الراتنجيات (المخروطيات)
المخروطيات Coniferae (من عريانات أو معراة البذور) نباتات وعائية متخشبة ومعمرة تابعة لباديات الزهر phanerogame وتكون بييضاتها وبذورها محمولة على حراشف، يتسع انتشار غاباتها في العالم وتتعدد فوائدها الاقتصادية واستعمالاتها في مجالات كثيرة.
التصنيف
تصنف المخروطيات في الفصائل الآتية:
ـ فصيلة Lebachiaceae التي انقرضت تماماً وتعرف بمستحاثاتها
ـ فصيلة الصنوبريات Pinaceae أو الشوحيات Abietaceae
ـ فصيلة الأروكاريات Araucariaceae
ـ فصيلة المعلاقيّات Podocarpaceae
ـ فصيلة السرويّات Cupressaceae
ـ فصيلة الطقسوديات Taxodiaceae
ـ فصيلة الطقسوسيات Taxaceae
وتعد رتبة المخروطيات من أهم رتب عريانات البذور، إذْ تضم 55 جنساً وأكثر من 600 نوع. وتنتشر في سورية في الحالة الطبيعية بعض فصائلها وهي:
1- فصيلة الصنوبريات وتشتمل على الصنوبر الحلبي والبروتي والثمري، إضافة إلى الشوح القيليقي والأرز اللبناني (الأشكال: 1 و2 - أ و2 - ب)
2- فصيلة السرويّات وتضم السرو الدائم الخضرة العمودي والأفقي (الشكل -3)، والعرعر Juniperus oxycedrus، وعرعر الشام (دفران) J.drupacea، واللذاب J.execlsa.. كما أدخل إلى سورية الصنوبر الشعاعي Pinus radiata، والصنوبر الكناري Pinus canariensis، والسرو الفضي Cupressus arizonica، والسرو العطري Cupressus macrocarpa (الشكل -4). وأدخل من فصيلة الأروكاريات النوع التزييني في المناطق الساحلية أروكاريا أكسلساAraucaria excelsa (الشكل -5). ومن فصيلة الطقسوديات الجنس طقسوديوم Taxodium الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مهم في تشجير الأتربة الطينية. إضافة إلى الجنس سيكوية (الجبّارة) Sequoia الذي يعيش في أمريكا أيضاً ويعطي أشجاراً عملاقة يصل طولها إلى مئة متر فأكثر ويفوق قطرها العشرة أمتار، ومن فصيلة الطقسوسيات النوع Taxus baccata الذي يحتوي في قشرته على مادة كحولية سامة للحيوانات تسمى Taxina، وتتكاثر نباتات هذه الفصيلة بالعقل والخلائف كما هو المتبع في مستورات البذور (الملحاوات). كما أدخل من فصيلة المعلاقيات المنتشرة بين المدارين وفي القطب الجنوبي، الجنس Podocarpus الذي تنتشر بعض أنواعه في إفريقيا تحت اسم Afro carpus.
الوصف النباتي والخصائص الحيوية
نباتات المخروطيات خشبية البنية، وحيدة الجذع ومستديمة الخضرة، فروعها الجانبية متعامدة مع الجذع الرئيسي، وتكون طويلة عند أنواع جنس الشوح Abies spp وأنواع جنس التنوب Picea spp وطويلة وقصيرة عند أنواع جنس الأرز Cedrus spp. تاجها مخروطي الشكل في معظم الأنواع ويكون كروي الشكل في الصنوبر الثمري Pinus pinea (الشكل -6). وتكون الأوراق الدائمة إبرية في أنواع الصنوبر وحرشفية في أنواع السرو. وهي متساقطة الأوراق في الجنسين Pseudolarix و Larix.
الأزهار وحيدة الجنس ووحيدة المسكن في غالبية الأنواع، وثنائية المسكن في أنواع جنس العرعر Juniperus spp وجنس أروكاريا Araucaria spp الثمار كبيرة الحجم ومخروطية الشكل، وتكون مركبة في الصنوبر والشوح والأرز، وعنبية بسيطة في العرعر، ويختلف عدد فلقات الجنين بحسب الجنس والنوع، ويتألف من فلقة واحدة في أنواع الجنسين طقسوس Taxus spp وسيكاس cycas spp ومن 12 فلقة في الغمد الواحد في الصنوبر الخماسي التوريق Pinus strobus.
تتكون الأزهار المذكرة من نورات زهرية مؤلفة من مجموعة مخاريط صغيرة وكثيفة ترتكز إبطياً أو قمياً حول محور خشبي البنية. وتحتوي أكياسها الطلعية على غبار الطلع. ويتألف المخروط المؤنث عادة من مجموعة قنابات تحمل في إبطها بييضات عارية على قواعد الحراشف ومرتكَزْ على محور رأسي. وتكون الأزهار المؤنثة في التنوب واقعة فوق الأزهار المذكرة لتأمين إلقاح جيد ذاتي، أو خلطي من الأشجار الأخرى المجاورة.
تكون غالبية بذور المخروطيات مجنحة مما يسهم في سهولة انتشارها في الطبيعة. ويساعد وجود الراتنج في الأشجار على مقاومة البرد والتكيف مع الارتفاعات العالية.
ويمثل التاج الضيق المخروطي لأشجارها تكيفاً مع الشروط المناخية الشديدة البرودة والمغطاة عموماً بالثلوج، كما أن طبيعة التفرع والتعامد بين الفروع والجذوع الشجرية تؤمن استثماراً أفضل للطاقة الشمسية والقيام بعملية التمثيل الضوئي على نحو جيد. وتمثل الأوراق الإبرية والحرشفية نوعاً من التكيف مع الجفاف الفيزيولوجي الناتج من فصل الشتاء البارد.
طرائق الإكثار
تُكاثر المخروطيات عادة بوساطة البذور، بغية الحصول على غراس قوية ومعمرة. ويطبق أحياناً الإكثار الخضري بوساطة الخلائف التي تتكون بعد قطع الأشجار عند مستوى الأرض مثل النوع سيكوية العرويّة Sequoia sempervirens والصنوبر القاسي Pinus rigida. وينحصر استعمالها في أعمال البستنة لإكثار بعض الأصناف النادرة التي تحمل صفات معينة يراد الاحتفاظ بها. ويمكن إكثار بعض المخروطيات بالعِقَل أو بالترقيد أو بالتطعيم غير أن هذه الطرائق غير مرغوبة في الحراج لأنها تعطي أشجاراً معوجة وغير قوية.
الأهمية الاقتصادية والبيئية
تتمتع الراتنجيات بأهمية كبيرة من النواحي الاقتصادية والبيئية والسياحية والطبية والغذائية. فهي تنتج كتلة كبيرة من الأخشاب المتنوعة الاستعمالات والتي تدخل في صناعة السفن والبناء وعجينة الورق وأقلام الرصاص وغيرها، كما يستخرج منها مواد عفصية ومواد كيمياوية عديدة ومتنوعة تستخدم في صناعات الحرير والسللوز والبلسم والعطور والكحول وحمض الخل. وتحتوي بذور الأرز وأروكاريا على كمية كبيرة من الزيوت منها زيت السيدر الذي استعمل في التحنيط في زمن الفراعنة. كما تعد مصدراً مهماً وغزيراً للمواد الأولية التي تستخدم في تركيب الفيتامينات، وتحضير العقاقير لعلاج التقلصات التشنجية والاضطرابات العصبية وأمراض الكلية والمثانة. كما تعد بعض الأوراق والنموات الفتية لبعض الأنواع علفا شهيا للأيائل ولبعض الطيور والسناجب.
للراتنجيات أهمية بيئية كبيرة فهي تفيد في منع انجراف التربة في المواقع الجبلية، وفي تنقية الجو من الغبار والملوثات، والحفاظ على المياه، كما تعد ملاذاً آمناً للحيوانات البرية.
ويستخرج الراتنج من أشجار عريانات البذور منذ قديم الزمان في تركيا واليونان، لاستعمالاته الكثيرة في الصناعة. كما يستخرج محلياً في سورية من أشجار الصنوبر الحلبي والصنوبر البروتي لاستخدامه في صناعة العلكة الحلوة. وقد بينت التحاليل الكيمياوية أن الراتنج يتركب من نحو 22.4% تربنتين و70% كولوفان، والباقي من الماء والشوائب. ويشتمل التربنتين على عدد كبير من الفحوم الهدروجينية الحلقية والتربنتية. ويؤدي ارتفاع نسبة الراتنج في خشب المخروطيات إلى خفض مقاومة حمولة الخشب ومرونته الصناعية.
طرائق الزراعة وخدماتها[ر، الحراجة والرياح (مصدات ـ) والبستنة التزينية)].
بيئة الراتنجيات وانتشارها في العالم
تنتشر الراتنجيات في مناطق المناخ البارد أو المعتدل من سطح الكرة الأرضية، وعموماً في أعالي الجبال الباردة. ويكون انتشارها محدوداً في منطقة الشرق الأوسط وفي شمالي إفريقيا حيث تعيش أنواع الأجناس الآتية:
العفص Biota spp، والصنوبر، والتنوب، والشوح، والأرز، والسرو، والعرعر.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية واليابان من أغنى مناطق انتشار المخروطيات في العالم، وتدخل في تركيب مجتمعاتها الحراجية أنواع الأجناس الآتية:
الأرز، وسيكوية، وأُتسوغة الكاذبة Pseudotsuga، والسرو الكاذب (سريّ) Chamæcyparis spp، وسرو اليابان Cryptomeria spp، وطقسوديوم. أما في سورية فتنتشر أنواع الأجناس الآتية: الشوح، الأرز، الصنوبر، العرعر، والسرو. ومن أهم أنواعها: الصنوبر الثمري، والصنوبر بروتيا Pinus Brutia (الشكل -7)، والصنوبر الحلبي Pinus halepensis (الشكل -8)، والصنوبر الحراجي Pinus sylvestris، والصنوبر لاريسو Pinus laricio. ويشتمل النوعان المحليان السوريان الصنوبر الحلبي والصنوبر بروتيا على سلالات بيئية يجب أخذها بالاعتبار عند جمع البذور لإنتاج غراس التحريج الاصطفائي في المشاتل.
أكرم خوري
المخروطيات Coniferae (من عريانات أو معراة البذور) نباتات وعائية متخشبة ومعمرة تابعة لباديات الزهر phanerogame وتكون بييضاتها وبذورها محمولة على حراشف، يتسع انتشار غاباتها في العالم وتتعدد فوائدها الاقتصادية واستعمالاتها في مجالات كثيرة.
التصنيف
تصنف المخروطيات في الفصائل الآتية:
ـ فصيلة Lebachiaceae التي انقرضت تماماً وتعرف بمستحاثاتها
ـ فصيلة الصنوبريات Pinaceae أو الشوحيات Abietaceae
ـ فصيلة الأروكاريات Araucariaceae
ـ فصيلة المعلاقيّات Podocarpaceae
ـ فصيلة السرويّات Cupressaceae
ـ فصيلة الطقسوديات Taxodiaceae
ـ فصيلة الطقسوسيات Taxaceae
وتعد رتبة المخروطيات من أهم رتب عريانات البذور، إذْ تضم 55 جنساً وأكثر من 600 نوع. وتنتشر في سورية في الحالة الطبيعية بعض فصائلها وهي:
1- فصيلة الصنوبريات وتشتمل على الصنوبر الحلبي والبروتي والثمري، إضافة إلى الشوح القيليقي والأرز اللبناني (الأشكال: 1 و2 - أ و2 - ب)
الشكل (1) غابات الصنوبر البروتي | الشكل (2-أ) غابات الأرز اللبناني | الشكل (2-ب) المخروط الثمري |
في منطقة البسيط من محافظة اللاذقية (سورية) | في جبال لبنان الغربية والجبال السورية | للأرز اللبناني |
الشكل (3) السرو العمودي الدائم الخضرة | الشكل (4) السرو العطري | الشكل (5) أروكاريا إكسلسا |
وثمرته كروية | وثمرته الكروية | وثمرتها الكروية |
الشكل (6) الصنوبر الثمري |
ومخروطه الثمري |
الأزهار وحيدة الجنس ووحيدة المسكن في غالبية الأنواع، وثنائية المسكن في أنواع جنس العرعر Juniperus spp وجنس أروكاريا Araucaria spp الثمار كبيرة الحجم ومخروطية الشكل، وتكون مركبة في الصنوبر والشوح والأرز، وعنبية بسيطة في العرعر، ويختلف عدد فلقات الجنين بحسب الجنس والنوع، ويتألف من فلقة واحدة في أنواع الجنسين طقسوس Taxus spp وسيكاس cycas spp ومن 12 فلقة في الغمد الواحد في الصنوبر الخماسي التوريق Pinus strobus.
تتكون الأزهار المذكرة من نورات زهرية مؤلفة من مجموعة مخاريط صغيرة وكثيفة ترتكز إبطياً أو قمياً حول محور خشبي البنية. وتحتوي أكياسها الطلعية على غبار الطلع. ويتألف المخروط المؤنث عادة من مجموعة قنابات تحمل في إبطها بييضات عارية على قواعد الحراشف ومرتكَزْ على محور رأسي. وتكون الأزهار المؤنثة في التنوب واقعة فوق الأزهار المذكرة لتأمين إلقاح جيد ذاتي، أو خلطي من الأشجار الأخرى المجاورة.
تكون غالبية بذور المخروطيات مجنحة مما يسهم في سهولة انتشارها في الطبيعة. ويساعد وجود الراتنج في الأشجار على مقاومة البرد والتكيف مع الارتفاعات العالية.
ويمثل التاج الضيق المخروطي لأشجارها تكيفاً مع الشروط المناخية الشديدة البرودة والمغطاة عموماً بالثلوج، كما أن طبيعة التفرع والتعامد بين الفروع والجذوع الشجرية تؤمن استثماراً أفضل للطاقة الشمسية والقيام بعملية التمثيل الضوئي على نحو جيد. وتمثل الأوراق الإبرية والحرشفية نوعاً من التكيف مع الجفاف الفيزيولوجي الناتج من فصل الشتاء البارد.
طرائق الإكثار
تُكاثر المخروطيات عادة بوساطة البذور، بغية الحصول على غراس قوية ومعمرة. ويطبق أحياناً الإكثار الخضري بوساطة الخلائف التي تتكون بعد قطع الأشجار عند مستوى الأرض مثل النوع سيكوية العرويّة Sequoia sempervirens والصنوبر القاسي Pinus rigida. وينحصر استعمالها في أعمال البستنة لإكثار بعض الأصناف النادرة التي تحمل صفات معينة يراد الاحتفاظ بها. ويمكن إكثار بعض المخروطيات بالعِقَل أو بالترقيد أو بالتطعيم غير أن هذه الطرائق غير مرغوبة في الحراج لأنها تعطي أشجاراً معوجة وغير قوية.
الأهمية الاقتصادية والبيئية
تتمتع الراتنجيات بأهمية كبيرة من النواحي الاقتصادية والبيئية والسياحية والطبية والغذائية. فهي تنتج كتلة كبيرة من الأخشاب المتنوعة الاستعمالات والتي تدخل في صناعة السفن والبناء وعجينة الورق وأقلام الرصاص وغيرها، كما يستخرج منها مواد عفصية ومواد كيمياوية عديدة ومتنوعة تستخدم في صناعات الحرير والسللوز والبلسم والعطور والكحول وحمض الخل. وتحتوي بذور الأرز وأروكاريا على كمية كبيرة من الزيوت منها زيت السيدر الذي استعمل في التحنيط في زمن الفراعنة. كما تعد مصدراً مهماً وغزيراً للمواد الأولية التي تستخدم في تركيب الفيتامينات، وتحضير العقاقير لعلاج التقلصات التشنجية والاضطرابات العصبية وأمراض الكلية والمثانة. كما تعد بعض الأوراق والنموات الفتية لبعض الأنواع علفا شهيا للأيائل ولبعض الطيور والسناجب.
للراتنجيات أهمية بيئية كبيرة فهي تفيد في منع انجراف التربة في المواقع الجبلية، وفي تنقية الجو من الغبار والملوثات، والحفاظ على المياه، كما تعد ملاذاً آمناً للحيوانات البرية.
ويستخرج الراتنج من أشجار عريانات البذور منذ قديم الزمان في تركيا واليونان، لاستعمالاته الكثيرة في الصناعة. كما يستخرج محلياً في سورية من أشجار الصنوبر الحلبي والصنوبر البروتي لاستخدامه في صناعة العلكة الحلوة. وقد بينت التحاليل الكيمياوية أن الراتنج يتركب من نحو 22.4% تربنتين و70% كولوفان، والباقي من الماء والشوائب. ويشتمل التربنتين على عدد كبير من الفحوم الهدروجينية الحلقية والتربنتية. ويؤدي ارتفاع نسبة الراتنج في خشب المخروطيات إلى خفض مقاومة حمولة الخشب ومرونته الصناعية.
طرائق الزراعة وخدماتها[ر، الحراجة والرياح (مصدات ـ) والبستنة التزينية)].
بيئة الراتنجيات وانتشارها في العالم
تنتشر الراتنجيات في مناطق المناخ البارد أو المعتدل من سطح الكرة الأرضية، وعموماً في أعالي الجبال الباردة. ويكون انتشارها محدوداً في منطقة الشرق الأوسط وفي شمالي إفريقيا حيث تعيش أنواع الأجناس الآتية:
العفص Biota spp، والصنوبر، والتنوب، والشوح، والأرز، والسرو، والعرعر.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية واليابان من أغنى مناطق انتشار المخروطيات في العالم، وتدخل في تركيب مجتمعاتها الحراجية أنواع الأجناس الآتية:
الشكل (7) المخاريط الثمرية للصنوبر بروتيا | الشكل (8) المخاريط الثمرية للصنوبر المحلي |
أكرم خوري