"سنان الضابط".. التفرد في الصورة الانطباعية
نورس محمد علي
طرطوس
يبحث بين لقطاته الفنية عن التفرد، لإيمانه بدور الناقد والمشاهد بتحديد خصوصية المستقبل، فصوره الانطباعية بوصلته للوصول إلى المصور الفنان.
فالمصور "سنان الضابط" وجد في مرحلة من مراحل حياته العملية نافذة لإلقاء الضوء عليها وتوثيقها لأنها الأميز في حياته، فما كان منه إلا أن بدأ بتوثيقها بعدسته التي استهوته على الدوام، فكانت فرصة للتجريب والممارسة والتمرين في فن التصوير الضوئي للوصول إلى خصوصية يحلم بها.
موقع eSyria التقى المصور "سنان الضابط" بتاريخ 6/2/2012 وأجرى معه الحوار التالي:
دمشق 2009
** بشكل عام أحب مختلف أنواع التصوير ولكن يستهويني بشكل خاص البورتريه والمشاهد الطبيعية والماكرو.
روما 2011
** في الحقيقة أنا ماأزال في طور تصوير الجمالية، مع التركيز على اللمسة والتأثير البشري على المكان، وتفاعل الأفكار والانتماءات وخلفيات المجتمعات المختلفة، ومحاولة عكسها من خلال الصورة الضوئية.
طرطوس 2010
*هل تمتلك خصوصية ما كمصور ضوئي حسب رأيك؟
** بشكل عام أؤمن بعملية النقد البناء، ودور المتلقي في المشاهدة والتعبير عما اختزن في ذاكرته من مؤثرات وخلفيات المشاهدة، ومن هذا المبدأ أقول إن المشاهد والناقد هما من يحددان خصوصية المصور الضوئي وليس المصور نفسه.
** لقد درست إدارة الفنادق في الأكاديمية الأميركية لإدارة الفنادق في "الأردن"، وهذه الفترة ساهمت في بلورة جزء من شخصيتي، إلا أن وجود أشخاص مهمين في حياتي في مرحلة ما بعد الدراسة مباشرة، هو الذي دفعني لشراء أول آلة تصوير، لأرشفة أهم جزء من حياتي، وهو خلال عملي في فندق "الفورسيزنز" لمدة خمس سنوات، ما جعلني اكتشف ميولاً وحباً للتصوير الضوئي، وهنا كان الدافع الحقيقي لتطوير هوايتي بالتجريب والقراءة وتبادل التجارب والأفكار مع الأصدقاء.
** لكل منا مخزونه الذي يعنى به حتى بعد نضجه العمري، فالذاكرة في معظمها تراكمات صور وانطباعات مر بها الشخص في مراحل عمرية متعددة، وهنا يأتي دور الصورة ومدى تطابقها مع أفكار يخيل للمصور العمل عليها بعد إعادة تشكلها في مخيلته وفقا لحالات نفسية وإنسانية معينة.
** الصورة بالنسبة لي هي مستودع للذكريات والانطباعات، ومشاعري وأحاسيسي في كل لحظة، وتجارب مراحل حياتي التي مررت بها وأمر فيها حالياً، في حين أن عدستي تمثل العشق التقني الذي يخلد صورتي بكل ما تملكه هذه الصورة من قدرات بصرية وإمكانيات جمالية ومقومات فنية وتعابير حسية.
** غالباً ما أبحث عن شيء مستوحى من خطوط عريضة تحرضها حالات وأفكار في مخيلتي، فأتبعها وفق مراحل تتتالى تبعاً لذوق وتذوق معين للجمال والموضوع.
** أحب صوري كثيراً وأشعر بأنها جزء مني، فتراني أحاول الحصول على أقصى إمكانيات تتيحها اللقطةً قبل أن أوثقها بعدستي، لأنها ستكون المعبر عن أفكاري والمحرض لمشاعري فيما بعد التقاطها.
** التلاعب بدرجات اللون يكون من خلال تغيير إعدادات الكاميرا في معظم الأحيان، بحيث يبقى المصدر الطبيعي للضوء هو الأساس والمفضل في أغلب الأحيان، وأحياناً يمكن استخدام ضوء الفلاش بطريقة الارتداد على عاكس، ما يضمن إضاءة متوازنة موزعة وغير مباشرة تحافظ على الكادر العام الذي أخذت خلاله الصورة، ولا تقتلع الأشخاص أو العناصر من بيئتها.
** كل شخص يرى العمل الفني تبعاً لتكوينه وفرديته وثقافته ومشاعره ومزاجه، فأنا مثلاً في كل مرة كنت أشاهد لوحات الفنان "فاروق قندقجي" كنت أراها مختلفة عن المشاهدة السابقة، وذلك تبعاً لمزاجي وشعوري وحالتي النفسية، حيث كانت درجات الألوان وما تعكسه تختلف من يوم لآخر في مشاهدتي الخاصة، علماً أن اللوحة هي ذاتها، وبنفس المكان ونفس الإضاءة، لذلك حاولت أن أدرك هذا بوعي تام في لوحاتي الضوئية.
** من أهم المعايير برأيي الأفكار والرموز والموضوع بشكل عام، وليس فقط الجمالية في المظهر الشخصي للموضوع، إلا أن الانجراف خلف التحدي التقني الذي تفرضه ظروف التصوير ومحدودية المعدات، أدى إلى العمل بشكل مختلف لفترة معينة، وهذا ما أعتبره فترة نضج واختمار.
** إنها "لحظة"... فإما أن تكون أو لا تكون، لأنه من الممكن أن تتوافر لديك أجزاء من الثانية لالتقاط الصورة، وإذا كنت محظوظا فقد تصل إلى عدة ثوان فقط لالتقاط الصورة التي لن تتكرر.
** هناك عدة عناصر للتركيب الناجح منها الإضاءة والتباين في السطوع بين مختلف العناصر، وتوزع العناصر ضمن الكادر أو الإطار، بالإضافة للبساطة أو التعقيد في التركيب، وتموضع العناصر والتحكم بها، بحيث لا تقوم بتغطية العنصر الأساسي أو إلهاء العين عما يجب أن تنظر إليه.
** العلاقة متبادلة بين المصور والمشاهد، فهناك دائما حوار ووجهات نظر مختلفة، فأنا أقول رأيي... وأستمع لآراء الآخرين.
** المعارض الجماعية تقدم إمكانية لالتقاء المصورين مع بعضهم بعضاً ومع النقاد، للتعرف على الأعمال والأفكار، وخلق إمكانيات لاكتشاف موضوعات جديدة، وتقدمها للمشاهد كي يتمتع بالجمالية والأفكار المتجددة فيها.
** أنا استخدم كاميرا من نوع /Nikon D60/ لأنني ارتحت للتعامل معها، مقارنة بالمصنعين الآخرين، إلا أنه يوجد رأي يقول إن آلات التصوير المتطورة أفقدت الصورة الكثير من جمالياتها، وهذا يعني أنه يوجد دائماً رأيان، وهناك دائماً ايجابيات وسلبيات، إلا أن ما لا يمكن إنكاره هو أن التصوير الرقمي وفر الكثير من الوقت والمال والطاقات، وجعل التصوير أكثر شعبية وفي متناول الجميع.
في لقاء مع الدكتور "وائل الضابط" المصور الفوتوغرافي والمهتم بالفن التشكيلي والتصوير الضوئي قال في توضيحه بما يخص الصورة الضوئية وتقنيات استخدامها والتقاطها وفق أفكار ورؤى المصور "سنان": «"سنان" يمتلك عين الهاوي بمختلف خاماتها الرائعة، والبذرة التي يمكن أن تعطي الثمار الجيدة، والخصوصية التي تميز الفنان المصور عن المصور ذاته، وهذا يعني أنه لا يحتاج إلا للتمرين والممارسة المستمرة للحصول على التميز، فصوره حالياً صور انطباعية تبحث عن التفرد الذي وبحسب رأيي يجب المتابعة الحثيثة للوصول إليه، فهو أسلوب خاص سيساهم في بناء شخصيته الفنية المستقلة مستقبلاً».
يشار إلى أن المصور الضوئي "سنان الضابط" من مواليد مدينة "صوفيا"- بلغاريا عام /1983/
نورس محمد علي
طرطوس
يبحث بين لقطاته الفنية عن التفرد، لإيمانه بدور الناقد والمشاهد بتحديد خصوصية المستقبل، فصوره الانطباعية بوصلته للوصول إلى المصور الفنان.
فالمصور "سنان الضابط" وجد في مرحلة من مراحل حياته العملية نافذة لإلقاء الضوء عليها وتوثيقها لأنها الأميز في حياته، فما كان منه إلا أن بدأ بتوثيقها بعدسته التي استهوته على الدوام، فكانت فرصة للتجريب والممارسة والتمرين في فن التصوير الضوئي للوصول إلى خصوصية يحلم بها.
"سنان" يمتلك عين الهاوي بمختلف خاماتها الرائعة، والبذرة التي يمكن أن تعطي الثمار الجيدة، والخصوصية التي تميز الفنان المصور عن المصور ذاته، وهذا يعني أنه لا يحتاج إلا للتمرين والممارسة المستمرة للحصول على التميز، فصوره حالياً صور انطباعية تبحث عن التفرد الذي وبحسب رأيي يجب المتابعة الحثيثة للوصول إليه، فهو أسلوب خاص سيساهم في بناء شخصيته الفنية المستقلة مستقبلاً
موقع eSyria التقى المصور "سنان الضابط" بتاريخ 6/2/2012 وأجرى معه الحوار التالي:
دمشق 2009
- ما هي اهتماماتك في الصورة الضوئية؟
** بشكل عام أحب مختلف أنواع التصوير ولكن يستهويني بشكل خاص البورتريه والمشاهد الطبيعية والماكرو.
روما 2011
- كيف تصنف عملك في التصوير الضوئي، أرشفة وتوثيقاً، أو تصوير الجمال فقط، أو كتابة سير أو تاريخ أو ...؟
** في الحقيقة أنا ماأزال في طور تصوير الجمالية، مع التركيز على اللمسة والتأثير البشري على المكان، وتفاعل الأفكار والانتماءات وخلفيات المجتمعات المختلفة، ومحاولة عكسها من خلال الصورة الضوئية.
طرطوس 2010
*هل تمتلك خصوصية ما كمصور ضوئي حسب رأيك؟
** بشكل عام أؤمن بعملية النقد البناء، ودور المتلقي في المشاهدة والتعبير عما اختزن في ذاكرته من مؤثرات وخلفيات المشاهدة، ومن هذا المبدأ أقول إن المشاهد والناقد هما من يحددان خصوصية المصور الضوئي وليس المصور نفسه.
- في الدراسة الأكاديمية صقل للمواهب والأفكار، فهل ساعدتك دراستك في إدارة الفنادق في عملك كمصور؟
** لقد درست إدارة الفنادق في الأكاديمية الأميركية لإدارة الفنادق في "الأردن"، وهذه الفترة ساهمت في بلورة جزء من شخصيتي، إلا أن وجود أشخاص مهمين في حياتي في مرحلة ما بعد الدراسة مباشرة، هو الذي دفعني لشراء أول آلة تصوير، لأرشفة أهم جزء من حياتي، وهو خلال عملي في فندق "الفورسيزنز" لمدة خمس سنوات، ما جعلني اكتشف ميولاً وحباً للتصوير الضوئي، وهنا كان الدافع الحقيقي لتطوير هوايتي بالتجريب والقراءة وتبادل التجارب والأفكار مع الأصدقاء.
- إلى أي حد أثرت تراكمات الصور في مخيلتك للعمل عليها؟
** لكل منا مخزونه الذي يعنى به حتى بعد نضجه العمري، فالذاكرة في معظمها تراكمات صور وانطباعات مر بها الشخص في مراحل عمرية متعددة، وهنا يأتي دور الصورة ومدى تطابقها مع أفكار يخيل للمصور العمل عليها بعد إعادة تشكلها في مخيلته وفقا لحالات نفسية وإنسانية معينة.
- كيف تصف لنا العلاقة بينك وبين الصورة، وبينك وبين العدسة، وما سر هذا الارتباط؟
** الصورة بالنسبة لي هي مستودع للذكريات والانطباعات، ومشاعري وأحاسيسي في كل لحظة، وتجارب مراحل حياتي التي مررت بها وأمر فيها حالياً، في حين أن عدستي تمثل العشق التقني الذي يخلد صورتي بكل ما تملكه هذه الصورة من قدرات بصرية وإمكانيات جمالية ومقومات فنية وتعابير حسية.
- هل تلتقط الصورة وفي ذهنك فكرة خاصة، أم إنك تبحث عن الأفكار دوماً من خلال الصور التي تجمعها؟
** غالباً ما أبحث عن شيء مستوحى من خطوط عريضة تحرضها حالات وأفكار في مخيلتي، فأتبعها وفق مراحل تتتالى تبعاً لذوق وتذوق معين للجمال والموضوع.
- كيف ترى علاقتك بالصورة الضوئية بعد التقاطها بعينك الثالثة؟
** أحب صوري كثيراً وأشعر بأنها جزء مني، فتراني أحاول الحصول على أقصى إمكانيات تتيحها اللقطةً قبل أن أوثقها بعدستي، لأنها ستكون المعبر عن أفكاري والمحرض لمشاعري فيما بعد التقاطها.
- هل يمكن أن تتلاعب بدرجات الضوء للوصول إلى الفكرة، أم انك تحب الضوء الطبيعي من أجل الواقعية الجاذبة؟
** التلاعب بدرجات اللون يكون من خلال تغيير إعدادات الكاميرا في معظم الأحيان، بحيث يبقى المصدر الطبيعي للضوء هو الأساس والمفضل في أغلب الأحيان، وأحياناً يمكن استخدام ضوء الفلاش بطريقة الارتداد على عاكس، ما يضمن إضاءة متوازنة موزعة وغير مباشرة تحافظ على الكادر العام الذي أخذت خلاله الصورة، ولا تقتلع الأشخاص أو العناصر من بيئتها.
- البعض يقول إن الصورة الضوئية تتحدث كما الشعر والأدب، ما رأيك بذلك؟
** كل شخص يرى العمل الفني تبعاً لتكوينه وفرديته وثقافته ومشاعره ومزاجه، فأنا مثلاً في كل مرة كنت أشاهد لوحات الفنان "فاروق قندقجي" كنت أراها مختلفة عن المشاهدة السابقة، وذلك تبعاً لمزاجي وشعوري وحالتي النفسية، حيث كانت درجات الألوان وما تعكسه تختلف من يوم لآخر في مشاهدتي الخاصة، علماً أن اللوحة هي ذاتها، وبنفس المكان ونفس الإضاءة، لذلك حاولت أن أدرك هذا بوعي تام في لوحاتي الضوئية.
- ما المعيار الفني الذي تقيس به مستوى صورك، من أجل التقاط الصورة الأفضل؟
** من أهم المعايير برأيي الأفكار والرموز والموضوع بشكل عام، وليس فقط الجمالية في المظهر الشخصي للموضوع، إلا أن الانجراف خلف التحدي التقني الذي تفرضه ظروف التصوير ومحدودية المعدات، أدى إلى العمل بشكل مختلف لفترة معينة، وهذا ما أعتبره فترة نضج واختمار.
- ماذا تسمي لحظة التقاط الصورة الضوئية، ولماذا؟
** إنها "لحظة"... فإما أن تكون أو لا تكون، لأنه من الممكن أن تتوافر لديك أجزاء من الثانية لالتقاط الصورة، وإذا كنت محظوظا فقد تصل إلى عدة ثوان فقط لالتقاط الصورة التي لن تتكرر.
- ما مقومات التقاط الصورة الضوئية الناجحة حسب رؤيتك؟
** هناك عدة عناصر للتركيب الناجح منها الإضاءة والتباين في السطوع بين مختلف العناصر، وتوزع العناصر ضمن الكادر أو الإطار، بالإضافة للبساطة أو التعقيد في التركيب، وتموضع العناصر والتحكم بها، بحيث لا تقوم بتغطية العنصر الأساسي أو إلهاء العين عما يجب أن تنظر إليه.
- كيف تنظر إلى العلاقة بين المصور والمتلقي؟
** العلاقة متبادلة بين المصور والمشاهد، فهناك دائما حوار ووجهات نظر مختلفة، فأنا أقول رأيي... وأستمع لآراء الآخرين.
- ما أهمية المشاركة بالمعارض، ومن المستفيد الأكبر منها، المتلقي أم المصور العارض له؟
** المعارض الجماعية تقدم إمكانية لالتقاء المصورين مع بعضهم بعضاً ومع النقاد، للتعرف على الأعمال والأفكار، وخلق إمكانيات لاكتشاف موضوعات جديدة، وتقدمها للمشاهد كي يتمتع بالجمالية والأفكار المتجددة فيها.
- ما أنواع الكاميرات التي تلتقط بها صورك، ولماذا؟
** أنا استخدم كاميرا من نوع /Nikon D60/ لأنني ارتحت للتعامل معها، مقارنة بالمصنعين الآخرين، إلا أنه يوجد رأي يقول إن آلات التصوير المتطورة أفقدت الصورة الكثير من جمالياتها، وهذا يعني أنه يوجد دائماً رأيان، وهناك دائماً ايجابيات وسلبيات، إلا أن ما لا يمكن إنكاره هو أن التصوير الرقمي وفر الكثير من الوقت والمال والطاقات، وجعل التصوير أكثر شعبية وفي متناول الجميع.
في لقاء مع الدكتور "وائل الضابط" المصور الفوتوغرافي والمهتم بالفن التشكيلي والتصوير الضوئي قال في توضيحه بما يخص الصورة الضوئية وتقنيات استخدامها والتقاطها وفق أفكار ورؤى المصور "سنان": «"سنان" يمتلك عين الهاوي بمختلف خاماتها الرائعة، والبذرة التي يمكن أن تعطي الثمار الجيدة، والخصوصية التي تميز الفنان المصور عن المصور ذاته، وهذا يعني أنه لا يحتاج إلا للتمرين والممارسة المستمرة للحصول على التميز، فصوره حالياً صور انطباعية تبحث عن التفرد الذي وبحسب رأيي يجب المتابعة الحثيثة للوصول إليه، فهو أسلوب خاص سيساهم في بناء شخصيته الفنية المستقلة مستقبلاً».
يشار إلى أن المصور الضوئي "سنان الضابط" من مواليد مدينة "صوفيا"- بلغاريا عام /1983/