كتب عنه .. وليد كردي الأمين العام المساعد للاتحاد العربي لكرة القدم .. الصديق الإنسان الذي فقدناه
⏹في أواخر صيف عام ١٩٥٩ قدمت إلى دمشق من حلب للتسجيل في جامعة دمشق ، وقادتني الصدفة للقاء طالب كلية الحقوق عدنان بوظو ، وكانت تلك أول مرة ألتقيه فيها وأتعرف إليه ، وكنت أعرف عنه اهتمامه وولعه بالصحافة والتعليق الرياضي ، ولكني كنت أجهل أنه لاعب كرة قدم موهوب قبل أن يصبح حكماً تدرج في سلم التحكيم حتى أصبح حكماً دوليا قبل شقيقه الحكم الدولي المعروف العميد فاروق بوظو .
وقد دار بيننا حديث سريع انتهى إلى طلبه أن ألتحق بعد يومين بفريق كرة القدم بجامعة دمشق استعداداً لمباراة تقام سنوياً بين جامعتي دمشق وبيروت ، وبالفعل التحقت بالفريق ولعبت إلى جانب كابتن الفريق عدنان بوظو ، وكان هذا آخر لقاء بيننا قبل أن نلتقي ثانية بعد تخرجي ليس من جامعة دمشق ولكن من كلية التربية الرياضية بالقاهرة ، حيث حصلت على منحة دراسية غيرت مسيرة حياتي العملية .
وخلال السنوات الأربع التي قضيتها في مصر كنت أتابع أخبار الرياضة السورية ، وأتابع أخبار الصديق عدنان في الصحافة الرياضية والبرامج الرياضية والتعليق على المباريات بالإذاعة السورية كإعلامي برز بشكل لافت للانتباه حتى أصبح في فترة وجيزة علماً من أعلام الصحافة الرياضية ، ومعلقاً مشهوراً ، بل نجم من نجوم التعليق الرياضي وسط جيل عملاق من المعلقين العرب أمثال موسى بشوتي وأكرم صالح ومحمد لطيف وزاهد قدسي يرحمهم الله ، وعلي زيوار ومؤيد البدري ومحمد جميل عبد القادر وخالد الحربان أطال الله في عمرهم ، ولكنه ي الوقت نفسه كان حكماً ناجحاً ، وكان لي شرف مساعدته في بعض المباريات .
تتابعت اللقاءات بيننا وتكررت على مدى السنوات الطويلة ، وكنت كلما سافرت إلى دمشق لحضور اجتماعات الاتحاد السوري لكرة القدم أو مهام رياضية أخرى أتصل به وأزوره في مكتبه بجريدة الموقف الرياضي ثم بجريدة الاتحاد ، وأقرأ ما يكتبه للعدد الجديد ، وأتابع توجيهاته لزملائه المحررين التي لا تخلو من تعليقات طريفة . وكان كلما زار حلب وهو العاشق لها يتصل بي فنلتقي .
كنت أدهش للطريقة التي ينجز فيها مقالاته المخصصة للصفحة الأولى ، وتحليله للأحداث ومراجعته لأعمال زملائه المحررين ، والاطمئنان على اكتمال مواد العدد قبل إرسالها إلى المطبعة ، فقد كان كل ذلك يتم بسرعة فائقة وبخبرة وكفاءة عاليتين .
كنت أشاركه أحلامه ، وأستمع إليه بشغف وإعجاب .. كان معجباً بفكرة الصحفي المصري الكبير علي أمين ( ما قل ودل ) وبأسلوب البحث والتحليل للصحفي الكبير محمد حسنين هيكل ، فكان له ما أراد ، فإذا ما كتب القليل دل على الكثير ما بين السطور ، وإذا أطال تتضح الصورة كاملة بأسلوبه السلس والسهل .
أحب الوطن وأخلص له وأوفى ، ورفض كل العروض المغرية التي قدمت له للعمل في الخارج ، فلقي كل التقدير والتكريم ، والتكريم الأغلى كان من الرئيس القائد حافظ الأسد طيب الله ثراه ، ولن ننسى جميعاً اهتمام الأب بالابن البار عندما مرض فكان القرار الفوري أن يتم العلاج في الخارج على حساب الدولة ..
أحب الـريـاضيين وتناول هـمـومـهـم وقضاياهم بعين المحب .. وانـتـقـد أداءهم دون أن يؤذيهم فأحبوه واستمعوا إليه وعملوا بنصائح الأخ والمحب لهم ..
أحب الرياضة وأحب الإعلام الرياضي وآمن بأنهما وجهان لعملة واحدة ، وقدم خلاصة فكره ، ووهب كل خبرته لخدمة الرياضة العربية والإعلام الرياضي العربي ، فكان التكريم من أعلى سلطة رياضية في الوطن العربي .. من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز رئيس الاتحادين العربي للألعاب الرياضية والعربي لكرة القدم " يرحمه الله- تقديراً لعطائه وخدماته الجليلة للرياضة العربية وللإعلام الرياضي العربي .
أحب الحياة .. فكان دائما متفائلاً .. راضياً وسعيداً بما منحه الله من نعم ..
وعندما التقيناه في آخر أيام حياته بإحدى المناسبات الإعلامية التي نظمها الاتحاد العربي لكرة القدم في مدينة سوسة التونسية كان يبدو دائم الابتسامة ، ولم تغادره لحظة روح النكتة والظرف والطرافة .. وعندما غادرنا كان متفائلاً ، ولم يكن يعلم أن الأجل المحتوم ينتظره .
رحمك الله وطيب ثراك أيها الأخ والصديق والإنسان والبدر الذي افتقدناه في ليلة ظلماء .
⏹في أواخر صيف عام ١٩٥٩ قدمت إلى دمشق من حلب للتسجيل في جامعة دمشق ، وقادتني الصدفة للقاء طالب كلية الحقوق عدنان بوظو ، وكانت تلك أول مرة ألتقيه فيها وأتعرف إليه ، وكنت أعرف عنه اهتمامه وولعه بالصحافة والتعليق الرياضي ، ولكني كنت أجهل أنه لاعب كرة قدم موهوب قبل أن يصبح حكماً تدرج في سلم التحكيم حتى أصبح حكماً دوليا قبل شقيقه الحكم الدولي المعروف العميد فاروق بوظو .
وقد دار بيننا حديث سريع انتهى إلى طلبه أن ألتحق بعد يومين بفريق كرة القدم بجامعة دمشق استعداداً لمباراة تقام سنوياً بين جامعتي دمشق وبيروت ، وبالفعل التحقت بالفريق ولعبت إلى جانب كابتن الفريق عدنان بوظو ، وكان هذا آخر لقاء بيننا قبل أن نلتقي ثانية بعد تخرجي ليس من جامعة دمشق ولكن من كلية التربية الرياضية بالقاهرة ، حيث حصلت على منحة دراسية غيرت مسيرة حياتي العملية .
وخلال السنوات الأربع التي قضيتها في مصر كنت أتابع أخبار الرياضة السورية ، وأتابع أخبار الصديق عدنان في الصحافة الرياضية والبرامج الرياضية والتعليق على المباريات بالإذاعة السورية كإعلامي برز بشكل لافت للانتباه حتى أصبح في فترة وجيزة علماً من أعلام الصحافة الرياضية ، ومعلقاً مشهوراً ، بل نجم من نجوم التعليق الرياضي وسط جيل عملاق من المعلقين العرب أمثال موسى بشوتي وأكرم صالح ومحمد لطيف وزاهد قدسي يرحمهم الله ، وعلي زيوار ومؤيد البدري ومحمد جميل عبد القادر وخالد الحربان أطال الله في عمرهم ، ولكنه ي الوقت نفسه كان حكماً ناجحاً ، وكان لي شرف مساعدته في بعض المباريات .
تتابعت اللقاءات بيننا وتكررت على مدى السنوات الطويلة ، وكنت كلما سافرت إلى دمشق لحضور اجتماعات الاتحاد السوري لكرة القدم أو مهام رياضية أخرى أتصل به وأزوره في مكتبه بجريدة الموقف الرياضي ثم بجريدة الاتحاد ، وأقرأ ما يكتبه للعدد الجديد ، وأتابع توجيهاته لزملائه المحررين التي لا تخلو من تعليقات طريفة . وكان كلما زار حلب وهو العاشق لها يتصل بي فنلتقي .
كنت أدهش للطريقة التي ينجز فيها مقالاته المخصصة للصفحة الأولى ، وتحليله للأحداث ومراجعته لأعمال زملائه المحررين ، والاطمئنان على اكتمال مواد العدد قبل إرسالها إلى المطبعة ، فقد كان كل ذلك يتم بسرعة فائقة وبخبرة وكفاءة عاليتين .
كنت أشاركه أحلامه ، وأستمع إليه بشغف وإعجاب .. كان معجباً بفكرة الصحفي المصري الكبير علي أمين ( ما قل ودل ) وبأسلوب البحث والتحليل للصحفي الكبير محمد حسنين هيكل ، فكان له ما أراد ، فإذا ما كتب القليل دل على الكثير ما بين السطور ، وإذا أطال تتضح الصورة كاملة بأسلوبه السلس والسهل .
أحب الوطن وأخلص له وأوفى ، ورفض كل العروض المغرية التي قدمت له للعمل في الخارج ، فلقي كل التقدير والتكريم ، والتكريم الأغلى كان من الرئيس القائد حافظ الأسد طيب الله ثراه ، ولن ننسى جميعاً اهتمام الأب بالابن البار عندما مرض فكان القرار الفوري أن يتم العلاج في الخارج على حساب الدولة ..
أحب الـريـاضيين وتناول هـمـومـهـم وقضاياهم بعين المحب .. وانـتـقـد أداءهم دون أن يؤذيهم فأحبوه واستمعوا إليه وعملوا بنصائح الأخ والمحب لهم ..
أحب الرياضة وأحب الإعلام الرياضي وآمن بأنهما وجهان لعملة واحدة ، وقدم خلاصة فكره ، ووهب كل خبرته لخدمة الرياضة العربية والإعلام الرياضي العربي ، فكان التكريم من أعلى سلطة رياضية في الوطن العربي .. من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز رئيس الاتحادين العربي للألعاب الرياضية والعربي لكرة القدم " يرحمه الله- تقديراً لعطائه وخدماته الجليلة للرياضة العربية وللإعلام الرياضي العربي .
أحب الحياة .. فكان دائما متفائلاً .. راضياً وسعيداً بما منحه الله من نعم ..
وعندما التقيناه في آخر أيام حياته بإحدى المناسبات الإعلامية التي نظمها الاتحاد العربي لكرة القدم في مدينة سوسة التونسية كان يبدو دائم الابتسامة ، ولم تغادره لحظة روح النكتة والظرف والطرافة .. وعندما غادرنا كان متفائلاً ، ولم يكن يعلم أن الأجل المحتوم ينتظره .
رحمك الله وطيب ثراك أيها الأخ والصديق والإنسان والبدر الذي افتقدناه في ليلة ظلماء .
تعليق