كتبت عنه .. نور الهدى قرفول « الأمين العام للجنة الأولمبية السورية ».. بعض من الذكريات
لقد كانت معرفتي الأولى به في السبعينيات مع بداية تعييني مدرسة في معهد التربية الرياضية للبنات في حلب ، حيث كان يدعى لحضور وتصوير وتغطية المهرجان الرياضي السنوي الذي كان يقام في نهاية العام الدراسي .
بعد انتخابي عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام في عام ١٩٨٢ وفي الفترة التي كان بها أبو لؤي مسؤولاً عن البرامج الرياضية في الإذاعة والتلفزيون ، كانت لي فرصة الالتقاء به والعمل معاً وعلى مدار العام بصفتي مسؤولة عن مكتب الإعلام والعلاقات الخارجية وذلك لتغطية أخبار المنظمة- ونشاطاتها ..
كان الخلاف معه دائماً على حجم النشاط المحلي في برامج الرياضة وخاصة في التلفزيون وكانت حجته دائماً- ضعف المسـتـوى .. وكان احتجاج اتحادات الألعاب والفروع والمكتب التنفيذي كبيراً جداً لطغيان النشاط الخارجي ، في وقت لا تأخذ فيه أية بطولة محلية أو عربية أو دورة دولية أو مؤتمرات سنوية أو طارئة أو اجتماعات هامة إلا حيزاً ضيقاً أو لا تذكر ضمن هذه البرامج . كان لديه رأي مختلف حول الهدف من البرامج الرياضية وخاصة أن عددها كان قليلاً « برنامج واحد في الأسبوع ، وتوفر كاميرا واحدة فقط للتصوير . وهذا ما دعا مكتب الإعلام وقتها للبحث عن إمكانية تأمين كاميرا خاصة بالمنظمة .. وتم ذلك فعلاً عن طريق إعانة يابانية حصل عليها المكتب وتم إحداث قسم خاص بالتصوير التلفزيوني .
كان لاذعاً في توصيف بعض الرياضات والرياضيين والمستوى الذي كانت عليه .. وللموضوعية فقد عدل كثيراً من انتقاداته مع تحسن المستوى الرياضي لنفس الألعاب .. كان مجتهداً في تطوير برامج الرياضة سواء في الإذاعة أو في التلفزيون- وكان يتعامل مع برامجه بمنتهى الجدية والمسؤولية المهنية سواء في تحضير المواد أو الإعداد أو التقديم ..
وكنت أول من اقترح عليه النقل المباشر لمباريات الدوري العام السوري لكرة القدم- وذلك بهدف
إفساح المجال لأكبر عدد من الجماهير لمتابعة فرق أنديتها- وللاستفادة من ذلك في نشر الوعي الرياضي وفعلا تم تحقيق الفكرة .. وكان مكتب الإعلام يقدم كل المساعدات اللوجستية لعملية النقل المباشر وكان رحمه الله يشرف بنفسه على النقل وعلى توزيع المعلقين وبرنامج النقل ..
- صحيفة الاتحاد
جانب آخر من معرفتي بالمرحوم عدنان- هو تأسيس صحيفة الاتحاد عام ١٩٨٢- أول صحيفة باسم منظمة الاتحاد الرياضي العام ، وبحكم موقعي نائباً لرئيس مجلس الإدارة الذي كان يعقد اجتماعاته الدورية- لمناقشة أمور الصحيفة وإعدادها والملاحظات على ما نشر ، وما يجب أن ينشر .. التيراج وتوزيع الجريدة .. ومراسليها ... أي بشكل عام سياسة وتوجهات الصحيفة .
كان لي عمل يومي ولقاء دائم معه ومع المرحوم طيب صفوة مدير التحرير وباقي أسرة التحرير
آنذاك لمناقشة مواد كل عدد ضمن جو أسروي مرح .. كان يرحمه الله متواضعاً .. ودمناً في تعامله مع طاقم الجريدة- وذا تعليقات ساخرة ولاذعة أحياناً ، تطول عدداً منهم بما يتناسب مع تصرفاتهم أو كتاباتهم ...
زاويته في « الصميم » كان يقرؤها على طاقم الصحيفة قبل طباعتها ويستمع إلى آراء الجميع حول مضمونها .. وكان يأخذ ببعض الآراء .. هذه الزاوية أثارت أكثر من زوبعة .. بل عواصف أحياناً لدى قيادة الرياضة آنذاك في المركز وفي الفروع ولدى الاتحادات ، وذلك لأنها كانت تحمل وجهة نظر أبي لؤي في قرارات وعمل قيادة الرياضة دون مجاملة أو مواربة .. وإنما بشكل مباشر .. كان دائماً يصرح أن الصحيفة هي صوت الرياضيين وليست صوت القيادة الرياضية ..
اختلفت معه ، رحمه الله كثيراً في أسلوب نقده وفي ضرورة التدقيق في حيثيات أي موضوع وفي مسوغات إصدار القرارات . كنا نتناقش ونتحاور ونختلف .. ولكننا دائماً احترمنا آراء بعضنا .. قد أكون من القلائل الذين جابهوا أبا لؤي مباشرة ، بالنقد لما يقدمه ، سواء في برامج الرياضة أو لما يكتبه في الصحيفة ، ولكنني بنفس الوقت كنت من القلائل أيضاً في قيادة العمل الرياضي المدافعين عنه حين كان الغضب يكبر من كتاباته وتعليقاته في الصميم » .
كان دفاعي منطلقاً من احترامي الشديد لكفاءته كإعلامي ، ومن صحة ما يكتبه في أغلب الأحيان رغم قساوته .. ولقناعتي بأهمية النقد الذاتي للعمل- واحترام رأي الآخرين ، وضرورة الاستماع إلى النقد الموجه لقيادة العمل- وللعمل الرياضي بشكل عام ... رغم خلاف معه على الأسلوب ، كان ملتزماً بعمله في الجريدة حتى أثناء مرضه .
- ندوات إعلامية ميدانية
كان يشارك منظمة الاتحاد الرياضي العام هدفها في تطوير ونشر الوعي الرياضي بين الجماهير ورفع كفاءة ووعي الإعلاميين ..
في نهاية الثمانينيات تضمنت خطة مكتب الإعلام في الاتحاد الرياضي العام تنظيم ندوات إعلامية مفتوحة بالتنسيق مع لجنة الصحفيين الرياضيين- والتي كان أبو لؤي هو المبادر لتأسيسها وانتسابها إلى الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية- حيث انتخب عضوا فيه وذلك بالتنسيق والتشاور مع الاتحاد الرياضي العام .
تم تنفيذ برنامج ندوات مفتوحة مع الإعلاميين وجماهير الأندية والعاملين في المجال الرياضي والفروع والأندية- وذلك في عدد من المحافظات السورية .
شاركت فيها إلى جانب أبي لؤي والسيدة العزيزة مها بدر - وكانت إلى جانب كونها صحفية عضواً في قيادة اتحاد شبيبة الثورة ، والصحفي المعروف عبد اللطيف البني- مسؤولاً عن صحيفة الموقف الرياضي وحسان البني وكان مسؤولا عن صحيفة الأسبوع الرياضي إلى جانب كونه أمين سر مكتب الإعلام في الاتحاد الرياضي العام .. وغيرهم ..
في هذه الندوات جرت حوارات صريحة ومورس النقد بكل مسؤولية ... وقد أعطى حضور عدنان بوظو هذه الندوات نكهة خاصة وحضوراً مكثفاً . حيث تم تسليط الضوء على كثير من معوقات العمل الإعلامي وأهمية توعية جماهير الأندية .. والأخلاق الرياضية التي يجب أن تسود مباريات كرة القدم .
- الدورة العاشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط اللاذقية ١٩٨٧ :
أثناء التحضير للدورة العاشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط والتي استضافتها اللاذقية إضافة لمدن أخرى : حلب- طرطوس- دمشق والتي شكلت نقلة نوعية في الرياضة السورية- بما فيها الإعلام الرياضي عملنا معاً في لجان التحضير .. وكان لاجتهاده ومثابرته الدور الكبير في تحقيق أول تجربة في الإعلام السوري وهي النقل المباشر من أكثر من موقع من مواقع الدورة .. أي التنقل بين مواقع الألعاب .. وقد تم ذلك بنجاح كبير .
- جائزة اللجنة الأولمبية الدولية :
بعد عودتي لموقع أمينة السر العام للجنة الأولمبية السورية في عام ٢٠٠٤. وبعد مرور ١٠ سنوات على وفاة عدنان بوظو ، رشحت اللجنة الأولمبية السورية الراحل للحصول على جائزة اللجنة الأولمبية الدولية حول الإعلام الرياضي وذلك لتميزه ولما أنجزه في مسيرة حياته الإعلامية .. وتم تسليم الجائزة لنجله لؤي .
يرحمك الله أبا لؤي .. كنت إعلامياً متميزاً- إنساناً بكل معنى الكلمة- محباً للحياة . واضحا وصريحاً وجريئاً .
كل الشكر لمن بادر ورعى ونفذ إصدار هذا الكتاب عن الإعلامي الكبير والقدير عدنان بوظو .
لقد كانت معرفتي الأولى به في السبعينيات مع بداية تعييني مدرسة في معهد التربية الرياضية للبنات في حلب ، حيث كان يدعى لحضور وتصوير وتغطية المهرجان الرياضي السنوي الذي كان يقام في نهاية العام الدراسي .
بعد انتخابي عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام في عام ١٩٨٢ وفي الفترة التي كان بها أبو لؤي مسؤولاً عن البرامج الرياضية في الإذاعة والتلفزيون ، كانت لي فرصة الالتقاء به والعمل معاً وعلى مدار العام بصفتي مسؤولة عن مكتب الإعلام والعلاقات الخارجية وذلك لتغطية أخبار المنظمة- ونشاطاتها ..
كان الخلاف معه دائماً على حجم النشاط المحلي في برامج الرياضة وخاصة في التلفزيون وكانت حجته دائماً- ضعف المسـتـوى .. وكان احتجاج اتحادات الألعاب والفروع والمكتب التنفيذي كبيراً جداً لطغيان النشاط الخارجي ، في وقت لا تأخذ فيه أية بطولة محلية أو عربية أو دورة دولية أو مؤتمرات سنوية أو طارئة أو اجتماعات هامة إلا حيزاً ضيقاً أو لا تذكر ضمن هذه البرامج . كان لديه رأي مختلف حول الهدف من البرامج الرياضية وخاصة أن عددها كان قليلاً « برنامج واحد في الأسبوع ، وتوفر كاميرا واحدة فقط للتصوير . وهذا ما دعا مكتب الإعلام وقتها للبحث عن إمكانية تأمين كاميرا خاصة بالمنظمة .. وتم ذلك فعلاً عن طريق إعانة يابانية حصل عليها المكتب وتم إحداث قسم خاص بالتصوير التلفزيوني .
كان لاذعاً في توصيف بعض الرياضات والرياضيين والمستوى الذي كانت عليه .. وللموضوعية فقد عدل كثيراً من انتقاداته مع تحسن المستوى الرياضي لنفس الألعاب .. كان مجتهداً في تطوير برامج الرياضة سواء في الإذاعة أو في التلفزيون- وكان يتعامل مع برامجه بمنتهى الجدية والمسؤولية المهنية سواء في تحضير المواد أو الإعداد أو التقديم ..
وكنت أول من اقترح عليه النقل المباشر لمباريات الدوري العام السوري لكرة القدم- وذلك بهدف
إفساح المجال لأكبر عدد من الجماهير لمتابعة فرق أنديتها- وللاستفادة من ذلك في نشر الوعي الرياضي وفعلا تم تحقيق الفكرة .. وكان مكتب الإعلام يقدم كل المساعدات اللوجستية لعملية النقل المباشر وكان رحمه الله يشرف بنفسه على النقل وعلى توزيع المعلقين وبرنامج النقل ..
- صحيفة الاتحاد
جانب آخر من معرفتي بالمرحوم عدنان- هو تأسيس صحيفة الاتحاد عام ١٩٨٢- أول صحيفة باسم منظمة الاتحاد الرياضي العام ، وبحكم موقعي نائباً لرئيس مجلس الإدارة الذي كان يعقد اجتماعاته الدورية- لمناقشة أمور الصحيفة وإعدادها والملاحظات على ما نشر ، وما يجب أن ينشر .. التيراج وتوزيع الجريدة .. ومراسليها ... أي بشكل عام سياسة وتوجهات الصحيفة .
كان لي عمل يومي ولقاء دائم معه ومع المرحوم طيب صفوة مدير التحرير وباقي أسرة التحرير
آنذاك لمناقشة مواد كل عدد ضمن جو أسروي مرح .. كان يرحمه الله متواضعاً .. ودمناً في تعامله مع طاقم الجريدة- وذا تعليقات ساخرة ولاذعة أحياناً ، تطول عدداً منهم بما يتناسب مع تصرفاتهم أو كتاباتهم ...
زاويته في « الصميم » كان يقرؤها على طاقم الصحيفة قبل طباعتها ويستمع إلى آراء الجميع حول مضمونها .. وكان يأخذ ببعض الآراء .. هذه الزاوية أثارت أكثر من زوبعة .. بل عواصف أحياناً لدى قيادة الرياضة آنذاك في المركز وفي الفروع ولدى الاتحادات ، وذلك لأنها كانت تحمل وجهة نظر أبي لؤي في قرارات وعمل قيادة الرياضة دون مجاملة أو مواربة .. وإنما بشكل مباشر .. كان دائماً يصرح أن الصحيفة هي صوت الرياضيين وليست صوت القيادة الرياضية ..
اختلفت معه ، رحمه الله كثيراً في أسلوب نقده وفي ضرورة التدقيق في حيثيات أي موضوع وفي مسوغات إصدار القرارات . كنا نتناقش ونتحاور ونختلف .. ولكننا دائماً احترمنا آراء بعضنا .. قد أكون من القلائل الذين جابهوا أبا لؤي مباشرة ، بالنقد لما يقدمه ، سواء في برامج الرياضة أو لما يكتبه في الصحيفة ، ولكنني بنفس الوقت كنت من القلائل أيضاً في قيادة العمل الرياضي المدافعين عنه حين كان الغضب يكبر من كتاباته وتعليقاته في الصميم » .
كان دفاعي منطلقاً من احترامي الشديد لكفاءته كإعلامي ، ومن صحة ما يكتبه في أغلب الأحيان رغم قساوته .. ولقناعتي بأهمية النقد الذاتي للعمل- واحترام رأي الآخرين ، وضرورة الاستماع إلى النقد الموجه لقيادة العمل- وللعمل الرياضي بشكل عام ... رغم خلاف معه على الأسلوب ، كان ملتزماً بعمله في الجريدة حتى أثناء مرضه .
- ندوات إعلامية ميدانية
كان يشارك منظمة الاتحاد الرياضي العام هدفها في تطوير ونشر الوعي الرياضي بين الجماهير ورفع كفاءة ووعي الإعلاميين ..
في نهاية الثمانينيات تضمنت خطة مكتب الإعلام في الاتحاد الرياضي العام تنظيم ندوات إعلامية مفتوحة بالتنسيق مع لجنة الصحفيين الرياضيين- والتي كان أبو لؤي هو المبادر لتأسيسها وانتسابها إلى الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية- حيث انتخب عضوا فيه وذلك بالتنسيق والتشاور مع الاتحاد الرياضي العام .
تم تنفيذ برنامج ندوات مفتوحة مع الإعلاميين وجماهير الأندية والعاملين في المجال الرياضي والفروع والأندية- وذلك في عدد من المحافظات السورية .
شاركت فيها إلى جانب أبي لؤي والسيدة العزيزة مها بدر - وكانت إلى جانب كونها صحفية عضواً في قيادة اتحاد شبيبة الثورة ، والصحفي المعروف عبد اللطيف البني- مسؤولاً عن صحيفة الموقف الرياضي وحسان البني وكان مسؤولا عن صحيفة الأسبوع الرياضي إلى جانب كونه أمين سر مكتب الإعلام في الاتحاد الرياضي العام .. وغيرهم ..
في هذه الندوات جرت حوارات صريحة ومورس النقد بكل مسؤولية ... وقد أعطى حضور عدنان بوظو هذه الندوات نكهة خاصة وحضوراً مكثفاً . حيث تم تسليط الضوء على كثير من معوقات العمل الإعلامي وأهمية توعية جماهير الأندية .. والأخلاق الرياضية التي يجب أن تسود مباريات كرة القدم .
- الدورة العاشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط اللاذقية ١٩٨٧ :
أثناء التحضير للدورة العاشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط والتي استضافتها اللاذقية إضافة لمدن أخرى : حلب- طرطوس- دمشق والتي شكلت نقلة نوعية في الرياضة السورية- بما فيها الإعلام الرياضي عملنا معاً في لجان التحضير .. وكان لاجتهاده ومثابرته الدور الكبير في تحقيق أول تجربة في الإعلام السوري وهي النقل المباشر من أكثر من موقع من مواقع الدورة .. أي التنقل بين مواقع الألعاب .. وقد تم ذلك بنجاح كبير .
- جائزة اللجنة الأولمبية الدولية :
بعد عودتي لموقع أمينة السر العام للجنة الأولمبية السورية في عام ٢٠٠٤. وبعد مرور ١٠ سنوات على وفاة عدنان بوظو ، رشحت اللجنة الأولمبية السورية الراحل للحصول على جائزة اللجنة الأولمبية الدولية حول الإعلام الرياضي وذلك لتميزه ولما أنجزه في مسيرة حياته الإعلامية .. وتم تسليم الجائزة لنجله لؤي .
يرحمك الله أبا لؤي .. كنت إعلامياً متميزاً- إنساناً بكل معنى الكلمة- محباً للحياة . واضحا وصريحاً وجريئاً .
كل الشكر لمن بادر ورعى ونفذ إصدار هذا الكتاب عن الإعلامي الكبير والقدير عدنان بوظو .
تعليق