الشخصية Personality - Personnalité هي ذلك النمط المستمر والمتسق نسبياً ........

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشخصية Personality - Personnalité هي ذلك النمط المستمر والمتسق نسبياً ........

    الشخصية

    الشخصية Personality هي ذلك النمط المستمر والمتسق نسبياً من الإدراك والتفكير والإحساس والسلوك الذي يبدو ليعطي الفرد ذاتيته المميزة، وهي تكوين اختزالي يتضمن الأفكار والدوافع والانفعالات والميول والاتجاهات والقدرات والظواهر المتشابهة.
    وقد اهتم الإنسان منذ القديم بدراسة (الفرد) أو (الشخص)، وما يتميز به من سمات جسمية ونفسية وعقلية وانفعالية. ويرجع أصل مصطلح Personality إلى اللاتينية «برسونا» persona وتعني القناع الذي يضعه الممثل.
    تعددت تعريفات الشخصية بتعدد النظريات والباحثين. فمنهم من ركز على الأثر الخارجي لما يحدثه الفرد في الآخرين، ومنهم من اهتم بأسلوب تكيف الفرد وسلوكه في البيئة الاجتماعية، وفئة أخرى ركزت على التنظيم الداخلي والمتكامل للفرد. أما التعريفات الإجرائية فاهتمت بما تقيسه مقاييس الشخصية.
    وتشير كثرة التعريفات إلى صفات مشتركة في مفهوم الشخصية، إلا أن لكل شخص سمات فريدة تميِّزه. وعلى الرغم من تطور الشخصية هناك درجة من الثبات في سماتها وميزاتها، وهي مرتبطة أيضاً بالموقف.
    فالشخصية تنظيم متكامل، لا مجموعة أجزاء. وهناك تفاعل مستمر بين عناصرها المتعددة (الجسدية والعقلية والانفعالية والنفسية).
    نظريات الشخصية
    تختلف نظريات الشخصية في ضوء تفسيرها لأصول الفردية، حسب مكونات الشخصية، والعلاقة بين هذه المكونات، والتغيرات التي تصيب الشخصية عبر الزمان والمواقف.
    فهناك أربعة توجهات أساسية للنظريات ترى الشخصية بأنها:
    1ـ نظام للطاقة النفسية: عماده الدوافع والحاجات والحوافز والصراعات اللاشعورية التي تكمن في الفرد وتوجه سلوكه، مثل نظريات التحليل النفسي ومن أمثلتها:
    أ ـ نظرية سيغموند فرويد في التحليل النفسي: تحدث فرويد عن غريزة الحياة التي تتمثل في الاندفاع نحو اللذة في الجنس والطعام والشراب، وغريزة الموت، التي تتمثل في الابتعاد عن الألم. وقد ركزت نظريات فرويد على المجالات اللاشعورية من الشخصية، وفي رأيه أن الحوافز والعوامل التي ساعدت في تكوين الشخصية وخبرات ذكريات الطفولة المبكرة وكذلك الصراعات النفسية المؤلمة تميل لأن تكون لاشعورية. وتلعب الحوافز الجنسية دوراً مهماً في صياغات فرويد، وقد استخدم الوصف الجنسي sexual لكل الأحداث والأفكار السارة، واستخدم كذلك مصطلح الحافزdrive، ووفقاً لفرويد تولّد الحوافز الجنسية كمية محدودة من الطاقة النفسية للسلوك والنشاط العقلي يسميها الليبيدو libido. كما تتكون الشخصية وفقاً لفرويد من ثلاثة مكونات: الهو id، والأنا ego، والأنا الأعلىsuperego. ويقع الهو في المحور البدائي من الشخصية وهو مجال الحوافز، وهي كما يسميها حالة من الفوضى فليس في الهوى أي تنظيم منطقي. ووفقاً لرأي فرويد تبزغ الذات أو الأنا خلال نمو الأطفال لتتحكم في تعاملاتهم اليومية مع البيئة. واعتقد فرويد أن الأنا الأعلى يتكون من الأنا حين يتقمص الأطفال الصغار والديهم ويستوعبون قيمهم وعاداتهم إنه شعوري في جوهره.
    ب ـ موراي: Murray رأى أن مصدر الدافعية والطاقة هو الحاجات الإنسانية الأساسية، كالحاجة إلى التقدير الاجتماعي، والمحبة، وتأكيد الذات.
    2ـ نظام من الأنماط والسمات:
    أ ـ نظريات الأنماط: تؤكد صفة عامة واحدة تتمحور حولها جميع الصفات الأخرى في الشخصية. ويعتبر نموذج أبقراط اليوناني مثالاً على هذه النظريات، إذ يفترض وجود أربعة أنماط من الطباع، ترتبط بأربعة أنواع من السوائل الجسمية هي: الدموي المتفائل والمرح، والسوداوي الحزين المكتئب، والصفراوي العصبي ومتقلب المزاج، وأخيراً البلغمي المتبلد والهادئ. ويرى أبقراط أن الشخص الصحيح نفسياً هو الذي تتوازن عنده هذه الأنماط.
    ب ـ نظريات السمات: التي تؤكد مجموعة معينة من الصفات الداخلية الثابتة التي تسم باستمرار، سلوك الناس وتميزهم من الآخرين، كالكرم أو الشجاعة أو الصدق أو عدم الاتزان...إلخ، فيقال كرم حاتم الطائي، وشجاعة عمر بن الخطاب وحماقة هبنقة، الخ.. وقد تحدث عن هذه النظريات كل من ألبورت Allport وكاتل Cattel وإيزنكEysenck وغيرهم.
    3ـ نظام معرفي سلوكي: يرى أن الشخصية هي نظام من السلوك يكتسبه الناس بالتعلم والإشراط عن طريق التعزيز والتقليد والمحاكاة، والإنسان، حسب هذه النظرية، يتعلم العادات السلوكية وأساليب التفاعل مع الآخرين، الإيجابي منها أو السلبي، حسب البيئة المحيطة وطريقة التعزيز. ومن رواد هذه النظرية ثورندايك وسكنر وميللر وباندورا وروتر.
    4ـ نظام لتحقيق الذات: تعتبر هذه النظريات أن الهدف الأسمى للإنسان تحقيق ذاته وإنسانيته، كما ينسب ضعف الاتزان النفسي إلى العوائق التي تقف في سبيل تحقيق الفرد لإنسانيته، وترى أن مكونات الهوية الذاتية تُستمد من:
    أ ـ القوى الداخلية الفريدة: فقد ركز ماسلو Maslow على المميزات الشخصية لمن يحققون ذواتهم.
    ب ـ أساليب التكيف مع العوائق التي تعترض سبيل الفرد في تحقيق ذاته وآثارها على تطور الشخصية، كما فعل روجرزRogers.
    محددات الشخصية
    1ـ المحددات البيولوجية والفيزيولوجية، فالمورثات والأجهزة العضوية، الجهاز العصبي والتكوين البيوكيميائي الغددي، كلها ذات صلة وثيقة بسلوك الفرد وشخصيته.
    2ـ المحددات البيئية بما في ذلك:
    آ ـ البيئة الجغرافية الطبيعية كالجو والتضاريس.
    ب ـ البيئة الاجتماعية والثقافية كالأسرة والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام.
    ج ـ التنشئة الاجتماعية وخبرات التعلم.
    د ـ الأدوار الاجتماعية المختلفة التي يقوم بها الفرد، مثل قيامه بدور الابن، أو الأب، أو الموظف. إضافة إلى العوامل الاجتماعية المرتبطة بكل دور والعوامل التي تخص الفرد ذاته وأسلوبه في الحياة.
    هـ ـ المواقف المختلفة التي يمر بها الإنسان والتي تفسر تبدلات سلوكه، فمثلاً قــد يميل الشخص نفسه إلى العدائية إذا أساء إليه فلان ما، ويميل إلى المسالمـــة إذا تودد إليه آخر. وغالباً ما يتجنب الناس المواقف الغريبة ويميلون إلى تكـرار المواقف المألوفة والمحببة.
    وتتفاعل آثار هذه العوامل لتحديد ملامح شخصية الفرد.
    تطور الشخصية
    نظراً لتعدد العوامل المؤثرة في الشخصية، فإن نموها وتطورها وتوازنها مرهون بـ:
    ـ التفاعل السوي بين مكونات الشخصية الجسدية والعقلية والانفعالية والاجتماعية.
    ـ طريقة التنشئة الاجتماعية ومراعاة العوامل الداخلية والخارجية المحيطة بالشخصية.
    ـ العمل على تحقيق مطالب النمو التي تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى.
    قياس الشخصية
    لتشخيص السلوك غير السوي، والتغلب على المشكلات السلوكية، ومساعدة الأشخاص على الاختيار المهني، يُلجأ إلى قياس الشخصية من خلال:
    1ـ عينات تقدير السلوك: حيث يحصى عدد المرات التي ظهر فيها سلوك معين في خلال مدة زمنية معينة، كأن يُحسب عدد المرات التي يُظهر فيها التلميذ العدائية أو الخجل أو الانسحاب... الخ.
    2ـ سلالم التقدير، بعد ملاحظة السلوك بموضوعية، يمكن إعطاء درجة محددة لكل سمة سلوكية على سلم متدرج، بحيث تبين كل درجة كمية متزايدة من السمة، وهناك سلالم تقدير ثلاثية (قليل ـ وسط ـ كثير) أو خماسية أو سباعية.
    3ـ الاختبارات الموقفية، يوضع الفرد في مواقف اختبارية مقننة شبيهة بمواقف الحياة اليومية والعادية، ويُلاحظ سلوكه في هذه المواقف، انطلاقاً من أن سلوكه فيها يعكس سلوكه الطبيعي شريطة ألا يعرف الفرد أنه يجتاز مواقف امتحانية.
    4ـ روائز الشخصية التي تنطوي على عدة مجموعات من المقاييس، تُخصص كل مجموعة منها لقياس بعد ما من أبعاد الشخصية، كالاهتمامات أو التكيف الانفعالي أو العلاقات الاجتماعية.
    5ـ الطرائق الإضفائية، وتتلخص في عرض موقف غامض على الشخص وتكليفه الاستجابة له، فيستجيب من دون معرفة معنى استجاباته ومن دون أن يعرف أي سمات من شخصيته يكشف عنها بهذه الاستجابات، ومن أمثلتها اختبار بقع الحبر واختبار تفهم الموضوع.
    6ـ المقابلات الحرة والمقابلات المقننة التي تتم في جو من الود والثقة، وغالباً ما تعالج المعلومات التي يُحصل عليها في المقابلة بطريقة غير رسمية بالخبرة التي ترشد التفسيرات. كما يمكن تسجيل المقابلة لحصر أنواع من السلوك في أوقات مختلفة، وذلك لتحديد التغير في السلوك مثل الصراع مع القرين والتردد أو بعض العادات السلوكية، مثل طريقة ارتداء الملابس. وتعتمد فعالية أسلوب المقابلة على مهارة الملاحظ، سواء في الحصول على المادة أو تفسيرها، وتعد المقابلات من أشهر أساليب تقدير الشخصية التي تستخدم في الوقت الحاضر.
    أمينة رزق
يعمل...
X