تويت
قصتي مع الشاورما ?
في عام 2006 ذهبت إلى سوق الحميدية بدمشق، وعند نهاية السوق قبل الجامع الأموي عند الزاوية على اليسار كان يقف لي بائع الشاورما بالمرصاد، كان يستفز سيخ الشاورما بحركات بهلوانية بحيث يوجه رائحة الشاورما باتجاهي .. ودون أن اشعر اتجهت إليه وكأني منوم مغناطيسياً أتبع الرائحة مثل أفلام توم وجيري..
وكنت قبل ذلك قد حصنت نفسي بقراءة كتاب ( الكامل في الشاورما) بأجزائه الأربعة لمؤلفه أبو عبد الله الشاورمجي? لعلمي المسبق ببراعة بائعي الشاورما بالغش ..
وقفت أمامه وسألته بكم السندويشة؟ قال : بسبع ليرات ..
قلت له أعملي سندويشتين
امتشق البائع سيفه وكأنه يمثل مسلسل تاريخي وبدأ يسنّه وكأنه مقبل على معركة حامية الوطيس .. ثم بدأ بعرضه المسرحي أمامي ..
فوجئت بصغر حجم خبز السندويش وكأنه صنع خصيصاً للسنافر ?
وهنا بدأت الخديعة الكبرى ? كان يضع الرغيف الذي لايكاد يرى بالعين المجردة ثم يملأه بالمخلل والثوم ثم يملأ يده اليسرى بالكامل بلحم الشاورما وهو يتعمد أن أراها .. ثم يضعها فوق الرغيف ( إذا صحت تسميته بذلك) ? وبمهارة حركات (لاعب الكشتبان) وبتناغم مدروس ومبرمج بين يديه يسحب اللحم من السندويشة باليد اليسرى في نفس الوقت الذي تلف يده اليمنى السندويشة بسرعة 120 كم في الساعة ?
ثم يمسك السندويشة ويغطها في الدهن ويكويها بنار السيخ فيصدر منها صوت (الوش) المرعب وتشتعل النار حول السندويشة مثل الألعاب النارية .. ثم يعطيني أياها .. كنت آكلها بلقمة واحدة ولاطعم فيها سوى المخلل والدهن المكوي بالنار ..
لم أكن أشبع طبعاً وكنت أطلب المزيد على أمل أن أشعر بطعم الشاورما .. ولكني توقفت عند السندويشة التاسعة لأني تذكرت بأني عامل ريجيم ?
وهنا التفت إلي بحركة المنتصرين وقال لي : كيف شفت الشاورما استاذ؟
قلت له : شفت قطعة منها بالصدفة تحت المخلل في السندويشة التاسعة ويبدو أنها فلتت منك ?
لم تفدني قراءة كتاب (الكامل في الشاورما) وارتفع ضغطي بسبب المخلل الذي ملأ السندويشات ?
الصورة المرفقة : على اليسار صورتي ( لحظات قبل وقوع الكارثة) كما صورها مصور ناشيونال جيوغرافيك ? وعلى اليمين المكان الذي تمت فيه (موقعة الشاورما ) ?