الكويتي وليد سراب: المبدع العربي شغوف بفنه لكنه يعاني من الظلم
الفنان التشكيلي يرصد في معظم أعماله أحاسيس وجدانية بأسلوب قريب من المدرسة التأثيرية.
الجمعة 2023/02/17
انشرWhatsAppTwitterFacebook
ملامح مبتكرة للمواضيع التشكيلية
القاهرة - قال الفنان التشكيلي الكويتي الدكتور وليد سراب إن الفنانين التشكيليين العرب يعانون من الظلم الذي يتمثل في الكثير من الصور مثل غياب الدعم، وعدم وجود منظومة إعلامية تبرز أعمالهم الفنية، بجانب الحاجة إلى منظومة تسويقية تروج للأعمال التشكيلية للفنانين العرب بالشكل اللائق والصحيح.
وأشار سراب في تصريحات إلى أن العالم العربي فيه الكثير من الفنانين الذين يتمتعون بمستويات فنية عالية، إلا أن المنظومة الفنية المحيطة بهم لا تساعدهم على الانتشار على المستوى العالمي.
وشدد على أن غياب منظومة تتولى تسويق أعمال الفنانين التشكيليين العرب حال دون تمكنهم من الاعتماد على ممارستهم للفن كمصدر رزق لهم، وأن معظم الفنانين يلجأون إلى العمل إما في مجال التدريس أو هندسة الديكور، وغير ذلك من الأعمال ليتمكنوا من الإنفاق على ممارستهم للفن التشكيلي.
وليد سراب: غياب التسويق يحرم الفنان من اعتماد الفن كمصدر رزق
يذكر أنه في أيرلندا على سبيل المثال، تم تدشين برنامج رائع لدعم المبدعين، ويحصل من خلاله الكتاب والفنانون على مبالغ من المال بشكل منتظم ليتفرغوا للإبداع.
ووفقا للبرنامج سوف يحصل 2000 فنان على دخل أساسي من الدولة يبلغ 325 يورو أسبوعيا لمدة ثلاث سنوات.
وقد تبنّت ألمانيا مبادرة مماثلة حيث تقدم جمعية “دخلي الأساسي” 1000 يورو شهريا للفنانين لمدة عام، بدون قيد أو شرط، ومن المقرر أن يحصل أيضا 122 فنانا تم اختيارهم بشكل عشوائي على 1200 يورو لكل منهم شهريا على مدى ثلاثة أعوام، وذلك بمقتضى دراسة مطولة أجريت بالتعاون مع معهد البحوث الاقتصادية.
ولفت سراب إلى أن الفنان العربي لديه شغف وحب جارف لفنه، واندفاع قوي للتطوير من خلال تجاربه الفنية المتنوعة، وكذلك الإنفاق من “جيبه الخاص” على مشاركاته الدولية في المعارض والملتقيات الفنية الدولية أو حتى المحلية، إلى جانب إنشاء غاليريهات وصالونات فنية مختلفة، وذلك في ظل تراجع الدعم المؤسسي من خلال الدول.
وأضاف أن “هذا يجعلنا أمام حركة فنية تشكيلية ذاتية بطيئة تعتمد على المجهود الشخصي للفنانين، الأمر الذي يمثل حالة من الإحباط لدى جموع الفنانين”.
وحول مسيرته الفنية قال سراب إن بداية رحلته مع الفن التشكيلي هي شغف وتعبير عن الذات بأسلوب إبداعي مبتكر منذ الصغر، وأنه كان يحاول التعبير من خلال ما حباه الله به من موهبة الرسم عبر تجاربه الفنية في مراحل حياته المختلفة، وكذلك دراسته لمجال الفنون حيث بدأ يميل إلى المدرسة الرمزية، وأحياناً إلى السريالية.
واعتبر أن اللوحة بالنسبة إليه هي عبارة عن رحلة بين المشاعر والأحاسيس والانفعالات، من خلال العلاقات اللونية المختلفة، وإيقاع ضربات الفرشاة على “الكانفاس”، وأن هناك وخلال ممارسة الرسم تكون هذه المشاعر في ذروتها من خلال الحوارات والانفعالات التي لا يفهمها سوى الفنان.
وأضاف سراب أنه مع بداية كل لوحة ينتابه شعور بمرحلة جديدة لولادة أحاسيس ومشاعر جميلة لموضوع اللوحة، وعند النهاية تكون هذه الانفعالات قد تحولت إلى علاقات لونية ما بين التضاد تارة والانسجام تارة أخرى.
وحول بعض رؤاه وعوالمه الفنية، أكد سراب أنه نظرا إلى ما يرصده من تحولات في الاتجاهات والمفاهيم والأساليب الفنية المعاصرة، فقد وجد نفسه يؤسس لما أسماه “التحوّل البصري”، في إشارة إلى تغيير الشكل في الفن التشكيلي حيث يقوم بدمج عنصر بعنصر وفق رؤية واشتراطات فنية خاصة يجري من خلالها ميلاد مضمون فني جديد، واصفا ذلك بـ”تقنية توازي ما يطلق عليه الرمز والاستعارة في النص الأدبي”.
وحظيت تلك التجربة الفنية الخاصة (التحوّل البصري)، التي طرحها الفنان سراب بالكثير من التحليل من قبل كتاب ونقاد توقفوا عندها كثيراً، ونشروا حولها المقالات والتحليلات بالدوريات ذات الصلة بالفنون التشكيلية.
يُذكر أن الفنان وليد سراب هو أحد الوجوه التشكيلية الكويتية ذات الحضور الكبير في المشهد التشكيلي المحلي والخليجي والعربي والدولي، وعُرف بدمجه للعناصر ذات الدلالات من أجل ابتكار أشكال فنية مختلفة، وتقديم مضامين تشكيلية جديدة تتفرد باتساق فني يتسم بالدهشة، ويتميز بتدرجات الألوان وتفاوتها، سعيا لخلق قيم جمالية جاذبة للمتلقي.
ويعرف عن الفنان التشكيلي أنه يرصد في معظم أعماله أحاسيس وجدانية بأسلوب قريب من المدرسة التأثيرية، وأحيانا يمزج بينها وبين التعبيرية، من أجل الوصول إلى ملامح جديدة ومبتكرة للمواضيع التشكيلية التي يريد طرحها على المتلقي.
الفنان التشكيلي يرصد في معظم أعماله أحاسيس وجدانية بأسلوب قريب من المدرسة التأثيرية.
الجمعة 2023/02/17
انشرWhatsAppTwitterFacebook
ملامح مبتكرة للمواضيع التشكيلية
القاهرة - قال الفنان التشكيلي الكويتي الدكتور وليد سراب إن الفنانين التشكيليين العرب يعانون من الظلم الذي يتمثل في الكثير من الصور مثل غياب الدعم، وعدم وجود منظومة إعلامية تبرز أعمالهم الفنية، بجانب الحاجة إلى منظومة تسويقية تروج للأعمال التشكيلية للفنانين العرب بالشكل اللائق والصحيح.
وأشار سراب في تصريحات إلى أن العالم العربي فيه الكثير من الفنانين الذين يتمتعون بمستويات فنية عالية، إلا أن المنظومة الفنية المحيطة بهم لا تساعدهم على الانتشار على المستوى العالمي.
وشدد على أن غياب منظومة تتولى تسويق أعمال الفنانين التشكيليين العرب حال دون تمكنهم من الاعتماد على ممارستهم للفن كمصدر رزق لهم، وأن معظم الفنانين يلجأون إلى العمل إما في مجال التدريس أو هندسة الديكور، وغير ذلك من الأعمال ليتمكنوا من الإنفاق على ممارستهم للفن التشكيلي.
وليد سراب: غياب التسويق يحرم الفنان من اعتماد الفن كمصدر رزق
يذكر أنه في أيرلندا على سبيل المثال، تم تدشين برنامج رائع لدعم المبدعين، ويحصل من خلاله الكتاب والفنانون على مبالغ من المال بشكل منتظم ليتفرغوا للإبداع.
ووفقا للبرنامج سوف يحصل 2000 فنان على دخل أساسي من الدولة يبلغ 325 يورو أسبوعيا لمدة ثلاث سنوات.
وقد تبنّت ألمانيا مبادرة مماثلة حيث تقدم جمعية “دخلي الأساسي” 1000 يورو شهريا للفنانين لمدة عام، بدون قيد أو شرط، ومن المقرر أن يحصل أيضا 122 فنانا تم اختيارهم بشكل عشوائي على 1200 يورو لكل منهم شهريا على مدى ثلاثة أعوام، وذلك بمقتضى دراسة مطولة أجريت بالتعاون مع معهد البحوث الاقتصادية.
ولفت سراب إلى أن الفنان العربي لديه شغف وحب جارف لفنه، واندفاع قوي للتطوير من خلال تجاربه الفنية المتنوعة، وكذلك الإنفاق من “جيبه الخاص” على مشاركاته الدولية في المعارض والملتقيات الفنية الدولية أو حتى المحلية، إلى جانب إنشاء غاليريهات وصالونات فنية مختلفة، وذلك في ظل تراجع الدعم المؤسسي من خلال الدول.
وأضاف أن “هذا يجعلنا أمام حركة فنية تشكيلية ذاتية بطيئة تعتمد على المجهود الشخصي للفنانين، الأمر الذي يمثل حالة من الإحباط لدى جموع الفنانين”.
وحول مسيرته الفنية قال سراب إن بداية رحلته مع الفن التشكيلي هي شغف وتعبير عن الذات بأسلوب إبداعي مبتكر منذ الصغر، وأنه كان يحاول التعبير من خلال ما حباه الله به من موهبة الرسم عبر تجاربه الفنية في مراحل حياته المختلفة، وكذلك دراسته لمجال الفنون حيث بدأ يميل إلى المدرسة الرمزية، وأحياناً إلى السريالية.
واعتبر أن اللوحة بالنسبة إليه هي عبارة عن رحلة بين المشاعر والأحاسيس والانفعالات، من خلال العلاقات اللونية المختلفة، وإيقاع ضربات الفرشاة على “الكانفاس”، وأن هناك وخلال ممارسة الرسم تكون هذه المشاعر في ذروتها من خلال الحوارات والانفعالات التي لا يفهمها سوى الفنان.
وأضاف سراب أنه مع بداية كل لوحة ينتابه شعور بمرحلة جديدة لولادة أحاسيس ومشاعر جميلة لموضوع اللوحة، وعند النهاية تكون هذه الانفعالات قد تحولت إلى علاقات لونية ما بين التضاد تارة والانسجام تارة أخرى.
وحول بعض رؤاه وعوالمه الفنية، أكد سراب أنه نظرا إلى ما يرصده من تحولات في الاتجاهات والمفاهيم والأساليب الفنية المعاصرة، فقد وجد نفسه يؤسس لما أسماه “التحوّل البصري”، في إشارة إلى تغيير الشكل في الفن التشكيلي حيث يقوم بدمج عنصر بعنصر وفق رؤية واشتراطات فنية خاصة يجري من خلالها ميلاد مضمون فني جديد، واصفا ذلك بـ”تقنية توازي ما يطلق عليه الرمز والاستعارة في النص الأدبي”.
وحظيت تلك التجربة الفنية الخاصة (التحوّل البصري)، التي طرحها الفنان سراب بالكثير من التحليل من قبل كتاب ونقاد توقفوا عندها كثيراً، ونشروا حولها المقالات والتحليلات بالدوريات ذات الصلة بالفنون التشكيلية.
يُذكر أن الفنان وليد سراب هو أحد الوجوه التشكيلية الكويتية ذات الحضور الكبير في المشهد التشكيلي المحلي والخليجي والعربي والدولي، وعُرف بدمجه للعناصر ذات الدلالات من أجل ابتكار أشكال فنية مختلفة، وتقديم مضامين تشكيلية جديدة تتفرد باتساق فني يتسم بالدهشة، ويتميز بتدرجات الألوان وتفاوتها، سعيا لخلق قيم جمالية جاذبة للمتلقي.
ويعرف عن الفنان التشكيلي أنه يرصد في معظم أعماله أحاسيس وجدانية بأسلوب قريب من المدرسة التأثيرية، وأحيانا يمزج بينها وبين التعبيرية، من أجل الوصول إلى ملامح جديدة ومبتكرة للمواضيع التشكيلية التي يريد طرحها على المتلقي.