(Rami (Ahmad-) رامي (أحمد -) (1892-1981) شاعر مصري ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (Rami (Ahmad-) رامي (أحمد -) (1892-1981) شاعر مصري ..

    رامي (احمد)

    Rami (Ahmad-) - Rami (Ahmad-)

    رامي (أحمد -)
    (1892-1981)

    أحمد محمد رامي شاعر غنائي مصري، كان يلقب بشاعر الشباب، لأنه كان ينشر شعره في مجلة «الشباب» لصاحبها عبد العزيز الصدر. ولد أحمد رامي في حي الناصرية بالقاهرة، وكان والده طبيباً من أصل شركسي، شغوفاً بالأدب والفن، وكانت جماعة من أهل الفن والطرب تلتقي دائماً في منزله، فلما عُيّن طبيباً بجزيرة طاشيوز اليونانية، وكانت يومئذ من أعمال تركيا، ذهب أحمد معه وعمره سبعة أعوام، وقضى في هذه الجزيرة الجميلة عامين، تفتح خلالهما على غابات اللوز وأشجار الفاكهة وأمواج البحر المتكسرة على الشواطئ، وتعلم اللغتين التركية واليونانية. عاد إلى القاهرة وحده، والتحق بالمدرسة المحمدية الابتدائية بحي السيوفية وأقام عند بعض أقربائه في حي الإمام الشافعي، في بيت يطل على المقابر، فاستوحشت نفسه.
    حين انتهى عمل أبيه في جزيرة طاشيوز عادت الأسرة إلى البيت القديم بحي الناصرية، بيد أن المقام لم يطل بأبيه، فقد التحق بالجيش المصري وسافر إلى السودان، وتركه في رعاية جده، وهو شيخ في السبعين من عمره، فشعر مرة أخرى بالوحشة والحزن لفراق والديه. لكن الذي خفف من هذه الوحشة أنه كان يطل من نافذة غرفته على المسجد الحنفي فتشده ابتهالات المتصوفين، وكان له قريب من أسرة الرافعي يملك مكتبة عامرة، فكان يقضي فيها أكثر وقته، إلى أن وقع في يده يوماً كتاب «مسامرة الحبيب في الغزل والنسيب» وهو مختارات من أشعار العشاق الغزليين، فأعجب به أشد الإعجاب وتعلقت نفسه منذ ذلك الوقت بالشعر والأدب. وحين أنهى دراسته الثانوية فكر بدخول مدرسة الحقوق، لكنه عدل عن هذه الفكرة لتعلقه الشديد بالأدب، وانتسب إلى مدرسة المعلمين العليا، وتخرج فيها عام 1914 وعُيّن مدرساً في مدرسة القاهرة الأهلية بحي السيدة زينب، ثم في مدرسة القربيّة الحكومية لتدريس اللغة الإنكليزية والجغرافيا والترجمة.
    أصدر ديوانه الأول في عام 1918 فكان صدوره حدثاً أدبياً في ذلك الوقت. ولما ضاق ذرعاً بالتدريس، عُيّن أميناً لمكتبة مدرسة المعلمين العليا، فاطمأنت نفسه، وانكب على قراءة ما في هذه المكتبة من كتب باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية. وبقي في عمله حتى سافر عام 1923 في بعثة إلى باريس لدراسة اللغات الشرقية وتنظيم المكتبات في جامعة السوربون، فنال شهادة في تنظيم المكتبات، وأخرى في اللغة والأدب الفارسي، وكانت السنتان اللتان قضاهما في باريس من أسعد أيام حياته حيث اطلع على رباعيات عمر الخيام[ر] بالفارسية وأعجب بفكره وفلسفته ورباعياته التي نقلها فيما بعد إلى اللغة العربية بأمانة وإبداع وغنتها أم كلثوم[ر]. عيّن رامي بعد عودته إلى القاهرة في دار الكتب المصرية، وظل يتدرج في مناصبها مدة ثمانية وعشرين عاماً، إلى أن أصبح وكيلاً لها وقد جاوز الستين، وظل مع ذلك يلقب بـ «شاعر الشباب».
    تندرج أشعار رامي في ثلاثة ألوان من الشعر الوجداني والعاطفي والوطني، صدرت في ستة دواوين، كما ترجم للمسرح خمس عشرة مسرحية من مسرحيات شكسبير بأمانة ولغة مشرقة منها «هَملت»، و«العاصفة»، «وروميو وجولييت»، قدمها مسرح يوسف وهبي[ر] وفاطمة رشدي. ثم انتهى إلى تأليف الأغنيات، فنظم أكثر من خمسمئة أغنية عاطفية أطارت شهرته في الآفاق حتى أوشك الناس أن ينسوا رامي شاعر الفصحى وكاتب المسرح، ولا يذكروا إلا رامي شاعر الأغاني التي صدح بها صوت أم كلثوم.
    تفاعلت عدة عوامل في نفس رامي منذ طفولته حتى نضجه، وأسهمت في تكوين شاعريته، آخرها كلفه الشديد بأم كلثوم التي كانت الحدث الأهم في حياته، والقدر الذي غير مجرى هذه الحياة. التقى رامي محمد عبد الوهاب[ر] وكان يعرفه في عهد سيد درويش[ر] فنظم له أغاني فيلميه «الوردة البيضاء» و«دموع الحب» وأغنية «على غصون البان» وغيرها، لكنه تحول عنه وتركه لأحمد شوقي، كي ينفرد وحده بأم كلثوم فأبدع وتفنن في الأغاني التي نظمها لها، ووضع لها من مزيج ثقافته العربية والفارسية والفرنسية والإنكليزية تاريخاً في عالم الغناء وقصة حب وملحمة خالدة، هي قصة هوى رفيع لعاشق يتعبد. وبذلك صار رامي صاحب مدرسة في الشعر الغنائي تخرج فيها عشرات الشعراء، تلك المدرسة التي أحدثت ثورة في الأغنية العربية المعاصرة.
    حصل رامي على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وعلى وسام الأرز اللبناني، ووسام الكفاءة الفكرية المغربي، وميدالية الخلود من أكاديمية الفنون الفرنسية، وعلى الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون المصرية.
    عيسى فتوح

    رامي (أحمد -)
    (1892-1981)

    أحمد محمد رامي شاعر غنائي مصري، كان يلقب بشاعر الشباب، لأنه كان ينشر شعره في مجلة «الشباب» لصاحبها عبد العزيز الصدر. ولد أحمد رامي في حي الناصرية بالقاهرة، وكان والده طبيباً من أصل شركسي، شغوفاً بالأدب والفن، وكانت جماعة من أهل الفن والطرب تلتقي دائماً في منزله، فلما عُيّن طبيباً بجزيرة طاشيوز اليونانية، وكانت يومئذ من أعمال تركيا، ذهب أحمد معه وعمره سبعة أعوام، وقضى في هذه الجزيرة الجميلة عامين، تفتح خلالهما على غابات اللوز وأشجار الفاكهة وأمواج البحر المتكسرة على الشواطئ، وتعلم اللغتين التركية واليونانية. عاد إلى القاهرة وحده، والتحق بالمدرسة المحمدية الابتدائية بحي السيوفية وأقام عند بعض أقربائه في حي الإمام الشافعي، في بيت يطل على المقابر، فاستوحشت نفسه.
    حين انتهى عمل أبيه في جزيرة طاشيوز عادت الأسرة إلى البيت القديم بحي الناصرية، بيد أن المقام لم يطل بأبيه، فقد التحق بالجيش المصري وسافر إلى السودان، وتركه في رعاية جده، وهو شيخ في السبعين من عمره، فشعر مرة أخرى بالوحشة والحزن لفراق والديه. لكن الذي خفف من هذه الوحشة أنه كان يطل من نافذة غرفته على المسجد الحنفي فتشده ابتهالات المتصوفين، وكان له قريب من أسرة الرافعي يملك مكتبة عامرة، فكان يقضي فيها أكثر وقته، إلى أن وقع في يده يوماً كتاب «مسامرة الحبيب في الغزل والنسيب» وهو مختارات من أشعار العشاق الغزليين، فأعجب به أشد الإعجاب وتعلقت نفسه منذ ذلك الوقت بالشعر والأدب. وحين أنهى دراسته الثانوية فكر بدخول مدرسة الحقوق، لكنه عدل عن هذه الفكرة لتعلقه الشديد بالأدب، وانتسب إلى مدرسة المعلمين العليا، وتخرج فيها عام 1914 وعُيّن مدرساً في مدرسة القاهرة الأهلية بحي السيدة زينب، ثم في مدرسة القربيّة الحكومية لتدريس اللغة الإنكليزية والجغرافيا والترجمة.
    أصدر ديوانه الأول في عام 1918 فكان صدوره حدثاً أدبياً في ذلك الوقت. ولما ضاق ذرعاً بالتدريس، عُيّن أميناً لمكتبة مدرسة المعلمين العليا، فاطمأنت نفسه، وانكب على قراءة ما في هذه المكتبة من كتب باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية. وبقي في عمله حتى سافر عام 1923 في بعثة إلى باريس لدراسة اللغات الشرقية وتنظيم المكتبات في جامعة السوربون، فنال شهادة في تنظيم المكتبات، وأخرى في اللغة والأدب الفارسي، وكانت السنتان اللتان قضاهما في باريس من أسعد أيام حياته حيث اطلع على رباعيات عمر الخيام[ر] بالفارسية وأعجب بفكره وفلسفته ورباعياته التي نقلها فيما بعد إلى اللغة العربية بأمانة وإبداع وغنتها أم كلثوم[ر]. عيّن رامي بعد عودته إلى القاهرة في دار الكتب المصرية، وظل يتدرج في مناصبها مدة ثمانية وعشرين عاماً، إلى أن أصبح وكيلاً لها وقد جاوز الستين، وظل مع ذلك يلقب بـ «شاعر الشباب».
    تندرج أشعار رامي في ثلاثة ألوان من الشعر الوجداني والعاطفي والوطني، صدرت في ستة دواوين، كما ترجم للمسرح خمس عشرة مسرحية من مسرحيات شكسبير بأمانة ولغة مشرقة منها «هَملت»، و«العاصفة»، «وروميو وجولييت»، قدمها مسرح يوسف وهبي[ر] وفاطمة رشدي. ثم انتهى إلى تأليف الأغنيات، فنظم أكثر من خمسمئة أغنية عاطفية أطارت شهرته في الآفاق حتى أوشك الناس أن ينسوا رامي شاعر الفصحى وكاتب المسرح، ولا يذكروا إلا رامي شاعر الأغاني التي صدح بها صوت أم كلثوم.
    تفاعلت عدة عوامل في نفس رامي منذ طفولته حتى نضجه، وأسهمت في تكوين شاعريته، آخرها كلفه الشديد بأم كلثوم التي كانت الحدث الأهم في حياته، والقدر الذي غير مجرى هذه الحياة. التقى رامي محمد عبد الوهاب[ر] وكان يعرفه في عهد سيد درويش[ر] فنظم له أغاني فيلميه «الوردة البيضاء» و«دموع الحب» وأغنية «على غصون البان» وغيرها، لكنه تحول عنه وتركه لأحمد شوقي، كي ينفرد وحده بأم كلثوم فأبدع وتفنن في الأغاني التي نظمها لها، ووضع لها من مزيج ثقافته العربية والفارسية والفرنسية والإنكليزية تاريخاً في عالم الغناء وقصة حب وملحمة خالدة، هي قصة هوى رفيع لعاشق يتعبد. وبذلك صار رامي صاحب مدرسة في الشعر الغنائي تخرج فيها عشرات الشعراء، تلك المدرسة التي أحدثت ثورة في الأغنية العربية المعاصرة.
    حصل رامي على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وعلى وسام الأرز اللبناني، ووسام الكفاءة الفكرية المغربي، وميدالية الخلود من أكاديمية الفنون الفرنسية، وعلى الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون المصرية.
    عيسى فتوح
يعمل...
X