الآشوريون يحيون "عيد أكيتو" في دهوك العراقية
المئات من العراقيين بملابس تقليدية يشاركون في احتفالات عيد رأس السنة الكلدانية.
الاثنين 2023/04/03
انشرWhatsAppTwitterFacebook
رقص وفرح كل عام
بمناسبة رأس السنة الآشورية الجديدة “أكيتو”، رقص العراقيون على صوت الدبكة وهم يرتدون ملابس تقليدية، بينما تحيط بهم الجبال في بلدة بعشيقة شمال البلاد يوم السبت.
دهوك (العراق) - شهدت محافظة دهوك العراقية السبت احتفالات بمناسبة “عيد الأكيتو الـ6773”، الذي يرمز إلى رأس السنة الكلدانية الآشورية السريانية.
وشارك المئات من الأشخاص بملابس تقليدية في احتفالات العيد الذي يبدأ مطلع أبريل ويستمر 12 يوما، ويُعتبر إرثا عريقا يمتد للآلاف من السنين.
والأكيتو هو عيد رأس السنة وأبرز الأعياد القومية لدى الأكاديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين والسريان.
وتلخّص طقوس وشعائر هذا العيد رؤية آشورية متكاملة للحياة والكون والإنسان كمحور الكون وغاية الوجود.
ويعود الاحتفال برأس السنة الرافدية في الأول من أبريل إلى السلالة البابلية الأولى، أي مطلع الألف الثاني قبل الميلاد.
وقالت هناء قاشة، وهي مشاركة في الاحتفالات، “أكيتو هو عيد رأس السنة البابلية الآشورية السومرية. الحضارة العراقية القديمة كلها كانت تحتفل بهذا العيد، وكان الناس يعّيدون تقريبا على امتداد اثنى عشر يوما. وهذا كله عن العراق القديم، فهو حاليا عيد العراق ككل والتاريخ الحديث والقديم”.
نظم الاحتفال اتحاد بيت نهرين الوطني، وهو حزب سياسي آشوري.
وقال جوزيف صليوا، نائب رئيس اتحاد بيت نهرين الوطني، “إن أكيتو حدد التقويم الزراعي حين تكون الأرض قادرة على تلقي جميع البذور”.
وأضاف صليوا “وحيث الزراعة كانت العنصر الأساسي في الحياة، وبهذا اليوم يبدأ التعادل بين الليل والنهار، وكذلك هنالك إمكانية أن تستقبل الأرض جميع البذور. فبهذه المناسبة كانت تستمر الاحتفالات على مدى اثنى عشر يوما وكانت هنالك إبداعات ثقافية فنية”.
وأضافت هناء قاشة “كل يوم كان عندهم شكل برنامج خاص بهم، الملك يخرج يعطي هدايا، يكرم الناس، رقص، غناء، دبكات. حاليا نفس الشيء لدينا برنامج قصائد شعرية، كلمات أدبية، دبكات شعبية، والقصائد بالسرياني وباللهجة التقليدية وكذلك بالعربي، يعني كل واحد حسب منطقته”.
دونت الرقم الطينية (الألواح الطينية) تفاصيل احتفالات السنة البابلية، والتي تبدأ من الأول من أبريل، وخلالها تقام مهرجانات وتمارس طقوس وشعائر مختلفة يشارك فيها الملك وعامة الشعب، بل ويدعى إليها رسميا ملوك بلدان أخرى، ولم تكن تخلو من البعد السياسي.
PreviousNext
ويستضيف العراق العديد من المجتمعات المسيحية القديمة، التي يقدر عدد أفرادها الآن بما بين 200 و300 ألف من 1.5 مليون نسمة كانوا يعيشون في البلاد قبل الغزو الأميركي، الذي أطاح بصدام حسين عام 2003.
ولم يتوصل العلماء إلى المعنى الدقيق لكلمة أكيتو، السومرية الأصل، لكنهم أشاروا إلى أنها تعني “بداية” أو “عتبة”.
ويصر أبناء بعض الطوائف المسيحية على التمسك بهذا العيد، لما تحمله المناسبة من قدسية خاصة ممزوجة بطابع جمالي مستمد من هدوء الطبيعة وجمالها وارتباطها بالخصوبة، وعند البابليين كان العيد مرتبطا بمناسبة دينية مهمة، وهي انتصار الإله مردوخ على الإله تيامات.
حافظ الآشوريون في العراق على طقوس الاحتفال ببداية السنة البابلية، فالكثير من العادات والتقاليد بقيت تتناقلها الأجيال، ومن بين الرموز التي لا يزالون يحافظون عليها، ذهاب الأمهات في أغلب القرى الآشورية في الأول من أبريل في الصباح الباكر إلى الحقول، ويأتين بقبضة عشب خضراء ويعلقنها على عتبة الدار، حيث يقال عنها “دقنا نيسان”، أي ما اقتناه نيسان، وهي إشارة إلى الترحيب بقدوم الربيع والفرح بانتصار الحياة الجديدة على الأرض.
وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن التنوع كان وما زال مصدر قوة للعراق الواحد المزدهر والمتآخي. وقدم في تغريدة “خالص التهاني والتبريكات إلى أبناء الشعب من الآشوريين والكلدان والسريان، بمناسبة عيد أكيتو”، وأشار إلى أن “هذا العيد يمثل إرثا ثقافيا وحضاريا وشعبيا لبلدنا، مثلما أنه يؤكد أهمية وقيمة التنوع الذي كان وما زال مصدر قوة للعراق الواحد المزدهر والمتآخي”.
وتطالب جهات آشورية باعتبار هذا اليوم يوم عطلة رسمية لكي يحتفل به العراقيون على مختلف توجهاتهم، إذ تشير إلى أن “عيد السنة البابلية هو عيد لكل العراقيين، وليس الآشوريين فحسب باختلاف مناطق وجودهم في شتى بقاع العالم ودول الشتات”.
وتوضح هذه الجهات أن “هذا العيد هو عيد لجميع العراقيين بجميع أطيافهم وأعراقهم ودياناتهم وانتماءاتهم، نظرا إلى ما يمثله من بعد استثنائي لهوية العراق التاريخية، ومن غنى لتراثنا اللا مادي”.
المئات من العراقيين بملابس تقليدية يشاركون في احتفالات عيد رأس السنة الكلدانية.
الاثنين 2023/04/03
انشرWhatsAppTwitterFacebook
رقص وفرح كل عام
بمناسبة رأس السنة الآشورية الجديدة “أكيتو”، رقص العراقيون على صوت الدبكة وهم يرتدون ملابس تقليدية، بينما تحيط بهم الجبال في بلدة بعشيقة شمال البلاد يوم السبت.
دهوك (العراق) - شهدت محافظة دهوك العراقية السبت احتفالات بمناسبة “عيد الأكيتو الـ6773”، الذي يرمز إلى رأس السنة الكلدانية الآشورية السريانية.
وشارك المئات من الأشخاص بملابس تقليدية في احتفالات العيد الذي يبدأ مطلع أبريل ويستمر 12 يوما، ويُعتبر إرثا عريقا يمتد للآلاف من السنين.
والأكيتو هو عيد رأس السنة وأبرز الأعياد القومية لدى الأكاديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين والسريان.
وتلخّص طقوس وشعائر هذا العيد رؤية آشورية متكاملة للحياة والكون والإنسان كمحور الكون وغاية الوجود.
ويعود الاحتفال برأس السنة الرافدية في الأول من أبريل إلى السلالة البابلية الأولى، أي مطلع الألف الثاني قبل الميلاد.
وقالت هناء قاشة، وهي مشاركة في الاحتفالات، “أكيتو هو عيد رأس السنة البابلية الآشورية السومرية. الحضارة العراقية القديمة كلها كانت تحتفل بهذا العيد، وكان الناس يعّيدون تقريبا على امتداد اثنى عشر يوما. وهذا كله عن العراق القديم، فهو حاليا عيد العراق ككل والتاريخ الحديث والقديم”.
نظم الاحتفال اتحاد بيت نهرين الوطني، وهو حزب سياسي آشوري.
وقال جوزيف صليوا، نائب رئيس اتحاد بيت نهرين الوطني، “إن أكيتو حدد التقويم الزراعي حين تكون الأرض قادرة على تلقي جميع البذور”.
وأضاف صليوا “وحيث الزراعة كانت العنصر الأساسي في الحياة، وبهذا اليوم يبدأ التعادل بين الليل والنهار، وكذلك هنالك إمكانية أن تستقبل الأرض جميع البذور. فبهذه المناسبة كانت تستمر الاحتفالات على مدى اثنى عشر يوما وكانت هنالك إبداعات ثقافية فنية”.
وأضافت هناء قاشة “كل يوم كان عندهم شكل برنامج خاص بهم، الملك يخرج يعطي هدايا، يكرم الناس، رقص، غناء، دبكات. حاليا نفس الشيء لدينا برنامج قصائد شعرية، كلمات أدبية، دبكات شعبية، والقصائد بالسرياني وباللهجة التقليدية وكذلك بالعربي، يعني كل واحد حسب منطقته”.
دونت الرقم الطينية (الألواح الطينية) تفاصيل احتفالات السنة البابلية، والتي تبدأ من الأول من أبريل، وخلالها تقام مهرجانات وتمارس طقوس وشعائر مختلفة يشارك فيها الملك وعامة الشعب، بل ويدعى إليها رسميا ملوك بلدان أخرى، ولم تكن تخلو من البعد السياسي.
PreviousNext
ويستضيف العراق العديد من المجتمعات المسيحية القديمة، التي يقدر عدد أفرادها الآن بما بين 200 و300 ألف من 1.5 مليون نسمة كانوا يعيشون في البلاد قبل الغزو الأميركي، الذي أطاح بصدام حسين عام 2003.
ولم يتوصل العلماء إلى المعنى الدقيق لكلمة أكيتو، السومرية الأصل، لكنهم أشاروا إلى أنها تعني “بداية” أو “عتبة”.
ويصر أبناء بعض الطوائف المسيحية على التمسك بهذا العيد، لما تحمله المناسبة من قدسية خاصة ممزوجة بطابع جمالي مستمد من هدوء الطبيعة وجمالها وارتباطها بالخصوبة، وعند البابليين كان العيد مرتبطا بمناسبة دينية مهمة، وهي انتصار الإله مردوخ على الإله تيامات.
حافظ الآشوريون في العراق على طقوس الاحتفال ببداية السنة البابلية، فالكثير من العادات والتقاليد بقيت تتناقلها الأجيال، ومن بين الرموز التي لا يزالون يحافظون عليها، ذهاب الأمهات في أغلب القرى الآشورية في الأول من أبريل في الصباح الباكر إلى الحقول، ويأتين بقبضة عشب خضراء ويعلقنها على عتبة الدار، حيث يقال عنها “دقنا نيسان”، أي ما اقتناه نيسان، وهي إشارة إلى الترحيب بقدوم الربيع والفرح بانتصار الحياة الجديدة على الأرض.
وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن التنوع كان وما زال مصدر قوة للعراق الواحد المزدهر والمتآخي. وقدم في تغريدة “خالص التهاني والتبريكات إلى أبناء الشعب من الآشوريين والكلدان والسريان، بمناسبة عيد أكيتو”، وأشار إلى أن “هذا العيد يمثل إرثا ثقافيا وحضاريا وشعبيا لبلدنا، مثلما أنه يؤكد أهمية وقيمة التنوع الذي كان وما زال مصدر قوة للعراق الواحد المزدهر والمتآخي”.
وتطالب جهات آشورية باعتبار هذا اليوم يوم عطلة رسمية لكي يحتفل به العراقيون على مختلف توجهاتهم، إذ تشير إلى أن “عيد السنة البابلية هو عيد لكل العراقيين، وليس الآشوريين فحسب باختلاف مناطق وجودهم في شتى بقاع العالم ودول الشتات”.
وتوضح هذه الجهات أن “هذا العيد هو عيد لجميع العراقيين بجميع أطيافهم وأعراقهم ودياناتهم وانتماءاتهم، نظرا إلى ما يمثله من بعد استثنائي لهوية العراق التاريخية، ومن غنى لتراثنا اللا مادي”.