باروك Baroque مصطلح في صياغة المجوهرات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • باروك Baroque مصطلح في صياغة المجوهرات

    باروك (ادب)

    Baroque - Baroque

    الباروك

    ظهر مصطلح الباروك Baroque للمرة الأولى في القرن السابع عشر في مهنة صياغة المجوهرات في البرتغال وأوربة عموماً، ثم صار يُشار به إلى كل عمل فني خرج عن المألوف أو كان كثير الزخرفة. وحمل المصطلح بعد ذلك مدلولاً سلبياً في مجالي الفن التشكيلي والعمارة في القرنين السابع عشر والثامن عشر، فكانت تطلق على لوحة أو شكل نحتي أو معماري صفة الباروك إذا كان الأثر خارجاً على القواعد الاتباعية (الكلاسيكية) أو ناتجاً عن انسياق الفنان لهواه ومزاجه. لكن النظرة السلبية سرعان ما تبدلت في القرن التاسع عشر حين قدّم الباحث الفني السويسري هاينريش فولفين (1864-1942) Heinrich Wolffin وجهة نظر جديدة حول الباروك على صعيد الفنون التشكيلية، وذلك في كتابه «النهضة والباروك» (1888) Renaissance und Barock، فالاتباعية «الكلاسيكية» الجديدة في فرنسة القرن السابع عشر وجدت في فنون الباروك زخرفة مبهرجة شاذة، في حين أن هذه الفنون بتعبيرها الجلي عن التناقضات الحادة في فكر إنسان ذلك العصر وسلوكه وذوقه، إنما تؤلف وحدة أسلوب أوربي يعكس نمط إنسان ما بعد عصر النهضة وموقفه من مستجدات عصره، بحيث تضيء الفنون والآداب بعضها بعضاً لتستكمل صورة الإنسان وتكوينه، مما يساعد على فهمه في سياق التطور التاريخي.
    وتظهر في هذا المجال، ولاسيما فيما يتعلق بالفن، إشكالية جمع كل آثار فن القرن السابع عشر من عمارة وتصوير ونحت وامتدادها فيما بعد تحت تسمية واحدة «الباروك»، التي تعني الأسلوب ومدى علاقته بالاتباعية، كما تعني في الوقت نفسه المفهوم الفكري كنظام جديد، ولاسيما أنها آثار متباينة المظهر مثل أعمال الإيطاليين كرافادجو[ر] وبييتر دي كورتونه[ر]، وبرنيني[ر] وبورّوميني والفلمنكي روبنز[ر] والمصورين الهولنديين فرمير[ر] ورمبرانت[ر] والمصور الفرنسي بوسان[ر] والمصور الإسباني فيلاسكيز[ر] وغيرهم في أوربة وروسية والبرازيل. فإذا كانت أعمال هؤلاء الفنانين تشترك في أنها ظهرت في القرن السابع عشر، فإن عمل كل واحد منهم من حيث المنطلق الفكري والنتيجة الفنية، مختلف عن الآخر.
    وقد حقق عصر الباروك في الفن الأوربي انكفاءً عن هدف التمثيل الموضوعي للأشياء الذي ساد عصر النهضة، واضعاً مفهوماً مختلفاً لمبادىء الفن (النسبة والعلاقة والفراغ)، وهو مفهوم يحمل طابعاً انفعالياً أخذ به الفنانون والمعماريون بغية تحريك مشاعر المشاهد في ما أبدعوه من أعمال تحمل خيالاً جامحاً وفصاحة في أداء الرقة الحسية والخداع البصري. فقد مزج الفنانون في زخرفة أسقف أبهاء القصور مثلاً العناصر المعمارية المجسمة والتماثيل والمشاهد المصورة والمنظور الخادع في العمل الواحد. كما استخدموا المواد المختلفة في السطوح المعمارية إلى جانب بعضها كالمرمر والبرونز والجص والخشب المذهّب حتى يحيلها الضوء الساقط عليها إلى بهاء ساحر تلبية لتطلعات الذوق الأرستقراطي الجديد.
    تألق أسلوب الباروك في فن عمارة الكنائس والأديرة والقصور، كما ظهر في تنظيم الشوارع والساحات العامة، في المدن الأوربية وفي أمريكة اللاتينية. وقد اصطلح نقاد الفن على تقسيم عصر الباروك إلى ثلاث مراحل: المرحلة المبكرة والمرحلة العليا ثم المرحلة المتأخرة «الروكوكو» Rococo.
    ويلاحظ أن فن الباروك قد جاء في البداية من إيطالية حيث عمد ميكيلانجلو[ر] في أعماله المعمارية والنحتية المتأخرة إلى تحطيم النسب الاتباعية لعصر النهضة الأوربي. ويعدّ ما حققه برنيني في مجال العمارة وتخطيط المدن كما في قصر بربريني Palais Barberini ونافورة مياه ساحة نافونا Place Navone في رومة، مثالاً لفن الباروك، ومثلها أعمال بوروميني الذي جعل الخطوط والسطوح تتحرك منسابة في انحناءات متواصلة، كما في واجهة كنيسة القديسة أغنيز S.Agnèse في رومة.
    انتقل الباروك إلى فرنسة في مرحلته المبكرة وتطور منه طراز ملكي كما في قصر فرساي وحدائقه. ووصل الباروك إلى البلاد الأوربية والأمريكية في وقت متأخر نسبياً. وقد وقع الفنانون والمعماريون في تلك البلاد في البداية تحت تأثير زملائهم الإيطاليين، ولكنهم سرعان ما اختطوا لأنفسهم منهجاً خاصاً في كل واحد من الأقطار التي انتشر الباروك فيها.
    واستخدم مصطلح الباروك في الموسيقى ليصف أسلوباً موسيقياً مميزاً كان يؤدى في الحقبة ما بين عام 1600 ووفاة باخ (1750) J.S.Bach وهَندل (1759) Handel، أي إن ظهور الباروك في الموسيقى كان بين عصري النهضة وما قبل الاتباعية Preclassism. ففي عصر الباروك الموسيقي تثبّت «اللحن المنفرد» monody المرافق بالآلات الموسيقية «والجهير (الباص) المتواصل» basso continuo واستمر استخدامهما طوال هذا العصر بفضل الموسيقيين الإيطاليين، وكان ذلك عن طريق ظهور الأوبراopera، والأوراتوريو oratorio [ر. الأغنية]، والكانتاتا (المغْناة) cantata، وتطور موسيقى الآلات «ذوات لوحة الملامس» كالكلافسان clavecin [ر.البيانو]، والأرغن organ. وتعزز في هذا العصر المفهوم اللحني المقامي ومفهوم الانسجام harmony اللذان أسهما في إتقان الكتابة الموسيقية المتعددة الأصوات «البوليفونية» polyphony. ويمكن القول إن التطور التاريخي لموسيقى الباروك انطلق من إيطالية حين كان اللحن المنفرد المصاحِب والأوبرا يثبتان خُطاهما فيها مع موسيقيي «الجمعية الفلورنسية» Camerata Florentina ومع مونتفيردي Monteverdi، ثم مع ممثلي مدرسة رومة مثل روسّي L.Rossi، وكاريسّيمي G.Carissimi، وتْشِسْتي A.Cesti، وكذلك مع موسيقيي مدرسة البندقية مثل: كافالّي F.Cavalli، ولغرِنتسي G.Legrenzi. ولم يتوان الموسيقيون الألمان أيضاً، بدءاً من شوتس H.Schütz حتى هندل، وكذلك الإنكليزي بورسيلْ Purcell في الاعتناء بالصيغ الموسيقية الإيطالية للأوبرا والكانتاتا والأوراتوريو. وتفتّح في إيطالية أيضاً نتاج موسيقي للآلات كان بداية السوناتا sonata وفروعها التي تحقق بناؤها النهائي على يد كل من سْتراديلاّ Stradella
يعمل...
X