فن الأيقونات السورية.. ترويه أيقونة القديس "مارليان الحمصي"
حمص
ليست مجرد أيقونة أو لوحة تلك التي تتربع جاثمة على جدران كنيسة (الروم الأرثوذكس) في حي (بستان الديوان) الحمصي الشهير، إنها لوحة تمثل مسيرة شفيع "حمص" القديس "مارليان الحمصي".
أيقونة متكاملة كما قال عنها سيادة المطران "جاورجيوس أبوزخم" لـ eHoms عند إلقائه الضوء على تلك الأيقونة
سيادة المطران "أبو زخم" عبر عن الأهمية المعنوية لوجود أيقونة القديس "مارليان" في الكنيسة، وابتدأ سيادته حديثه لنا بالتذكير بفن الأيقونات ككل، ومدى تميز السورية منها عبر العصور.
أيقونة القديس مارليان
يقول سيادة المطران "أبو زخم":
«في منتصف القرن الخامس عشر كانت بيزنطة تحتضر والامبراطورية الرومانية الشرقية قد بادت، لكن الكنيسة استمرت وظل فنها يشع حتى في ظل الحكم العثماني، تحتل الأيقونة السورية مكانةً متميزة، وهي أروع أعمال فن الأيقونة المسيحي، تحتل مكان الشرف في تاريخ الفن الما بعد البيزنطي.
جانب من الايقونة يظهر استشهاد القديس
فهي تتعدى كونها مجرد إعادة لنتاج مستنفد، لتنم عن ابتكار أمين ومجدد يشعب التقليد الموروث ويحييه. من أبرز الفنانين ورسّامي الأيقونات الفنان "يوسف المصور" وهو محترف حلبي، أغنى هذا الرسّام النماذج الأصلية باستحداثه عناصر جديدة تتجلى في إبداع "يوسف" للتقليد اليوناني، وهو مؤسس سلالة من راسمي الأيقونات السورية امتدّت من الأب إلى ابن الحفيد "يوسف، نعمة الله، حنانيا وجرجس"، ومن الذين أنجبتهم مدينة "حمص" نذكر "جرجي المصور"، و"ناصر الحمصي"»..
عن أيقونة "مارليان" يضيف سيادته:
«القديس "مارليان" شخصية تاريخية شهيرة لها صداها عند الحمصيين على مختلف فئاتهم نظراً لما يجسده من معاني الإنسانية والإيمان، الأيقونة تم رسمها من قبل طبيبة أسنان فنانة برسم الأيقونات اسمها "ميرنا الراهب" ووفقت في رسمها وإيصال قصة أو سيرة القديس "مارليان" للناس، فحياة القديس "مارليان" تراها مجسدة في كل زاوية من الإيقونة، البداية كانت مع طفل مسكون بالإيمان عاش في "حمص" في القرن الثالث للميلاد، والده كان يتمتع بمركز مرموق، أحضر لابنه مربية تبدو في أعلى الأيقونة من اليمين، ثم يبدو لنا كيف علم الأب ابنه الطب عندما أحضر له حكيماً ليعلمه، على يدي هذين المربين نشأ "مارليان" مؤمنا وحكيماً و طبيباً ناجحاً يداوي الناس بالمجان ويدعو للمسيحية بالرغم من أن أباه كان وثنياً، تمر مسيرة "مارليان" عبر مراحل متعددة تنتهي بالشهادة بعد أن أمضى حياته في الدعوة إلى الخير والتعاليم المسيحية النبيلة».
سيادة المطران "أبو زخم" اختتم لقاءه بنا مؤكداً على أهمية فن الأيقونات التي تفترش جدران كنائس "حمص"، وتمنى سيادته أن يلقى هذا الفن عناية واهتمام، وأثنى على جهود الفنانة "ميرنا" التي أعطت من اهتمامها ووقتها الكثير في سبيل إحياء هذا الفن أكثر.
الأب "مكسيم الجمل" راعي كنيسة "البشارة" أبدى رأيه بأيقونة القديس "مارليان" قائلاً:
«تعتبر هذه الايقونة فريدة من نوعها للقديس "مارليان" فهي اول أيقونة تصور شخصه مع احداث من حياته، كل الأيقونات السابقة كانت تقليدية ترسمه على حصانه وبوقفة تقليدية منقولة من أيقونة لاخرى أما في هذه نرى تجديداً واضحاً وجميلاً ضمن أصول فن الايقونة البيزنطيية وهو واقف في وسطها وايقونات صغيرة تحيط به وتسرد قصة حياته، الناظر لهذه الايقونة يستطيع ببساطة قراءة حياة القديس الشهيد.
أكثر ما تتميز به الأيقونة نقلها لباس الاشخاص كما كانت في العصر الروماني في القرن الثالث الميلادي، وكلف ذلك الرسامة عناء في التخيل والبحث حيث ذهبت الى تدمر وزارت متحفها لترى ماهية الملابس وطريقة ارتدائها وتطبيقها ضمن الاصول التقليدية للفن البيزنطي وخاصة القديس "مارليان"».
الفنانة "ميرنا الراهب" وفي لقائنا بها عبرت عن مدى أهمية وتفرد لوحة القديس "مارليان الحمصي" خصوصاً أنه ولأول مرة تم تجسيده كطبيب شاف وليس كفارس يمتطي حصانه، تقول "ميرنا":
«الأيقونة كبداية تجسد فن الأيقونة السورية التي يعتقد الكثيرون أن أصلها بيزنطي روماني، بينما يعود الأصل فيها إلى القرون الوسطى وبرع فيها السوريون الذين قدموها للعالم. اللوحة أخذت من وقتي سنة كاملة، حاولت جاهدة أن أوصل رسالة القديس "مارليان الحمصي" لكل من لم يسمع بها، تركيب الصورة وفق المعطيات والمعلومات التي أملك لم يكن سهلاً، خصوصاً انني حاولت استحضار الشخصيات مع الحدث بطريقة مقنعة وصادقة، الأيقونة تضمنت أكثر من عشرين شخصية جديدة لم يتم تجسيدها من قبل، كشخصية المعلم المربي وشخصية الفخاري الذي كان له شرف دفن الشهيد القديس "مارليان" شفيع "حمص"».
عن ألوانها التي اختاراتها لأيقونتها تضيف الدكتورة "ميرنا":
«اخترت أن يكون لون الخلفية أزرق بلون السماء السورية، ألبست القديس "مارليان" عباءة حمراء دليل قدسية مكانته ويحمل في يده اليمنى آنية فخارية يضع فيها أدويته، واليسرى صليبه دليل دينه وإيمانه بالمسيحية التي استشهد في سبيلها».
الأيقونة التي تفترش جدار صالون مطرانية الروم الكاثوليك لا تروي سيرة القديس الحمصي الشهير "مارليان" فحسب، بل هي كمثال حي جديد لفن الأيقونات السورية المتميز، وإن تحولات هذا النتاج المتتابع من جيل إلى آخر تعكس بوضوح التحولات التي عرفتها أيقونة سورية عبر العصور.
- ليندا المرقبي
حمص
ليست مجرد أيقونة أو لوحة تلك التي تتربع جاثمة على جدران كنيسة (الروم الأرثوذكس) في حي (بستان الديوان) الحمصي الشهير، إنها لوحة تمثل مسيرة شفيع "حمص" القديس "مارليان الحمصي".
أيقونة متكاملة كما قال عنها سيادة المطران "جاورجيوس أبوزخم" لـ eHoms عند إلقائه الضوء على تلك الأيقونة
اخترت أن يكون لون الخلفية أزرق بلون السماء السورية، ألبست القديس "مارليان" عباءة حمراء دليل قدسية مكانته ويحمل في يده اليمنى آنية فخارية يضع فيها أدويته، واليسرى صليبه دليل دينه وإيمانه بالمسيحية التي استشهد في سبيلها
سيادة المطران "أبو زخم" عبر عن الأهمية المعنوية لوجود أيقونة القديس "مارليان" في الكنيسة، وابتدأ سيادته حديثه لنا بالتذكير بفن الأيقونات ككل، ومدى تميز السورية منها عبر العصور.
أيقونة القديس مارليان
يقول سيادة المطران "أبو زخم":
«في منتصف القرن الخامس عشر كانت بيزنطة تحتضر والامبراطورية الرومانية الشرقية قد بادت، لكن الكنيسة استمرت وظل فنها يشع حتى في ظل الحكم العثماني، تحتل الأيقونة السورية مكانةً متميزة، وهي أروع أعمال فن الأيقونة المسيحي، تحتل مكان الشرف في تاريخ الفن الما بعد البيزنطي.
جانب من الايقونة يظهر استشهاد القديس
فهي تتعدى كونها مجرد إعادة لنتاج مستنفد، لتنم عن ابتكار أمين ومجدد يشعب التقليد الموروث ويحييه. من أبرز الفنانين ورسّامي الأيقونات الفنان "يوسف المصور" وهو محترف حلبي، أغنى هذا الرسّام النماذج الأصلية باستحداثه عناصر جديدة تتجلى في إبداع "يوسف" للتقليد اليوناني، وهو مؤسس سلالة من راسمي الأيقونات السورية امتدّت من الأب إلى ابن الحفيد "يوسف، نعمة الله، حنانيا وجرجس"، ومن الذين أنجبتهم مدينة "حمص" نذكر "جرجي المصور"، و"ناصر الحمصي"»..
عن أيقونة "مارليان" يضيف سيادته:
«القديس "مارليان" شخصية تاريخية شهيرة لها صداها عند الحمصيين على مختلف فئاتهم نظراً لما يجسده من معاني الإنسانية والإيمان، الأيقونة تم رسمها من قبل طبيبة أسنان فنانة برسم الأيقونات اسمها "ميرنا الراهب" ووفقت في رسمها وإيصال قصة أو سيرة القديس "مارليان" للناس، فحياة القديس "مارليان" تراها مجسدة في كل زاوية من الإيقونة، البداية كانت مع طفل مسكون بالإيمان عاش في "حمص" في القرن الثالث للميلاد، والده كان يتمتع بمركز مرموق، أحضر لابنه مربية تبدو في أعلى الأيقونة من اليمين، ثم يبدو لنا كيف علم الأب ابنه الطب عندما أحضر له حكيماً ليعلمه، على يدي هذين المربين نشأ "مارليان" مؤمنا وحكيماً و طبيباً ناجحاً يداوي الناس بالمجان ويدعو للمسيحية بالرغم من أن أباه كان وثنياً، تمر مسيرة "مارليان" عبر مراحل متعددة تنتهي بالشهادة بعد أن أمضى حياته في الدعوة إلى الخير والتعاليم المسيحية النبيلة».
سيادة المطران "أبو زخم" اختتم لقاءه بنا مؤكداً على أهمية فن الأيقونات التي تفترش جدران كنائس "حمص"، وتمنى سيادته أن يلقى هذا الفن عناية واهتمام، وأثنى على جهود الفنانة "ميرنا" التي أعطت من اهتمامها ووقتها الكثير في سبيل إحياء هذا الفن أكثر.
الأب "مكسيم الجمل" راعي كنيسة "البشارة" أبدى رأيه بأيقونة القديس "مارليان" قائلاً:
«تعتبر هذه الايقونة فريدة من نوعها للقديس "مارليان" فهي اول أيقونة تصور شخصه مع احداث من حياته، كل الأيقونات السابقة كانت تقليدية ترسمه على حصانه وبوقفة تقليدية منقولة من أيقونة لاخرى أما في هذه نرى تجديداً واضحاً وجميلاً ضمن أصول فن الايقونة البيزنطيية وهو واقف في وسطها وايقونات صغيرة تحيط به وتسرد قصة حياته، الناظر لهذه الايقونة يستطيع ببساطة قراءة حياة القديس الشهيد.
أكثر ما تتميز به الأيقونة نقلها لباس الاشخاص كما كانت في العصر الروماني في القرن الثالث الميلادي، وكلف ذلك الرسامة عناء في التخيل والبحث حيث ذهبت الى تدمر وزارت متحفها لترى ماهية الملابس وطريقة ارتدائها وتطبيقها ضمن الاصول التقليدية للفن البيزنطي وخاصة القديس "مارليان"».
الفنانة "ميرنا الراهب" وفي لقائنا بها عبرت عن مدى أهمية وتفرد لوحة القديس "مارليان الحمصي" خصوصاً أنه ولأول مرة تم تجسيده كطبيب شاف وليس كفارس يمتطي حصانه، تقول "ميرنا":
«الأيقونة كبداية تجسد فن الأيقونة السورية التي يعتقد الكثيرون أن أصلها بيزنطي روماني، بينما يعود الأصل فيها إلى القرون الوسطى وبرع فيها السوريون الذين قدموها للعالم. اللوحة أخذت من وقتي سنة كاملة، حاولت جاهدة أن أوصل رسالة القديس "مارليان الحمصي" لكل من لم يسمع بها، تركيب الصورة وفق المعطيات والمعلومات التي أملك لم يكن سهلاً، خصوصاً انني حاولت استحضار الشخصيات مع الحدث بطريقة مقنعة وصادقة، الأيقونة تضمنت أكثر من عشرين شخصية جديدة لم يتم تجسيدها من قبل، كشخصية المعلم المربي وشخصية الفخاري الذي كان له شرف دفن الشهيد القديس "مارليان" شفيع "حمص"».
عن ألوانها التي اختاراتها لأيقونتها تضيف الدكتورة "ميرنا":
«اخترت أن يكون لون الخلفية أزرق بلون السماء السورية، ألبست القديس "مارليان" عباءة حمراء دليل قدسية مكانته ويحمل في يده اليمنى آنية فخارية يضع فيها أدويته، واليسرى صليبه دليل دينه وإيمانه بالمسيحية التي استشهد في سبيلها».
الأيقونة التي تفترش جدار صالون مطرانية الروم الكاثوليك لا تروي سيرة القديس الحمصي الشهير "مارليان" فحسب، بل هي كمثال حي جديد لفن الأيقونات السورية المتميز، وإن تحولات هذا النتاج المتتابع من جيل إلى آخر تعكس بوضوح التحولات التي عرفتها أيقونة سورية عبر العصور.