كتب عنه .. إيـاد ناصـر « معلق في التلفزيون العربي السوري وصحفي في صحيفة الرياضية »
هرم إعلامي استثنائي ..
⏹عنـدمـا رحـل شـيـخ المعلقين الأستاذ عدنان بـوظـو ، كنت في سنتي الثانية في التلفزيون ، ورغم أن الموت حق ، كان الموقف كبيراً وحمدت الله كثيراً على منحي شرف التعلم من أستاذ كبير .. وأنا أكتب هذه الكلمات عدت إلى صحيفة البعث وتحديداً صفحتها الرياضية بتاريخ ١٩٩٥/١٠/٢٩ أي بعد أربعة أيام من رحيل الأستاذ عدنان بوظو .. يومها كتبت كلمة رثاء بحق « معلمي » واسمحوا لي أن أستعيد بعضاً من تلك الكلمة تحت عنوان « شيخ المعلقين وداعاً » وضمن فقرة « من أين أبدأ » :
« نعم من مباراة كرة السلة التي جمعت الجيش والاتحاد قبل عامين تقريباً .. ووقتها طلبت مني أن أعد تقريرا مصورا عنها ، وفاز الجيش آنذاك وكانت تلك نتيجة مفاجئة ، وبدأت بكتابة تقريري وقبل تسجيل الصوت طلبت مني أن أسمعك ما كتبت ، فوافقت على النص ، وبينما كنت تهم بالذهاب إلى معشوقتك جريدة الاتحاد ، عدت مرة ثانية وقلت لي بالحرف : يجب أن تفكر في مدخل قوي لتقريرك فهذه مفاجأة وليس حدثاً عادياً .. وبعد لحظات ساعدتني اختيار صيغة مناسبة تتحدث عن صيغة التعجب والسؤال عن أسباب المفاجأة . لن أنسى يوم التقيتك وأنا في ساحة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وكنت في حالة صراع مع المرض ورغم ذلك كانت كلماتك الباقية في وجداني : بالأمس شاهدت تقريرك ، ولكن لاحظت عليك أنك تخاطب هذا المدرب بالهادئ والآخر بالواثق وأنصحك بالابتعاد عن اختيار الألقاب ، فغداً لن تجد في القاموس ما يؤهلك لوصف كل المدربين الذين تستضيفهم » ..
نعم شريط من الذكريات والنصائح كانت زاداً حقيقياً لعملي الإعلامي .
لم يكن عدنان بوظو « باسمه الكبير » عابرا في مجال الإعلام ، بل كان رائدا في فنون الصحافة المرئية والمكتوبة والمسموعة ، خصه رب العالمين بميزات قلما اجتمعت عند إنسان آخر كاملة .. ولهذا شكل مدرسة أثرت في كل من رغب بدخول مهنة الإعلام محلياً وخارجياً رغم عدم وجود فضائيات آنذاك ، وهذا أحلى تفوق : أن تكون معروفاً خارجياً لإبداعك داخلياً .. واليوم بعد عقد ونصف تقريباً على رحيلك أتذكر ذلك المبدع الذي عاش حياته المهنية ومزجها بالحياة الشخصية بطريقة فريدة بحيث تخدم كل منهما الأخرى .. إنها ميزة عشق العمل والتمتع بالحياة وإنسانيتها . قلم الراحل الكبير امتشقه الكثيرون وساروا على دربه .. وجرأته شكلت نقلة للكثيرين في مجال الإعلام ونقده البناء علم الكثيرين شرف وتقاليد المهنة ..
واليوم كم كنت أتمنى أن يكون شيخ المعلقين بيننا يعيش هذا التنوع الإعلامي الكبير ، وما أحوجنا اليوم إلى شخصية مؤثرة تقود « النوع » وسط « الكم الكبير » ..
شكرا لله أنني عشت في زمن « عدنان بوظو » وهذا فخر لسنواتي السابقة واللاحقة .. وسيبقى يوم ١٠/٢٥ من كل عام فسحة أساسية لقلمي أكتب فيها رسالة وفاء إلى « أبي المهني » ، فقد تعلمنا الوفاء حتى نشعر أكثر بقيمة الحياة وقيمة المهنة التي نعيشها ، والأهم أن نبقى نتذكر « من علمنا حرفاً » ..
هرم إعلامي استثنائي ..
⏹عنـدمـا رحـل شـيـخ المعلقين الأستاذ عدنان بـوظـو ، كنت في سنتي الثانية في التلفزيون ، ورغم أن الموت حق ، كان الموقف كبيراً وحمدت الله كثيراً على منحي شرف التعلم من أستاذ كبير .. وأنا أكتب هذه الكلمات عدت إلى صحيفة البعث وتحديداً صفحتها الرياضية بتاريخ ١٩٩٥/١٠/٢٩ أي بعد أربعة أيام من رحيل الأستاذ عدنان بوظو .. يومها كتبت كلمة رثاء بحق « معلمي » واسمحوا لي أن أستعيد بعضاً من تلك الكلمة تحت عنوان « شيخ المعلقين وداعاً » وضمن فقرة « من أين أبدأ » :
« نعم من مباراة كرة السلة التي جمعت الجيش والاتحاد قبل عامين تقريباً .. ووقتها طلبت مني أن أعد تقريرا مصورا عنها ، وفاز الجيش آنذاك وكانت تلك نتيجة مفاجئة ، وبدأت بكتابة تقريري وقبل تسجيل الصوت طلبت مني أن أسمعك ما كتبت ، فوافقت على النص ، وبينما كنت تهم بالذهاب إلى معشوقتك جريدة الاتحاد ، عدت مرة ثانية وقلت لي بالحرف : يجب أن تفكر في مدخل قوي لتقريرك فهذه مفاجأة وليس حدثاً عادياً .. وبعد لحظات ساعدتني اختيار صيغة مناسبة تتحدث عن صيغة التعجب والسؤال عن أسباب المفاجأة . لن أنسى يوم التقيتك وأنا في ساحة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وكنت في حالة صراع مع المرض ورغم ذلك كانت كلماتك الباقية في وجداني : بالأمس شاهدت تقريرك ، ولكن لاحظت عليك أنك تخاطب هذا المدرب بالهادئ والآخر بالواثق وأنصحك بالابتعاد عن اختيار الألقاب ، فغداً لن تجد في القاموس ما يؤهلك لوصف كل المدربين الذين تستضيفهم » ..
نعم شريط من الذكريات والنصائح كانت زاداً حقيقياً لعملي الإعلامي .
لم يكن عدنان بوظو « باسمه الكبير » عابرا في مجال الإعلام ، بل كان رائدا في فنون الصحافة المرئية والمكتوبة والمسموعة ، خصه رب العالمين بميزات قلما اجتمعت عند إنسان آخر كاملة .. ولهذا شكل مدرسة أثرت في كل من رغب بدخول مهنة الإعلام محلياً وخارجياً رغم عدم وجود فضائيات آنذاك ، وهذا أحلى تفوق : أن تكون معروفاً خارجياً لإبداعك داخلياً .. واليوم بعد عقد ونصف تقريباً على رحيلك أتذكر ذلك المبدع الذي عاش حياته المهنية ومزجها بالحياة الشخصية بطريقة فريدة بحيث تخدم كل منهما الأخرى .. إنها ميزة عشق العمل والتمتع بالحياة وإنسانيتها . قلم الراحل الكبير امتشقه الكثيرون وساروا على دربه .. وجرأته شكلت نقلة للكثيرين في مجال الإعلام ونقده البناء علم الكثيرين شرف وتقاليد المهنة ..
واليوم كم كنت أتمنى أن يكون شيخ المعلقين بيننا يعيش هذا التنوع الإعلامي الكبير ، وما أحوجنا اليوم إلى شخصية مؤثرة تقود « النوع » وسط « الكم الكبير » ..
شكرا لله أنني عشت في زمن « عدنان بوظو » وهذا فخر لسنواتي السابقة واللاحقة .. وسيبقى يوم ١٠/٢٥ من كل عام فسحة أساسية لقلمي أكتب فيها رسالة وفاء إلى « أبي المهني » ، فقد تعلمنا الوفاء حتى نشعر أكثر بقيمة الحياة وقيمة المهنة التي نعيشها ، والأهم أن نبقى نتذكر « من علمنا حرفاً » ..
تعليق