شنايدر (روز ماري ـ)
(1938 ـ 1982)
روز ماري «رومي» شنايدر Romy Schneider ممثلة فرنسية، نمساوية الأصل. اسمها الأصلي روز ماري ماغدلينا ألباخ ريتي، ابنة الممثلين النمسويين وولف ألباخ ريتي وماغدا شنايدر «الممثلة الشهيرة في السينما الألمانية». ولدت رومي في فيينا وتوفيت في باريس. دخلت المدرسة الابتدائية في بيرشتيسغادن في عام 1944، وذلك قبل سنة واحدة من طلاق والديها الذي ترك أثراً عميقاً في نفسها. وفي عام 1949 دخلت المدرسة الداخلية في غولدنشتاين بالقرب من سالسبورغ. وفي عام 1953 سجلت في مدرسة الفنون الجميلة في كولونيا، وأسند لها المنتج كورت أولريش في العام ذاته، دور ابنة ماغدا شنايدر في الفيلم النمساوي «الزنبق الأبيض» من إخراج هانس ديب. وفي عام 1954 مثلت في فيلم المخرج إرنست ماريشكا «شباب ملكة» الذي حقق نجاحاً تجارياً كبيراً، وكان انطلاقتها لتحقيق سلسلة من الأفلام الروائية الرومنسية بلغت ذروتها مع الثلاثية الشهيرة «سيسي»، التي أعطت رومي شنايدر شهرتها في أوروبا.
أرادت شركة بارامونت في عام 1957 أن توقع معها عقداً لمدة ثلاث سنوات، ولكن عائلتها عارضت، إلا أن رومي تمردت، ووافقت على التمثيل في «شابات في اللباس الرسمي»، ذي الموضوع الجريء الذي يعالج العلاقات السحاقية في مدرسة داخلية، مما أثار ألم وغضب كثيرين من حولها.
عرض عليها بيير غاسبار ويت عام 1958 الدور الرئيس في «كريستين» إلى جانب بطلين شابين: جان كلود بريالي وآلان ديلون، ونشأ حب عاصف بين رومي وآلان في أثناء التصوير، ترك بصماته على روح رومي شنايدر طول حياتها، وأعلنت خطوبتهما رسمياً في 22 آذار من عام 1959 أمام الصحافة العالمية في باريس، ولكنهما لم يتزوجا قط.
بدأت شنايدر تتنقل بين كثير من المخرجين والبلدان في الستينيات من القرن العشرين، إذ مثلت في الفيلم الإيطالي «بوكاتشو70» عام 1961 للمخرج لوكينوفيسكونتي، وفي الفيلم الفرنسي «المحاكمة» عام 1962 للمخرج أورسون ويلز، ونالت جائزة نجمة الكريستال من أكاديمية السينما في عام 1963 عن دورها فيه، وفي الفيلم الإنكليزي «المنتصرون» عام 1963 للمخرج كارل فورمان، وفي الفيلم الأمريكي «الكاردينال» عام 1963 أيضاً، للمخرج أوتو بريمينجر، وغيرها.
وأعطيت لرومي شنايدر في حزيران من عام 1964 جوائز الفكتوار للسينما الفرنسية التي تمنح لأفضل ممثلة أجنبية كل سنة.
وفي عام 1965 تزوجت شنايدر الكاتب والمخرج المسرحي الشهير في ألمانيا هاري ميين، ورزقا ابنهما دافيد.
وبعد انقطاع عن العمل السينمائي لسنين قليلة، مثلت عام 1969 في الفيلم الفرنسي «المسبح» للمخرج جاك دوري إلى جانب الممثل آلان ديلون، ومنذ ذلك الحين تركز معظم عملها في السينما الفرنسية.
يعد النقاد أن أفضل أفلام شنايدر هي تلك التي صنعها لها المخرج كلود سوتيه، وهي: «أشياء الحياة» 1970، و«ماكس والسباكون» 1971، و«سيزار وروزالي» 1972، و«مادو» 1976، و«حكاية بسيطة» 1978 «جائزة سيزار 1979». وكذلك فيلما المخرج بيير غرانييه ديفير: «القطار» 1973، و«امرأة في النافذة» 1976، وفيلم روبرت إنريكو «البندقية القديمة» 1975 «جائزة سيزار لعام 1976، وبعد عشر سنوات، نالت أيضاً جائزة سيزار لأفضل فيلم من بين الأفلام الحائزة على جوائز السيزار»، وفيلم برتران تافيرنيه «ريبورتاج مباشر عن الموت» 1979، وفيلم كوستا غافراس «نور امرأة» 1979، وكذلك دور إليزافيتا النمسوية ابنة عم الملك البافاري لودفيغ الثاني في فيلم «لودفيغ» 1972، للمخرج الإيطالي لوكينو فيسكونتي.
في خلال ذلك، كانت شنايدر تقوم بدورها كامرأة عصرية ومسؤولة، إذ طالبت مع كثيرات من النساء، من بينهن سيمون دوبوفوار، بالإجهاض الحر، فوقعت على بيان «الـ343» الخاص بهذا الموضوع، والذي نشر في فرنسا في مجلة النوفيل أوبسرفاتور، وفي مجلة شتيرن في ألمانيا، مما عرضها للوقوف أمام محكمة هامبورغ. وبدأت حياتها الخاصة تنهار، إذ انفصلت عن زوجها عام 1973، وطالب زوجها هاري بنصف ثروتها حتى تستطيع الاحتفاظ بولدها دافيد.
قامت شنايدر بالتمثيل في أفلام أخرى لم تلاق الكثير من النجاح، إذ مثلت مع ميشيل دوفيل في «الحمل المسعور»، وبعدها مع فرانسيس جيرو «الثلاثي الجهنمي»، حيث لعبت دور مجرمة دموية. ويعد هذا الدور رصاصة الرحمة التي أطلقت على صورتها كفتاة ناعمة وهادئة. وفي بداية عام 1974 تحمست للعمل مع مخرج بولوني شاب هو أندريه زولافسكي، في فيلم «المهم هو أن نحب»، وناضلت ليرى الفيلم النور. في السنة التالية، قبلت العمل في فيلم «البريئون ذوو الأيدي القذرة» مع كلود شابرول وقد أخفق إخفاقاً ذريعاً.
في خلال عام 1975 حصلت على جائزة «ملاك السينما»، ثم جائزة أفضل ممثلة في مهرجان تاورمينا. وفي ذلك العام نفسه تزوجت دانييل بيازيني، وفقدت الجنين الذي كانا ينتظران ولادته في كانون الثاني 1976.
في عام 1977 منحتها ألمانيا جائزة أفضل ممثلة لذلك العام. وفي 21 تموز من العام نفسه ولدت ابنتها، سارة ماغدالينا، التي سارت على خطى أمها في التمثيل. وفي ذلك العام أيضاً فسخت عقدها مع ليليان كافاني لتمثيل نسخة جديدة من فيلم «لولو»، إذ رفضت تمثيل مشهد ابتذال مجاني وسوقي. وفي عام 1979 توفي زوجها السابق هاري منتحراً. وفي صيف عام 1980 بينما كانت مدعوة لمهرجان تاورمينا، حصلت، في احتفالية كبيرة، على تكريم المهرجان لها على مجمل حياتها المهنية.
في 1980 لعبت شنايدر دور إميا إيكرت في فيلم «موظفة البنك» للمخرج فرنسيس جيرو، ودور آنا بريجيتا في «شبح الحب» «وهو فيلم مؤلف من عدة قصص لعدة مخرجين». وفي عام 1981 لعبت دور زوجة ميشيل سيروفي فيلم «تحت المراقبة» للمخرج كلود ميلر. وفي العام ذاته انفصلت عن زوجها دانييل، كما استؤصلت كليتها اليمنى. وفي 5 تموز قضى ابنها دافيد في حادث. وعلى الرغم من هذه النكبات التي حلت بها واصلت عملها الفني، ولكن الصحفيين كانوا يطاردونها بلا انقطاع، فانتقلت مع ابنتها وصديقها الجديد لوران بـيتان واستقرت في قرية صغيرة في الإيفلين في ضواحي باريس. وفي 28 أيار 1982 تعرضت لتوقف قلبها المفاجئ الذي لم يعرف سببه. وشاعت فرضية الانتحار التي لم تلق أي تأكيد رسمي.
محمود عبد الواحد
(1938 ـ 1982)
روز ماري «رومي» شنايدر Romy Schneider ممثلة فرنسية، نمساوية الأصل. اسمها الأصلي روز ماري ماغدلينا ألباخ ريتي، ابنة الممثلين النمسويين وولف ألباخ ريتي وماغدا شنايدر «الممثلة الشهيرة في السينما الألمانية». ولدت رومي في فيينا وتوفيت في باريس. دخلت المدرسة الابتدائية في بيرشتيسغادن في عام 1944، وذلك قبل سنة واحدة من طلاق والديها الذي ترك أثراً عميقاً في نفسها. وفي عام 1949 دخلت المدرسة الداخلية في غولدنشتاين بالقرب من سالسبورغ. وفي عام 1953 سجلت في مدرسة الفنون الجميلة في كولونيا، وأسند لها المنتج كورت أولريش في العام ذاته، دور ابنة ماغدا شنايدر في الفيلم النمساوي «الزنبق الأبيض» من إخراج هانس ديب. وفي عام 1954 مثلت في فيلم المخرج إرنست ماريشكا «شباب ملكة» الذي حقق نجاحاً تجارياً كبيراً، وكان انطلاقتها لتحقيق سلسلة من الأفلام الروائية الرومنسية بلغت ذروتها مع الثلاثية الشهيرة «سيسي»، التي أعطت رومي شنايدر شهرتها في أوروبا.
أرادت شركة بارامونت في عام 1957 أن توقع معها عقداً لمدة ثلاث سنوات، ولكن عائلتها عارضت، إلا أن رومي تمردت، ووافقت على التمثيل في «شابات في اللباس الرسمي»، ذي الموضوع الجريء الذي يعالج العلاقات السحاقية في مدرسة داخلية، مما أثار ألم وغضب كثيرين من حولها.
عرض عليها بيير غاسبار ويت عام 1958 الدور الرئيس في «كريستين» إلى جانب بطلين شابين: جان كلود بريالي وآلان ديلون، ونشأ حب عاصف بين رومي وآلان في أثناء التصوير، ترك بصماته على روح رومي شنايدر طول حياتها، وأعلنت خطوبتهما رسمياً في 22 آذار من عام 1959 أمام الصحافة العالمية في باريس، ولكنهما لم يتزوجا قط.
بدأت شنايدر تتنقل بين كثير من المخرجين والبلدان في الستينيات من القرن العشرين، إذ مثلت في الفيلم الإيطالي «بوكاتشو70» عام 1961 للمخرج لوكينوفيسكونتي، وفي الفيلم الفرنسي «المحاكمة» عام 1962 للمخرج أورسون ويلز، ونالت جائزة نجمة الكريستال من أكاديمية السينما في عام 1963 عن دورها فيه، وفي الفيلم الإنكليزي «المنتصرون» عام 1963 للمخرج كارل فورمان، وفي الفيلم الأمريكي «الكاردينال» عام 1963 أيضاً، للمخرج أوتو بريمينجر، وغيرها.
وأعطيت لرومي شنايدر في حزيران من عام 1964 جوائز الفكتوار للسينما الفرنسية التي تمنح لأفضل ممثلة أجنبية كل سنة.
وفي عام 1965 تزوجت شنايدر الكاتب والمخرج المسرحي الشهير في ألمانيا هاري ميين، ورزقا ابنهما دافيد.
وبعد انقطاع عن العمل السينمائي لسنين قليلة، مثلت عام 1969 في الفيلم الفرنسي «المسبح» للمخرج جاك دوري إلى جانب الممثل آلان ديلون، ومنذ ذلك الحين تركز معظم عملها في السينما الفرنسية.
رومي شنايدر في مشهد من فيلم "أشياء الحياة" |
في خلال ذلك، كانت شنايدر تقوم بدورها كامرأة عصرية ومسؤولة، إذ طالبت مع كثيرات من النساء، من بينهن سيمون دوبوفوار، بالإجهاض الحر، فوقعت على بيان «الـ343» الخاص بهذا الموضوع، والذي نشر في فرنسا في مجلة النوفيل أوبسرفاتور، وفي مجلة شتيرن في ألمانيا، مما عرضها للوقوف أمام محكمة هامبورغ. وبدأت حياتها الخاصة تنهار، إذ انفصلت عن زوجها عام 1973، وطالب زوجها هاري بنصف ثروتها حتى تستطيع الاحتفاظ بولدها دافيد.
قامت شنايدر بالتمثيل في أفلام أخرى لم تلاق الكثير من النجاح، إذ مثلت مع ميشيل دوفيل في «الحمل المسعور»، وبعدها مع فرانسيس جيرو «الثلاثي الجهنمي»، حيث لعبت دور مجرمة دموية. ويعد هذا الدور رصاصة الرحمة التي أطلقت على صورتها كفتاة ناعمة وهادئة. وفي بداية عام 1974 تحمست للعمل مع مخرج بولوني شاب هو أندريه زولافسكي، في فيلم «المهم هو أن نحب»، وناضلت ليرى الفيلم النور. في السنة التالية، قبلت العمل في فيلم «البريئون ذوو الأيدي القذرة» مع كلود شابرول وقد أخفق إخفاقاً ذريعاً.
في خلال عام 1975 حصلت على جائزة «ملاك السينما»، ثم جائزة أفضل ممثلة في مهرجان تاورمينا. وفي ذلك العام نفسه تزوجت دانييل بيازيني، وفقدت الجنين الذي كانا ينتظران ولادته في كانون الثاني 1976.
في عام 1977 منحتها ألمانيا جائزة أفضل ممثلة لذلك العام. وفي 21 تموز من العام نفسه ولدت ابنتها، سارة ماغدالينا، التي سارت على خطى أمها في التمثيل. وفي ذلك العام أيضاً فسخت عقدها مع ليليان كافاني لتمثيل نسخة جديدة من فيلم «لولو»، إذ رفضت تمثيل مشهد ابتذال مجاني وسوقي. وفي عام 1979 توفي زوجها السابق هاري منتحراً. وفي صيف عام 1980 بينما كانت مدعوة لمهرجان تاورمينا، حصلت، في احتفالية كبيرة، على تكريم المهرجان لها على مجمل حياتها المهنية.
في 1980 لعبت شنايدر دور إميا إيكرت في فيلم «موظفة البنك» للمخرج فرنسيس جيرو، ودور آنا بريجيتا في «شبح الحب» «وهو فيلم مؤلف من عدة قصص لعدة مخرجين». وفي عام 1981 لعبت دور زوجة ميشيل سيروفي فيلم «تحت المراقبة» للمخرج كلود ميلر. وفي العام ذاته انفصلت عن زوجها دانييل، كما استؤصلت كليتها اليمنى. وفي 5 تموز قضى ابنها دافيد في حادث. وعلى الرغم من هذه النكبات التي حلت بها واصلت عملها الفني، ولكن الصحفيين كانوا يطاردونها بلا انقطاع، فانتقلت مع ابنتها وصديقها الجديد لوران بـيتان واستقرت في قرية صغيرة في الإيفلين في ضواحي باريس. وفي 28 أيار 1982 تعرضت لتوقف قلبها المفاجئ الذي لم يعرف سببه. وشاعت فرضية الانتحار التي لم تلق أي تأكيد رسمي.
محمود عبد الواحد