اخشيديون
Ikhshidides - Ikhshidides
الإِخشيديون
(323- 358هـ/ 935- 969م)
حكام الدولة التي عرفت في التاريخ باسم الدولة الإِخشيدية, وقد تأسست في مصر والشام, وامتدت إِلى الحجاز واليمن وحكامها من الترك. مؤسسها محمد بن طُغج, الملقب بالإِخشيد. وقد نال هذا اللقب سنة 326 أو 327هـ/937 أو 938م بناء على التماس منه للخليفة الراضي بالله. وهو لقب من ألقاب ملوك فرغانة القدماء, الذين يزعم الإخشيديون أنهم من نسلهم. وقد أعطى المؤرخون لهذا اللقب معاني عدة.
أول من عرف من أفراد هذه الأسرة جفّ بن يلتكين, الذي يقال إِنه صاحب سرير الذهب. قدم جفّ إِِلى العراق إِثر توجيه المعتصم إِليه من أحضره لكثرة ما وصف به من الشجاعة والإِقدام في الحروب, في الوقت الذي بدأ فيه المعتصم يعتمد على الأتراك في جيشه.
انضم جف لجيش المعتصم في سامراء, وأقطع بها قطائع, واستمر كذلك في عهد كل من الواثق والمتوكل, وتوفي سنة 247هـ/861م.
كان لجف عدد من الأبناء على رأسهم طغج ومعناه عبد الرحمن وأخوه بدر. وقد التحقا بالدولة الطولونية, فأصبح بدر من القادة, على حين تقلد طغج عدة أعمال إِدارية, ونال مكانة عند خمارويه, فقلده حكم دمشق وطبرية.
تمرد طغج على سيده خمارويه, ولم ينفذ ما كلفه إِياه من قتل راغب الخادم والي الثغور, وأخذ يتلمس المعاذير لنفسه. إِلا أن خمارويه عزم على الفتك به, غير أن خمارويه قتل قبل تحقيق ذلك.
ظل طغج بن جف والياً على دمشق وطبرية في عهد جيش بن خمارويه الطولوني. وما لبث أن شق مع أخيه بدر عصا الطاعة على جيش, وقتلاه, ووليا هارون بن خمارويه مكانه.
حكم طغج بلاد الشام في عهد هارون بن خمارويه حكماً مستقلاً إِلى حد كبير. وكان له شأن بارز في أحداث المنطقة, وأثر كبير في تحريض بعض قواد الطولونيين على أمرائهم.
وكان لهؤلاء القواد الذين انضموا للجيش العباسي أثر كبير في القضاء على الدولة الطولونية.
تولى طغج بن جف بعد القضاء على الطولونيين ولاية قنسرين ثم تركها, وذهب إِلى بغداد حيث سجن مع ولديه محمد وعبيد الله.
تأسيس الدولة الإِخشيدية
خرج محمد بن طغج الإِخشيد من السجن, فتوجه إِلى الشام, وتقلب في المناصب, وبرز اسمه في مجالات عدة قيادية وإِدارية قبل تأسيس الدولة, فتولى طبرية ثم الرملة ثم دمشق. وعلى الرغم مما حققه لنفسه في الشام, فقد كان يطمح بولاية مصر, وعمل جاهداً للحصول عليها. ودعي له لأول مرة على منابرها سنة 321هـ/933م مدة شهر ويومين من دون أن يدخلها. ثم ما لبثت الخطبة أن توقفت وسنحت له الفرصة ثانية في عهد الخليفة العباسي الراضي بالله, الذي منحه ولاية مصر, فدخلها في 23 رمضان سنة 323 هـ/27 آب 935م.
اتخذ ابن طغج الإِخشيد من مصر مركزاً لحكمه, وعين نواباً في المناطق الأخرى التابعة له, وتعرض في أثناء حكمه للمنافسة من الأمراء المحيطين والطامعين. وكان على رأسهم بدر الخرشني, والحسين بن أبي العلاء بن حمدان, وعبد الله بن حمدان, وعلي بن حمدان, وتكين الخادم, وابن رائق, ويانس المؤنسي, فثبت لهم جميعاً.
أمراء الدولة بعد الإخشيد
توفي الإِخشيد في ذي الحجة سنة 334هـ/ تموز 946م وهو في دمشق, ودفن في بيت المقدس. وقد خلف تركة كبيرة جمعها من المصادرات. وتولى حكم الإِمارة بعده أبو القاسم أونوجور, وكان عمره حينئذ لا يتجاوز الخامسة عشرة. وتولى كافور الوصاية عليه, وترك أونوجور في القصر بعد أن حدد له مخصصات تكفيه للإِنفاق, وقدرها أربعمئة ألف دينار في العام.
حكم كافور البلاد في أثناء وصايته بقوة, وتعرض في مطلع وصايته إِلى ثورة أهالي دمشق, فقد استغلوا موت الإِخشيد, وأشعلوا نيران ثورة عارمة, وقام العامة بنهب خزائن الإِخشيد, والظاهر أن قسطاً وافراً من أموال الإِخشيد لم تصل إِلى أيدي العامة, لأن الإخشيد كان يوصي بألا توضع هذه الأموال في صناديق ينشدها الثوار واللصوص, بل في أكياس من الأمتعة لا ينتبه إِليها أحد. وأفادت هذه الفكرة في حفظ أمواله عند وفاته, إِذ أمر كافور حين قامت الفتنة بإِلقاء هذه الأكياس في بركة الماء, وظلت فيها حتى سكنت الفتنة. استمر كافور مسيطراً على الحكم, ولما بلغ أونوجور السن القانونية, أراد أن يحكم البلاد بنفسه فلم يستطع. وظل الأمر كذلك حتى وفاته في ذي القعدة سنة 349هـ/ كانون الثاني 961م. ويقال إِنه مات مسموماً, ونقل جثمانه إِلى بيت المقدس
Ikhshidides - Ikhshidides
الإِخشيديون
(323- 358هـ/ 935- 969م)
حكام الدولة التي عرفت في التاريخ باسم الدولة الإِخشيدية, وقد تأسست في مصر والشام, وامتدت إِلى الحجاز واليمن وحكامها من الترك. مؤسسها محمد بن طُغج, الملقب بالإِخشيد. وقد نال هذا اللقب سنة 326 أو 327هـ/937 أو 938م بناء على التماس منه للخليفة الراضي بالله. وهو لقب من ألقاب ملوك فرغانة القدماء, الذين يزعم الإخشيديون أنهم من نسلهم. وقد أعطى المؤرخون لهذا اللقب معاني عدة.
أول من عرف من أفراد هذه الأسرة جفّ بن يلتكين, الذي يقال إِنه صاحب سرير الذهب. قدم جفّ إِِلى العراق إِثر توجيه المعتصم إِليه من أحضره لكثرة ما وصف به من الشجاعة والإِقدام في الحروب, في الوقت الذي بدأ فيه المعتصم يعتمد على الأتراك في جيشه.
انضم جف لجيش المعتصم في سامراء, وأقطع بها قطائع, واستمر كذلك في عهد كل من الواثق والمتوكل, وتوفي سنة 247هـ/861م.
كان لجف عدد من الأبناء على رأسهم طغج ومعناه عبد الرحمن وأخوه بدر. وقد التحقا بالدولة الطولونية, فأصبح بدر من القادة, على حين تقلد طغج عدة أعمال إِدارية, ونال مكانة عند خمارويه, فقلده حكم دمشق وطبرية.
تمرد طغج على سيده خمارويه, ولم ينفذ ما كلفه إِياه من قتل راغب الخادم والي الثغور, وأخذ يتلمس المعاذير لنفسه. إِلا أن خمارويه عزم على الفتك به, غير أن خمارويه قتل قبل تحقيق ذلك.
ظل طغج بن جف والياً على دمشق وطبرية في عهد جيش بن خمارويه الطولوني. وما لبث أن شق مع أخيه بدر عصا الطاعة على جيش, وقتلاه, ووليا هارون بن خمارويه مكانه.
حكم طغج بلاد الشام في عهد هارون بن خمارويه حكماً مستقلاً إِلى حد كبير. وكان له شأن بارز في أحداث المنطقة, وأثر كبير في تحريض بعض قواد الطولونيين على أمرائهم.
وكان لهؤلاء القواد الذين انضموا للجيش العباسي أثر كبير في القضاء على الدولة الطولونية.
تولى طغج بن جف بعد القضاء على الطولونيين ولاية قنسرين ثم تركها, وذهب إِلى بغداد حيث سجن مع ولديه محمد وعبيد الله.
تأسيس الدولة الإِخشيدية
خرج محمد بن طغج الإِخشيد من السجن, فتوجه إِلى الشام, وتقلب في المناصب, وبرز اسمه في مجالات عدة قيادية وإِدارية قبل تأسيس الدولة, فتولى طبرية ثم الرملة ثم دمشق. وعلى الرغم مما حققه لنفسه في الشام, فقد كان يطمح بولاية مصر, وعمل جاهداً للحصول عليها. ودعي له لأول مرة على منابرها سنة 321هـ/933م مدة شهر ويومين من دون أن يدخلها. ثم ما لبثت الخطبة أن توقفت وسنحت له الفرصة ثانية في عهد الخليفة العباسي الراضي بالله, الذي منحه ولاية مصر, فدخلها في 23 رمضان سنة 323 هـ/27 آب 935م.
اتخذ ابن طغج الإِخشيد من مصر مركزاً لحكمه, وعين نواباً في المناطق الأخرى التابعة له, وتعرض في أثناء حكمه للمنافسة من الأمراء المحيطين والطامعين. وكان على رأسهم بدر الخرشني, والحسين بن أبي العلاء بن حمدان, وعبد الله بن حمدان, وعلي بن حمدان, وتكين الخادم, وابن رائق, ويانس المؤنسي, فثبت لهم جميعاً.
أمراء الدولة بعد الإخشيد
توفي الإِخشيد في ذي الحجة سنة 334هـ/ تموز 946م وهو في دمشق, ودفن في بيت المقدس. وقد خلف تركة كبيرة جمعها من المصادرات. وتولى حكم الإِمارة بعده أبو القاسم أونوجور, وكان عمره حينئذ لا يتجاوز الخامسة عشرة. وتولى كافور الوصاية عليه, وترك أونوجور في القصر بعد أن حدد له مخصصات تكفيه للإِنفاق, وقدرها أربعمئة ألف دينار في العام.
حكم كافور البلاد في أثناء وصايته بقوة, وتعرض في مطلع وصايته إِلى ثورة أهالي دمشق, فقد استغلوا موت الإِخشيد, وأشعلوا نيران ثورة عارمة, وقام العامة بنهب خزائن الإِخشيد, والظاهر أن قسطاً وافراً من أموال الإِخشيد لم تصل إِلى أيدي العامة, لأن الإخشيد كان يوصي بألا توضع هذه الأموال في صناديق ينشدها الثوار واللصوص, بل في أكياس من الأمتعة لا ينتبه إِليها أحد. وأفادت هذه الفكرة في حفظ أمواله عند وفاته, إِذ أمر كافور حين قامت الفتنة بإِلقاء هذه الأكياس في بركة الماء, وظلت فيها حتى سكنت الفتنة. استمر كافور مسيطراً على الحكم, ولما بلغ أونوجور السن القانونية, أراد أن يحكم البلاد بنفسه فلم يستطع. وظل الأمر كذلك حتى وفاته في ذي القعدة سنة 349هـ/ كانون الثاني 961م. ويقال إِنه مات مسموماً, ونقل جثمانه إِلى بيت المقدس