Adam - Adam
آدم
آدم: أول الأنبياء[ر]، الإنسان الأوّل، ويلقب بأبي البشر، وإليه ينسبون، فيقال لواحدهم: آدمي، وسمي آدم لأنه مخلوقٌ من أديم الأرض، وذلك أن ابتداء خلقه كان من ترابها، جاء في القرآن الكريم: )وَمِنْ آياتِهِ أنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ( (الروم: 20)، وينقل القصص الديني عن أهلِ الكتاب والقصصِ الإسرائيلية تفصيلات عن كيفية خلق آدم يكتنفها الإغراق الخيالي. في حين اقتصر القرآن الكريم على ذكر خلاصة مراحل التكوين والخلق، فذكر أنّه كان في المرحلة الأولى طيناً لازباً: )إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طينٍ لازبٍ( (الصافات: 11) وهو الطين الملتصق بعضه ببعض، ثمَّ أصبح صلصالاً كالفخار، وهو الطين المحروق الذي تحجَّر وصوَّت، ثمَّ كان كالحمأِ المسنون، وهو الطين الأسود المتغيّر، ثم سُوّي شكله، حتى إذا تمَّ خلقه في أحسنِ قوام وأجمل شكل نُفخت فيه الرُّوح وأصبح بشراً سويّاً: )وَإِذْ قَاَلَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوحي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدينَ( (الحجر: 28-29) وجاء في سفر التكوين من العهد القديم: «وجبلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدمَ تراباً مِنَ الأرضِ ونفخَ في أنفِهِ نسمة الحياة فصارَ آدمُ نفساً حيَّة» (الإصحاح الثاني: 7).
وعلَّمَ الله آدم أسماءَ الأشياء كلّها: )وعلَّمَ أدمَ الأَسْمَاءَ كلَّها ثمَّ عَرَضَهُمْ عَلى المَلائكَةِ فَقَالَ أَنْبِئوني بأسمْاءِ هؤلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين( (البقرة: 31) وفي سفر التكوين «وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ منَ الأرضِ كلَّ حيواناتِ البرّيَّة وكلّ طيورِ السماء فأحضرها إِلى آدم ليرى ماذا يدعوها وكل ما دعا به آدمُ ذا نفس حيَّة فهو اسمُها، فدعا آدم بأسماءِ جميع البهائمِ وطيورِ السماءِ وجميع حيوانات البرّيَّة» (الإصحاح الثاني: 20-21) فظهر بذلك فضل آدم على بقية المخلوقات، وأُمرت الملائكة ومنهم إبليس[ر] بالسجود لآدم تحية وتكريماً، فسجد الجميع إلا إبليس أبي لأنَّه مخلوقٌ من النار وهي في نظره أفضل من التُّراب، قال تعالى: )ولَقَدْ خَلقْناكُمْ ثمَّ صَوَّرناكمْ ثمَّ قُلْنَا للمَلاِئكَةِ اسجُدُوا لآدَم فَسَجَدُوا إِلا إِبْليسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجدينَ، قالَ ما منَعكَ ألا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أنا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَني مِنْ نِارٍ وخَلقْتهُ مِنْ طينٍ( (الأعراف: 11-12)، فكان ذلك سبباً لطرد إِبليس من الجنَّة، فتوعَّد آدمَ الغواية، أمَّا آدم فأُسكن الجنَّة وحيداً، وقد اختلفت المفسّرون في الجنَّة التي أُسكن فيها، فذهب الجمهور إلى أنَّها جنة المأوى، أخذاً بظاهر النُّصوص ومنها حديث: «يجمع اللهُ النَّاسَ فيقوم المؤمنون حين تزدلف لهم الجنَّة فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا استفتحْ لنا الجنَّة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنَّة إلا خطيئةُ أبيكم..» (مسلم، ح: 195) وذهب المعتزلة وبعض الماتريدية إلى أنها جنَّة من جنَّات الدنيا لوقوع التكليف ووقوع العصيان من آدم فيها وهذا لا يقع في جنة المأوى، وورد في الكتاب المقدس ما يفيد أنّها في منطقة قريبة من العراق ففي سفر التكوين: «وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً ووضع هناك آدم الذي جبله» (الإصحاح الثاني: 8) وفيه أيضاً: «وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها» (الإصحاح الثاني: 15). وبقي آدم في الجنة وحيداً مدة حتى خلقت منه حواء: )يَا أيُّها النَّاسُ اتَّقُوا ربَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْها زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهما رِجَالاً كَثيراً ونِسَاءً ((النساء: 1) وفي سفر التكوين أنها خلقت من ضلعه» «فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً، وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم، فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي، هذه تدعى امرأة لأنها من امرئ أخذت» (الإصحاح الثاني: 21-23) وسميت حواء بهذا الاسم لأنها خلقت من شيء حي، ففي سفر التكوين: «ودعا آدم اسم امرأته حواء لأنها أم كل حي» (الإصحاح الثاني: 20).
عاش آدم وحواء في جنتهما وأباح الله لهما خيراتها إلا شجرة واحدة، فأغراهما الشيطان بالأكل منها مدعياً أنها شجرة الخلد» )ويَا آَدمُ اسْكُنْ أَنْتَ وزوَجُك الجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيثُ شِئْتُمَا ولا تَقْرَبا هَذهِ الشجَرَةَ فَتكُونا مِنَ الظَّالمينَ، فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْديَ لهُما ما وُرِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْءاتِهِمَا، وقال: مانَهَاكُما رَبُّكُما عنْ هذهِ الشجرةِ إِلا أنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أو تَكُونا من الخَاِلَدِين( (الأعراف: 19-20).
وفي سفر التكوين أن الذي أغراهما بالأكل من الشجرة هي الحية فقد جاء فيه: «كانت الحية أحيل حيوانات البرية التي عملها الرب الإله، فقالت للمرأة: أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة، فقالت المرأة للحية: من ثمر الجنة نأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منها لئلا تموتا، فقالت الحية للمرأة: لن تموتا..» (الإصحاح الثالث: 1-6). فأكلا من تلك الشجرة فاستحقا الخروج من الجنة وأهبطا إلى الأرض فكان ذلك بداية وجود النوع الإنساني عليها، وتذكر القصص والروايات التاريخية أن آدم هبط على جزيرة سرنديب - سيلان أو سريلانكة - وأن حواء هبطت في مكان آخر، وأنهما لم يلتقيا إلا بعد مئتي عام، وتذكر القصص أنهما تعلما الزراعة وعملا في كسب قوتهما منها، وعلى الأرض تزوجا وكانت حواء تلد في كل بطن ذكراً وأنثى.
وآدم هو أول نبي على الأرض باتفاق العلماء، واختلفوا في رسالته فجمهورهم أنه كان نبياً ورسولاً لأن الله خاطبه بلا وساطة وشرع له في ذلك الخطاب فأمره ونهاه وأحل له وحرم عليه، وقال آخرون: ليس بمرسل لما ورد في حديث الشفاعة: «أن الناس يذهبون إلى نوح ويقولون: أنت أول رسل الله إلى الأرض» (مسلم، ح: 195) فلو كان آدم رسولاً لما ساغ أن يقولوا لنوح: أنت أول رسل الله.
وكان في شريعة آدم أن يزوج كل ذكر من بطن من الأنثى من بطن آخر، وقد أمره الله أن يرسي قواعد البيت الحرام في مكة المكرمة على ما تذكر بعض الروايات التاريخية،