جائزتان لشرق أوسط يضيء العالم بفنونه
أليس مغبغب تفوز بجائزة لجهودها الفنية في بلد يعاني أصعب أزماته.
الأربعاء 2023/02/22
انشرWhatsAppTwitterFacebook
اهتمامات الصالة بالفن الجاد منحتها جائزة مهمة
تعمل بعض صالات العرض الفني في منطقة الشرق الأوسط بكثير من الجدية والالتزام بالقضايا الراهنة وانشغالات المجتمعات، ساعية للتثقيف المستمر وللتعريف بتجارب فنية رائدة وقيمة، وهو ما يؤهلها للحصول على جوائز مرموقة تؤكد أن المنطقة وإن مرت بمشكلات وأزمات صعبة إلا أن فيها مبادرات فنية تستحق الإشادة.
بالرغم من الأزمات التي تتتالى لا يزال الشرق الأوسط قادرا على الابتسام بوجه الموت. هذا باختصار ما يؤمن به الشرق أوسطيون وهم تحت وابل النزاعات العالمية والأزمات الاقتصادية وهذا تماما ما نجح في أخذهم، هم وجراحهم الملتهبة، إلى منبر العالم.
من آخر ما حققه هذا الإيمان المصحوب بالعمل الدؤوب جائزة كندية مرموقة يحصدها مهرجان بيروت للأفلام الفنية المتمثل بمُؤسسته ومديرته أليس مغبغب صاحبة غاليري للفن التشكيلي في بيروت يحمل اسمها، وجائزة أخرى يحصدها فيلم وثائقي تحت عنوان “القصة لن تموت” عن الفنانين السوريين الذين علت أصواتهم التعبيرية بشتى أنواع الفنون البصرية والسمعية بعد أن نجوا من الحروب المتنوعة الناشئة في بلادهم. وقد تم عرض الفيلم افتراضيا على منصة مهرجان بيروت للأفلام الفنية يوم الأحد الماضي.
في إطار دورته الحادية والأربعين، اختار القيمون على المهرجان العالمي للفنون تكريم مهرجان بيروت للأفلام الفنية على جهوده وتميزه في أحلك السنوات التي يعيشها لبنان والمنطقة الشرق أوسطية بمنحه جائزة معترفا بها عالميا.
ومما أعلنه المهرجان على منصاته أن منح الجائزة كان تقديرا لشجاعة المهرجان البيروتي وإصراره على دعم الإبداع الفني وحرية التعبير ودفاعه الدائم عبر العروض والندوات وورشات العمل عن حقوق الإنسان والإرث الثقافي وخصوصية الهوية.
ومن المعلوم أن مهرجان بيروت للأفلام الفنية ألقى الضوء على أمور مهمة نذكر منها الأبنية التراثية المهددة بالزوال بكل ما تحمل من معالم تاريخية، إضافة إلى تلك التي أصيبت بتصدعات هائلة بعد انفجار الرابع من أغسطس سنة 2020 وغيرها من المعمار الذي دمّر بالكامل نتيجة هول الانفجار ولم تبق إلا الصور الفوتوغرافية واللوحات التشكيلية التي خلدتها.
وقد كان المهرجان في كل سنة على التوالي، رغم المصاعب الجمة، يحمل عنوانا مختلفا، وتطلّب تأقلما مختلفا عما سبق من قبل القيمين عليه الذين أصروا على إقامته في موعده المحدد أي في شهر نوفمبر من كل سنة.
لم يكن يوما اختيار مهرجان بيروت للأفلام الفنية، الأفلام المعروضة اعتباطيا لمجرد كونها أفلاما فنية مميزة، وقد عوّد المهرجان جمهوره على تمحور العروض حول موضوع أساسي تدور في فلكه كل النشاطات والندوات المرتبطة بالأفلام.
ومن الأمور التي تناولها المهرجان حتى اليوم الدفاع عن الحرية والاستقلال في مواكبة لحوادث الانتفاضة اللبنانية التي أغلقت عند انطلاقها معظم الصالات والمتاحف. ثم جاء دور موضوع الوحدة والعزلة في زمن كورونا وإبداع الفنانين في ظلها وفي ظل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي.
وفي السنة التالية أضاء المهرجان على التمسك بوضوح الذاكرة الفردية والجماعية المتضمنة لأهوال كثيرة والإصرار على تحقيق وإنجاح الأحلام الفردية والجماعية في آن واحد، بعيدا عن اضطهاد الماضي المُلقي بأشباحه عميقا في الوجدان.
واللافت أن المهرجان لم يحصر أفلامه يوما في بلد دون الآخر، بل قام بتقريب التجارب الوجدانية والوجودية بين مختلف الجنسيات سعيا منه لتوحيد منطق الثورة ضد التسطيح الفكري وخذلان الفن وقدرته على هزّ عروش الفساد والدمار النفسي على السواء.
الإبداع الفني لا تحده الأزمات
وكان مهرجان بيروت للأفلام الفنية ولا يزال، بالرغم من عالمية الأفلام التي يعرضها، يحتفظ بفلسفة محددة لا يحيد عنها وهي التركيز على ما يحدث في واقع لبنان أولا، وما يمكن للمهرجان تقديمه من ناحية كنوع من صدى بصري فني لما يحدث، أي أن يكون مشاركة وجدانية، ومن ناحية ثانية أن يكون محاولة فنية غير مباشرة للإجابة عن تساؤلات وتقديم حلول مُمكنة كنوع من التحفيز ضد أي ضرب جديد من القنوط أصاب البلد وأهله.
ويذكر البيان الذي أصدره “المهرجان العالمي حول الفن” أن “بيروت هي موقع مهرجان بيروت للأفلام الفنية الذي يصر على رفع صوت الفنانين اللبنانيين الذين لم يتخلوا عن الحلم بمستقبل أفضل وهم يعيشون وسط الخراب والأزمات المتنوعة. وهي عاصمة لا تزال تسعى لأن تحافظ على كونها مركزا للنشاط الفني على أنواعه”.
وأضاف البيان أن مغبغب ستستلم الجائزة ضمن فاعليات المهرجان يوم الخامس عشر مارس القادم في الساعة الخامسة مساء.
من ناحية أخرى حصد فيلم “القصة لن تموت” للمخرج ديفيد هنري جيرسون الذي اختار مهرجان بيروت للأفلام الفنية أن يعرضه منذ عدة أيام على منصته الافتراضية جائزة عالمية لجمالية ومصداقية تناوله لقضية المهاجرين السوريين بشكل عام ومجموعة من الفنانين السوريين بشكل خاص الذين خاطروا بحياتهم لأجل الخروج من الحرائق السورية وصولا إلى بلدان أوروبية نذكر منها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا.
المهرجان البيروتي فاز بالجائزة لدعمه الإبداع الفني وحرية التعبير ودفاعه عن حقوق الإنسان والإرث الثقافي وخصوصية الهوية
الفيلم بقدر ما هو سرد حميمي لقصص هؤلاء الفنانين، هو أيضا تحية لهم وتحية للإبداع العربي الشرق أوسطي الذي تخطى خطوط النار ليحكي عن “قصة لا تموت” لأنها ستعيش من خلال ما قدمه وسيقدمه هؤلاء الفنانين.
وأهم ما ميز الفيلم من ناحية المضمون أنه أضاء على مواهب فنية مختلفة من فنون بصرية كالفن التشكيلي والفوتوغرافيا وفن التجهيز والغناء والعزف والرقص التعبيري. وأخرج إلى العلن المآسي التي عاشوها في بلادهم من جراء القمع المتواصل.
من هؤلاء الفنانين نذكر الفنان التشكيلي تمام عزام والفنانة التشكيلية للرسومات المرافقة للنصوص في كتب الطفال ديالا بريسلي والفنان متعدد الوسائط عمر إمام والموسيقية لين مايا والموسيقي أنس مغربي.
أما من ناحية الإخراج الفني فأهم ما ميز الفيلم أنه انساب بسلاسة كبيرة لا تقطّع، فيها ناسجا قصص الفنانين على أنها خيوط من رداء واحد. فوضع صوت فنان على صور فنان آخر وأنزل الكلام الشاعري لأحد الفنانين على صور ومشاهد متحركة من واقع الثورة في سوريا. هكذا جاء الفيلم متماسكا يقيم للسكون فواصل ذات أهمية للتفكّر والتأمل. وفعّل التواطؤ ما بين الخيال والحقيقة، وما بين الفن والواقع والحلم وما بين والجرح والابتسامة.
غزل الفيلم كل هذه العناصر مع بعضها البعض انطلاقا من الثورة حتى زمن ما بعدها، الذي لم يشهد مغادرة النظام الذي لأجل إقصائه توفي الملايين وتهجرّ الآلاف من السوريين وتدمر البلد، ليؤكد أن القصة التي سردها لن تموت طالما أن هناك فنا ينجز عوالم موازية للواقع وأخرى مستقبلية مغايرة تماما للحاضر المظلم.
ويمكن اعتبار كلمة الفنان التشكيلي السوري تمام عزّام في أواسط الفيلم جلّ ما يتحدث عنه الفيلم الوثائقي ككل، لا بل أهم ما أسس فلسفة مهرجان بيروت للأفلام الفنية حين قال “لا تستطيع السياسة أن تتكلم عن الفن. أما الفن فيستطيع أن يتحدث عن السياسة”.
PreviousNext
انشرWhatsAppTwitterFacebook
ميموزا العراوي
ناقدة لبنانية
أليس مغبغب تفوز بجائزة لجهودها الفنية في بلد يعاني أصعب أزماته.
الأربعاء 2023/02/22
انشرWhatsAppTwitterFacebook
اهتمامات الصالة بالفن الجاد منحتها جائزة مهمة
تعمل بعض صالات العرض الفني في منطقة الشرق الأوسط بكثير من الجدية والالتزام بالقضايا الراهنة وانشغالات المجتمعات، ساعية للتثقيف المستمر وللتعريف بتجارب فنية رائدة وقيمة، وهو ما يؤهلها للحصول على جوائز مرموقة تؤكد أن المنطقة وإن مرت بمشكلات وأزمات صعبة إلا أن فيها مبادرات فنية تستحق الإشادة.
بالرغم من الأزمات التي تتتالى لا يزال الشرق الأوسط قادرا على الابتسام بوجه الموت. هذا باختصار ما يؤمن به الشرق أوسطيون وهم تحت وابل النزاعات العالمية والأزمات الاقتصادية وهذا تماما ما نجح في أخذهم، هم وجراحهم الملتهبة، إلى منبر العالم.
من آخر ما حققه هذا الإيمان المصحوب بالعمل الدؤوب جائزة كندية مرموقة يحصدها مهرجان بيروت للأفلام الفنية المتمثل بمُؤسسته ومديرته أليس مغبغب صاحبة غاليري للفن التشكيلي في بيروت يحمل اسمها، وجائزة أخرى يحصدها فيلم وثائقي تحت عنوان “القصة لن تموت” عن الفنانين السوريين الذين علت أصواتهم التعبيرية بشتى أنواع الفنون البصرية والسمعية بعد أن نجوا من الحروب المتنوعة الناشئة في بلادهم. وقد تم عرض الفيلم افتراضيا على منصة مهرجان بيروت للأفلام الفنية يوم الأحد الماضي.
في إطار دورته الحادية والأربعين، اختار القيمون على المهرجان العالمي للفنون تكريم مهرجان بيروت للأفلام الفنية على جهوده وتميزه في أحلك السنوات التي يعيشها لبنان والمنطقة الشرق أوسطية بمنحه جائزة معترفا بها عالميا.
ومما أعلنه المهرجان على منصاته أن منح الجائزة كان تقديرا لشجاعة المهرجان البيروتي وإصراره على دعم الإبداع الفني وحرية التعبير ودفاعه الدائم عبر العروض والندوات وورشات العمل عن حقوق الإنسان والإرث الثقافي وخصوصية الهوية.
ومن المعلوم أن مهرجان بيروت للأفلام الفنية ألقى الضوء على أمور مهمة نذكر منها الأبنية التراثية المهددة بالزوال بكل ما تحمل من معالم تاريخية، إضافة إلى تلك التي أصيبت بتصدعات هائلة بعد انفجار الرابع من أغسطس سنة 2020 وغيرها من المعمار الذي دمّر بالكامل نتيجة هول الانفجار ولم تبق إلا الصور الفوتوغرافية واللوحات التشكيلية التي خلدتها.
وقد كان المهرجان في كل سنة على التوالي، رغم المصاعب الجمة، يحمل عنوانا مختلفا، وتطلّب تأقلما مختلفا عما سبق من قبل القيمين عليه الذين أصروا على إقامته في موعده المحدد أي في شهر نوفمبر من كل سنة.
لم يكن يوما اختيار مهرجان بيروت للأفلام الفنية، الأفلام المعروضة اعتباطيا لمجرد كونها أفلاما فنية مميزة، وقد عوّد المهرجان جمهوره على تمحور العروض حول موضوع أساسي تدور في فلكه كل النشاطات والندوات المرتبطة بالأفلام.
ومن الأمور التي تناولها المهرجان حتى اليوم الدفاع عن الحرية والاستقلال في مواكبة لحوادث الانتفاضة اللبنانية التي أغلقت عند انطلاقها معظم الصالات والمتاحف. ثم جاء دور موضوع الوحدة والعزلة في زمن كورونا وإبداع الفنانين في ظلها وفي ظل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي.
وفي السنة التالية أضاء المهرجان على التمسك بوضوح الذاكرة الفردية والجماعية المتضمنة لأهوال كثيرة والإصرار على تحقيق وإنجاح الأحلام الفردية والجماعية في آن واحد، بعيدا عن اضطهاد الماضي المُلقي بأشباحه عميقا في الوجدان.
واللافت أن المهرجان لم يحصر أفلامه يوما في بلد دون الآخر، بل قام بتقريب التجارب الوجدانية والوجودية بين مختلف الجنسيات سعيا منه لتوحيد منطق الثورة ضد التسطيح الفكري وخذلان الفن وقدرته على هزّ عروش الفساد والدمار النفسي على السواء.
الإبداع الفني لا تحده الأزمات
وكان مهرجان بيروت للأفلام الفنية ولا يزال، بالرغم من عالمية الأفلام التي يعرضها، يحتفظ بفلسفة محددة لا يحيد عنها وهي التركيز على ما يحدث في واقع لبنان أولا، وما يمكن للمهرجان تقديمه من ناحية كنوع من صدى بصري فني لما يحدث، أي أن يكون مشاركة وجدانية، ومن ناحية ثانية أن يكون محاولة فنية غير مباشرة للإجابة عن تساؤلات وتقديم حلول مُمكنة كنوع من التحفيز ضد أي ضرب جديد من القنوط أصاب البلد وأهله.
ويذكر البيان الذي أصدره “المهرجان العالمي حول الفن” أن “بيروت هي موقع مهرجان بيروت للأفلام الفنية الذي يصر على رفع صوت الفنانين اللبنانيين الذين لم يتخلوا عن الحلم بمستقبل أفضل وهم يعيشون وسط الخراب والأزمات المتنوعة. وهي عاصمة لا تزال تسعى لأن تحافظ على كونها مركزا للنشاط الفني على أنواعه”.
وأضاف البيان أن مغبغب ستستلم الجائزة ضمن فاعليات المهرجان يوم الخامس عشر مارس القادم في الساعة الخامسة مساء.
من ناحية أخرى حصد فيلم “القصة لن تموت” للمخرج ديفيد هنري جيرسون الذي اختار مهرجان بيروت للأفلام الفنية أن يعرضه منذ عدة أيام على منصته الافتراضية جائزة عالمية لجمالية ومصداقية تناوله لقضية المهاجرين السوريين بشكل عام ومجموعة من الفنانين السوريين بشكل خاص الذين خاطروا بحياتهم لأجل الخروج من الحرائق السورية وصولا إلى بلدان أوروبية نذكر منها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا.
المهرجان البيروتي فاز بالجائزة لدعمه الإبداع الفني وحرية التعبير ودفاعه عن حقوق الإنسان والإرث الثقافي وخصوصية الهوية
الفيلم بقدر ما هو سرد حميمي لقصص هؤلاء الفنانين، هو أيضا تحية لهم وتحية للإبداع العربي الشرق أوسطي الذي تخطى خطوط النار ليحكي عن “قصة لا تموت” لأنها ستعيش من خلال ما قدمه وسيقدمه هؤلاء الفنانين.
وأهم ما ميز الفيلم من ناحية المضمون أنه أضاء على مواهب فنية مختلفة من فنون بصرية كالفن التشكيلي والفوتوغرافيا وفن التجهيز والغناء والعزف والرقص التعبيري. وأخرج إلى العلن المآسي التي عاشوها في بلادهم من جراء القمع المتواصل.
من هؤلاء الفنانين نذكر الفنان التشكيلي تمام عزام والفنانة التشكيلية للرسومات المرافقة للنصوص في كتب الطفال ديالا بريسلي والفنان متعدد الوسائط عمر إمام والموسيقية لين مايا والموسيقي أنس مغربي.
أما من ناحية الإخراج الفني فأهم ما ميز الفيلم أنه انساب بسلاسة كبيرة لا تقطّع، فيها ناسجا قصص الفنانين على أنها خيوط من رداء واحد. فوضع صوت فنان على صور فنان آخر وأنزل الكلام الشاعري لأحد الفنانين على صور ومشاهد متحركة من واقع الثورة في سوريا. هكذا جاء الفيلم متماسكا يقيم للسكون فواصل ذات أهمية للتفكّر والتأمل. وفعّل التواطؤ ما بين الخيال والحقيقة، وما بين الفن والواقع والحلم وما بين والجرح والابتسامة.
غزل الفيلم كل هذه العناصر مع بعضها البعض انطلاقا من الثورة حتى زمن ما بعدها، الذي لم يشهد مغادرة النظام الذي لأجل إقصائه توفي الملايين وتهجرّ الآلاف من السوريين وتدمر البلد، ليؤكد أن القصة التي سردها لن تموت طالما أن هناك فنا ينجز عوالم موازية للواقع وأخرى مستقبلية مغايرة تماما للحاضر المظلم.
ويمكن اعتبار كلمة الفنان التشكيلي السوري تمام عزّام في أواسط الفيلم جلّ ما يتحدث عنه الفيلم الوثائقي ككل، لا بل أهم ما أسس فلسفة مهرجان بيروت للأفلام الفنية حين قال “لا تستطيع السياسة أن تتكلم عن الفن. أما الفن فيستطيع أن يتحدث عن السياسة”.
PreviousNext
انشرWhatsAppTwitterFacebook
ميموزا العراوي
ناقدة لبنانية