رام الله
Ramallah - Ramallah
رام الله
تقع مدينة رام الله عند تقاطع 55 َ 31 ْعرض و12 َ 35 ْ طول، وعلى بعد 15كم تقريباً إلى الشمال من مدينة القدس على الطريق الواصل بينها وبين نابلس. وتمتاز المدينة بموقعها الطبيعي، حيث تقع على عدة ذرى جبلية يرتفع أعلاها إلى 860م فوق سطح البحر. وتعد البوابة الشمالية للقدس، حيث كانت القوافل التجارية والغزوات الحربية التي تقصد القدس تمر منها. وترتبط رام الله بطرق معبدة مع سائر مدن فلسطين، ويقع بالقرب منها مطار قلندية الذي يصلها بالعالم الخارجي. ويمتاز مناخ رام الله باعتداله، فهو ينتمي للمناخ المتوسطي شبه الرطب، حيث يبلغ معدل الحرارة 22 ْم صيفاً و8 ْم شتاءً. ويبلغ متوسط الأمطار السنوية 600مم، تتركز في ثلاثة أشهر من السنة.
الأهمية التاريخية
تذكر المصادر التاريخية أن رام الله أيام الرومان، تكونت من قريتين في موقع المدينة الحالية، ولم يكن للمدينة أهمية زمن الفتح الإسلامي، بل كانت الأهمية لجارتها مدينة البيرة. وربما خلت رام الله من السكان في الفترة من أواخر القرن الثالث عشر حتى أوائل القرن السابع عشر، إلا أنه جرى إعمارها مجدداً من قبل عشيرة الحدادين التي قدمت من مدينة الكرك. وفي عام 1825م نزحت جماعة من عشيرة الربضية، وتلتها في عام 1850م مجموعة من سكان قرية دير أبان واستقرتا في المدينة.
ارتقت رام الله إلى بلدة في بداية القرن العشرين وأصبحت مركز ناحية ثم مركز قضاء زمن الانتداب البريطاني. وشهدت المدينة ازدهاراً ملموساً في عشرينات القرن العشرين، إذ شُيدت فيها الأبنية الجميلة والحدائق، وتم ربطها مع المدن الأخرى بشبكة من الطرق المعبدة. وبعد أن أصبحت المدينة مقراً مؤقتاً للسلطة شهدت نهضة عمرانية كبيرة وتوسعاً وازدهاراً وزيادة في عدد السكان، غير أن هذا كله قد توقف، بل تراجع، بعد الاجتياح الصهيوني للمدينة في أثناء انتفاضة الأقصى.
مورفولوجية المدينة
رام الله واحدة من المدن الفلسطينية التي تحتل قمم المرتفعات الجبلية. وتعد هذه المرتفعات جزءاً من هضبة القدس المكونة من الصخور الكلسية. وتنحدر الهضبة انحداراً طفيفاً باتجاه الغرب، بينما يكون انحدارها شديداً باتجاه غور الأردن.
لرام الله مخطط تنظيمي نجمي الشكل، حيث يمتد العمران على طول الطرق التي تصلها بالمدن الأخرى. ويشتمل هذا المخطط الأساسي على مخططات فرعية شطرنجية أو دائرية، وتتوسع المدينة أفقياً تحت ضغط النمو السكاني. وقد أدى تدفق أموال المغتربين من أبناء المدينة إلى تنشيط الحركة العمرانية داخل المدينة وحولها، وخاصة باتجاه الشرق، مما أدى إلى التحامها بمدينة البيرة المجاورة.
لم تكن الفرصة متاحة لمعظم المدن الفلسطينية لتتبلور لها وظائف واضحة. فقد انتقلت من الحكم العثماني إلى الانتداب البريطاني ثم الاحتلال الصهيوني. ولم تكد قوة الاحتلال تنسحب من مدن الضفة الغربية بموجب اتفاقات أوسلو حتى عادت واجتاحت كامل الضفة في أثناء انتفاضة الأقصى. وعليه يمكن القول إن لرام الله وظائف بالكاد تكون واضحة وهي:
- الوظيفة الإدارية: كانت رام الله تابعة لمتصرفية القدس في العهد العثماني، ثم أصبحت زمن الانتداب البريطاني مركز قضاء يتبع لواء القدس.
وكانت مساحة هذا القضاء 680كم2 في عام 1945، لتصبح 800كم2 بعد عام 1948 نتيجة ضم بعض قرى قضاء الرملة إليه. وقد ارتقى قضاء رام الله إلى لواء في أوائل الستينات، وقدر عدد سكانه بنحو 134288 نسمة في عام 1966.
وقد أعيدت رام الله إلى السلطة بموجب اتفاقات أوسلو، وأصبحت المقر المؤقت لها، مما دعم الوظيفة الإدارية للمدينة وجعلها مقراً للإدارات المختلفة.
- الوظيفة السياحية: إن موقع رام الله على ارتفاع يتجاوز 800م وعلى مشارف غور الأردن جعلها مقصداً للسياح والزوار من المناطق المجاورة، وقد تصبح مصيفاً ومنتجعاً للزوار من البلدان المجاورة إذا أُتيحت الفرصة لها.وقد أثرت هذه الفعالية في المدينة، حيث تم بناء الفنادق والمطاعم وبعض ورشات الصناعات والحرف التقليدية، كما أثرت في الحركة التجارية، حيث افتُتح عدد من الوكالات التجارية وشركات الاستيراد والتصدير وشُيدت الأسواق بمحالّها الكثيرة ومعارضها.
- الوظيفة الصناعية: في رام الله بعض الصناعات والحرف التقليدية، منها الصناعات الغذائية كتجفيف الفواكه ومعاصر الزيتون وصناعة السكاكر والحلويات، ومنها أيضاً صناعة التحف الخشبية والمطرزات. وقد بدأت حديثاً بعض الصناعات الكيماوية والنسيجية ودباغة الجلود وصناعة السجائر والمنظفات والبلاط والأحذية والحدادة والنجارة والطباعة.
وتجدر الإشارة إلى أهمية رام الله بوصفها مركزاً ثقافياً، إذ تضم الكثير من المدارس وداراً لتخريج المعلمين والمعلمات وبعض مراكز التدريب المهني وداراً لرعاية الأحداث. ولرام الله ومنطقتها أهمية زراعية لتوافر مقومات هذه الفعالية من أرض ومياه ويد عاملة ورؤوس أموال، وتُستغل معظم الأراضي في زراعة الحبوب والخضراوات والأشجار المثمرة.
قُدر سكان رام الله بنحو 800 نسمة عام 1825 ليرتفع إلى 2000 نسمة عام 1870 و5000 نسمة عام 1912. وإثر نكبة 1948 هاجر العديد من أبناء رام الله إلى أمريكا، حيث قُدر عددهم بما يقرب من 2600 مهاجر عام 1953، كما وفد على المدينة العديد من أبناء المناطق المجاورة، وهكذا وصل عدد السكان إلى15000 نسمة عام 1961، ثم ارتفع إلى 20000 نسمة تقريباً في عام 1980، وربما ارتفع العدد إلى ما يقرب من 50 ألف نسمة اليوم بعد أن أصبحت المدينة عاصمة مؤقتة للسلطة الفلسطينية.
بسام حميدة
Ramallah - Ramallah
رام الله
الأهمية التاريخية
تذكر المصادر التاريخية أن رام الله أيام الرومان، تكونت من قريتين في موقع المدينة الحالية، ولم يكن للمدينة أهمية زمن الفتح الإسلامي، بل كانت الأهمية لجارتها مدينة البيرة. وربما خلت رام الله من السكان في الفترة من أواخر القرن الثالث عشر حتى أوائل القرن السابع عشر، إلا أنه جرى إعمارها مجدداً من قبل عشيرة الحدادين التي قدمت من مدينة الكرك. وفي عام 1825م نزحت جماعة من عشيرة الربضية، وتلتها في عام 1850م مجموعة من سكان قرية دير أبان واستقرتا في المدينة.
ارتقت رام الله إلى بلدة في بداية القرن العشرين وأصبحت مركز ناحية ثم مركز قضاء زمن الانتداب البريطاني. وشهدت المدينة ازدهاراً ملموساً في عشرينات القرن العشرين، إذ شُيدت فيها الأبنية الجميلة والحدائق، وتم ربطها مع المدن الأخرى بشبكة من الطرق المعبدة. وبعد أن أصبحت المدينة مقراً مؤقتاً للسلطة شهدت نهضة عمرانية كبيرة وتوسعاً وازدهاراً وزيادة في عدد السكان، غير أن هذا كله قد توقف، بل تراجع، بعد الاجتياح الصهيوني للمدينة في أثناء انتفاضة الأقصى.
مورفولوجية المدينة
رام الله واحدة من المدن الفلسطينية التي تحتل قمم المرتفعات الجبلية. وتعد هذه المرتفعات جزءاً من هضبة القدس المكونة من الصخور الكلسية. وتنحدر الهضبة انحداراً طفيفاً باتجاه الغرب، بينما يكون انحدارها شديداً باتجاه غور الأردن.
لرام الله مخطط تنظيمي نجمي الشكل، حيث يمتد العمران على طول الطرق التي تصلها بالمدن الأخرى. ويشتمل هذا المخطط الأساسي على مخططات فرعية شطرنجية أو دائرية، وتتوسع المدينة أفقياً تحت ضغط النمو السكاني. وقد أدى تدفق أموال المغتربين من أبناء المدينة إلى تنشيط الحركة العمرانية داخل المدينة وحولها، وخاصة باتجاه الشرق، مما أدى إلى التحامها بمدينة البيرة المجاورة.
لم تكن الفرصة متاحة لمعظم المدن الفلسطينية لتتبلور لها وظائف واضحة. فقد انتقلت من الحكم العثماني إلى الانتداب البريطاني ثم الاحتلال الصهيوني. ولم تكد قوة الاحتلال تنسحب من مدن الضفة الغربية بموجب اتفاقات أوسلو حتى عادت واجتاحت كامل الضفة في أثناء انتفاضة الأقصى. وعليه يمكن القول إن لرام الله وظائف بالكاد تكون واضحة وهي:
- الوظيفة الإدارية: كانت رام الله تابعة لمتصرفية القدس في العهد العثماني، ثم أصبحت زمن الانتداب البريطاني مركز قضاء يتبع لواء القدس.
وكانت مساحة هذا القضاء 680كم2 في عام 1945، لتصبح 800كم2 بعد عام 1948 نتيجة ضم بعض قرى قضاء الرملة إليه. وقد ارتقى قضاء رام الله إلى لواء في أوائل الستينات، وقدر عدد سكانه بنحو 134288 نسمة في عام 1966.
وقد أعيدت رام الله إلى السلطة بموجب اتفاقات أوسلو، وأصبحت المقر المؤقت لها، مما دعم الوظيفة الإدارية للمدينة وجعلها مقراً للإدارات المختلفة.
- الوظيفة السياحية: إن موقع رام الله على ارتفاع يتجاوز 800م وعلى مشارف غور الأردن جعلها مقصداً للسياح والزوار من المناطق المجاورة، وقد تصبح مصيفاً ومنتجعاً للزوار من البلدان المجاورة إذا أُتيحت الفرصة لها.وقد أثرت هذه الفعالية في المدينة، حيث تم بناء الفنادق والمطاعم وبعض ورشات الصناعات والحرف التقليدية، كما أثرت في الحركة التجارية، حيث افتُتح عدد من الوكالات التجارية وشركات الاستيراد والتصدير وشُيدت الأسواق بمحالّها الكثيرة ومعارضها.
- الوظيفة الصناعية: في رام الله بعض الصناعات والحرف التقليدية، منها الصناعات الغذائية كتجفيف الفواكه ومعاصر الزيتون وصناعة السكاكر والحلويات، ومنها أيضاً صناعة التحف الخشبية والمطرزات. وقد بدأت حديثاً بعض الصناعات الكيماوية والنسيجية ودباغة الجلود وصناعة السجائر والمنظفات والبلاط والأحذية والحدادة والنجارة والطباعة.
وتجدر الإشارة إلى أهمية رام الله بوصفها مركزاً ثقافياً، إذ تضم الكثير من المدارس وداراً لتخريج المعلمين والمعلمات وبعض مراكز التدريب المهني وداراً لرعاية الأحداث. ولرام الله ومنطقتها أهمية زراعية لتوافر مقومات هذه الفعالية من أرض ومياه ويد عاملة ورؤوس أموال، وتُستغل معظم الأراضي في زراعة الحبوب والخضراوات والأشجار المثمرة.
قُدر سكان رام الله بنحو 800 نسمة عام 1825 ليرتفع إلى 2000 نسمة عام 1870 و5000 نسمة عام 1912. وإثر نكبة 1948 هاجر العديد من أبناء رام الله إلى أمريكا، حيث قُدر عددهم بما يقرب من 2600 مهاجر عام 1953، كما وفد على المدينة العديد من أبناء المناطق المجاورة، وهكذا وصل عدد السكان إلى15000 نسمة عام 1961، ثم ارتفع إلى 20000 نسمة تقريباً في عام 1980، وربما ارتفع العدد إلى ما يقرب من 50 ألف نسمة اليوم بعد أن أصبحت المدينة عاصمة مؤقتة للسلطة الفلسطينية.
بسام حميدة