سركيس (خليل خطّار ـ)
(1258 ـ 1334هـ/1842 ـ 1915م)
خليل خطّار سركيس، أديب وصحفي لبناني، ومؤسس جريدة «لسان الحال» و«المطبعة الأدبية» في بيروت، ولد في «عُبَيهْ» وفي عام 1850 قدم مع أسرته إلى بيروت ليتلقى العلم في المدرسة الأميركية، وصار يتردد على المطبعة الأمريكية حتى تعلم فيها صناعة الطباعة وأتقنها، وفي عام 1868 أنشأ بالاشتراك مع بطرس البستاني «مطبعة المعارف». وفي عام 1873 تزوج إحدى كريمات البستاني.
في عام 1875 تخلى عن مطبعة المعارف، وحصل على امتياز مطبعة خاصة به سماها «المطبعة الأدبية» التي أصدر عنها جريدة «لسان الحال» سنة 1877 ومجلة «المشكاة» عام 1878، وقد ساعده على تحريرها نخبة من أدباء ذلك العصر.
وجه خليل سركيس عنايته إلى سبك الحروف الطباعية، وإيجاد أنواع منها لم تكن معروفة قبله، واشتهرت حروفه بالجودة والإتقان في كل أنحاء العالم.
في عام 1892 سافر إلى الأستانة ولقي فيها الحفاوة والتكريم، وقلد الوسامين المجيدي الثالث والعثماني الرابع، وألّف كتاباً عن هذه الرحلة، جمع فيه العديد من الحوادث التاريخية والفوائد القيّمة. لكن الدهر لم يصفُ له، فقد التهمت النار مطبعته عام 1895، وأصيب بفقد أخيه، ثم ابنتيه.
انتخب عضواً في مجلس ولاية بيروت، ورئيساً للجمعية الخيرية الإنجيلية.
في عام 1911 أصيب بمرض، فاضطر إلى اعتزال العمل في المطبعة والجريدة، واعتمد في ذلك على ابنه الوحيد «رامز» الذي قام بإدارتهما خير قيام، وكان يتلقى توجيهات والده وإرشاداته فيعمل بها وينفذها له. وظل يعاني المرض طوال أربع سنوات، إلى أن وافته المنية وهو في الثالثة والسبعين من عمره.
كانت جريدة «لسان الحال» ـ وهي جريدة سياسية تجارية علمية أدبية، أول صوت طالب بالإصلاح بعد تعليق الدستور العثماني، فقد نشر صاحبها عام 1878 عدة مقالات طالب فيها بتحقيق الإصلاح الدستوري.
وإضافة إلى عمله في الصحافة، قام بتنقيح وطباعة ديوان «عنترة العبسي» وكتاب «ألف ليلة وليلة» و«مقدمة ابن خلدون»، و«مقامات الحريري»، وتأليف كتاب «سلاسل القراءة» في ستة أجزاء لطلاب المدارس، وكتاب «أستاذ الطباخين وتذكرة الخواتين» وكتاب «العادات» ورواية «سعيد وسعدة» وكتاب «نزهة الخواطر» وكتاب «تاريخ القدس الشريف» و«معجم اللسان».
وقد تميز أسلوبه بالرقة والسهولة، وكان يوشّيه بالاستعارات وضرب الأمثال، مما يزيد كتاباته رشاقة وتحبباً ووقعاً في النفس.
عيسى فتوح
(1258 ـ 1334هـ/1842 ـ 1915م)
خليل خطّار سركيس، أديب وصحفي لبناني، ومؤسس جريدة «لسان الحال» و«المطبعة الأدبية» في بيروت، ولد في «عُبَيهْ» وفي عام 1850 قدم مع أسرته إلى بيروت ليتلقى العلم في المدرسة الأميركية، وصار يتردد على المطبعة الأمريكية حتى تعلم فيها صناعة الطباعة وأتقنها، وفي عام 1868 أنشأ بالاشتراك مع بطرس البستاني «مطبعة المعارف». وفي عام 1873 تزوج إحدى كريمات البستاني.
في عام 1875 تخلى عن مطبعة المعارف، وحصل على امتياز مطبعة خاصة به سماها «المطبعة الأدبية» التي أصدر عنها جريدة «لسان الحال» سنة 1877 ومجلة «المشكاة» عام 1878، وقد ساعده على تحريرها نخبة من أدباء ذلك العصر.
وجه خليل سركيس عنايته إلى سبك الحروف الطباعية، وإيجاد أنواع منها لم تكن معروفة قبله، واشتهرت حروفه بالجودة والإتقان في كل أنحاء العالم.
في عام 1892 سافر إلى الأستانة ولقي فيها الحفاوة والتكريم، وقلد الوسامين المجيدي الثالث والعثماني الرابع، وألّف كتاباً عن هذه الرحلة، جمع فيه العديد من الحوادث التاريخية والفوائد القيّمة. لكن الدهر لم يصفُ له، فقد التهمت النار مطبعته عام 1895، وأصيب بفقد أخيه، ثم ابنتيه.
انتخب عضواً في مجلس ولاية بيروت، ورئيساً للجمعية الخيرية الإنجيلية.
في عام 1911 أصيب بمرض، فاضطر إلى اعتزال العمل في المطبعة والجريدة، واعتمد في ذلك على ابنه الوحيد «رامز» الذي قام بإدارتهما خير قيام، وكان يتلقى توجيهات والده وإرشاداته فيعمل بها وينفذها له. وظل يعاني المرض طوال أربع سنوات، إلى أن وافته المنية وهو في الثالثة والسبعين من عمره.
كانت جريدة «لسان الحال» ـ وهي جريدة سياسية تجارية علمية أدبية، أول صوت طالب بالإصلاح بعد تعليق الدستور العثماني، فقد نشر صاحبها عام 1878 عدة مقالات طالب فيها بتحقيق الإصلاح الدستوري.
وإضافة إلى عمله في الصحافة، قام بتنقيح وطباعة ديوان «عنترة العبسي» وكتاب «ألف ليلة وليلة» و«مقدمة ابن خلدون»، و«مقامات الحريري»، وتأليف كتاب «سلاسل القراءة» في ستة أجزاء لطلاب المدارس، وكتاب «أستاذ الطباخين وتذكرة الخواتين» وكتاب «العادات» ورواية «سعيد وسعدة» وكتاب «نزهة الخواطر» وكتاب «تاريخ القدس الشريف» و«معجم اللسان».
وقد تميز أسلوبه بالرقة والسهولة، وكان يوشّيه بالاستعارات وضرب الأمثال، مما يزيد كتاباته رشاقة وتحبباً ووقعاً في النفس.
عيسى فتوح