تويت
"السعدي".. سرّ صغير وراء إبداعه في التصوير
السويداء
أبدع الفنان "رامي السعدي" المغترب في "نيجيريا" منذ مطلع الألفية الجديدة بفن التصوير الضوئي؛ كاسراً حاجز الخوف في هذا المجال الواسع، ليكسب جوائز عديدة، ويحقق شهرة دولية بأقل من سنة.
و"السعدي" في اغترابه الطويل يبحث عن مواطن الجمال في وطنه الأم، وفي البلاد التي احتضنت موهبته، حيث تحدث لمدونة وطن "eSyria"؛ التي تواصلت معه، ليحدثنا عن الرابط بين هوايته وغربته بالقول: «لا أعتقد أن هناك أي رابط أو علاقة بين البلد الذي أقيم فيه وبين هواية التصوير، بل كنت أشاهد بعض الأعمال التي تستقطبني وتشدّني وتثير فضولي بكيفيّة تصوير أو تصميم مثل تلك الصور؛ وهو ما دفعني إلى البحث عبر الإنترنت لتعلم مثل هذه الأساليب والمحاور التي تختص في التصوير الفني ودمج أكثر من صورة للخروج بمشهد معين. هذا البحث والتعلّم المضني أخذ مني خمس سنوات كاملة ابتدأته بتعلم الرسم على "الفوتوشوب" الذي لا يختلف كثيراً عن الرسم على الورق».
على الرغم من الوجع الذي تسببه حالة الفقد والبعد عن العائلة والوطن، إلا أن للغربة دوراً كبيراً في تفتح تلك الموهبة التي صقلها بالعلم والمعرفة بعيداً عن الوظيفة التي أصبحت مع الوقت روتيناً يومياً، ويضيف: «قدمت لي "نيجيريا" وطناً احتضنني وطور من ملكاتي وشخصيتي الجديدة، وأدخلتني في عوالم بعيدة عن الهدف الذي أتيت من أجله ككل شاب باحث عن الاستقرار المادي، لكن من المستحيل أن يعوضني ذلك عن وطني الأم "سورية".
إحدى الصور الفائزة دولياً
قدمت غربتي مستقبلاً جيداً وعيشاً كريماً لم أستطع أن أقطفهما في بلدي نظراً لأمور كثيرة، لكن الغربة تبقى غربة، وفيها غصة الوطن مهما كنا منسجمين مع وسطنا والمجتمع الذي نعيش ضمنه».
في صوره تقنيات لم نعهدها من قبل في التصوير، وتختلف أدواته عن باقي المصورين ليخط لنفسه عالماً مغايراً، حيث يضيف: «يختلف التصوير بمحاوره، يتنوع ويخرج عن نطاق محدد أو معيار واحد. باختصار، فإن ما أقدمه ببعض الأعمال يبدأ بفكرة، أترجمها برسمة بسيطة (سكيتش) على ورقة، وهذا يساعدني على انتقاء موضوعي بحرفية أكبر، والعناصر المكوّنة لهذا المشهد بعناية أكثر.
جائزة المسابقة الدولية
هنا نخرج بفننا عن إطار الصورة الواحدة ومتطلبات تصويرها، فأنا يهمني "الموديل" أو الشخص الذي أريد قصه من صورة ما وزرعه في مشهدي من دون الاكتراث لما يدور حوله، المهم هو العنصر الذي أريد استخراجه من الصورة ليساعدني على تكوين المشهد الذي كنت قد رسمته مسبقاً، كما أن علينا مراعاة ضبط الكاميرا، فهذه الأمور من الأساسيات المطلوبة بكل صورة يلتقطها المصور، وتدل على مدى خبرته وتمكّنه من هذه الحرفة أو الموهبة أو الفن، فمثلاً التعريض الزائد للصورة يحرق بعض تفاصيلها بالضوء ويظهر أجزاءاً منها بشكل مبهر خالٍ من أي تفاصيل؛ وهذا يجعل المظهر العام للصورة غير لائق، كما أن التعريض القليل للضوء يظهر الصورة بشكل قاتم ومعتم نسبياً؛ وهذا يؤدي إلى أن تكون كمية السواد طاغية على المشهد بوقت يجب أن يكون الضوء أساساً فيه مثلاً. كل يوم هناك أمر جديد أتعلمه في هذا المجال، ولايزال الدرب أمامي طويلاً إلى أن أصل إلى مبتغاي، فالإرادة والتصميم والكد والمحاولة والتجربة هي التي توصل الشخص إلى هدفه».
بقي مواظباً على العلم والمحاولة حتى قرر أخيراً الإفراج عن أعماله والدخول في مغامرة العالمية الحق المشروع لكل فنان، ويؤكد: «موضوع المسابقات والجوائز فهو أمر جديد عليّ لكون خبرتي قصيرة بهذا المجال، خصوصاً أن الأمر صعب نوعاً ما ليكون المصور ملماً بجدول مواعيد المسابقات العربية والعالمية للمشاركة بها، وفي السنة الأخيرة شاركت بمسابقة دولية هي Photo Clb" Arizona" في "صربيا" تحت رعاية أكبر منظمات عالمية للتصوير الضوئي، مثل: "FIAP، وPSA، وRPS" وقد حصلت على جائزتين، هما: "FIAP HM"، و"RPS HM"، وكذلك نلت العديد من الجوائز العربية، والميزة التي أحرص عليها في عملي تتلخص بكلمة واحدة هي البساطة، فأنا أحب البساطة ولا ألجأ إلى التعقيد في صوري، وأؤمن بأنها تزداد جمالاً كلما اختصرنا شخصيّات البطولة فيها، وتلاحظ من أعمالي أن الأبطال هم شخصيات عادية محببة وبسيطة من وطني ومن الوطن الذي أسكنه، وأعتقد أن البساطة في العناصر هي التي أوصلتني».
الصورة التي شغلت مواقع التواصل من إبداعه
وكان للكاتب والباحث "كمال الشوفاني" الذي يمتلك أرشيفاً مهماً من الصور؛ رأي في أعمال "السعدي"، يقول: «يسعى "رامي" لتقديم فن خاص به لا يدرك المشاهد من النظرة الأولى الجهد الذي بذل من أجل إنجازه. هو مصور محترف ذو عين قناصة للجمال والمشاهد الجميلة، لكن الأصعب في الموضوع هو العمل على تلك الصورة أو الصور (لكونه يستخدم أكثر من لقطة أحياناً لإنتاج صورة مركبة) باستخدام برامج إلكترونية "كالفوتوشوب" آخذاً بعين الاعتبار استخدام الألوان والظلال المناسبة التي تعطي الإيحاء المرجو من فكرة الصورة. أما عمله الآخر والأصعب فهو الرسم بالفوتوشوب؛ وهو موضوع صعب ويحتاج إلى احترافية خاصة يبدع فيها، وأمر آخر يجعلنا نعجب بأعماله هو اختيار البيئة التي عاش ويعيش فيها ليوثقها بأعماله الفنية إن كان في بلده "سورية"، وعلى الأخص محافظة "السويداء" التي ينتمي إليها، أو في "أفريقيا" حيث يعيش حالياً، مع ملاحظة أن الإنسان هو الفكرة الأساسية في أعماله، وتحيط بالإنسان البيئة التي يعيش فيها، وهنا يأتي دوره باختيار عناصر بيئية ملائمة لإيصال فكرة الصورة بالكامل؛ فربما التقط صورة لشخص في مكان عادي لا يعطي الانطباع الكامل لفكرة الصورة، فيأتي بلقطة من مكان آخر ضمن البيئة نفسها ويجمعها باللقطة الأولى فينتج عنها صورة ذات فكرة معينة متكاملة أراد إيصالها بصرياً إلى المشاهد».
بقي أن نذكر، أن "السعدي" من مواليد مدينة "صلخد"، عام 1979
- ضياء الصحناوي
السويداء
أبدع الفنان "رامي السعدي" المغترب في "نيجيريا" منذ مطلع الألفية الجديدة بفن التصوير الضوئي؛ كاسراً حاجز الخوف في هذا المجال الواسع، ليكسب جوائز عديدة، ويحقق شهرة دولية بأقل من سنة.
و"السعدي" في اغترابه الطويل يبحث عن مواطن الجمال في وطنه الأم، وفي البلاد التي احتضنت موهبته، حيث تحدث لمدونة وطن "eSyria"؛ التي تواصلت معه، ليحدثنا عن الرابط بين هوايته وغربته بالقول: «لا أعتقد أن هناك أي رابط أو علاقة بين البلد الذي أقيم فيه وبين هواية التصوير، بل كنت أشاهد بعض الأعمال التي تستقطبني وتشدّني وتثير فضولي بكيفيّة تصوير أو تصميم مثل تلك الصور؛ وهو ما دفعني إلى البحث عبر الإنترنت لتعلم مثل هذه الأساليب والمحاور التي تختص في التصوير الفني ودمج أكثر من صورة للخروج بمشهد معين. هذا البحث والتعلّم المضني أخذ مني خمس سنوات كاملة ابتدأته بتعلم الرسم على "الفوتوشوب" الذي لا يختلف كثيراً عن الرسم على الورق».
قدمت لي "نيجيريا" وطناً احتضنني وطور من ملكاتي وشخصيتي الجديدة، وأدخلتني في عوالم بعيدة عن الهدف الذي أتيت من أجله ككل شاب باحث عن الاستقرار المادي، لكن من المستحيل أن يعوضني ذلك عن وطني الأم "سورية". قدمت غربتي مستقبلاً جيداً وعيشاً كريماً لم أستطع أن أقطفهما في بلدي نظراً لأمور كثيرة، لكن الغربة تبقى غربة، وفيها غصة الوطن مهما كنا منسجمين مع وسطنا والمجتمع الذي نعيش ضمنه
على الرغم من الوجع الذي تسببه حالة الفقد والبعد عن العائلة والوطن، إلا أن للغربة دوراً كبيراً في تفتح تلك الموهبة التي صقلها بالعلم والمعرفة بعيداً عن الوظيفة التي أصبحت مع الوقت روتيناً يومياً، ويضيف: «قدمت لي "نيجيريا" وطناً احتضنني وطور من ملكاتي وشخصيتي الجديدة، وأدخلتني في عوالم بعيدة عن الهدف الذي أتيت من أجله ككل شاب باحث عن الاستقرار المادي، لكن من المستحيل أن يعوضني ذلك عن وطني الأم "سورية".
إحدى الصور الفائزة دولياً
قدمت غربتي مستقبلاً جيداً وعيشاً كريماً لم أستطع أن أقطفهما في بلدي نظراً لأمور كثيرة، لكن الغربة تبقى غربة، وفيها غصة الوطن مهما كنا منسجمين مع وسطنا والمجتمع الذي نعيش ضمنه».
في صوره تقنيات لم نعهدها من قبل في التصوير، وتختلف أدواته عن باقي المصورين ليخط لنفسه عالماً مغايراً، حيث يضيف: «يختلف التصوير بمحاوره، يتنوع ويخرج عن نطاق محدد أو معيار واحد. باختصار، فإن ما أقدمه ببعض الأعمال يبدأ بفكرة، أترجمها برسمة بسيطة (سكيتش) على ورقة، وهذا يساعدني على انتقاء موضوعي بحرفية أكبر، والعناصر المكوّنة لهذا المشهد بعناية أكثر.
جائزة المسابقة الدولية
هنا نخرج بفننا عن إطار الصورة الواحدة ومتطلبات تصويرها، فأنا يهمني "الموديل" أو الشخص الذي أريد قصه من صورة ما وزرعه في مشهدي من دون الاكتراث لما يدور حوله، المهم هو العنصر الذي أريد استخراجه من الصورة ليساعدني على تكوين المشهد الذي كنت قد رسمته مسبقاً، كما أن علينا مراعاة ضبط الكاميرا، فهذه الأمور من الأساسيات المطلوبة بكل صورة يلتقطها المصور، وتدل على مدى خبرته وتمكّنه من هذه الحرفة أو الموهبة أو الفن، فمثلاً التعريض الزائد للصورة يحرق بعض تفاصيلها بالضوء ويظهر أجزاءاً منها بشكل مبهر خالٍ من أي تفاصيل؛ وهذا يجعل المظهر العام للصورة غير لائق، كما أن التعريض القليل للضوء يظهر الصورة بشكل قاتم ومعتم نسبياً؛ وهذا يؤدي إلى أن تكون كمية السواد طاغية على المشهد بوقت يجب أن يكون الضوء أساساً فيه مثلاً. كل يوم هناك أمر جديد أتعلمه في هذا المجال، ولايزال الدرب أمامي طويلاً إلى أن أصل إلى مبتغاي، فالإرادة والتصميم والكد والمحاولة والتجربة هي التي توصل الشخص إلى هدفه».
بقي مواظباً على العلم والمحاولة حتى قرر أخيراً الإفراج عن أعماله والدخول في مغامرة العالمية الحق المشروع لكل فنان، ويؤكد: «موضوع المسابقات والجوائز فهو أمر جديد عليّ لكون خبرتي قصيرة بهذا المجال، خصوصاً أن الأمر صعب نوعاً ما ليكون المصور ملماً بجدول مواعيد المسابقات العربية والعالمية للمشاركة بها، وفي السنة الأخيرة شاركت بمسابقة دولية هي Photo Clb" Arizona" في "صربيا" تحت رعاية أكبر منظمات عالمية للتصوير الضوئي، مثل: "FIAP، وPSA، وRPS" وقد حصلت على جائزتين، هما: "FIAP HM"، و"RPS HM"، وكذلك نلت العديد من الجوائز العربية، والميزة التي أحرص عليها في عملي تتلخص بكلمة واحدة هي البساطة، فأنا أحب البساطة ولا ألجأ إلى التعقيد في صوري، وأؤمن بأنها تزداد جمالاً كلما اختصرنا شخصيّات البطولة فيها، وتلاحظ من أعمالي أن الأبطال هم شخصيات عادية محببة وبسيطة من وطني ومن الوطن الذي أسكنه، وأعتقد أن البساطة في العناصر هي التي أوصلتني».
الصورة التي شغلت مواقع التواصل من إبداعه
وكان للكاتب والباحث "كمال الشوفاني" الذي يمتلك أرشيفاً مهماً من الصور؛ رأي في أعمال "السعدي"، يقول: «يسعى "رامي" لتقديم فن خاص به لا يدرك المشاهد من النظرة الأولى الجهد الذي بذل من أجل إنجازه. هو مصور محترف ذو عين قناصة للجمال والمشاهد الجميلة، لكن الأصعب في الموضوع هو العمل على تلك الصورة أو الصور (لكونه يستخدم أكثر من لقطة أحياناً لإنتاج صورة مركبة) باستخدام برامج إلكترونية "كالفوتوشوب" آخذاً بعين الاعتبار استخدام الألوان والظلال المناسبة التي تعطي الإيحاء المرجو من فكرة الصورة. أما عمله الآخر والأصعب فهو الرسم بالفوتوشوب؛ وهو موضوع صعب ويحتاج إلى احترافية خاصة يبدع فيها، وأمر آخر يجعلنا نعجب بأعماله هو اختيار البيئة التي عاش ويعيش فيها ليوثقها بأعماله الفنية إن كان في بلده "سورية"، وعلى الأخص محافظة "السويداء" التي ينتمي إليها، أو في "أفريقيا" حيث يعيش حالياً، مع ملاحظة أن الإنسان هو الفكرة الأساسية في أعماله، وتحيط بالإنسان البيئة التي يعيش فيها، وهنا يأتي دوره باختيار عناصر بيئية ملائمة لإيصال فكرة الصورة بالكامل؛ فربما التقط صورة لشخص في مكان عادي لا يعطي الانطباع الكامل لفكرة الصورة، فيأتي بلقطة من مكان آخر ضمن البيئة نفسها ويجمعها باللقطة الأولى فينتج عنها صورة ذات فكرة معينة متكاملة أراد إيصالها بصرياً إلى المشاهد».
بقي أن نذكر، أن "السعدي" من مواليد مدينة "صلخد"، عام 1979