بدر الدين بن محمود الحامد Al-Hamid، شاعر ومناضل سوري، من حماة .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بدر الدين بن محمود الحامد Al-Hamid، شاعر ومناضل سوري، من حماة .

    حامد (بدر دين)

    Al-Hamid (Bader ed Din-) - Al-Hamid (Bader ed Dine-)

    الحامد (بدر الدين -)
    (1315-1381هــ/1897-1961م)

    بدر الدين بن محمود الحامد، شاعر ومناضل وطني، ولد في مدينة حماة ، وقضى حياته فيها. ترعرع في أسرة محافظة يغمرها العلم ويفيض منها الشعر والأدب، فأبوه وأخواله وإخوته كلهم أدباء، وكلهم من العلماء في مدينة حماة، فنشأ متأثراً بهذا المناخ، وحصّل العلوم الدينية واللغوية، وقرض الشعر وهو فتى، ولقب «شاعر العاصي»، وتخرج في الكلية الصلاحية بالقدس، ثم عمل مدرساً للغة العربية في مدارس حماة الثانوية، كما عمل مفتشاً في مديرية المعارف ومديراً للثانوية الصناعية. وكان له نشاط اجتماعي، فقد كان عضواً في الرابطة الثقافية التي ضمت خريجي الكلية الصلاحية.
    انخرط بدر الدين الحامد منذ نعومة أظفاره في العمل الوطني ومحاربة الاستعمار الفرنسي، وكان من رجالات الكتلة الوطنية. شارك في الثورة على الفرنسيين، وسجن سنة 1925، وأذيق صنوف العذاب والقهر في معتقله، ولاسيما بعد إخفاق محاولته الهرب، وقد تحدث عن هذه التجربة المرة في شعره، فقال:
    نعم ولافخرَ أقدمنا وليس لــنا
    هوىً بغير ظلام السجنِ والصَفَدِ
    مالي وللذكريات السود أنبُشها
    الدهرُ يُنصِف والتاريخ في رَشَدِ
    وكان للشاعر علاقة وطيدة برئيس الكتلة الوطنية رئيس الجمهورية شكري القوتلي، وله فيه قصائد كثيرة، من ذلك قصيدة قالها مرحباً به حين زار حماة سنة 1947:
    شكري العظيم زعيم الدار منقذنا
    فكلُّ فضلٍ إلى ناديه مرجــوع
    قفْ في حمانا وحيِّ الرافدين فكم
    حيَّاكَ منهُم بساح الروْعِ مصروعُ
    اشتهر الشاعر بدر الدين أنه شاعر لكل مناسبة وطنية، وله شعر في القضية الفلسطينية والثورات العربية والثوار. ولانزال حتى اليوم نردد قصيدته الرائعة في جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن التي منها :
    بلغتِ ثأرَكِ لابغــيٌ ولاذامُ
    يــادارُ ثغرُكِ منذ اليوم بسّامُ
    ولّتْ مصيبتُكِ الكبرى ممزّقة
    وأقلعتْ عن حِمى مروان آلامُ
    يوم الجلاء هو الدنيا وبهجتها
    لنا ابتهاجٌ وللــباغين إرغامُ
    ياراقداً في روابي ميسلون أفِقْ
    جَلَتْ فرنسة فما في الدار هضّام
    وكان بارعاً في إلقاء الشعر، ذا لفظ غاية في الفصاحة، وفي صوته عنّة تمده بتأثير في سامعيه أضعاف ما يؤثر شعره فيهم ولو قرىء عليهم.
    وللشاعر قصائد في أغراض الشعر الأخرى، فقد نظم الشعر الغزلي والشعر الوجداني والاجتماعي، ورثى القادة الوطنيين، وطالما تغنّى بحماة وبساتينها وغدرانها ونهرها ومقاصفها. وقد غنى شعره مطربون كثر لحلاوة ذلك الشعر ورقته وخفة أوزانه.
    تجاذبت الشاعر في حياته مجموعة من النزاعات والأهواء، فقد كان في أسرة يغلب عليها الرصانة والتشدد في تدينها، فوجد نفسه مقيداً بأغلال أسرته المتزمتة التي حاول الهروب منها إلى مجالس اللهو والطرب والمرح، مع رفاق من الأدباء والموظفين من أصحاب الطرفة والظرف والأدب، فعاش حياة من التناقضات في شخصية عكستها مرآة شعره، بين عالم من التزمت والجدية ،وعالم من اللهو والمرح. وبين هذين العالمين وجد نفسه مثقلا بهموم الحيرة واضطراب النفس.فنسمعه يقول:
    أخو لوعةٍ يهتاجُ في قلبه الذكرُ
    دُجىً فدموعُ العين أسرابُها همرُ
    يحنُّ وما يُجدي علــيه حنينهُ
    سوى ألمٍ ينقدُّ من هوله الصّدرُ
    يعد بدر الدين الحامد في الشعراء المطبوعين، وهو ذو موهبة ظاهرة تجلوها لغته العربية السليمة ومخزونه من المفردات والأبيات والقصائد المختارة من عيون الشعر العربي، وتجلت شاعريته في رقة الألفاظ ونفثات الألم وعفوية الخاطر وبساطة الأسلوب .
    توفي بدر الدين في حماة ودفن فيها، مخلفاً وراءه ديوان «النواعير» نشره سنة 1928، وديوانه الكبير نشره بعده ، ورواية «ميسلون» وهي عبارة عن تمثيلية شعرية.
    عبد المجيد عرفة
يعمل...
X