قد لا يتوافق ما يقوله شخص ما عن مجموعة من الأشخاص مع شعوره الحقيقي تجاههم، لكن قد نتمكن من كشف ما يكنّه حقًا لهؤلاء الأشخاص بمجرد التمعن في أنماط اللغة التي يستخدمها عند وصفه لمشاعره.
يمثل ذلك إحدى النتائج الرئيسية التي توصلت إليها دراسة جديدة أجراها ديفيد ماركوفيتش، وهو أستاذ مساعد في كلية الصحافة والإعلام التابعة لجامعة أوريغون.
يقول ماركوفيتش: «في بعض الأحيان، يميل الأشخاص إلى الكذب بمشاعرهم الحقيقية تجاه الآخرين، نظرًا إلى خشيتهم من أن تؤثر آراؤهم الحقيقية في انطباع الناس عنهم».
يهتم ماركوفيتش في بحوثه بدراسة العلاقة بين الخداع واللغة، وبين التجريد من الإنسانية واللغة. إذ حاول الوصل بين هذين الجانبين في دراسته الأخيرة، التي بينت كيفية كشف تزييف الأشخاص لمشاعرهم الخفية تجاه المجموعات الأجنبية الدخيلة، عبر طريقة استخدامهم للغة.
يقول ماركوفيتش: «أوضحت البحوث السابقة عن الخداع أن بعض أنماط اللغة يمكنها تمييز الشخص الصادق من الكاذب، وبينت البحوث التي تناولت التجريد من الإنسانية أن بعض الأنماط اللغوية تكشف الأشخاص الذين يعدّون المجموعات الأجنبية أقل إنسانيةً مقارنةً بغيرهم من البشر».
من ضمن الأمثلة البارزة التي ذُكرَت في الدراسة خطاب دولة الاتحاد لعام 2019 الذي ألقاه رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب والذي عبّر فيه عن دعمه للهجرة إلى الولايات المتحدة، وادعى أنه يرغب في توافد المهاجرين بأعداد هائلة منقطعة النظير، إلا أن ذلك تضارب مع تصريحاته السابقة في ملتقيات أقل شعبيةً، والتي أشار فيها إلى أن المهاجرين «حيوانات تغزو البلدان»؛ ما يبين استخدامه للغة المرتبطة بالتجريد من الإنسانية.
حدد ماركوفيتش 1,169 فردًا لدراسته عبر منصة بحثية على الإنترنت. أُعلِم الأشخاص المشاركون في الدراسة أن الناس قد يختلفون في سماتهم البشرية، ثم طُلِب منهم تقييم مدى تطور ثماني مجموعات على مقياس من صفر إلى 100. تضمنت المجموعات: عربًا، ومسلمين ومهاجرين، وأمريكيين، وآسيويين وأمريكيين من أصل أفريقي ومناصرين للحزب الديمقراطي والجمهوري.
في حال قيّم أحد المشاركين مجموعة معينة بأنها من ضمن المجموعات الأقل أو الأكثر تطورًا، يُطلب منه كتابة أفكاره ومشاعره وآرائه حيال تلك المجموعة. إضافة إلى ذلك، تلقى المشاركون إما تعليمات بالالتزام بالصدق في آرائهم عن تلك المجموعات، أو بالكذب.
أظهرت دراسات سابقة -من ضمنها دراسة تحليل تلوي عام 2015- أن أنماط اللغة يمكنها التمييز بين الحقائق والأكاذيب.
يقول ماركوفيتش: «قد تكون الملاحظات طفيفةً نسبيًا، لكنها قوية بما يكفي لتكون موثوقةً».
جُمِّعت الكلمات المكتوبة بعدئذ من المشاركين وأُدخلت في برنامج للتحليل النصي التلقائي يسمى لينغويستك إنكويري آند وورد كاونت الذي يضم قواميس من فئات متعلقة بالجانب الاجتماعي، والنفسي من الكلام. يرى ماركوفيتش أن البرنامج كان أداةً مهمةً في تقييم ديناميكيات الخداع والتجريد من الإنسانية عبر أنماط اللغة.
«يُعَد البرنامج طريقةً مثلى لتقييم أنماط اللغة من وجهة نظر اجتماعية علمية، فهو يحوّل النصوص إلى بيانات».
على غرار أعماله السابقة، بينت هذه الدراسة أن الإشارة إلى الذات تقل في النصوص الكاذبة، وأنها تحتوي على مصطلحات متعلقة بالمشاعر السلبية أكثر من النصوص الصادقة، إضافةً إلى أن مشاعر الأشخاص غير الإنسانيين كانت سلبية أكثر من الإنسانيين.
يرى ماركوفيتش أن ما يميز دراسته عن غيرها، أنها تناولت كيفية تفاعل هذه الجوانب النفسية معًا، وكيفية انعكاسها في اللغة التي يستخدمها الناس عند محاولتهم ضبط انطباع الآخرين عنهم، والحفاظ على صورة ذاتية إيجابية.
«تُظهر هذه الدراسة أن اللغة في الواقع مهمة في هذا السياق، وأنها تكشف النواحي النفسية لمستخدميها، الذين يتبنون آراء داخلية مختلفة عما يظهرونه خارجيًا».
«الخلاصة هي أننا قادرون على كشف المعتقدات الخفية للأشخاص فقط بالتمعن في استخدامهم للغة، وتُعَد هذه الدراسة الأولى من نوعها لإظهارها أن استخدام أنماط محددة من الكلمات كفيل بكشف هذه الجوانب النفسية».
يمثل ذلك إحدى النتائج الرئيسية التي توصلت إليها دراسة جديدة أجراها ديفيد ماركوفيتش، وهو أستاذ مساعد في كلية الصحافة والإعلام التابعة لجامعة أوريغون.
يقول ماركوفيتش: «في بعض الأحيان، يميل الأشخاص إلى الكذب بمشاعرهم الحقيقية تجاه الآخرين، نظرًا إلى خشيتهم من أن تؤثر آراؤهم الحقيقية في انطباع الناس عنهم».
يهتم ماركوفيتش في بحوثه بدراسة العلاقة بين الخداع واللغة، وبين التجريد من الإنسانية واللغة. إذ حاول الوصل بين هذين الجانبين في دراسته الأخيرة، التي بينت كيفية كشف تزييف الأشخاص لمشاعرهم الخفية تجاه المجموعات الأجنبية الدخيلة، عبر طريقة استخدامهم للغة.
يقول ماركوفيتش: «أوضحت البحوث السابقة عن الخداع أن بعض أنماط اللغة يمكنها تمييز الشخص الصادق من الكاذب، وبينت البحوث التي تناولت التجريد من الإنسانية أن بعض الأنماط اللغوية تكشف الأشخاص الذين يعدّون المجموعات الأجنبية أقل إنسانيةً مقارنةً بغيرهم من البشر».
من ضمن الأمثلة البارزة التي ذُكرَت في الدراسة خطاب دولة الاتحاد لعام 2019 الذي ألقاه رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب والذي عبّر فيه عن دعمه للهجرة إلى الولايات المتحدة، وادعى أنه يرغب في توافد المهاجرين بأعداد هائلة منقطعة النظير، إلا أن ذلك تضارب مع تصريحاته السابقة في ملتقيات أقل شعبيةً، والتي أشار فيها إلى أن المهاجرين «حيوانات تغزو البلدان»؛ ما يبين استخدامه للغة المرتبطة بالتجريد من الإنسانية.
حدد ماركوفيتش 1,169 فردًا لدراسته عبر منصة بحثية على الإنترنت. أُعلِم الأشخاص المشاركون في الدراسة أن الناس قد يختلفون في سماتهم البشرية، ثم طُلِب منهم تقييم مدى تطور ثماني مجموعات على مقياس من صفر إلى 100. تضمنت المجموعات: عربًا، ومسلمين ومهاجرين، وأمريكيين، وآسيويين وأمريكيين من أصل أفريقي ومناصرين للحزب الديمقراطي والجمهوري.
في حال قيّم أحد المشاركين مجموعة معينة بأنها من ضمن المجموعات الأقل أو الأكثر تطورًا، يُطلب منه كتابة أفكاره ومشاعره وآرائه حيال تلك المجموعة. إضافة إلى ذلك، تلقى المشاركون إما تعليمات بالالتزام بالصدق في آرائهم عن تلك المجموعات، أو بالكذب.
أظهرت دراسات سابقة -من ضمنها دراسة تحليل تلوي عام 2015- أن أنماط اللغة يمكنها التمييز بين الحقائق والأكاذيب.
يقول ماركوفيتش: «قد تكون الملاحظات طفيفةً نسبيًا، لكنها قوية بما يكفي لتكون موثوقةً».
جُمِّعت الكلمات المكتوبة بعدئذ من المشاركين وأُدخلت في برنامج للتحليل النصي التلقائي يسمى لينغويستك إنكويري آند وورد كاونت الذي يضم قواميس من فئات متعلقة بالجانب الاجتماعي، والنفسي من الكلام. يرى ماركوفيتش أن البرنامج كان أداةً مهمةً في تقييم ديناميكيات الخداع والتجريد من الإنسانية عبر أنماط اللغة.
«يُعَد البرنامج طريقةً مثلى لتقييم أنماط اللغة من وجهة نظر اجتماعية علمية، فهو يحوّل النصوص إلى بيانات».
على غرار أعماله السابقة، بينت هذه الدراسة أن الإشارة إلى الذات تقل في النصوص الكاذبة، وأنها تحتوي على مصطلحات متعلقة بالمشاعر السلبية أكثر من النصوص الصادقة، إضافةً إلى أن مشاعر الأشخاص غير الإنسانيين كانت سلبية أكثر من الإنسانيين.
يرى ماركوفيتش أن ما يميز دراسته عن غيرها، أنها تناولت كيفية تفاعل هذه الجوانب النفسية معًا، وكيفية انعكاسها في اللغة التي يستخدمها الناس عند محاولتهم ضبط انطباع الآخرين عنهم، والحفاظ على صورة ذاتية إيجابية.
«تُظهر هذه الدراسة أن اللغة في الواقع مهمة في هذا السياق، وأنها تكشف النواحي النفسية لمستخدميها، الذين يتبنون آراء داخلية مختلفة عما يظهرونه خارجيًا».
«الخلاصة هي أننا قادرون على كشف المعتقدات الخفية للأشخاص فقط بالتمعن في استخدامهم للغة، وتُعَد هذه الدراسة الأولى من نوعها لإظهارها أن استخدام أنماط محددة من الكلمات كفيل بكشف هذه الجوانب النفسية».