سرطان القولون Colon cancer - Cancer du côlon

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سرطان القولون Colon cancer - Cancer du côlon

    سرطان القولون

    تحدث أورام القولون cancer of the colon الخبيثة عند الإنسان غالباً في الأعمار المتقدمة نسبياً، وتصيب الرجال والنساء على حد سواء وبنسبة تكاد تكون متساوية. ويعد سرطان القولون من الأورام الشائعة، ويأتي بصورة عامة بالمرتبة الثانية في العالم الغربي من بين بقية أنواع السرطانات، وإن كانت نسبة حدوثه بتناقص ضئيل وذلك بسبب الكشف المبكر عن الآفات المؤهبة لتشكله، وعلى الرغم من ذلك تبقى الأورام الخبيثة للقولون السبب الثاني للوفيات من بين بقية الأورام التي تصيب الإنسان عموماً.
    يقسم القولون إلى ثلاثة أقسام تشريحية: القولون الأيمن أو الصاعد، والقولون المعترض، والقولون الأيسر أو النازل، ومن الممكن أن يصاب أي جزء من هذه الأجزاء بالسرطان، وقد تختلف الأعراض التي يشكو منها المصاب بسرطان القولون حسب توضعها:
    ففي سرطان القولون الأيمن: قد يشكو المريض من ألم في المنطقة السفلية اليمنى من البطن أو ما يعرف بالحفرة الحرقفية اليمنى (وهو مكان توضع الألم الناجم عن التهاب الزائدة الدودية)، وقد يكون الألم أحياناً فوق السرة، كما يصاب المريض بوهن وتعب بسبب حدوث فقر دم مزمن ناجم عن نزف الدم الخفي occult blood من دون أن يرى دماً صريحاً في برازه. وكل حالة فقر دم تكتشف عن طريق المصادفة عند شخص تجاوز الأربعين تستدعي التفكير بوجود ورم في القولون الأيمن وخاصة في منطقة الأعور.
    أما في سرطان القولون الأيسر: فإن الألم يحدث غالباً تحت منطقة السرة، وقد يصاب المريض باسهالات غير مفسرة، وربما تناوبت أحياناً مع الإمساك على نحو تلقائي ومن دون تناول المسهلات.
    إن رؤية الدم مع البراز هي علامة مهمة جداً في سرطان القولون الأيسر وخاصة للقسم السفلي منه.
    وأما الأعراض في سرطان القولون المعترض: فقد تكون مبهمة بعض الشيء، والألم غير محدد المكان مما يؤخر أحياناً تشخيص الورم.
    وبصورة عامة فإن أي تغيير في عادات التغوط عند إنسان تجاوز سن الأربعين يستدعي إجراء التحريات الطبية ومراجعة الطبيب، كما يجب ألا تعلل رؤية الدم في أثناء التغوط وخاصة الدم الممزوج مع البراز، على أنه ناجم عن بواسير نازفة أو شقوق شرجية، أو أن يعالج مدة طويلة على أنه إصابة بالزحار dysentery، ما لم يتم نفي الآفات الأخرى الأكثر خطورة وأهمية مثل سرطان القولون.
    طرق كشف سرطان القولون
    عندما يراجع المريض لعرض من الأعراض السابقة يجري الطبيب له فحوصاً تتدرج من المس الشرجي، إلى تحري الدم الخفي بالبراز، إلى تصوير القولون الظليل، وتنظير القولون بالمنظار الليفي المرنcolonoscopy. ويعد تنظير القولون الفحص الأساسي المعتمد عليه اليوم في تشخيص سرطان القولون، كما يعتمد لإجراء التقصي الشامل الوقائي screening لمن هم فوق سن الخمسين من العمر، ونسبة نجاحه مرتفعة تصل اليوم إلى 97%.
    أما التصوير الطبقي المحوري C.T.Scanفيعد من الفحوص المتممة الضرورية جداً في حال الإصابة بسرطان القولون، ومؤخراً أصبح لهذا الفحص دور في إجراء ما يسمى التنظير عن طريق التصوير (وهو ما يعرف بالتنظير الافتراضي virtual colonoscopy).
    الآفات المؤهبة لحدوث سرطان القولون
    سرطان القولون هو غالباً من النوع الغدي adenocarcinoma، أي على حساب الغدد الموجودة في الطبقة المخاطية (الداخلية) لجدار القولون، ولذلك فإن أي خلل قد يطرأ على هذه الطبقة يمكن أن يكون له دور في تشكل الورم الخبيث.
    ومن هذه الآفات:
    ـ المرجلات الغدية adenomatous polypsالكبيرة والتي يزيد حجمها على 10مم.
    ـ الورم الغدي الزغابي villous adenoma، والورم الغدي الزغابي المفرط الإفرازhypersecretive adenoma.
    ـ داء المرجلات العائلي familial polyposis.
    ـ التهاب القولون القرحي ulcerative colitis.
    ولمعرفة هذه الآفات واكتشافها لدى المريض دور كبير في الوقاية من الوصول إلى الحالة السرطانية وذلك عن طريق علاجها ومراقبة شفائها.
    العلاج
    ـ العلاج الجراحي surgical therapy: يعد الاستئصال الجراحي للورم مع هامش أمان من النسيج السليم حوله الإجراء الأساسي في معالجة أورام القولون الخبيثة. وهذا يكون بقصد الشفاء غالباً وذلك في المراحل المبكرة والمتوسطة من تطور الورم، وبما أن إصابة العقد اللمفية المحيطة بالورم شائع في سرطان القولون، لذلك يجرى في الوقت نفسه استئصال هذه العقد بغية إزالتها ومعرفة الإنذار المستقبلي.
    يستطب إجراء الاستئصال الجراحي للورم في كل الحالات التي تسمح بذلك حتى ولو كان هناك نقائل metastases ورمية لأماكن بعيدة، وذلك لتفادي حدوث المضاعفات مثل الانسداد المعوي، والانثقاب أو النزف.
    ـ المعالجة الكيميائية chemotherapy: تطورت المعالجة الكيميائية لسرطان القولون تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وأصبحت أكثر فعالية على منطقة الورم البدئي في القولون، وكذلك على النقائل الورمية، وخاصة الكبدية منها، وتسمى بالمعالجة الرديفة أو المساعدة adjuvant therapy لأنها غالباً ما تتمم عمل الجراحة، وهي ضرورية جداً لدى معظم المرضى وذلك لرفع نسبة الشفاء وتفادي النكس على المدى البعيد.
    ـ المعالجة الشعاعية radiotherapy: ليس للمعالجة عن طريق الأشعة دور في سرطان القولون بالذات، وإنما لها شأن هام في معالجة أورام المستقيم وهو الجزء الذي يلي منطقة السين من القولون النازل والذي ينتهي بالشرج.
    الإنذار prognosis
    يعد سرطان القولون من الأورام الجيدة الإنذار نسبياً، ويتعلق هذا الإنذار بالمرحلة النسيجية التي وصل إليها الورم حين استئصاله وتقسم إلى III, II, I. وتصل نسبة الشفاء إلى 90% في المرحلة I وتهبط إلى نحو 60% في المرحلة III.
    كذلك فإن لوجود نقائل ورمية في العقد اللمفية المجاورة للورم، أو ظهور نقائل كبدية أو حشوية أخرى بعيدة، دوراً كبيراً في تحديد هذا الإنذار نحو الأسوأ أو الأفضل.
    الوقاية والمراقبة
    تكون الوقاية من سرطان القولون عن طريق إجراء التنظير الدوري لمن تجاوزوا سن الخمسين وذلك مرة كل خمس سنوات بغية معالجة المرجلات واستئصالها حين وجودها.
    وقد تبين مؤخراً أن استعمال مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAI (ومن بينها الأسبرين) يقي من الإصابة بسرطان القولون عند الأشخاص الذين يعانون من داء المرجلات العائلي، وهو المرض المؤهب لهذا الورم.
    أما مراقبة المرضى المجرى لهم عمليات استئصال أورام قولونية فتتم دورياً في العام الأول والثالث والخامس بعد الاستئصال، وكذلك عن طريق إجراء عيار للواسمات السرطانية tumor markers كل ستة أشهر في العامين الأولين. ومن أهم هذه الواسمات مولد الضد السرطاني الجنيني الذي يعرف بالـ C.E.A.
    العوامل الوراثية في سرطان القولون
    تتم معرفة دور الوراثة الجزيئيةmolecular genetics المسؤولة عن سرطان القولون يوماً بعد يوم. فهناك جينات (مورثات) قاهرة مميزة مسؤولة عن حدوث الأورام في السرطان القولوني العائلي، أي وجود استعداد ضمن أفراد العائلة الواحدة لإصابة أكثر من شخص بهذا الورم. وهناك جينات مقهورة تصاب بطفرات mutationsتؤدي إلى حدوث الأورام الغدية المتعددة، ومن ثم تحولها إلى سرطان قولون. ولحدوث هذه الطفرات أهمية سريرية بالغة في إجراء المسح الاستقصائي الشامل لسرطان القولون عن طريق البحث عن الدنا DNA الموجود بالبراز، والذي يحوي هذه الطفرات، ومن ثم تشديد مراقبة هؤلاء الأشخاص عن طريق إجراء تنظير للقولون دورياً.
    معن المالكي
يعمل...
X