كتب عنه .. عبد السلام حجاب « مدير التلفزيون العربي السوري سابقاً » .. عدنان المعادلة الصعبة !
هكذا يشاء القدر يا صديقي .. ترحل مستعجلا وكأنك ذاهب إلى موعد برنامجك التلفزيوني « الثلاثاء الرياضي » أو « محطات رياضية » وأنت الذي لم تخلف موعداً معه . وبعد مرور اثني عشر عاماً على فراقك القسري ، أجدني محشوراً بين ذكراك التي لم تغادرني ، وبين أن أجلس لأكتب عنك .. ! ؟ حتى دون أن أستأذنك ...
اعذرني ، المعادلة صعبة !! إذ أن الأحياء أعجز بالحديث عن الذين افتقدوهم .. فالخسارة مؤلمة حين يخطف الموت صديقاً .. وتصبح أشد إيلاماً حين أكتب . لكن سؤالاً اقتحمني ليضعني مباشرة أمام نهر متدفق من الذكريات .
هل أكتب عنك كما أنت ، أم أكتب عنك كما أريد ... ؟ فتكون ملامح صورة قد تشبهك ، وقد لا تشبهك ، ولاسيما أنت من عاش كل نبضة من نبضات حياته متدفقاً إلى موعد نجهله .. ! ؟
ويكبر السؤال .. هل باستطاعتي نسيان الرجل .. ! ؟ الذي اعتاد أن يفرح ويزعل ، وفي داخله تسكن براءة الأطفال ! يحب ، فينتشي كعصفور يستقبل صباحاً ربيعياً ، ويكره فتشعر أنه يكاد يختنق .. ! شفافاً كنت كقطعة بلور نقي .. وكلما أوغلنا في قراءتك كنا كمن يغرف من بحر .. ذات مرة ، رأيت دمعتك .. نعم ، رأيت دمعتك تفر من عينيك في لحظة عشق وطني حينها كنت تعلن بصوتك الرائع فوز منتخب سورية بكرة القدم بالميدالية الذهبية ضمن ألعاب دورة البحر المتوسط العاشرة في اللاذقية عام 1987.
من ينسى تلك اللحظة .. ؟
عدنان .. أبو لؤي .. الكابتن ... الأستاذ .. المعلق الرياضي الكبير ... بأي الأسماء أو الألقاب نناديك وقد تفوقت عليها جميعها .. ! ؟
عشقت الإذاعة والتلفزيون عشقاً حتى الموت . واحتضنت بكل تفاصيل مشاعرك جريدتك الخضراء ، فكانت تنبض حياة بإيقاع كلماتك .. ومثلما كان صوتك وعلامة فارقة ، لا يملكها سواك . كانت « بصمة » زاويتك الأسبوعية في الصميم ، تشير إليك وحدك ، ولا أحد سواك .. !
لم تبخل يوماً على محبيك من جمهور الرياضيين الواسع ولم تمنعك المسافات من السفر إلى مواقع الحدث الرياضي .. ولعلي أذكر جيداً .. يوم قررت السفر إلى دير الزور لنقل وقائع مباراة بكرة القدم على الهواء مباشرة . يومئذ لم تكن تعرف تلك المدينة المزهوة بفراتها الجميل .. ولم تكن هي قد عرفتك عن قرب ، فقلت لي عند المساء . وكنت مدهوشاً بسحر الفرات : « إنها مدينة أجمل من مدينة « نيس » الفرنسية » فأتحت لي فرصة أن أقرأ بعضاً من داخلك حين كنت تردد : « شوفيها الدنيا .. ضحك ولعب وجد وحب ..
أجل .. كنت تعرف أن جسدك قد انكسر .. بيد أنك عاندت ، وكابرت ، وقاومت .. وكنت تأتي إلى التلفزيون متمسكاً بصلابة الروح التي لم يكسرها سوى الموت ، لكنك بقيت الشاهد الذي لا يغيب رغم كل الذي تغير ، ويتغير .. فكنت الثابت في منطقة الإبداع التي لا يدخلها إلا المبدعون .
كنت يا صديقي تنقل على الهواء مباشرة من حلب مباراة بكرة القدم ، حين اتصلت بك هاتفياً وقد كنت وقتها مديراً للتلفزيون لكي أعرب لك عن إعجابي بأحد اللاعبين فكنت حاضراً كعادتك وبإبداع المعلق الكبير قلت لي على الهواء مباشرة : « إنه عبد اللطيف الحلو .. لاعب موهوب وعلى جبينه مكتوب ... هدف » .
في حضرة هذه اللحظة يا صديقي ، ليس ممكنا الحديث معك . إنه أمر لا يستقيم مع المنطق .. ويقع في دائرة الأماني العبثية لكنها ذكريات ماجت في داخلي ... وانزلقت من بين أصابعي كانزلاق الحياة فينا .. من يقدر أن يوقفها .. ! ؟
هكذا يشاء القدر يا صديقي .. ترحل مستعجلا وكأنك ذاهب إلى موعد برنامجك التلفزيوني « الثلاثاء الرياضي » أو « محطات رياضية » وأنت الذي لم تخلف موعداً معه . وبعد مرور اثني عشر عاماً على فراقك القسري ، أجدني محشوراً بين ذكراك التي لم تغادرني ، وبين أن أجلس لأكتب عنك .. ! ؟ حتى دون أن أستأذنك ...
اعذرني ، المعادلة صعبة !! إذ أن الأحياء أعجز بالحديث عن الذين افتقدوهم .. فالخسارة مؤلمة حين يخطف الموت صديقاً .. وتصبح أشد إيلاماً حين أكتب . لكن سؤالاً اقتحمني ليضعني مباشرة أمام نهر متدفق من الذكريات .
هل أكتب عنك كما أنت ، أم أكتب عنك كما أريد ... ؟ فتكون ملامح صورة قد تشبهك ، وقد لا تشبهك ، ولاسيما أنت من عاش كل نبضة من نبضات حياته متدفقاً إلى موعد نجهله .. ! ؟
ويكبر السؤال .. هل باستطاعتي نسيان الرجل .. ! ؟ الذي اعتاد أن يفرح ويزعل ، وفي داخله تسكن براءة الأطفال ! يحب ، فينتشي كعصفور يستقبل صباحاً ربيعياً ، ويكره فتشعر أنه يكاد يختنق .. ! شفافاً كنت كقطعة بلور نقي .. وكلما أوغلنا في قراءتك كنا كمن يغرف من بحر .. ذات مرة ، رأيت دمعتك .. نعم ، رأيت دمعتك تفر من عينيك في لحظة عشق وطني حينها كنت تعلن بصوتك الرائع فوز منتخب سورية بكرة القدم بالميدالية الذهبية ضمن ألعاب دورة البحر المتوسط العاشرة في اللاذقية عام 1987.
من ينسى تلك اللحظة .. ؟
عدنان .. أبو لؤي .. الكابتن ... الأستاذ .. المعلق الرياضي الكبير ... بأي الأسماء أو الألقاب نناديك وقد تفوقت عليها جميعها .. ! ؟
عشقت الإذاعة والتلفزيون عشقاً حتى الموت . واحتضنت بكل تفاصيل مشاعرك جريدتك الخضراء ، فكانت تنبض حياة بإيقاع كلماتك .. ومثلما كان صوتك وعلامة فارقة ، لا يملكها سواك . كانت « بصمة » زاويتك الأسبوعية في الصميم ، تشير إليك وحدك ، ولا أحد سواك .. !
لم تبخل يوماً على محبيك من جمهور الرياضيين الواسع ولم تمنعك المسافات من السفر إلى مواقع الحدث الرياضي .. ولعلي أذكر جيداً .. يوم قررت السفر إلى دير الزور لنقل وقائع مباراة بكرة القدم على الهواء مباشرة . يومئذ لم تكن تعرف تلك المدينة المزهوة بفراتها الجميل .. ولم تكن هي قد عرفتك عن قرب ، فقلت لي عند المساء . وكنت مدهوشاً بسحر الفرات : « إنها مدينة أجمل من مدينة « نيس » الفرنسية » فأتحت لي فرصة أن أقرأ بعضاً من داخلك حين كنت تردد : « شوفيها الدنيا .. ضحك ولعب وجد وحب ..
أجل .. كنت تعرف أن جسدك قد انكسر .. بيد أنك عاندت ، وكابرت ، وقاومت .. وكنت تأتي إلى التلفزيون متمسكاً بصلابة الروح التي لم يكسرها سوى الموت ، لكنك بقيت الشاهد الذي لا يغيب رغم كل الذي تغير ، ويتغير .. فكنت الثابت في منطقة الإبداع التي لا يدخلها إلا المبدعون .
كنت يا صديقي تنقل على الهواء مباشرة من حلب مباراة بكرة القدم ، حين اتصلت بك هاتفياً وقد كنت وقتها مديراً للتلفزيون لكي أعرب لك عن إعجابي بأحد اللاعبين فكنت حاضراً كعادتك وبإبداع المعلق الكبير قلت لي على الهواء مباشرة : « إنه عبد اللطيف الحلو .. لاعب موهوب وعلى جبينه مكتوب ... هدف » .
في حضرة هذه اللحظة يا صديقي ، ليس ممكنا الحديث معك . إنه أمر لا يستقيم مع المنطق .. ويقع في دائرة الأماني العبثية لكنها ذكريات ماجت في داخلي ... وانزلقت من بين أصابعي كانزلاق الحياة فينا .. من يقدر أن يوقفها .. ! ؟
تعليق