من هو الحسن بن علي بن أبي طالب Al-Hasan ibn 'Ali ibn Abi Talib

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو الحسن بن علي بن أبي طالب Al-Hasan ibn 'Ali ibn Abi Talib

    حسن علي طالب

    Al-Hasan ibn 'Ali ibn Abi Talib - Al-Hassan ibn 'Ali ibn Abi Talib

    الحسن بن علي بن أبي طالب
    (3-51هـ/624-671م)

    أبو محمد، الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، سبط رسول الله r وريحانته، أمير المؤمنين، والدته فاطمة الزهراء رضي الله عنها، سمّاه النبيr بهذا الاسم، الذي لم يكن معروفاً بين العرب، لُقّب بالتقي والزكي والسبط.
    عاش في المدينة المنورة في كنف تلك الأسرة الكريمة، الراسخة العقيدة، فنشأ ديّناً، عفيفاً، كان وشقيقه الحسين أثيرين عند جدهما المصطفى صلى الله عليه وسلّم، فقد روى الترمذي من حديث بريدة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يخطب إذ جاءه الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه». وكان في كثير من الأحيان يأتي الحسن المسجد والرسول r يُصلّي، فلما يسجد يركب رقبته وقيل ظهره، فما يُنْزِله حتى يكون هو الذي ينزل. ومن حديث حذيفة عن رسول الله r: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة». وكان الحسن أشبه الناس برسول الله r.
    عاصر الحسن الحقبة المدينية الأولى، وكان صغير السن عندما رحل جَدّه صلى الله عليه وسلّم إلى الرفيق الأعلى، فلم يكن له أي دور فيما آلت إليه الأمور، وما دارت في تلك الآونة من حوادث وأحداث، بانتقال الخلافة إلى الصدّيق والفاروق رضي الله عنهما. وبهذا لم يشارك في حروب الردة وتحرير العراق والشام، وفتح فارس ومصر والشمال الإفريقي. وفي الفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، أوَكَل والده إليه وشقيقه مهمة حراسة الخليفة، وأدّيا تلك المهمة قدر جهدهما، ولم يغادرا منزله إلا بعد أن تمكّن المتمردون من قتله.
    دخل ميدان الحياة السياسية بعد انتخاب والده خليفةً للمسلمين، فأرسله والده رسولاً من لدنه إلى الكوفة، يستحث أهلها على مناصرة الخليفة، وشارك وشقيقه في معركة الجمل وصفين والنهروان، إلا أن والده لم يأذن لهما بمباشرة القتال. غَسّل والده وكَفّنه بعد مقتله على يد عبد الرحمن بن ملجم، وصلّى عليه، ثم قَتَلَ الجاني.
    بايعه الناس خليفةً سنة 40هـ/660م، وأرسل إلى معاوية بن أبي سفيان للمبايعة والدخول مع الجماعة، لكنه رفض ذلك، فلم يجد أمامه من سبيل غير القتال، فأخذ يحث أنصاره على التحشّد، وبعد لأي تجمّع عدد من أنصاره، كانت في أثنائها، قد تحركت جيوش الشام قاصدةً العراق، فأرسل الحسن مقدمةً من قواته على رأسها عبيد الله بن عباس، وقيس بن سعد بن عبادة، وسعيد بن قيس الهمداني، قوامها خمسة عشر ألف مقاتل، وأوصاه: «إذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك وإن فعل فقاتله فإن أُصبت فقيس على الناس، وإن أُصيب قيس، فسعيد على الناس».
    كان الحسن يدرك بسليم إحساسه، أن أهل العراق لا يمكن الركون إليهم، بعدما رأى بأم العين مواقفهم مع والده، فهم الذين تثاقلوا في تلبية نداءاته المتكررة، ولوجود أخلاط في صفوف قواته، منهم أنصار والده، وآخرون من الخوارج، الذين التقت وقتذاك، مصالحهم ومصالح الحسن في قتال معاوية، وتوقف في ساباط، ونزل فيها، ونادى الصلاة جامعة، وخطب في قواته ليتأكد من صدق موقفهم ودعمهم له، وهو قاب قوسين أو أدنى من لقاء معاوية، وتباينت آراء أصحابه وتيقّن الحسن أن قوماً هذه حالهم لا يمكن الركون إليهم، ولا يُعّول عليهم في صراع مصيري لا يُعْرف منتهاه، حينئذ، عزم على مصالحة معاوية، فراسله في ذلك واتفقا على مبايعة معاوية وتنازل الحسن، شريطة أن يكون الأمر للحسن بعد معاوية، وتمت المصالحة فدخل معاوية الكوفة في سنة 41هـ/661م حيث بايعه الحسن والحسين وأهل الكوفة، وعُرف ذلك العام، بعام الجماعة، لاجتماع الناس على خليفة واحد، وعاد الحسن إلى المدينة المنورة، فاستقر بها حتى وفاته.
    كان الحسن راجح العقل، متزناً، واعياً، يُحْكِمُ العقل بدلاً من العاطفة، وقوراً، عفيفاً، شجاعاً، وفياً، استمد تلك الخصال الحميدة من بيئته التي عاش بين ظهرانيها، فتربى في كنف جدّه صلى الله عليه وسلّم، فأخذ منه على صغر سنه ونعومة أظفاره، وتتلمذ كذلك لوالديه الكريمين، ونفرٍ من كبار الصحابة فجاء شهماً، كاملاً، صادقاً، غيوراً على الإسلام والمسلمين، وبموقفه المشار إليه آنفاً، تمكّن من حقن دماء المسلمين، والعمل الجاد والصادق لوحدة الهدف الإسلامي، واعترافاً بعظيم دوره في رأب الصدع، ولم الشمل، أجرى له معاوية في كل سنة ألف ألف درهم، وزار الحسن مرةً معاوية، فقال له: «لأجيزنك بجائزة ما أجزت بها أحداً قبلك، ولا أجيز بها أحداً بعدك، فأعطاه أربعمائة ألف درهم».
    عُرف الحسن بالتقوى، فقد رُوي عن محمد بن علي عنه أنه قال: «إني لأستحي من ربي عزّ وجل أن ألقاه ولم أمشِ إلى بيته»، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه، وقيل إنه حَجّ خمس عشرة حجة ماشياً. ترك عدداً من الأولاد منهم خمسة عشر ذكراً وثماني بنات، لم يُعقب منهم سوى الحسن وزيد.
    تباينت الآراء حول تاريخ وفاته، وسببها، فمن قائل إنه مات مسموماً ، وقال آخرون أنه توفي بذات الرئة، بعد مرضٍ دام قرابة الأربعين يوماً.
    ولما بلغ معاوية الخبر بموت الحسن، كبّر، فكبّر أهل الشام لذلك التكبير، فقالت زوجته: أقرَّ الله عينيك يا أمير المؤمنين، ما الذي كبّرت له؟ قال: مات الحسن. قالت: أعلى ابن فاطمة تُكبِّر! قال: والله ما كبّرت شماتة بموته ولكن استراح قلبي.
    عبد الله محمود حسين
يعمل...
X