باربيزون (مدرسه)
Barbizon school - Barbizon (école de-)
باربيزون (مدرسة ـ) باربيزون Barbison قرية صغيرة عند مدخل الطرف الغربي من غابة فونتينبلو Fontainbleau التي تقع جنوبي باريس وعلى بعد 60كم منها. وقد ذاع اسمها بسبب نشاط مجموعة من الفنانين اتخذوها مقراً لإقامتهم وممارسة تصوير المناظر الطبيعية وذلك مابين (1830-1880م). ومدرسة باربيزون ليست مدرسة بالمعنى المألوف للكلمة، بل هي تعبير عن اتجاه ضم أولئك المصورين الذين ترددوا على القرية وبرز في تماثل اهتماماتهم في تصوير المناظر الطبيعية وفق الأسلوب الواقعي الذي يعدّ ردة فعل على الاتجاه الأكاديمي. فقد رفض هؤلاء الفنانون الصورة الذهنية ومالوا إلى الإبداعية (الرومنسية)، واهتموا بإظهار الأشكال البسيطة في الحقل والغابة وضفاف الأنهار، وتبنوا موقفاً أقرب إلى التأمل والملاحظة المباشرة. ولم يمنع التشابه بينهم من ظهور مواقف شخصية في اختيار عناصر محددة واتباع طريقة عمل ذاتية. والاهتمام بالمنظر الطبيعي لم يكن شيئاً جديداً بل كانت له جذوره في التقاليد الهولندية لدى هوبيما Hobbema ورويسدال[ر] Ruisdael، وفان غويين Van Goyen وبوتر Potter، كما كانت له جذوره في التقاليد الإنكليزية، وخاصة ما انطوى عليه منها معرض كونستابل[ر] Constable في صالون باريس (1824م) الذي فتح آفاق رؤية مباشرة للطبيعة، وأبرز التأثيرات البصرية للضوء واللون في جوّ ضبابي. أما منطقة فونتينبلو فمشهورة بكونها غابة ذات خصائص متميزة بسبب وحشيتها وغناها بأشكال من الجمال الطبيعي ومن الأشجار الأسطورية والصخور المتراكمة. وهي مشهورة كذلك بقصرها الملكي الذي يعود بناؤه إلى عهد الملك فرنسوا الأول، والذي يعدّ من أجمل أماكن الإقامة وأكثرها حفولاً بالذكريات التاريخية. ومما يدعم شهرته الفنية وجود حشود الفنانين الذين ظلوا يعملون في تزيينه عقوداً طويلة من الزمن في مجالات النحت والخزف والحفر والمطبوعات والسجاد. كان تيودور روسو (1812-1867م) Th.Rousseau الشخصية الرئيسية في مدرسة باربيزون وأول الوافدين إلى القرية، وقد حاول أن يعالج الطبيعة بدقة وأناقة. وكان جان بابتيست كورو (1796-1875م) J.B.Corot ممن ترددوا على فونتينبلو وعُدّ من فناني باربيزون مدة طويلة، وقد تميزت لوحاته بالضوء والألوان الشاعرية. وكان جان فرنسوا مييه (1814-1875م) J.F.Millet من بين الذين انضموا إلى مدرسة باربيزون، وكان صديقاً حميماً لروسو. ومن بين الذين ضمتهم المدرسة كذلك جول دوبريه (1811-1889م) J.Dubre الذي تعكس لوحاته التأثيرات الهولندية والإنكليزية، وناكريس دياز دي لابينا (1807-1876م) Nacrisse Diaz De La Pena الإسباني الأصل الذي كان يضفي على لوحاته خيالاً شاعرياً وعناصر قصصية، وشارل فرنسوا دوبينيي Ch.F.Daubigny الذي تميزت لوحاته بالصراحة ونضارة اللون، وغيرهم كثير. إن الاتجاه الأساسي لمدرسة باربيزون هو «الانطباع الشخصي والحرية.. والتعبير عن الأحاسيس» كما يقول روسو. وفي قول آخر له: «إن من المستحيل أن يُنسخ ما يُشاهد بدقة هندسية، ولكن من الممكن الإحساس بترجمة شخصية لعالم ما». وثمة تعبير آخر من هذا النوع يحدد اتجاه هذه المدرسة لدى كورو حين يذكر: «إن الجميل في الفن هو الحقيقة من خلال الانطباع الذي تقبلناه». وُصف فنانو باربيزون بالجرأة ولكنهم جابهوا النقد المر، واصطدموا بمعارضة الأوساط الرسمية المتمسكة بالتقاليد الأكاديمية، وكان ذلك حين رُفضت أعمالهم في الصالون في الأعوام (1836- 1837- 1838م). وظلوا منعزلين في قريتهم مدة غير قصيرة من الزمن إلى أن اعترف بهم في الصالون الثوري (1848م) حيث كان روسو عضو تحكيم، وعرفوا المجد إبان النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى ظهور الانطباعيين [ر.الانطباعية]. والواقع أن ما اكتشف في فنهم من أصالة وإبداع دعا إلى تسليط الأضواء عليهم في الوقت الحاضر. ممدوح قشلان مراجع للاستزادة: - De FORGES, Barbizon (Paris1962). - HERBERT READ, Barbison revisited (Catalogue, Museum of fine arts, Boston 1962).
اقرأ المزيد »
بارب
Barbizon school - Barbizon (école de-)
باربيزون (مدرسة ـ) باربيزون Barbison قرية صغيرة عند مدخل الطرف الغربي من غابة فونتينبلو Fontainbleau التي تقع جنوبي باريس وعلى بعد 60كم منها. وقد ذاع اسمها بسبب نشاط مجموعة من الفنانين اتخذوها مقراً لإقامتهم وممارسة تصوير المناظر الطبيعية وذلك مابين (1830-1880م). ومدرسة باربيزون ليست مدرسة بالمعنى المألوف للكلمة، بل هي تعبير عن اتجاه ضم أولئك المصورين الذين ترددوا على القرية وبرز في تماثل اهتماماتهم في تصوير المناظر الطبيعية وفق الأسلوب الواقعي الذي يعدّ ردة فعل على الاتجاه الأكاديمي. فقد رفض هؤلاء الفنانون الصورة الذهنية ومالوا إلى الإبداعية (الرومنسية)، واهتموا بإظهار الأشكال البسيطة في الحقل والغابة وضفاف الأنهار، وتبنوا موقفاً أقرب إلى التأمل والملاحظة المباشرة. ولم يمنع التشابه بينهم من ظهور مواقف شخصية في اختيار عناصر محددة واتباع طريقة عمل ذاتية. والاهتمام بالمنظر الطبيعي لم يكن شيئاً جديداً بل كانت له جذوره في التقاليد الهولندية لدى هوبيما Hobbema ورويسدال[ر] Ruisdael، وفان غويين Van Goyen وبوتر Potter، كما كانت له جذوره في التقاليد الإنكليزية، وخاصة ما انطوى عليه منها معرض كونستابل[ر] Constable في صالون باريس (1824م) الذي فتح آفاق رؤية مباشرة للطبيعة، وأبرز التأثيرات البصرية للضوء واللون في جوّ ضبابي. أما منطقة فونتينبلو فمشهورة بكونها غابة ذات خصائص متميزة بسبب وحشيتها وغناها بأشكال من الجمال الطبيعي ومن الأشجار الأسطورية والصخور المتراكمة. وهي مشهورة كذلك بقصرها الملكي الذي يعود بناؤه إلى عهد الملك فرنسوا الأول، والذي يعدّ من أجمل أماكن الإقامة وأكثرها حفولاً بالذكريات التاريخية. ومما يدعم شهرته الفنية وجود حشود الفنانين الذين ظلوا يعملون في تزيينه عقوداً طويلة من الزمن في مجالات النحت والخزف والحفر والمطبوعات والسجاد. كان تيودور روسو (1812-1867م) Th.Rousseau الشخصية الرئيسية في مدرسة باربيزون وأول الوافدين إلى القرية، وقد حاول أن يعالج الطبيعة بدقة وأناقة. وكان جان بابتيست كورو (1796-1875م) J.B.Corot ممن ترددوا على فونتينبلو وعُدّ من فناني باربيزون مدة طويلة، وقد تميزت لوحاته بالضوء والألوان الشاعرية. وكان جان فرنسوا مييه (1814-1875م) J.F.Millet من بين الذين انضموا إلى مدرسة باربيزون، وكان صديقاً حميماً لروسو. ومن بين الذين ضمتهم المدرسة كذلك جول دوبريه (1811-1889م) J.Dubre الذي تعكس لوحاته التأثيرات الهولندية والإنكليزية، وناكريس دياز دي لابينا (1807-1876م) Nacrisse Diaz De La Pena الإسباني الأصل الذي كان يضفي على لوحاته خيالاً شاعرياً وعناصر قصصية، وشارل فرنسوا دوبينيي Ch.F.Daubigny الذي تميزت لوحاته بالصراحة ونضارة اللون، وغيرهم كثير. إن الاتجاه الأساسي لمدرسة باربيزون هو «الانطباع الشخصي والحرية.. والتعبير عن الأحاسيس» كما يقول روسو. وفي قول آخر له: «إن من المستحيل أن يُنسخ ما يُشاهد بدقة هندسية، ولكن من الممكن الإحساس بترجمة شخصية لعالم ما». وثمة تعبير آخر من هذا النوع يحدد اتجاه هذه المدرسة لدى كورو حين يذكر: «إن الجميل في الفن هو الحقيقة من خلال الانطباع الذي تقبلناه». وُصف فنانو باربيزون بالجرأة ولكنهم جابهوا النقد المر، واصطدموا بمعارضة الأوساط الرسمية المتمسكة بالتقاليد الأكاديمية، وكان ذلك حين رُفضت أعمالهم في الصالون في الأعوام (1836- 1837- 1838م). وظلوا منعزلين في قريتهم مدة غير قصيرة من الزمن إلى أن اعترف بهم في الصالون الثوري (1848م) حيث كان روسو عضو تحكيم، وعرفوا المجد إبان النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى ظهور الانطباعيين [ر.الانطباعية]. والواقع أن ما اكتشف في فنهم من أصالة وإبداع دعا إلى تسليط الأضواء عليهم في الوقت الحاضر. ممدوح قشلان مراجع للاستزادة: - De FORGES, Barbizon (Paris1962). - HERBERT READ, Barbison revisited (Catalogue, Museum of fine arts, Boston 1962).
اقرأ المزيد »
بارب