كتب عنه .. سعيد غبريس رئيس تحرير مجلة « الحدث الرياضي » -٢-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب عنه .. سعيد غبريس رئيس تحرير مجلة « الحدث الرياضي » -٢-

    الشام فأعتمد عليه في الحجوزات وأتي قبل يوم من السفر وكان يوصلني بسيارته إلى المطار . صدقوا أو لا تصدقوا هذه القصة : كانت جهة السفر المغرب ، عبر السورية ، سهر تلك الليلة كالعادة وبقيت معه إلى حد معقول ، أما هو فأتى ... كالعادة ... متأخراً جداً ... كنت مطمئناً إلى المنبه الاعتيادي عنده : نشرة أخبار إذاعة لندن الساعة السادسة صباحاً ... اطمأنيت قليلاً حين سمعت صوت الراديو . ولكن هاتوا من يصحيه في الوقت المحدد .. وحين عجزت أم لؤي قمت بالمهمة أنا وفلحت ...

    الوقت يمر بسرعة .. ولكن البروتوكول اليومي لا يخترق لأي سبب كان .. كسر السفرة لا يأخذ سوى دقائق قليلة .. الحلاق أمر يومي مفروغ منه .. ولكن هل مسح الحذاء أصبح في ذاك اليوم أمرا ضرورياً لا ماشي .. ولكن ماذا يريد من المصبغة ؟ ربما أخذ الثياب المغسولة والمكوية ... أنا أنتظر في السيارة وما دفعني للنزول صوت المكوجي : هلق انحشكت على كوي البنطلون . ما إشبو شي البنطلون . شو البنطلون راح يطلع عالشاشة .

    يا للمشهد المثير : عدنان يقف بلا البنطلون خلف القاطع الخشبي ولا يظهر إلا نصفه الأعلى .. ويصر على « تمليسة من هون بيمشي الحال » !! . المشهد التالي أنا وهو في السيارة نتجادل : « ما عاد تلحق الطيارة ... » .. « عديل خشخيشة الطيارة ما بتطير قبل أن تصل أنت ... خذها مني أنا عدنان بوظوعم قلك .. عديل خشخيشة .. محلولة شوكيميا هي ....

    ... یا عدنان خلص ما عاد نلحق .. خذني إلى كاراج بيروت ... » « عديل خشخيشة أنا مع مين كنت سهران مبارح ؟ مش مع الكابتن علي فضة .. أنا فهمتو بإنو لا يطير بالطيارة قبل أن أوصلك » ... أوقف السيارة أمام مكاتب شركة الطيران السورية في السبـع بـحـرات .. نـزل واعتقدت أنه سيجري اتصالات من أجلي ..
    ويا لطيف شو كان اعتقادي بعيدا ... مضت دقائق .. نزلت من السيارة وجدته يرتب موعدا لسفرة له أجلها بعيد جدا ..
    تابع طريقه إلى المطار ، وصلنا وبدقائق قليلة جدأ أنجز كل شيء ، تفتيش شكلي سيارة صغيرة مع حقيبتي الكبيرة أوصلتني إلى سلم الطائرة ، صعدت بالحقيبة الكبيرة لأجد على باب الطائرة الكابتن علي فضة : « ......... لقد فض فوه بأقذع الشتائم لي ولعديلي .

    قصة أخرى : كنا في المغرب في بطولة عربية ، ووجدت حجزاً بصعوبة بالغة على الطائرة السورية التي ستقل البعثة السورية إلى دمشق على أن أسافر منها إلى بيروت عن طريق البر .

    كنت وعدنان والبعثة السورية في فندق واحد وحين تحرك الباص ، لم يتحرك عدنان : عديل بكير خليك منروح سوا بالتاكسي ... لم أرد وصعدت مع الصاعدين وصلنا لمطار الدار البيضاء وأنجزنا المعاملات وبدأت النداءات الأولى لرحلتنا .. وكلنا نضحك على عدنان وعدم مبالاته .. لأنه بات من المؤكد أنه ستفوته الطائرة فحضرته لم يكن قد وصل بعد . فجأة يعلموننا بأن موعد الإقلاع تأخر ساعتين لاكتشاف خلل فني .
    جاء حضرته مختالاً ضاحكاً وشامتاً بي أكثر من الجميع : ما قلتلك إنو الطيارة ما بتطير بدوني ... وتعالوا أقنعوه بأن تأخر الإقلاع كان بسبب عطل فني وليس انتظاراً لوصول سيادته .

    كلكم تعرفون مستديرة السبع بحرات في الشام ، وكل من يقود سيارة يعرف أن الوقوف بجانب الأرصفة المقابلة ممنوع بل وخطر .. ما عدا حضرة عدنان بوظو : أوقف السيارة في مكان ولا أخطر ، قلت له ممنوع الوقوف .. أدار كالعادة أسطوانة : عديل خشخيشة شو بفهمك انزل شرف ..

    وإذ بشرطي السير يصرخ كالمجنون ، يدق بقبضته على زجاج شباك السيارة لجهة السائق الخبير بشؤون السير : ممنوع الوقوف هون ... مو شايف اللوحة .. ينزل عدنان الزجاج قليلا لينطق بكلمة : عدنان بوظو .. ثم يقفل الزجاج ...
    هنا جن جنون الشرطي : لساتو بيقللي عدنان بوظو .. فهام عربي ممنوع الوقوف هون ...
    يعلق عدنان : العمى بيظهر إنو بعمرو مش شايف تلفزيون ...

    قصص مثل هذه وأطرف بكثير لا تعد ولا تحصى مدونة في مذكرات أم لؤي المدعمة برسومات كاريكاتورية من ابتكاراتها وتنفيذها ، ولكن لا يطلع عليها إلا المقربون جدا .. تختصر أم لؤي عذاباتها من بوهيمية أبي لؤي وتقول إنها تعتقد أن الله عز وجل حين يقف الخلق صفا صفا أمام ربهم يوم الحشر ... وحين يقع الدور عليها يقول لها ربنا سبحانه وتعالى : أنت زوجة عدنان بوظو ... عالجنة مباشرة .
    أم لؤي هذه الزوجة الجليلة الصابرة ، خصها عدنان وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بعبارة : أنت بنت أصل .

    هذا الإنسان الذي تعلق بالحياة ، إنما تعلق وأحبها وعاشها ولم يفوت دقيقة واحدة إلا واستمتع بها .. كأنه كان يعرف أن عمره قصير ، هذا الذي رحل على عجل كان شجاعاً في مواجهة المرض الخبيث ، هذه الشجاعة المتناقضة مع جبنه الموصوف في مواجهة أي حدث يعرضه للخطر . كانت سلاحه في محنته الصحية ، عدا عن تفاؤله وتعلقه الشديدين بالحياة ...

    كان يبدو قلقاً علينا نحن الذين كنا قلقين عليه : عديل ما تعذب نفسك بالمجيء من لبنان .. ما في شي شوية التهابات عم نعالجها . كان يحمل همي : مها حضري كل شيء لصهرك ! كان يرجوني وهو في السرير الأبيض بالمستشفى أن أذهب إلى البيت وأرتاح .
    تعافى بعض الشيء خلال إحدى فترات العلاج في الخارج ، فأخذ يطمئنني ويعدني بأنه سيقلع عن حياته السابقة ... وبدأ بالتنفيذ الفوري ، عشاء في مطعم متواضع ثم المكوث في البيت .
    ولكن من يحب الحياة « بدرجة عدنان بوظو » يصل إلى القناعة بأنه شفي من مرض عضال ، إذا لا مانع من السفر وممارسة الحياة المهنية العادية في الداخل والخارج ..
    غير أن القدر عاجله ... فانصاع ورحل على عجل ...
    لم أبك حين أبلغت بالنبأ ، لأننا كنا نبكيه كل يوم .. حتى انطفأ البكاء .
    ولـكـن جـذوة الـبـكـاء اشتعلت لحظة وضع الجثمان في النعش وارتفعت أصـوات المشيعين « لا إله إلا الله وأبو لؤي - حبيب الله » ... في تلك اللحظة أدركت لماذا كان عدنان بوظو يحب بلده وأبناء بلده .
    إنه رد الجميل العفوي ، إنه الحب الصادق . ليعذرني الجميع ، مـهـا ولؤي ولمى ورنا ، والـعـمـيـد فاروق ، والأحباء الكثر الكثر والأصدقاء والمخلصون والأوفياء ، ليعذروني لأني لم أعد أتي كثيراً إلى الشام التي أحب ...
    فماذا أتي أفعل بعد عدنان ؟ ...

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٣١-٢٠٢٣ ١٥.١٠_1.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	88.4 كيلوبايت 
الهوية:	92311 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٣١-٢٠٢٣ ١٥.١١_1.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	86.4 كيلوبايت 
الهوية:	92312 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٣١-٢٠٢٣ ١٥.١٢_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	88.6 كيلوبايت 
الهوية:	92313 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٣١-٢٠٢٣ ١٥.١٣_1.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	84.4 كيلوبايت 
الهوية:	92314 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٣-٣١-٢٠٢٣ ١٥.١٩_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	81.1 كيلوبايت 
الهوية:	92315

  • #2
    Al-Sham, so I relied on him for reservations, and he came the day before I traveled, and he used to take me in his car to the airport. Believe it or not, this story: The destination of the trip was Morocco, via Syria, he stayed up that night as usual and I stayed with him to a reasonable extent, but he came... as usual... very late... I was reassured by his regular alarm clock: a radio news bulletin London at six o'clock in the morning... I calmed down a bit when I heard the sound of the radio. But bring someone to wake him up at the specified time.. And when Umm Luay was unable, I did the task myself and succeeded...

    Time passes quickly, but the daily protocol is not breached for any reason. Breaking the table takes only a few minutes. ? Maybe he took the washed and ironed clothes... I'm waiting in the car. What prompted me to get off was the voice of the makoji: Now I'm stuck on ironing my pants. What does the pants look like? Shaw pants will appear on the screen.

    What an exciting scene: Adnan stands without his pants behind the wooden cutter, and only his upper half is visible. . The next scene, he and I are in the car, arguing: “The plane doesn’t catch up anymore…” .. “Adeel rattles, the plane doesn’t fly before you arrive… Take it from me, I’m Adnan Bouzoum, tell you… Adeel rattles. .

    ... Hey Adnan, it's over, we won't catch up anymore.. Take me to the Beirut garage... » « Adeel Khashisha, who were you up with yesterday? Not with Captain Ali Fadda .. I understood that he does not fly by plane before I drop you off » ... He stopped the car in front of the offices of the Syrian airline in the Seven Seas .. He got out and I thought he would make calls for me ..
    Oh nice, how far did I think... Minutes passed.. I got out of the car and found him arranging a date for his trip, the deadline for which is very long..
    He continued on his way to the airport, we arrived and in a very few minutes everything was done. A small car with my large suitcase searched my appearance and brought me to the plane’s stairs. I climbed with the large suitcase to find Captain Ali Fadda at the door of the plane: “…..he blew his mouth open.” Insults to me and Adili.

    Another story: We were in Morocco for an Arab championship, and I found a reservation with great difficulty on the Syrian plane that would take the Syrian delegation to Damascus, on the condition that I travel from there to Beirut by land.

    I, Adnan and the Syrian delegation were in the same hotel, and when the bus moved, Adnan did not move: Adil Bakir, let's go together by taxi... I did not want and went up with the boarders. We arrived at Casablanca airport and completed the paperwork and the first calls for our trip began.. We all laughed at Adnan and his indifference..because It was certain that he would miss the plane, for he had not arrived yet. Suddenly they inform us that the take-off time was delayed by two hours due to the discovery of a technical defect.
    His Holiness came, arrogant, laughing and gloating at me more than everyone else: I did not tell you that the plane would not fly without me... Let's convince him that the delay in take-off was due to a technical malfunction and not waiting for His Eminence's arrival.

    You all know the Seven Bahrat roundabout in the Levant, and everyone who drives a car knows that parking next to the opposite sidewalks is forbidden and even dangerous.. except for Hazrat Adnan Bouzo: stop the car in a place that is not more dangerous, I told him that it is forbidden to park.. he turned as usual a record: Adel rattles, what do you understand? Take down the honor..

    As the traffic policeman screamed like a madman, banging his fist on the car window in the direction of the driver who is an expert in traffic affairs: It is forbidden to park here... You don't see the sign.
    Here the policeman has gone mad: he is still telling me Adnan Bouzo... Faham is an Arab, it is forbidden to stand here...
    Adnan comments: Blindness shows that his age does not see TV...

    Countless stories like this and much funnier are recorded in Umm Louay's memoirs, which are supported by caricatures of her innovations and implementation, but only very close people can see them. Before their Lord on the Day of Judgment... and when it is her turn, our Lord, Glory be to Him, says to her: You are the wife of Adnan Bouzo... directly in Paradise.
    Or Luay, this honorable and patient wife, Adnan singled her out as he breathed his last with the phrase: You are a girl of origin.

    This person, who was attached to life, was attached to it, loved it, lived it, and did not miss a single minute without enjoying it.. as if he knew that his life was short. . His weapon was his health ordeal, apart from his intense optimism and attachment to life...

    He seemed worried about us, who were worried about him: Just don't torture yourself by coming from Lebanon.. There are no infections that we treat. He was carrying my concern: Maha, prepare everything for your son-in-law! While he was in the white bed in the hospital, he begged me to go home and rest.
    He recovered somewhat during one of the treatment periods abroad, so he reassured me and promised me that he would give up his previous life... And he began to implement it immediately, having dinner in a modest restaurant and then staying at home.
    But whoever loves life “to the degree of Adnan Bouzo” reaches the conviction that he has been cured of an incurable disease, so there is no objection to traveling and practicing a normal professional life at home and abroad.
    However, fate is urgent... So he obeyed and left in a hurry...
    I did not cry when I was informed of the news, because we wept for him every day.. until the crying stopped.
    But the flame of crying ignited the moment the body was placed in the casket and the mourners' voices rose: "There is no god but God and Abu Louay - the beloved of God"... At that moment, I realized why Adnan Bouzo loved his country and the people of his country.
    It is spontaneous return, it is sincere love. May everyone excuse me, Maha, Louay, Lama, Rana, Brigadier General Farouk, and the many, many beloved ones, loyal and loyal friends, for they excuse me because I no longer come often to Sham, which I love...
    What should I do after Adnan? ...

    تعليق

    يعمل...
    X