حصبه المانيه
Rubella - Rubéole
الحصبة الألمانية
الحصبة الألمانية أو الحميراء أو الوردية rubella مرض خمجي حاد يتصف بأعراض صولة خفيفة أو غائبة، وطفح مدته ثلاثة أيام وضخامة عقدية معممة، خاصة في العقد خلف الأذنين وخلف القفا والرقبة. تنجم عن فيروس توغا Togavirus الذي يشاهد في دم المصاب ومفرزات بلعومه الأنفي، وتعود أهميته إلى ما يحدثه من تشوهات ولادية في الجنين إذا أصيبت به الحامل غير المنيعة به في أثناء الحمل.
الحصبة الألمانية المكتسبة
- الأعراض السريرية: يحدث أول أعراض الحصبة الألمانية المكتسبة بعد فترة حضانة تقرب من 16 إلى 18 يوماً، وأول العلامات التي تظهر في الطفل هي الطفح، أما في اليافع أو البالغ فيتقدم الطفح طور صولة يمتد من يوم واحد إلى خمسة أيام يشكو فيه المصاب من حمى خفيفة وصداع ودعث وقهم والتهاب ملتحمة خفيف وزكام وحرقة بلعوم وسعال، وسرعان ما تختفي هذه الأعراض بعد اليوم الأول من ظهور الطفح، ويحدث طفح داخلي enanthema في كثير من المصابين في أثناء طور الصولة أو في اليوم الأول من الطفح، ويتألف هذا الطفح الداخلي من نقط دقيقة أو كبيرة الحجم تتوضع على شراع الحنك soft palate.
قد تتقدم إصابة العقد اللمفية على ظهور الطفح، وتكون هذه الضخامة متعممة، وأكثر ما تصيب عقد خلف الأذنين وتحت القفا والرقبة. وأكثر ما تكون هذه الضخامة وضوحاً ومضضاً في اليوم الأول من الطفح، ليخف مضضها في غضون يوم أو يومين، وقد تستمر العقد متضخمة عدة أسابيع.
قد يكون الطفح - وخصوصاً عند الأطفال - أولى العلامات التي تدل على المرض، وأول ما يظهر على الوجه ومن ثم ينتشر إلى العنق والذراعين والجذع والأطراف، وظهوره واختفاؤه سريعان إذ يبدأ بالانطفاء بدءاً من اليوم الثاني من الوجه ولا يحين اليوم الثالث إلا وقد اختفى من جميع أماكن توضعه، ويتصف بأنه أحمر وردي، متفرق، ومدته وسعته مختلفتان.
أما الحمى فقد تكون سوية أو مرتفعة قليلاً في اليافعين وقلما تستمر متجاوزة اليوم الأول من الطفح.
- الوبئيات: الداء منتشر في جميع أنحاء العالم، وتشاهد إصابات فرادية في المدن الكبيرة، وقد تحدث وافدات منه بفترات غير منتظمة. ويقدر استعداد النساء للإصابة بهذا الخمج في سن الحمل 10 إلى 25%، وأكثر ما يصاب الأطفال من بعمر 5 إلى 9 سنوات، وكان لاستعمال لقاح ضد هذا المرض في عام 1969 أثر هام في وبائيته. تنتقل الحصبة الألمانية عن الطريق التنفسي، وتمتد سرايتها من أواخر دور الحضانة حتى نهاية اليوم الثالث للطفح، ولا ضرورة لاتخاذ إجراءات العزل والحجر.
يتم التشخيص بالأعراض السريرية المثبتة: وهي ظهور الطفح اللطخي بدءاً من الوجه وانتشاره السريع إلى العنق والجذع والأطراف مع الحمى الخفيفة والضخامة العقدية، وقد يكون لعامل التعرض، إن وجد، فائدة في تأكيد التشخيص. كما يتم التشخيص بتحري العامل المسبب إذ يكشف الفيروس قبل الطفح ببضعة أيام وبعد الطفح بـ 14 يوماً وهو وسيلة مخبرية هامة لتأكيد الإصابة، كما يعمد إلى الاختبارات المصلية لكشف تصاعد عيارات الأضداد IgM.
- المضاعفات: نادرة، وأكثر ما تلاحظ في أثناء الوافدات منها:
1ـ التهاب المفاصل: وتصاب عادة المفاصل الكبيرة أو الصغيرة بعد أن يبهت الطفح في اليوم الثاني أو الثالث، ويترافق بعودة ارتفاع درجة الحرارة وبألم مفصلي عابر مع انتباج أو انصباب شديد وتشفى هذه الإصابة عادة في غضون 5 إلى 10 أيام تلقائياً.
2ـ التهاب الدماغ: نادر، وأعراضه تشبه أعراض التهاب الدماغ التالي للخمج، والشفاء الكامل منه هو القاعدة.
3ـ الفرفرية: بنقص الصفيحات أو بدونها نادرة، وعند نقص الصفيحات يتطاول زمن النزف وتزداد الهشاشة الوعائية، وقد تظهر أحد الأعراض الآتية أو بعضها: نزف جلدي ورعاف ونزف اللثة وبيلة دموية ونزف من السبيل الهضمي ونزف دماغي وهو نادر. وتزول هذه العلامات بعودة الصفيحات إلى السواء في غضون أسبوعين.
إن الحصبة الألمانية مرض سليم، وهو أسلم الأمراض الخمجية في الأطفال وتؤدي الإصابة به إلى مناعة دائمة.
الحصبة الألمانية الولادية
تم تعرفها كياناً سريرياً مستقلاً منذ أكثر من قرن، وقد ذكر غريغ Gregg في عام 1941 حدوث الساد الولادي في 78 طفلاً بعد إصابة الحوامل بالحصبة الألمانية في أثناء وافدة 1940 في أستراليا، وظهرت إصابة القلب الولادية في أكثر من نصفهم. إن حدوث هذا الخمج في الثلث الأول من الحمل يزداد معه وقوع التشوهات الولادية والإملاص والإجهاض.
- الإمراض: قدم باحثون كثيرون الدليل على أن الفيريميا viremia أو الفيروسمية (وجود الفيروس في الدم) في الحصبة الألمانية تحدث قبل عدة أسابيع من ظهور الطفح، وينتقل الفيروس الموجود في دم الأم الحامل إلى المشيمة ثم إلى دم الجنين، مما يسبب إصابة عدة أعضاء فيه، وللتوقيت أهمية كبرى في إمراض الحصبة الألمانية الولادية، ولعل الخمج يكون مزمناً أو مثابراً إن حدث في الأسابيع الأولى من الحمل، غير أنه يبدو أن الجنين قلما تعرض للإصابة بعد الشهر الرابع من الحمل.
ويحتمل أن يحدث اعتلال المضغة بسبب:
ـ تثبيط التكاثر الخلوي.
ـ وجود الخمج المزمن أو المثابر في أثناء تكون الأعضاء.
ـ اشتراك هذين العاملين معاً.
ـ الوبئيات: يعتمد وقوع الإصابة الولادية على الحالة المناعية للأنثى في سن الحمل، والوافدات الكبيرة. وسرايته عن طريق الهواء غير ثابتة. ينثر الوليد المصاب الفيروس للمخالطين عدة أشهر، وقد يشكل مستودعاً يؤمن مصدر بقاء الفيروس من سنة لأخرى، يخشى من انتقال الفيروس إلى الحوامل المعرضات ولذا عليهن الامتناع عن ملاصقة المصاب، ويعد الطفل معدياً حتى يتم التأكد من خلوه من الفيروس وذلك بسلبية نتائج الزرع المتكرر.
- التظاهرات السريرية: تتصف الإصابة الولادية النموذجية التي وصفها غريغ في عام 1941 بتأخر النمو داخل الرحم وإحداثه الساد وصغر الرأس والصمم وآفة قلبية ولادية وتخلفاً عقلياً. وقد ألقت الدراسات الموسعة على هذه المتلازمة في الوافدات التي حدثت عام 1964 الضوء على هذه المشكلة، وقدم توافر استفراد الفيروس والطرائق المصلية معلومات كشفت عن طيف واسع للمرض، فقد يتبع الخمجَ داخل الرحم إجهاض أو إملاص أو ولادة جنين حي مصاب بتشوه واحد أو أكثر أو ولادة طفل حي غير مصاب.
- التظاهرات في الوليد: قد تظهر مجموعة من التظاهرات السريرية على الوليد في الأسابيع الأولى من الولادة، فانخفاض وزن الولادة بالنسبة لعمر الحمل شائع وقد تظهر الفرفرية بنقص الصفيحات مرافقة لحالات عابرة مثل ضخامة الكبد والطحال والتهاب الكبد وفقر الدم الانحلالي والإصابة العظمية (نقص تكلس المشاش) وانتباج اليافوخ الأمامي مع ارتفاع عدد الكريات البيض في السائل الدماغي الشوكي أو بدونه، وقد تحدث هذه التظاهرات العابرة مرافقة للإصابات النموذجية في القلب والعين والسمع والجملة العصبية المركزية.
إن ما يدعو للاشتباه بالحصبة الألمانية الولادية هو:
ـ التعرض للحصبة الألمانية في أثناء الثلث الأول من الحمل.
ـ وجود واحد أو أكثر من التظاهرات المذكورة.
ويتم إثبات التشخيص باستفراد الفيروس أو بالطرائق المناعية أو بكليهما معاً.
- الوقاية: إن الخمج الذي يصيب الكهول والأطفال داء سليم عادة ومضاعفاته نادرة ولكن خطورة الإصابة الولادية تستوجب تطبيق الوقاية.
إن المناعة المنفعلة بإعطاء الغلوبولين المناعي Ig بعد التعرض لا يمنع الخمج ولا الفيريميا، ولكنه يعدل الأعراض أو يخففها مما يعطي شعوراً خادعاً بالأمان، ولذلك لا يعطى الغلوبولين للوقاية من التعرض للحصبة الألمانية في أول الحمل. والاستطباب الوحيد هو إعطاؤه للمرأة الحامل غير المنيعة التي لا ترى وجوب إنهاء الحمل تحت أي ظرف.
وقد استعمل اللقاح بالفيروس الحي RA27/3 في التمنيع الفاعل منذ عام 1979. ويفضل هذا اللقاح على اللقاحات الأخرى المستعملة سابقاً لأنه يحدث أضداداً في مفرزات البلعوم الأنفي ومجموعة واسعة من أضداد المصل، ويؤمن وقاية أكثر من نسبة الوقاية الناتجة عن الخمج الطبيعي، ويعطى هذا اللقاح بزرقة واحدة تحت الجلد.
إن مدة بقاء الأضداد بعد التلقيح غير ثابتة وربما استمرت طوال الحياة، وتكمن أهمية الإجراءات الوقائية في وقاية الجنين، وهو أمر ذو أهمية خاصة في الإناث في إعطائهن مناعة من الحصبة الألمانية قبل وصولهن لسن الحمل، سواء بإصابتهن بالحصبة الألمانية الطبيعية أو بعد التمنيع الفاعل، ويمكن تقييم الحالة المناعية بالاختبارات المصلية الملائمة.
إن التمنيع فعال في الشهر 12 من العمر وعادة ما يؤجل إلى الشهر 15 ليعطى لقاح MMR (الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف)، وهو لا يعطى للحوامل، ولا يجرى اختبار الحمل بشكل روتيني ولكن ينصح بتأجيل الحمل مدة ثلاثة شهور بعد التمنيع.
أما مضادات الاستطباب الأخرى للقاح فتشمل حالات العوز المناعي والأمراض الحموية الحادة والحساسية لأحد مقومات اللقاح والمعالجة بمضادات الاستقلاب والكورتيكوستيروئيدات والمواد المشابهة للسيروتين. أما التظاهرات السريرية التي تلي التمنيع فتشمل الحمى والضخامة العقدية والطفح والتهاب المفاصل وألمها. وأكثر ما تحدث الأعراض المفصلية في البنات والبالغات من النساء وتدوم عدة أسابيع.
تدبير المرأة الحامل التي تتعرض للحصبة الألمانية أو تصاب بها
على المرأة الحامل وخصوصاً في أوائل حملها وفي أثتاء فترة الحمل أن تتجنب التعرض للحصبة الألمانية بغض النظر عن إصابتها بالمرض في أثناء الطفولة أو تمنيعها الفاعل. فعلى الحامل ألا تتعرض لطفل مصاب بالحصبة الألمانية بسبب طول فترة طرح الفيروس، ويخف خطر تأذي الجنين بعـد الأسـبوع 14 من الحمل.
بما أن قرابة 80% من النسوة في سن الحمل منيعات ضد الحصبة الألمانية نتيجة الخمج الطبيعي أو التلقيح فإن الحالة المناعية في النساء اللواتي سيحملن يجب تحديدها:
ـ فإذا كانت حالة المرأة الحامل المناعية غير معروفة وتعرضت للحصبة الألمانية يجب اختبار الأضداد بأسرع ما يمكن فإذا تأكد أنها منيعة يمكن طمأنتها باستمرار الحمل من دون خطر، أما إذا تبين أنها معرضة ولا تقبل إجراء الإجهاض فالعلاج أن تمنح مناعة منفعلة بالغلوبولين المصلي الممنع فوراً ومن دون إبطاء.
ـ وإذا تعرضت المرأة الحامل للحصبة الألمانية وكان الإجهاض مرغوباً به لارتفاع خطر إصابة الجنين فلا يعطى الغلوبولين المناعي، بل تراقب بدقة ويعاد اختبار الأضداد، فإذا ظهرت أعراض الحصبة الألمانية في أي مرحلة من الحمل، أو إذا بينت سلسلة اختبار الأضداد حدوث خمج تحت سريري حرض الإجهاض.
حصبه المانيه
Rubella - Rubéole
الحصبة الألمانية
الحصبة الألمانية أو الحميراء أو الوردية rubella مرض خمجي حاد يتصف بأعراض صولة خفيفة أو غائبة، وطفح مدته ثلاثة أيام وضخامة عقدية معممة، خاصة في العقد خلف الأذنين وخلف القفا والرقبة. تنجم عن فيروس توغا Togavirus الذي يشاهد في دم المصاب ومفرزات بلعومه الأنفي، وتعود أهميته إلى ما يحدثه من تشوهات ولادية في الجنين إذا أصيبت به الحامل غير المنيعة به في أثناء الحمل.
الحصبة الألمانية المكتسبة
- الأعراض السريرية: يحدث أول أعراض الحصبة الألمانية المكتسبة بعد فترة حضانة تقرب من 16 إلى 18 يوماً، وأول العلامات التي تظهر في الطفل هي الطفح، أما في اليافع أو البالغ فيتقدم الطفح طور صولة يمتد من يوم واحد إلى خمسة أيام يشكو فيه المصاب من حمى خفيفة وصداع ودعث وقهم والتهاب ملتحمة خفيف وزكام وحرقة بلعوم وسعال، وسرعان ما تختفي هذه الأعراض بعد اليوم الأول من ظهور الطفح، ويحدث طفح داخلي enanthema في كثير من المصابين في أثناء طور الصولة أو في اليوم الأول من الطفح، ويتألف هذا الطفح الداخلي من نقط دقيقة أو كبيرة الحجم تتوضع على شراع الحنك soft palate.
قد تتقدم إصابة العقد اللمفية على ظهور الطفح، وتكون هذه الضخامة متعممة، وأكثر ما تصيب عقد خلف الأذنين وتحت القفا والرقبة. وأكثر ما تكون هذه الضخامة وضوحاً ومضضاً في اليوم الأول من الطفح، ليخف مضضها في غضون يوم أو يومين، وقد تستمر العقد متضخمة عدة أسابيع.
قد يكون الطفح - وخصوصاً عند الأطفال - أولى العلامات التي تدل على المرض، وأول ما يظهر على الوجه ومن ثم ينتشر إلى العنق والذراعين والجذع والأطراف، وظهوره واختفاؤه سريعان إذ يبدأ بالانطفاء بدءاً من اليوم الثاني من الوجه ولا يحين اليوم الثالث إلا وقد اختفى من جميع أماكن توضعه، ويتصف بأنه أحمر وردي، متفرق، ومدته وسعته مختلفتان.
أما الحمى فقد تكون سوية أو مرتفعة قليلاً في اليافعين وقلما تستمر متجاوزة اليوم الأول من الطفح.
- الوبئيات: الداء منتشر في جميع أنحاء العالم، وتشاهد إصابات فرادية في المدن الكبيرة، وقد تحدث وافدات منه بفترات غير منتظمة. ويقدر استعداد النساء للإصابة بهذا الخمج في سن الحمل 10 إلى 25%، وأكثر ما يصاب الأطفال من بعمر 5 إلى 9 سنوات، وكان لاستعمال لقاح ضد هذا المرض في عام 1969 أثر هام في وبائيته. تنتقل الحصبة الألمانية عن الطريق التنفسي، وتمتد سرايتها من أواخر دور الحضانة حتى نهاية اليوم الثالث للطفح، ولا ضرورة لاتخاذ إجراءات العزل والحجر.
يتم التشخيص بالأعراض السريرية المثبتة: وهي ظهور الطفح اللطخي بدءاً من الوجه وانتشاره السريع إلى العنق والجذع والأطراف مع الحمى الخفيفة والضخامة العقدية، وقد يكون لعامل التعرض، إن وجد، فائدة في تأكيد التشخيص. كما يتم التشخيص بتحري العامل المسبب إذ يكشف الفيروس قبل الطفح ببضعة أيام وبعد الطفح بـ 14 يوماً وهو وسيلة مخبرية هامة لتأكيد الإصابة، كما يعمد إلى الاختبارات المصلية لكشف تصاعد عيارات الأضداد IgM.
- المضاعفات: نادرة، وأكثر ما تلاحظ في أثناء الوافدات منها:
1ـ التهاب المفاصل: وتصاب عادة المفاصل الكبيرة أو الصغيرة بعد أن يبهت الطفح في اليوم الثاني أو الثالث، ويترافق بعودة ارتفاع درجة الحرارة وبألم مفصلي عابر مع انتباج أو انصباب شديد وتشفى هذه الإصابة عادة في غضون 5 إلى 10 أيام تلقائياً.
2ـ التهاب الدماغ: نادر، وأعراضه تشبه أعراض التهاب الدماغ التالي للخمج، والشفاء الكامل منه هو القاعدة.
3ـ الفرفرية: بنقص الصفيحات أو بدونها نادرة، وعند نقص الصفيحات يتطاول زمن النزف وتزداد الهشاشة الوعائية، وقد تظهر أحد الأعراض الآتية أو بعضها: نزف جلدي ورعاف ونزف اللثة وبيلة دموية ونزف من السبيل الهضمي ونزف دماغي وهو نادر. وتزول هذه العلامات بعودة الصفيحات إلى السواء في غضون أسبوعين.
إن الحصبة الألمانية مرض سليم، وهو أسلم الأمراض الخمجية في الأطفال وتؤدي الإصابة به إلى مناعة دائمة.
الحصبة الألمانية الولادية
تم تعرفها كياناً سريرياً مستقلاً منذ أكثر من قرن، وقد ذكر غريغ Gregg في عام 1941 حدوث الساد الولادي في 78 طفلاً بعد إصابة الحوامل بالحصبة الألمانية في أثناء وافدة 1940 في أستراليا، وظهرت إصابة القلب الولادية في أكثر من نصفهم. إن حدوث هذا الخمج في الثلث الأول من الحمل يزداد معه وقوع التشوهات الولادية والإملاص والإجهاض.
- الإمراض: قدم باحثون كثيرون الدليل على أن الفيريميا viremia أو الفيروسمية (وجود الفيروس في الدم) في الحصبة الألمانية تحدث قبل عدة أسابيع من ظهور الطفح، وينتقل الفيروس الموجود في دم الأم الحامل إلى المشيمة ثم إلى دم الجنين، مما يسبب إصابة عدة أعضاء فيه، وللتوقيت أهمية كبرى في إمراض الحصبة الألمانية الولادية، ولعل الخمج يكون مزمناً أو مثابراً إن حدث في الأسابيع الأولى من الحمل، غير أنه يبدو أن الجنين قلما تعرض للإصابة بعد الشهر الرابع من الحمل.
ويحتمل أن يحدث اعتلال المضغة بسبب:
ـ تثبيط التكاثر الخلوي.
ـ وجود الخمج المزمن أو المثابر في أثناء تكون الأعضاء.
ـ اشتراك هذين العاملين معاً.
ـ الوبئيات: يعتمد وقوع الإصابة الولادية على الحالة المناعية للأنثى في سن الحمل، والوافدات الكبيرة. وسرايته عن طريق الهواء غير ثابتة. ينثر الوليد المصاب الفيروس للمخالطين عدة أشهر، وقد يشكل مستودعاً يؤمن مصدر بقاء الفيروس من سنة لأخرى، يخشى من انتقال الفيروس إلى الحوامل المعرضات ولذا عليهن الامتناع عن ملاصقة المصاب، ويعد الطفل معدياً حتى يتم التأكد من خلوه من الفيروس وذلك بسلبية نتائج الزرع المتكرر.
- التظاهرات السريرية: تتصف الإصابة الولادية النموذجية التي وصفها غريغ في عام 1941 بتأخر النمو داخل الرحم وإحداثه الساد وصغر الرأس والصمم وآفة قلبية ولادية وتخلفاً عقلياً. وقد ألقت الدراسات الموسعة على هذه المتلازمة في الوافدات التي حدثت عام 1964 الضوء على هذه المشكلة، وقدم توافر استفراد الفيروس والطرائق المصلية معلومات كشفت عن طيف واسع للمرض، فقد يتبع الخمجَ داخل الرحم إجهاض أو إملاص أو ولادة جنين حي مصاب بتشوه واحد أو أكثر أو ولادة طفل حي غير مصاب.
- التظاهرات في الوليد: قد تظهر مجموعة من التظاهرات السريرية على الوليد في الأسابيع الأولى من الولادة، فانخفاض وزن الولادة بالنسبة لعمر الحمل شائع وقد تظهر الفرفرية بنقص الصفيحات مرافقة لحالات عابرة مثل ضخامة الكبد والطحال والتهاب الكبد وفقر الدم الانحلالي والإصابة العظمية (نقص تكلس المشاش) وانتباج اليافوخ الأمامي مع ارتفاع عدد الكريات البيض في السائل الدماغي الشوكي أو بدونه، وقد تحدث هذه التظاهرات العابرة مرافقة للإصابات النموذجية في القلب والعين والسمع والجملة العصبية المركزية.
إن ما يدعو للاشتباه بالحصبة الألمانية الولادية هو:
ـ التعرض للحصبة الألمانية في أثناء الثلث الأول من الحمل.
ـ وجود واحد أو أكثر من التظاهرات المذكورة.
ويتم إثبات التشخيص باستفراد الفيروس أو بالطرائق المناعية أو بكليهما معاً.
- الوقاية: إن الخمج الذي يصيب الكهول والأطفال داء سليم عادة ومضاعفاته نادرة ولكن خطورة الإصابة الولادية تستوجب تطبيق الوقاية.
إن المناعة المنفعلة بإعطاء الغلوبولين المناعي Ig بعد التعرض لا يمنع الخمج ولا الفيريميا، ولكنه يعدل الأعراض أو يخففها مما يعطي شعوراً خادعاً بالأمان، ولذلك لا يعطى الغلوبولين للوقاية من التعرض للحصبة الألمانية في أول الحمل. والاستطباب الوحيد هو إعطاؤه للمرأة الحامل غير المنيعة التي لا ترى وجوب إنهاء الحمل تحت أي ظرف.
وقد استعمل اللقاح بالفيروس الحي RA27/3 في التمنيع الفاعل منذ عام 1979. ويفضل هذا اللقاح على اللقاحات الأخرى المستعملة سابقاً لأنه يحدث أضداداً في مفرزات البلعوم الأنفي ومجموعة واسعة من أضداد المصل، ويؤمن وقاية أكثر من نسبة الوقاية الناتجة عن الخمج الطبيعي، ويعطى هذا اللقاح بزرقة واحدة تحت الجلد.
إن مدة بقاء الأضداد بعد التلقيح غير ثابتة وربما استمرت طوال الحياة، وتكمن أهمية الإجراءات الوقائية في وقاية الجنين، وهو أمر ذو أهمية خاصة في الإناث في إعطائهن مناعة من الحصبة الألمانية قبل وصولهن لسن الحمل، سواء بإصابتهن بالحصبة الألمانية الطبيعية أو بعد التمنيع الفاعل، ويمكن تقييم الحالة المناعية بالاختبارات المصلية الملائمة.
إن التمنيع فعال في الشهر 12 من العمر وعادة ما يؤجل إلى الشهر 15 ليعطى لقاح MMR (الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف)، وهو لا يعطى للحوامل، ولا يجرى اختبار الحمل بشكل روتيني ولكن ينصح بتأجيل الحمل مدة ثلاثة شهور بعد التمنيع.
أما مضادات الاستطباب الأخرى للقاح فتشمل حالات العوز المناعي والأمراض الحموية الحادة والحساسية لأحد مقومات اللقاح والمعالجة بمضادات الاستقلاب والكورتيكوستيروئيدات والمواد المشابهة للسيروتين. أما التظاهرات السريرية التي تلي التمنيع فتشمل الحمى والضخامة العقدية والطفح والتهاب المفاصل وألمها. وأكثر ما تحدث الأعراض المفصلية في البنات والبالغات من النساء وتدوم عدة أسابيع.
تدبير المرأة الحامل التي تتعرض للحصبة الألمانية أو تصاب بها
على المرأة الحامل وخصوصاً في أوائل حملها وفي أثتاء فترة الحمل أن تتجنب التعرض للحصبة الألمانية بغض النظر عن إصابتها بالمرض في أثناء الطفولة أو تمنيعها الفاعل. فعلى الحامل ألا تتعرض لطفل مصاب بالحصبة الألمانية بسبب طول فترة طرح الفيروس، ويخف خطر تأذي الجنين بعـد الأسـبوع 14 من الحمل.
بما أن قرابة 80% من النسوة في سن الحمل منيعات ضد الحصبة الألمانية نتيجة الخمج الطبيعي أو التلقيح فإن الحالة المناعية في النساء اللواتي سيحملن يجب تحديدها:
ـ فإذا كانت حالة المرأة الحامل المناعية غير معروفة وتعرضت للحصبة الألمانية يجب اختبار الأضداد بأسرع ما يمكن فإذا تأكد أنها منيعة يمكن طمأنتها باستمرار الحمل من دون خطر، أما إذا تبين أنها معرضة ولا تقبل إجراء الإجهاض فالعلاج أن تمنح مناعة منفعلة بالغلوبولين المصلي الممنع فوراً ومن دون إبطاء.
ـ وإذا تعرضت المرأة الحامل للحصبة الألمانية وكان الإجهاض مرغوباً به لارتفاع خطر إصابة الجنين فلا يعطى الغلوبولين المناعي، بل تراقب بدقة ويعاد اختبار الأضداد، فإذا ظهرت أعراض الحصبة الألمانية في أي مرحلة من الحمل، أو إذا بينت سلسلة اختبار الأضداد حدوث خمج تحت سريري حرض الإجهاض.
محمد ياسين
Rubella - Rubéole
الحصبة الألمانية
الحصبة الألمانية أو الحميراء أو الوردية rubella مرض خمجي حاد يتصف بأعراض صولة خفيفة أو غائبة، وطفح مدته ثلاثة أيام وضخامة عقدية معممة، خاصة في العقد خلف الأذنين وخلف القفا والرقبة. تنجم عن فيروس توغا Togavirus الذي يشاهد في دم المصاب ومفرزات بلعومه الأنفي، وتعود أهميته إلى ما يحدثه من تشوهات ولادية في الجنين إذا أصيبت به الحامل غير المنيعة به في أثناء الحمل.
الحصبة الألمانية المكتسبة
- الأعراض السريرية: يحدث أول أعراض الحصبة الألمانية المكتسبة بعد فترة حضانة تقرب من 16 إلى 18 يوماً، وأول العلامات التي تظهر في الطفل هي الطفح، أما في اليافع أو البالغ فيتقدم الطفح طور صولة يمتد من يوم واحد إلى خمسة أيام يشكو فيه المصاب من حمى خفيفة وصداع ودعث وقهم والتهاب ملتحمة خفيف وزكام وحرقة بلعوم وسعال، وسرعان ما تختفي هذه الأعراض بعد اليوم الأول من ظهور الطفح، ويحدث طفح داخلي enanthema في كثير من المصابين في أثناء طور الصولة أو في اليوم الأول من الطفح، ويتألف هذا الطفح الداخلي من نقط دقيقة أو كبيرة الحجم تتوضع على شراع الحنك soft palate.
قد تتقدم إصابة العقد اللمفية على ظهور الطفح، وتكون هذه الضخامة متعممة، وأكثر ما تصيب عقد خلف الأذنين وتحت القفا والرقبة. وأكثر ما تكون هذه الضخامة وضوحاً ومضضاً في اليوم الأول من الطفح، ليخف مضضها في غضون يوم أو يومين، وقد تستمر العقد متضخمة عدة أسابيع.
قد يكون الطفح - وخصوصاً عند الأطفال - أولى العلامات التي تدل على المرض، وأول ما يظهر على الوجه ومن ثم ينتشر إلى العنق والذراعين والجذع والأطراف، وظهوره واختفاؤه سريعان إذ يبدأ بالانطفاء بدءاً من اليوم الثاني من الوجه ولا يحين اليوم الثالث إلا وقد اختفى من جميع أماكن توضعه، ويتصف بأنه أحمر وردي، متفرق، ومدته وسعته مختلفتان.
أما الحمى فقد تكون سوية أو مرتفعة قليلاً في اليافعين وقلما تستمر متجاوزة اليوم الأول من الطفح.
- الوبئيات: الداء منتشر في جميع أنحاء العالم، وتشاهد إصابات فرادية في المدن الكبيرة، وقد تحدث وافدات منه بفترات غير منتظمة. ويقدر استعداد النساء للإصابة بهذا الخمج في سن الحمل 10 إلى 25%، وأكثر ما يصاب الأطفال من بعمر 5 إلى 9 سنوات، وكان لاستعمال لقاح ضد هذا المرض في عام 1969 أثر هام في وبائيته. تنتقل الحصبة الألمانية عن الطريق التنفسي، وتمتد سرايتها من أواخر دور الحضانة حتى نهاية اليوم الثالث للطفح، ولا ضرورة لاتخاذ إجراءات العزل والحجر.
يتم التشخيص بالأعراض السريرية المثبتة: وهي ظهور الطفح اللطخي بدءاً من الوجه وانتشاره السريع إلى العنق والجذع والأطراف مع الحمى الخفيفة والضخامة العقدية، وقد يكون لعامل التعرض، إن وجد، فائدة في تأكيد التشخيص. كما يتم التشخيص بتحري العامل المسبب إذ يكشف الفيروس قبل الطفح ببضعة أيام وبعد الطفح بـ 14 يوماً وهو وسيلة مخبرية هامة لتأكيد الإصابة، كما يعمد إلى الاختبارات المصلية لكشف تصاعد عيارات الأضداد IgM.
- المضاعفات: نادرة، وأكثر ما تلاحظ في أثناء الوافدات منها:
1ـ التهاب المفاصل: وتصاب عادة المفاصل الكبيرة أو الصغيرة بعد أن يبهت الطفح في اليوم الثاني أو الثالث، ويترافق بعودة ارتفاع درجة الحرارة وبألم مفصلي عابر مع انتباج أو انصباب شديد وتشفى هذه الإصابة عادة في غضون 5 إلى 10 أيام تلقائياً.
2ـ التهاب الدماغ: نادر، وأعراضه تشبه أعراض التهاب الدماغ التالي للخمج، والشفاء الكامل منه هو القاعدة.
3ـ الفرفرية: بنقص الصفيحات أو بدونها نادرة، وعند نقص الصفيحات يتطاول زمن النزف وتزداد الهشاشة الوعائية، وقد تظهر أحد الأعراض الآتية أو بعضها: نزف جلدي ورعاف ونزف اللثة وبيلة دموية ونزف من السبيل الهضمي ونزف دماغي وهو نادر. وتزول هذه العلامات بعودة الصفيحات إلى السواء في غضون أسبوعين.
إن الحصبة الألمانية مرض سليم، وهو أسلم الأمراض الخمجية في الأطفال وتؤدي الإصابة به إلى مناعة دائمة.
الحصبة الألمانية الولادية
تم تعرفها كياناً سريرياً مستقلاً منذ أكثر من قرن، وقد ذكر غريغ Gregg في عام 1941 حدوث الساد الولادي في 78 طفلاً بعد إصابة الحوامل بالحصبة الألمانية في أثناء وافدة 1940 في أستراليا، وظهرت إصابة القلب الولادية في أكثر من نصفهم. إن حدوث هذا الخمج في الثلث الأول من الحمل يزداد معه وقوع التشوهات الولادية والإملاص والإجهاض.
- الإمراض: قدم باحثون كثيرون الدليل على أن الفيريميا viremia أو الفيروسمية (وجود الفيروس في الدم) في الحصبة الألمانية تحدث قبل عدة أسابيع من ظهور الطفح، وينتقل الفيروس الموجود في دم الأم الحامل إلى المشيمة ثم إلى دم الجنين، مما يسبب إصابة عدة أعضاء فيه، وللتوقيت أهمية كبرى في إمراض الحصبة الألمانية الولادية، ولعل الخمج يكون مزمناً أو مثابراً إن حدث في الأسابيع الأولى من الحمل، غير أنه يبدو أن الجنين قلما تعرض للإصابة بعد الشهر الرابع من الحمل.
ويحتمل أن يحدث اعتلال المضغة بسبب:
ـ تثبيط التكاثر الخلوي.
ـ وجود الخمج المزمن أو المثابر في أثناء تكون الأعضاء.
ـ اشتراك هذين العاملين معاً.
ـ الوبئيات: يعتمد وقوع الإصابة الولادية على الحالة المناعية للأنثى في سن الحمل، والوافدات الكبيرة. وسرايته عن طريق الهواء غير ثابتة. ينثر الوليد المصاب الفيروس للمخالطين عدة أشهر، وقد يشكل مستودعاً يؤمن مصدر بقاء الفيروس من سنة لأخرى، يخشى من انتقال الفيروس إلى الحوامل المعرضات ولذا عليهن الامتناع عن ملاصقة المصاب، ويعد الطفل معدياً حتى يتم التأكد من خلوه من الفيروس وذلك بسلبية نتائج الزرع المتكرر.
- التظاهرات السريرية: تتصف الإصابة الولادية النموذجية التي وصفها غريغ في عام 1941 بتأخر النمو داخل الرحم وإحداثه الساد وصغر الرأس والصمم وآفة قلبية ولادية وتخلفاً عقلياً. وقد ألقت الدراسات الموسعة على هذه المتلازمة في الوافدات التي حدثت عام 1964 الضوء على هذه المشكلة، وقدم توافر استفراد الفيروس والطرائق المصلية معلومات كشفت عن طيف واسع للمرض، فقد يتبع الخمجَ داخل الرحم إجهاض أو إملاص أو ولادة جنين حي مصاب بتشوه واحد أو أكثر أو ولادة طفل حي غير مصاب.
- التظاهرات في الوليد: قد تظهر مجموعة من التظاهرات السريرية على الوليد في الأسابيع الأولى من الولادة، فانخفاض وزن الولادة بالنسبة لعمر الحمل شائع وقد تظهر الفرفرية بنقص الصفيحات مرافقة لحالات عابرة مثل ضخامة الكبد والطحال والتهاب الكبد وفقر الدم الانحلالي والإصابة العظمية (نقص تكلس المشاش) وانتباج اليافوخ الأمامي مع ارتفاع عدد الكريات البيض في السائل الدماغي الشوكي أو بدونه، وقد تحدث هذه التظاهرات العابرة مرافقة للإصابات النموذجية في القلب والعين والسمع والجملة العصبية المركزية.
إن ما يدعو للاشتباه بالحصبة الألمانية الولادية هو:
ـ التعرض للحصبة الألمانية في أثناء الثلث الأول من الحمل.
ـ وجود واحد أو أكثر من التظاهرات المذكورة.
ويتم إثبات التشخيص باستفراد الفيروس أو بالطرائق المناعية أو بكليهما معاً.
- الوقاية: إن الخمج الذي يصيب الكهول والأطفال داء سليم عادة ومضاعفاته نادرة ولكن خطورة الإصابة الولادية تستوجب تطبيق الوقاية.
إن المناعة المنفعلة بإعطاء الغلوبولين المناعي Ig بعد التعرض لا يمنع الخمج ولا الفيريميا، ولكنه يعدل الأعراض أو يخففها مما يعطي شعوراً خادعاً بالأمان، ولذلك لا يعطى الغلوبولين للوقاية من التعرض للحصبة الألمانية في أول الحمل. والاستطباب الوحيد هو إعطاؤه للمرأة الحامل غير المنيعة التي لا ترى وجوب إنهاء الحمل تحت أي ظرف.
وقد استعمل اللقاح بالفيروس الحي RA27/3 في التمنيع الفاعل منذ عام 1979. ويفضل هذا اللقاح على اللقاحات الأخرى المستعملة سابقاً لأنه يحدث أضداداً في مفرزات البلعوم الأنفي ومجموعة واسعة من أضداد المصل، ويؤمن وقاية أكثر من نسبة الوقاية الناتجة عن الخمج الطبيعي، ويعطى هذا اللقاح بزرقة واحدة تحت الجلد.
إن مدة بقاء الأضداد بعد التلقيح غير ثابتة وربما استمرت طوال الحياة، وتكمن أهمية الإجراءات الوقائية في وقاية الجنين، وهو أمر ذو أهمية خاصة في الإناث في إعطائهن مناعة من الحصبة الألمانية قبل وصولهن لسن الحمل، سواء بإصابتهن بالحصبة الألمانية الطبيعية أو بعد التمنيع الفاعل، ويمكن تقييم الحالة المناعية بالاختبارات المصلية الملائمة.
إن التمنيع فعال في الشهر 12 من العمر وعادة ما يؤجل إلى الشهر 15 ليعطى لقاح MMR (الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف)، وهو لا يعطى للحوامل، ولا يجرى اختبار الحمل بشكل روتيني ولكن ينصح بتأجيل الحمل مدة ثلاثة شهور بعد التمنيع.
أما مضادات الاستطباب الأخرى للقاح فتشمل حالات العوز المناعي والأمراض الحموية الحادة والحساسية لأحد مقومات اللقاح والمعالجة بمضادات الاستقلاب والكورتيكوستيروئيدات والمواد المشابهة للسيروتين. أما التظاهرات السريرية التي تلي التمنيع فتشمل الحمى والضخامة العقدية والطفح والتهاب المفاصل وألمها. وأكثر ما تحدث الأعراض المفصلية في البنات والبالغات من النساء وتدوم عدة أسابيع.
تدبير المرأة الحامل التي تتعرض للحصبة الألمانية أو تصاب بها
على المرأة الحامل وخصوصاً في أوائل حملها وفي أثتاء فترة الحمل أن تتجنب التعرض للحصبة الألمانية بغض النظر عن إصابتها بالمرض في أثناء الطفولة أو تمنيعها الفاعل. فعلى الحامل ألا تتعرض لطفل مصاب بالحصبة الألمانية بسبب طول فترة طرح الفيروس، ويخف خطر تأذي الجنين بعـد الأسـبوع 14 من الحمل.
بما أن قرابة 80% من النسوة في سن الحمل منيعات ضد الحصبة الألمانية نتيجة الخمج الطبيعي أو التلقيح فإن الحالة المناعية في النساء اللواتي سيحملن يجب تحديدها:
ـ فإذا كانت حالة المرأة الحامل المناعية غير معروفة وتعرضت للحصبة الألمانية يجب اختبار الأضداد بأسرع ما يمكن فإذا تأكد أنها منيعة يمكن طمأنتها باستمرار الحمل من دون خطر، أما إذا تبين أنها معرضة ولا تقبل إجراء الإجهاض فالعلاج أن تمنح مناعة منفعلة بالغلوبولين المصلي الممنع فوراً ومن دون إبطاء.
ـ وإذا تعرضت المرأة الحامل للحصبة الألمانية وكان الإجهاض مرغوباً به لارتفاع خطر إصابة الجنين فلا يعطى الغلوبولين المناعي، بل تراقب بدقة ويعاد اختبار الأضداد، فإذا ظهرت أعراض الحصبة الألمانية في أي مرحلة من الحمل، أو إذا بينت سلسلة اختبار الأضداد حدوث خمج تحت سريري حرض الإجهاض.
حصبه المانيه
Rubella - Rubéole
الحصبة الألمانية
الحصبة الألمانية أو الحميراء أو الوردية rubella مرض خمجي حاد يتصف بأعراض صولة خفيفة أو غائبة، وطفح مدته ثلاثة أيام وضخامة عقدية معممة، خاصة في العقد خلف الأذنين وخلف القفا والرقبة. تنجم عن فيروس توغا Togavirus الذي يشاهد في دم المصاب ومفرزات بلعومه الأنفي، وتعود أهميته إلى ما يحدثه من تشوهات ولادية في الجنين إذا أصيبت به الحامل غير المنيعة به في أثناء الحمل.
الحصبة الألمانية المكتسبة
- الأعراض السريرية: يحدث أول أعراض الحصبة الألمانية المكتسبة بعد فترة حضانة تقرب من 16 إلى 18 يوماً، وأول العلامات التي تظهر في الطفل هي الطفح، أما في اليافع أو البالغ فيتقدم الطفح طور صولة يمتد من يوم واحد إلى خمسة أيام يشكو فيه المصاب من حمى خفيفة وصداع ودعث وقهم والتهاب ملتحمة خفيف وزكام وحرقة بلعوم وسعال، وسرعان ما تختفي هذه الأعراض بعد اليوم الأول من ظهور الطفح، ويحدث طفح داخلي enanthema في كثير من المصابين في أثناء طور الصولة أو في اليوم الأول من الطفح، ويتألف هذا الطفح الداخلي من نقط دقيقة أو كبيرة الحجم تتوضع على شراع الحنك soft palate.
قد تتقدم إصابة العقد اللمفية على ظهور الطفح، وتكون هذه الضخامة متعممة، وأكثر ما تصيب عقد خلف الأذنين وتحت القفا والرقبة. وأكثر ما تكون هذه الضخامة وضوحاً ومضضاً في اليوم الأول من الطفح، ليخف مضضها في غضون يوم أو يومين، وقد تستمر العقد متضخمة عدة أسابيع.
قد يكون الطفح - وخصوصاً عند الأطفال - أولى العلامات التي تدل على المرض، وأول ما يظهر على الوجه ومن ثم ينتشر إلى العنق والذراعين والجذع والأطراف، وظهوره واختفاؤه سريعان إذ يبدأ بالانطفاء بدءاً من اليوم الثاني من الوجه ولا يحين اليوم الثالث إلا وقد اختفى من جميع أماكن توضعه، ويتصف بأنه أحمر وردي، متفرق، ومدته وسعته مختلفتان.
أما الحمى فقد تكون سوية أو مرتفعة قليلاً في اليافعين وقلما تستمر متجاوزة اليوم الأول من الطفح.
- الوبئيات: الداء منتشر في جميع أنحاء العالم، وتشاهد إصابات فرادية في المدن الكبيرة، وقد تحدث وافدات منه بفترات غير منتظمة. ويقدر استعداد النساء للإصابة بهذا الخمج في سن الحمل 10 إلى 25%، وأكثر ما يصاب الأطفال من بعمر 5 إلى 9 سنوات، وكان لاستعمال لقاح ضد هذا المرض في عام 1969 أثر هام في وبائيته. تنتقل الحصبة الألمانية عن الطريق التنفسي، وتمتد سرايتها من أواخر دور الحضانة حتى نهاية اليوم الثالث للطفح، ولا ضرورة لاتخاذ إجراءات العزل والحجر.
يتم التشخيص بالأعراض السريرية المثبتة: وهي ظهور الطفح اللطخي بدءاً من الوجه وانتشاره السريع إلى العنق والجذع والأطراف مع الحمى الخفيفة والضخامة العقدية، وقد يكون لعامل التعرض، إن وجد، فائدة في تأكيد التشخيص. كما يتم التشخيص بتحري العامل المسبب إذ يكشف الفيروس قبل الطفح ببضعة أيام وبعد الطفح بـ 14 يوماً وهو وسيلة مخبرية هامة لتأكيد الإصابة، كما يعمد إلى الاختبارات المصلية لكشف تصاعد عيارات الأضداد IgM.
- المضاعفات: نادرة، وأكثر ما تلاحظ في أثناء الوافدات منها:
1ـ التهاب المفاصل: وتصاب عادة المفاصل الكبيرة أو الصغيرة بعد أن يبهت الطفح في اليوم الثاني أو الثالث، ويترافق بعودة ارتفاع درجة الحرارة وبألم مفصلي عابر مع انتباج أو انصباب شديد وتشفى هذه الإصابة عادة في غضون 5 إلى 10 أيام تلقائياً.
2ـ التهاب الدماغ: نادر، وأعراضه تشبه أعراض التهاب الدماغ التالي للخمج، والشفاء الكامل منه هو القاعدة.
3ـ الفرفرية: بنقص الصفيحات أو بدونها نادرة، وعند نقص الصفيحات يتطاول زمن النزف وتزداد الهشاشة الوعائية، وقد تظهر أحد الأعراض الآتية أو بعضها: نزف جلدي ورعاف ونزف اللثة وبيلة دموية ونزف من السبيل الهضمي ونزف دماغي وهو نادر. وتزول هذه العلامات بعودة الصفيحات إلى السواء في غضون أسبوعين.
إن الحصبة الألمانية مرض سليم، وهو أسلم الأمراض الخمجية في الأطفال وتؤدي الإصابة به إلى مناعة دائمة.
الحصبة الألمانية الولادية
تم تعرفها كياناً سريرياً مستقلاً منذ أكثر من قرن، وقد ذكر غريغ Gregg في عام 1941 حدوث الساد الولادي في 78 طفلاً بعد إصابة الحوامل بالحصبة الألمانية في أثناء وافدة 1940 في أستراليا، وظهرت إصابة القلب الولادية في أكثر من نصفهم. إن حدوث هذا الخمج في الثلث الأول من الحمل يزداد معه وقوع التشوهات الولادية والإملاص والإجهاض.
- الإمراض: قدم باحثون كثيرون الدليل على أن الفيريميا viremia أو الفيروسمية (وجود الفيروس في الدم) في الحصبة الألمانية تحدث قبل عدة أسابيع من ظهور الطفح، وينتقل الفيروس الموجود في دم الأم الحامل إلى المشيمة ثم إلى دم الجنين، مما يسبب إصابة عدة أعضاء فيه، وللتوقيت أهمية كبرى في إمراض الحصبة الألمانية الولادية، ولعل الخمج يكون مزمناً أو مثابراً إن حدث في الأسابيع الأولى من الحمل، غير أنه يبدو أن الجنين قلما تعرض للإصابة بعد الشهر الرابع من الحمل.
ويحتمل أن يحدث اعتلال المضغة بسبب:
ـ تثبيط التكاثر الخلوي.
ـ وجود الخمج المزمن أو المثابر في أثناء تكون الأعضاء.
ـ اشتراك هذين العاملين معاً.
ـ الوبئيات: يعتمد وقوع الإصابة الولادية على الحالة المناعية للأنثى في سن الحمل، والوافدات الكبيرة. وسرايته عن طريق الهواء غير ثابتة. ينثر الوليد المصاب الفيروس للمخالطين عدة أشهر، وقد يشكل مستودعاً يؤمن مصدر بقاء الفيروس من سنة لأخرى، يخشى من انتقال الفيروس إلى الحوامل المعرضات ولذا عليهن الامتناع عن ملاصقة المصاب، ويعد الطفل معدياً حتى يتم التأكد من خلوه من الفيروس وذلك بسلبية نتائج الزرع المتكرر.
- التظاهرات السريرية: تتصف الإصابة الولادية النموذجية التي وصفها غريغ في عام 1941 بتأخر النمو داخل الرحم وإحداثه الساد وصغر الرأس والصمم وآفة قلبية ولادية وتخلفاً عقلياً. وقد ألقت الدراسات الموسعة على هذه المتلازمة في الوافدات التي حدثت عام 1964 الضوء على هذه المشكلة، وقدم توافر استفراد الفيروس والطرائق المصلية معلومات كشفت عن طيف واسع للمرض، فقد يتبع الخمجَ داخل الرحم إجهاض أو إملاص أو ولادة جنين حي مصاب بتشوه واحد أو أكثر أو ولادة طفل حي غير مصاب.
- التظاهرات في الوليد: قد تظهر مجموعة من التظاهرات السريرية على الوليد في الأسابيع الأولى من الولادة، فانخفاض وزن الولادة بالنسبة لعمر الحمل شائع وقد تظهر الفرفرية بنقص الصفيحات مرافقة لحالات عابرة مثل ضخامة الكبد والطحال والتهاب الكبد وفقر الدم الانحلالي والإصابة العظمية (نقص تكلس المشاش) وانتباج اليافوخ الأمامي مع ارتفاع عدد الكريات البيض في السائل الدماغي الشوكي أو بدونه، وقد تحدث هذه التظاهرات العابرة مرافقة للإصابات النموذجية في القلب والعين والسمع والجملة العصبية المركزية.
إن ما يدعو للاشتباه بالحصبة الألمانية الولادية هو:
ـ التعرض للحصبة الألمانية في أثناء الثلث الأول من الحمل.
ـ وجود واحد أو أكثر من التظاهرات المذكورة.
ويتم إثبات التشخيص باستفراد الفيروس أو بالطرائق المناعية أو بكليهما معاً.
- الوقاية: إن الخمج الذي يصيب الكهول والأطفال داء سليم عادة ومضاعفاته نادرة ولكن خطورة الإصابة الولادية تستوجب تطبيق الوقاية.
إن المناعة المنفعلة بإعطاء الغلوبولين المناعي Ig بعد التعرض لا يمنع الخمج ولا الفيريميا، ولكنه يعدل الأعراض أو يخففها مما يعطي شعوراً خادعاً بالأمان، ولذلك لا يعطى الغلوبولين للوقاية من التعرض للحصبة الألمانية في أول الحمل. والاستطباب الوحيد هو إعطاؤه للمرأة الحامل غير المنيعة التي لا ترى وجوب إنهاء الحمل تحت أي ظرف.
وقد استعمل اللقاح بالفيروس الحي RA27/3 في التمنيع الفاعل منذ عام 1979. ويفضل هذا اللقاح على اللقاحات الأخرى المستعملة سابقاً لأنه يحدث أضداداً في مفرزات البلعوم الأنفي ومجموعة واسعة من أضداد المصل، ويؤمن وقاية أكثر من نسبة الوقاية الناتجة عن الخمج الطبيعي، ويعطى هذا اللقاح بزرقة واحدة تحت الجلد.
إن مدة بقاء الأضداد بعد التلقيح غير ثابتة وربما استمرت طوال الحياة، وتكمن أهمية الإجراءات الوقائية في وقاية الجنين، وهو أمر ذو أهمية خاصة في الإناث في إعطائهن مناعة من الحصبة الألمانية قبل وصولهن لسن الحمل، سواء بإصابتهن بالحصبة الألمانية الطبيعية أو بعد التمنيع الفاعل، ويمكن تقييم الحالة المناعية بالاختبارات المصلية الملائمة.
إن التمنيع فعال في الشهر 12 من العمر وعادة ما يؤجل إلى الشهر 15 ليعطى لقاح MMR (الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف)، وهو لا يعطى للحوامل، ولا يجرى اختبار الحمل بشكل روتيني ولكن ينصح بتأجيل الحمل مدة ثلاثة شهور بعد التمنيع.
أما مضادات الاستطباب الأخرى للقاح فتشمل حالات العوز المناعي والأمراض الحموية الحادة والحساسية لأحد مقومات اللقاح والمعالجة بمضادات الاستقلاب والكورتيكوستيروئيدات والمواد المشابهة للسيروتين. أما التظاهرات السريرية التي تلي التمنيع فتشمل الحمى والضخامة العقدية والطفح والتهاب المفاصل وألمها. وأكثر ما تحدث الأعراض المفصلية في البنات والبالغات من النساء وتدوم عدة أسابيع.
تدبير المرأة الحامل التي تتعرض للحصبة الألمانية أو تصاب بها
على المرأة الحامل وخصوصاً في أوائل حملها وفي أثتاء فترة الحمل أن تتجنب التعرض للحصبة الألمانية بغض النظر عن إصابتها بالمرض في أثناء الطفولة أو تمنيعها الفاعل. فعلى الحامل ألا تتعرض لطفل مصاب بالحصبة الألمانية بسبب طول فترة طرح الفيروس، ويخف خطر تأذي الجنين بعـد الأسـبوع 14 من الحمل.
بما أن قرابة 80% من النسوة في سن الحمل منيعات ضد الحصبة الألمانية نتيجة الخمج الطبيعي أو التلقيح فإن الحالة المناعية في النساء اللواتي سيحملن يجب تحديدها:
ـ فإذا كانت حالة المرأة الحامل المناعية غير معروفة وتعرضت للحصبة الألمانية يجب اختبار الأضداد بأسرع ما يمكن فإذا تأكد أنها منيعة يمكن طمأنتها باستمرار الحمل من دون خطر، أما إذا تبين أنها معرضة ولا تقبل إجراء الإجهاض فالعلاج أن تمنح مناعة منفعلة بالغلوبولين المصلي الممنع فوراً ومن دون إبطاء.
ـ وإذا تعرضت المرأة الحامل للحصبة الألمانية وكان الإجهاض مرغوباً به لارتفاع خطر إصابة الجنين فلا يعطى الغلوبولين المناعي، بل تراقب بدقة ويعاد اختبار الأضداد، فإذا ظهرت أعراض الحصبة الألمانية في أي مرحلة من الحمل، أو إذا بينت سلسلة اختبار الأضداد حدوث خمج تحت سريري حرض الإجهاض.
محمد ياسين