتى مصبه، فقد أُخضع مجراه وضفتاه لعمليات تنظيم واقتلاع لصخور القاع، وشُقت القنوات لتربطه مع الأنهار المجاورة كالدانوب والرون في الجنوب والويزر في الشمال، وأهمها قناة الميتلاند، كما يرتبط مع إقليم الرور بقناة الراين - هرن، ويتصل مع هامبورغ بقناة أخرى.
يزيد عدد سفن أسطوله على 400 سفينة، تنقل 54% من مجمل النقل الأساس البالغ 230 مليون طن، يمرر الراين 60% منها، ويصل متوسط حمولة السفينة التي تمخر عباب النهر نحو 2000/طن بدءاً من بال في سويسرا. لكن لا تستثمر مياه الراين بتوليد الطاقة الكهرومائية كالرون، فالطاقة الكهرومائية لا تتعدى 8% من حاجة ألمانيا الكهربائية، فألمانيا تعتمد على الطاقة الأحفورية في الحصول على الكهرباء، كما لا تُستثمر مياهه كثيراً في الزراعة إلا في هولندا، إذ تنشط الزراعة وتربية الحيوان.
ويمكن القول إن نهر الراين أهم أنهار أوربا الغربية إذ يربطها بأوربا الشرقية، ويتصل مع أحواض الأنهار المجاورة بقنوات، فأصبح بذلك حلقة اتصال بين تلك الدول، وشجع على نمو وتطور الصناعات الأوربية، إذ سهل عمليات نقل المواد الأولية من جهة، والمصنعة من جهة أخرى، إلى المرافىء المحيطية والبحرية.
عبد الكريم شحادة حليمة
Rhine - Rhin
الراين (نهر -)
نهر الراين يعبر قرية ألمانية |
ينحصر حوض النهر بين خط تقسيم المياه، الذي يساير قمم الجورا والفوج والآردن من الغرب، وخط تقسيم مياه كتلة الغابة السوداء والجورا الشرقية وغابة تورنيج من الشرق، الذي يفصله عن حوضي الدانوب والويزر. ويشكل النهر شبكة مائية كثيفة، يبدأ من جبال الألب السويسرية، ما يعرف بالراين الأمامي Vorderrhein، والراين الخلفي Hinterrhein، متجهاً شرقاً، ثم إلى الشمال الغربي حتى بحيرة كونستانس، ويخرج منها متجهاً إلى الجنوب الغربي حتى مدينة بال، وينحرف شمالاً مسايراً الحدود الفرنسية، ليرفده عن يساره نهر فرنسي المنشأ هو الموزل Moselle إلى الغرب من هضبة ساربروكن Sarbroken، ويرفده عن يمينه كل من نهر نيكار Nekar، وماين Main، واللان Lahn، والرور Ruhr، والليب Lippe قبل دخوله هولندا، وهذه الروافد تربط المدن الصناعية والكبيرة الأساسية في ألمانيا ببعضها.
يتباين مناخ الحوض بتباين موقـعه، فهو جبلي ألبي في حوضه الأعلى، إذ يرتفع 32% من مساحة حوضه فوق 1500م عن سطح البحر، هطله يزيد على 1420مم/سنوياً غالبيته ثلجي، إذ تغطي الجليديات 1000كم2 من حوضه، وتصل غزارة النهر 1040م3/ثا عند مدينة بال، لكن يختلف مناخ حوضه الأوسط عن الأعلى، إذ تزداد الأمطار غزارة بمواجهة المرتفعات الهرسينية للرياح الغربية، بينما يسيطر المناخ المحيطي على حوضه الأدنى بدءاً من الألزاس، ويتلقى أمطاراً تصل إلى 900مم/سنوياً، وهذا الهطل يعوض نقص الغزارة الشتوية لمجرى النهر الأعلى، بسبب احتباس الهطل على شكل جليديات وثلوج، تعرض النهر لفيضانات في تموز وحزيران عند ذوبانها. ومع نقص صبيبه شتاءً (شباط) في حوضه الأعلى، لا يلبث أن يتحول تدريجياً إلى نهر محيطي مع زود شتوي، فيبقى محتفظاً بصبيب 2200م3/ثا طوال العام عند مصبه، وقد يرتفع إلى 10000م3/ثا عند الفيضان.
يشكل النهر شرياناً ملاحياً مهماً لأوربا الغربية والعالم، ويصبح صالحاً للملاحة من كوير Coire السويسرية حتى مصبه، فقد أُخضع مجراه وضفتاه لعمليات تنظيم واقتلاع لصخور القاع، وشُقت القنوات لتربطه مع الأنهار المجاورة كالدانوب والرون في الجنوب والويزر في الشمال، وأهمها قناة الميتلاند، كما يرتبط مع إقليم الرور بقناة الراين - هرن، ويتصل مع هامبورغ بقناة أخرى.
يزيد عدد سفن أسطوله على 400 سفينة، تنقل 54% من مجمل النقل الأساس البالغ 230 مليون طن، يمرر الراين 60% منها، ويصل متوسط حمولة السفينة التي تمخر عباب النهر نحو 2000/طن بدءاً من بال في سويسرا. لكن لا تستثمر مياه الراين بتوليد الطاقة الكهرومائية كالرون، فالطاقة الكهرومائية لا تتعدى 8% من حاجة ألمانيا الكهربائية، فألمانيا تعتمد على الطاقة الأحفورية في الحصول على الكهرباء، كما لا تُستثمر مياهه كثيراً في الزراعة إلا في هولندا، إذ تنشط الزراعة وتربية الحيوان.
ويمكن القول إن نهر الراين أهم أنهار أوربا الغربية إذ يربطها بأوربا الشرقية، ويتصل مع أحواض الأنهار المجاورة بقنوات، فأصبح بذلك حلقة اتصال بين تلك الدول، وشجع على نمو وتطور الصناعات الأوربية، إذ سهل عمليات نقل المواد الأولية من جهة، والمصنعة من جهة أخرى، إلى المرافىء المحيطية والبحرية.
عبد الكريم شحادة حليمة