رع (اله) Ra - Ra يعد إله الشمس رع من أقدم الآلهة المصرية ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رع (اله) Ra - Ra يعد إله الشمس رع من أقدم الآلهة المصرية ...

    رع (اله)

    Ra - Ra

    رع (الإله -)

    يعد إله الشمس رع من أقدم الآلهة المصرية وأعظمها، إذ عُبد في مصر منذ عصور ما قبل الأسرات. ولا عجب في هذا، فقد كان الإنسان المصري نفعياً في ممارسة العقيدة الدينية، إذ عبد المظاهر الطبيعية العظمى، ذات العلاقة المباشرة بحياته، وكانت الشمس من أكثر المظاهر الطبيعية فائدة له، فهي مصدر الضوء الذي يبدد ظلام الليل، والحرارة الضرورية لكل كائن حي. لهذا كله عبد الشمس، وجعلها رمزاً للإله رع.
    رع وأسطورة الخلق
    كانت مدينة عين شمس (حي المطرية الحالية - الواقعة إلى الشمال الشرقي من القاهرة)، مركزاً لعبادة الإله رع. وقد سمّى المصريون مدينتهم هذه «اون». وسماها اليونانيون «هليوبولس» أي مدينة الشمس، وقد أقام المصريون فيها معبداً لرع، يعد من أقدم معابد الآلهة بمصر، ونشروا فلسفتهم الخاصة بالعبادة الشمسية والتي كان من أبرز مظاهرها أسطورة الخلق التي جعلت من «رع» الخالق العظيم. ومن المؤكد أن المصري القديم استلهم أحداث هذه الأسطورة من فيضان نهر النيل، إذ تصوَّر أن العالم كان محيطاً عظيماً، أطلق عليه اسم ««نون»، ومن هذا المحيط برز إله الشمس رع في شكل طائر - كأول إله في بدء الخليقة - فوق تل من خلقه، وكان هذا التل في منطقة عين شمس، ثم أخصب نفسه بنفسه، فَوُلِدت الآلهة، التي مثلت المظاهر الكونية العظيمة، فقد أنجب رع الإله جب إله الأرض، والإلهة نوت آلهة السماء. ومن هذين الزوجين، وُلِد الإله شو (جَوْ) إله الهواء أو الفضاء والإلهة تفنوت إلهة الرطوبة، ومنهما جاءت الآلهة إيزيس وأوزوريس وست ونفتيس. وهكذا تشكل تاسوع الآلهة في «عين شمس». ثم خلق رع البشر من عينه، وقد ألهمت هذه الصورة المصري بوضع حجر هرمي الشكل يرمز إلى التل الأزلي في قدس أقداس معبد عين شمس، سماه «بن بن»، ثم بنى داره الأبدية على شكل هرم، استلهمه من الـ«بن بن» والتل الأزلي الذي قامت عليه عملية الخلق والحياة، إضافة إلى المسلة التي كانت رمزاً شمسياً.
    امرأة تتعبد الإله رع
    أسماء رع وصوره
    أطلق قدماء المصريين أسماء شتى على الإله رع، وصَوّروه بصورٍ تطابق أسماءه، فقد سموه «خبر رع» وصوروه على شكل جعران ضخم (خبر) يدفع قرص الشمس في السماء، كما يفعل الجُعل الذي يحيا على الأرض عندما تشرق الشمس. وكانوا يصوروه أيضاً على هيئة رجل حل محل الرأس فيه جعران (جعل)، رمز الإله «خبر». وسموه مرة ثانية «كاموقف» (فحل أمه). وصوروه على شكل عجل ذهبي، تلده بقرة المساء في الصباح، لينمو أثناء النهار، ويصبح الثور الذي يلقح أمه، فتلد الشمس في اليوم التالي، وصوروه مرة ثالثة في هيئة صقر أو رجل له رأس صقر، يضع قرص الشمس على رأسه الذي يلتف عليه ثعبان، ويبرز رأسه من الأمام، وأخيراً صوروه على هيئة رجل كهل سموه «أتوم»، وهو بهذا يمثل الشمس عند الغروب. ومن كل ما سبق يمكن القول إن أسماء الإله رع، تمثل حياة الإله في يوم كامل، فهو خبر (جعل) أي شمس الصباح، وهو رع أي شمس الظهرية، وهو «أتوم» أي شمس الغروب الذي بلغ التمام والكمال.
    مراكب الشمس
    اعتقد المصري القديم أن حركة الإله رع (الشمس) تشبه حركة الإنسان المصري على مياه النيل، فالسماء في تصوره محيط عظيم، ولذلك اعتقد، أن الإله رع يقوم برحلته النهارية من الشرق إلى الغرب بوساطة مركبة سماها «مفدجت» أما رحلته الليلية في العالم السفلي من الغرب إلى الشرق، فتتم بمركبة أخرى سماها «مسكتث». وقد بنت الآلهة مراكب الشمس هذه وأشرفت على تسييرها النجوم، وصاحبت إله الشمس في رحلته الآلهة العظمى، حيث حكم العالم من قاربه. وكان رع يمزق الصواعق، ويبدد الأمطار ويفتت البرد في أثناء رحلته النهارية، وبذلك لا تستطيع هذه الأعداء مسه بمكروه، لأن الآلهة الأخرى تدافع عنه، وفي المساء تصل الشمس بقارب النهار سالمة إلى الغرب، حيث تلقى الترحيب من آلهة الغرب الواقفة لاستقبالها عند سلسلة الجبال التي كانت - بحسب اعتقاد المصري - تشكل الحدود التي تفصل ما بين الحياة الدنيا والحياة السفلى. وفي نهاية الرحلة تنتقل الشمس إلى مركبة الليل (مسكتث) لتخترق العالم السفلي، وعندما يترك رع (الشمس) العالم السفلي في الصباح، يغتسل في بحيرة «إيارو» ثم يتقدم بملابسه الحمراء إلى باب السماء من الشرق، حيث يمنح الحياة والسعادة لكل الكائنات.
    رع والملوك
    ازدهرت عبادة الإله رع في عصر الأسرة المصرية الرابعة، وقد ظهر هذا جلياً من ربط اسم الملك بالإله رع مثل جدف رع، وخفرع، ومنكاورع. ومن إضافة لقب جديد لألقاب الملوك في عهد خفرع، هو سارع، أي ابن رع، وهذا يعني صعوداً لمركز رع وكهنته، وهبوطاً لمركز الملك الذي يعترف لأول مرة أنه تابع لإله أعظم منه، وقد انتهز كبير كهنة رع (وسر كاف) هذه الفرصة واستولى على الحكم وأسس أسرة حاكمة جديدة هي الأسرة الخامسة.
    رع والآلهة
    لم يستطع المصريون القدماء، أن يغفلوا أهمية الإله رع أو الشمس التي تسطع في السماء المصرية، لذا كان على جميع الآلهة المصرية التي حظيت بالسيادة العالمية، بسبب النجاح السياسي الذي حققه عبادها، مثل الإله آمون في طيبة مثلاً، أن تتخذ مظهراً شمسياً، ولذلك دُمج الإله المنتصر مع الإله رع، ليكسبه قوة على قوة، وليرفع شأنه، ويعزز مركزه، وقد يُرى هذا واضحاً في تسميات الآلهة المصرية المنتصرة، التي أصبحت آلهة العاصمة، حيث يوجد الملك المنتصر، مثل آمون - رع ومنتو - رع وخنوم - رع. كما زُينتْ رؤوس الآلهة بقرص الشمس الذي يرمز للإله رع.
    معابد الشمس
    أقام المصريون المعابد للآلهة منذ عصور ما قبل الأسرات، وسُمي المعبد آنذاك «بيت الإله». وقد تهدمت معابد الآلهة في عصر الدولة الحديثة، ولم يبق منها غير آثار قليلة. ويعد معبد الشمس في عين شمس في مخططه نموذجاً حقيقياً لمعبد الشمس في ذلك العصر، فقد بني هذا المعبد في عهد الملك نيوسررع (من ملوك الأسرة الخامسة) في «أبو جراب» شمالي سقارة. وقد أطلق عليه اسم «بهجة رع». وكان يشغل مساحة مستطيلة الشكل 110×80م، يحيط بها جدار سميك مرتفع، وتقوم في مؤخرتها قاعدة ضخمة مكسوة بالحجر ترتفع نحو عشرين متراًً، وكانت تعلوها مسلة كبيرة، يظن أنها كانت تمثل شعاعاً من أشعة الشمس، إذن فهي رمز لإله الشمس رع، بلغ طولها ستة وثلاثين متراً، وكانت قمتها مصفحة بمعدن الذهب أو النحاس، وكان أمام قاعدتها مائدة قربان ضخمة، وفي المعبد أكثر من مذبح.
    محمود عبد الحميد أحمد
يعمل...
X