حيات
Ophidia - Ophidiens
الحيات
الحيات Ophidia رتيبة (تحت رتبة) من الحيوانات تنتمي لصف الزواحف Reptilia صفيف ثنائيات الحفر الصدغية Diapsida رتبة الحرشفيات Squamata التي تضم رتيبتين هما العظايا Lacertilia والحيات (أو الثعابين snakes، فهما اسمان مترادفان وردا في القرآن الكريم في المعنى نفسه).
والحيات زواحف لا أطراف لها، إلا بعض أفراد فصيلة الأصليات Boidae التي يمكن أن يُعْثَر فيها على طرفين خلفيين ضامرين. ورأس الحية بيضوي عادة، إلا الأفاعي[ر] Viperidae التي يكون رأسها مثلثي الشكل. وجسم الحية طويل يستره عدد كبير من الحراشف القرنية، تغطيها طبقة بشرية قرنية رقيقة وشفافة، تستبدل كلها عدة مرات في العام. عينا الحية ثابتتان ومجردتان من الأجفان، وحس السمع لديها معدوم تقريباً، بينما حس الشم شديد النمو، وكذلك الأمر بالنسبة للتحسس بالاهتزازات الأرضية.
لسان الحية سريع الحركة، وشديد الحساسية اللمسية والاهتزازاية، كما يبدو أنه يتحسس المنبهات الذوقية أيضاً. وتبقى الحيات ساكنة معظم الوقت، فهي لا تنشط إلا مدفوعة بالجوع أو بالحوافز الجنسية.
يتألف العمود الفقري في الحية من عدد كبير من الفقرات (حتى 500 فقرة)، لذا فهو متحرك جداً. والحيات مجردة من الزنار الكتفي ومن عظم القص، لهذا فإنها تستفيد من قابلية التمدد لجسمها من أجل الحركة، ومن أجل ابتلاع فريستها برمّتها. كما أن الفكين واسعا الحركة بحيث تستطيع الحية أن تفغر فاها وتوسعه إلى حد كبير. والأسنان متوضعة على امتداد الفك والعظام الحنكية، وهي جميعها معقوفة ومتجهة إلى الخلف، ونادراً ما تكون مستقيمة. وهي مؤنفة دقيقة تفيد في العض والقبض على الفريسة ولا تستعمل في المضغ. ومن الحيات ما تكون أسنانها محفورة مجوفة، بداخلها قناة تصب من خلالها مفرزات سمها الزعاف عندما تلدغ، ومنها ما تكون أسنانها مصمتة لا قناة فيها وليس فيها غدد مفرزة للسم.
تقتل الحية فريستها إما بخنقها (الشكل-1) أو تلدغها بالسم، ثم تبتلعها بكاملها ببطء. يستغرق الهضم وقتاً طويلاً، فقد يتطلب عدة أسابيع، تبقى الحية في أثنائها ساكنة دون حراك.
تتكاثر الحيات عادة بالبيض، وقد يلد بعضها صغاراً تامة النمو. وهي تضع البيوض عادة في التربـة وتترك لحرارة الشمس مهمة حضنها.
وتختلف ألوان الحيات باختلاف ألوان حراشفها. وهي لا تعيش حياة اجتماعية، إذ تبقى منعزلة لا تبالي الواحدة بالأخرى إلا في دور التكاثر، اللهم إلا الأنواع التي تعيش في المناطق المعتدلة، التي تمضي فصل الشتاء في سبات عميق، حيث تتجمع في ملجأ واحد. وتعزو التقاليد الشعبية للحيات قدرتها على التنويم، إلا أن ذلك ليس صحيحاً. وربما كان مرد هذا الاعتقاد إلى أن الحيوان المعرض لأن يكون فريسة يتسمر في مكانه بلا حراك آملاً ألا تراه الحية.
تصنيف الحيات
تضم رتيبة الحيات 13 فصيلة، عرف فيها نحو 3000 نوع، يقتصر وجود معظمها على المناطق الاستوائية، لكن توجد أيضاً في المناطق المعتدلة، ووجد بعضها في الدائرة القطبية.
من أكثر الفصائل ابتدائية فصيلتا: البوائيات Boidae والأصليات Pythonidae التي تمتاز أفرادهما بأنها غير سامة وإنما تقتل فرائسها بالالتفاف عليها وعصرها. ثم إنها من الحيات الطويلة، إذ يصل طول بعضها إلى 10 أمتار. وتتشابه أفراد هاتين الفصيلتين من حيث الشكل، وعلى الرغم من ذلك توجد بينها فوارق هامة أبرزها أن البوائيات تلد ولادة بينما الأصليات تبيض بيضاً. كما تعيش معظم البوائيات في العالم الجديد بينما تكثر الأصليات في العالم القديم.
من أشهر البوائيات البواء العاصرة (الأصلة العاصرة) Constrictor constrictor التي تعيش في أمريكا الاستوائية، وقد يصل طول بعضها إلى 4 أمتار، وليست خطراً على الإنسان بل تهرب لدى إزعاجها، كما يسهل تربيتها في الأقفاص فهي سهلة الانقياد. وهناك البواء الرملية sand boa (النوع Eryx jaculus) التي تعيش في المناطق الجافة في جنوب أوربا وآسيا الصغرى ومصر والجزائر.
وبعكس البواء فإن الأنقيد العملاق (Eunectes murinus) giant anaconda يعيش على ضفاف الأنهار والبرك في أمريكا الجنوبية والوسطى ويتغذى بالطيور والثدييات حيث يجرها إلى الماء ليخنقها قبل أن يبتلعها.
ومن الأصليات تعيش الأصلة الهندية Python muloros في جنوب شـرقي آسـيا، وتمتاز برسوم شبيهة برأس الحربة توجد على رأسها وعنقها.
فصيلة الثعبانيات Colubridae: ويميز فيها تحت فصيلتين: Colubrinae ذات أسنان عديمات الأخدود aglyphous وهي غير سامة، وتضم القسم الأكبر من الحيات، وتحت فصيلة Boiginae أو الثعبانيات السامة، ذات أسنان خلفية الأخاديد opisthoglyphous لأن عقائفها السامة توجد في الناحية الخلفية من فمها. وهي على الرغم من سميتها غير خطرة على الإنسان، وهي تشل فرائسها قبل ابتلاعها.
ينتمي للمجموعة الأولى ثعبان الأعشاب الأوربي Natrix natrix المنتشر من شمالي إفريقية إلى أواسط أسيا، ظهره غالباً بني مخضر بينما بطنه أسود مبرقع بالأبيض. وينتمي للمجموعة الثانية ثعبان مونبلييه Malpodon monspessalanus الذي يعيش في المناطق الجافة والصخرية من منطقة البحر المتوسط.
وتجدر الإشارة هنا إلى ما يسمى الحيات الطائرة التي تعيش على الأشجار، ومنها حية الشجر الذهبية Chrysopelea ornata التي تكثر في مناطق جنوب شرقي آسيا، تتنقل من شجرة لأخرى منطلقة بسرعة ناشرة جسمها ليشكل سطحاً يشبه الأجنحة.
أما الحيات السامة الخطرة التي تكون لدغتها خطرة على الإنسان فتنتشر في جميع أنحاء العالم، وعلى الأكثر في المناطق الحارة. من أهم فصائلها: الصليات والحيات المائية والجُلجُليات.
فصيلة الصليات Elapsidae التي توجد عقائفها السامة في مقدمة الفك. وهي شديدة السمية يجري السم في أخاديد توجد على السطح الخلفي من العقفة. ينتسب إليها الصل الناشر cobra (الشكل-2) وكذلك المامبا mamba والحيات المرجانية.
الصل الناشر معروف جيداً بسبب قدرته على تمديد عنقه بحيث تتشكل «قبعة» بشكل الكمثرى المقلوبة. ويوجد منه أنواع تحمل في قبعتها رسومات مختلفة. يوجد منها في الهند نوعان، الأول هو الصل الناشر الهندي Naja naja الذي يحمل رسم النظارات، ويقدِّر سحرة الحيات الهنود هذا النوع تقديراً كبيراً. أما الموسيقى التي يعزفونها فليس لها أي تأثير على الحية لكنها تتأثر بالحركة البطيئة والإيقاعية للعازف أو الآلة. وبسبب ذلك يخرج الصل من السلة ماداً عنقه المرن إلى أقصى حد مترنحاً ملاحقاً لحركات المزمار في نوع من الرقص المرن. ولهذه الحية بصر متكيف على نحو خاص مع النور الضعيف، لهذا فإنها تكون أكثر نشاطاً في المساء. والنوع الثاني الصل الملكي Naja hannah وهو من أخطر الحيات وأشرسها ولا يتردد في مهاجمة الإنسان، ويصل طوله إلى نحو 5 أمتار. وفي إفريقيا يوجد من الصل 7 أنواع، وهي أصغر حجماً من الأنواع الهندية وأقل خطراً. ويعتقد بأن الصل المصري Naja haje هو الذي انتحرت به كليوباترا. أما الصل ذو العنق الأسود Naja nigricollis فإنه واسع الانتشار في شرقي إفريقيا وشماليها. ويتميز بالعصابة السوداء الواحدة أو العصابتين على عنقه. وهو يتصف، إضافة لذلك بسميته الشديدة، وبنفثه السم في عيون ضحيته.
أما المامبا mamba (جنس Dendroaspis) فتعيش على الشجر ويقتصر وجودها على المناطق الاستوائية وجنوبي إفريقيا. وهي من الحيات الشرسة للغاية وسمها قد يقتل الإنسان في 10 دقائق، وهي الوحيدة بين الحيات بأربع عقائف سامة.
وفي أمريكا تتمثل الحيات المرجانية Micrurus fulvinus، وسميت بذلك نظراً لبريق ألوانها، وهي ذات الحلقات الصفراء والسوداء والحمراء. وهي مميزة لأمريكا الوسطى والشمالية ، كما أنها أكثر الحيات الأمريكية سمية لكنها ليست أخطرها.ولا يزيد طولها على المتر الواحد.
فصيلة الحيات المائية Hydrophiidae: وهي أصغر قداً، تعيش على امتداد الشواطئ الآسيوية والأسترالية وذات سم قوي جداً، لكنها لا تهاجم الإنسان عادة، فهي تستعمل سمها في شَلِّ الأسماك الصغيرة ومن ثم التهامها. أما إذا أزعجت أو هوجمت فإنها تدافع عن نفسها بضراوة.
فصيلة الجلجليات rattle snakes (Crotallidae): فقد سميت بذلك لأن بعضها يحمل في نهاية ذنبه الحراشف التي انسلخ الحيوان منها ولم تنفصل وبقيت ملتصقة بالذيل، مصدرة، عندما يتحرك الحيوان، صوتاً يشبه الجرس. وهي تشبه الحيات ولكن يمكن تمييزها منها بتفاصيل تشريحية شتى، أكثرها وضوحاً وجود نقرات في الرأس بين المنخرين والعينين يبرز منها نهايات عصبية متعددة. تقوم هذه الأعضاء بوظيفة تسجيل جميع تغيرات الحرارة، وبذلك تستطيع أن تستشعر وجود الحيوانات ذات الدم الحار حولها ، حتى في أثناء الصيد الليلي. ويعيش معظم الجلجليات في الأماكن الجافة والحارة في العالم الجديد.
دور الحيات في النظام البيئي
للحيات دور هام في تنظيم النظم البيئية والتوازن البيئي. فهي تعمل على تنظيم عدد القوارض والبرمائيات والحشرات، وتتغذى بها العديد من الثدييات والطيور الجارحة. ومن لدغة الأفعى يتضرر الإنسان والحيوانات الأليفة، وقد يموتون منها.
ومن أبسط القواعد التي يجب اتباعها لتجنب خطر السم الزعاف، إيقاف الانتشار السريع للسم في الدم بعد اللدغ مباشرة. ويمكن تحقيق ذلك بربط العضو فوق موقع اللدغ، ومن ثم عمل جرحين طولانيين في الجلد يوافقان أثري العقفتين. كما يجب إجبار الدم على الخروج ، ويمكن أن يتم ذلك بمص الدم من الجرح ثم بصقه طالما أنه ليست هناك جروح في الفم. وهناك مصل خاص يمكن حقنه تحت الجلد أو في الوريد، يستخدم لتخفيف أثر اللدغ.
الحيات والإنسان
شغلت الحيات أذهان البشر منذ أقدم العصور، فكانت مجالاً للمعتقدات الدينية والاجتماعية لعدد من الجماعات البشرية، فقد عبدها الآشوريون والبابليون، واتخذها الفراعنة رمزاً لهم، وقدسها الهنود، وعدّها الإغريق رمزاً للشيطان.
استعمل الإنسان جلدها في صناعة الألبسة والأحذية والمحافظ، ومن الناحية الغذائية تعد طبقاً شهياً في المناسبات الخاصة في اليابان والصين وأستراليا، وتدخل في كثير من الوصفات الطبية الشعبية، إذ تستخدم عصارة المرارة في علاج آلام المفاصل وفي زيادة القوة وإطالة العمر. كما يستعمل سم الأفعى في تحضير الأمصال لمعالجة لدغات الأفاعي، وتستخدم في الدراسات العلمية المختلفة في مجالات الصيدلة والبيولوجية الجزيئية.
هدى الظواهرة
Ophidia - Ophidiens
الحيات
الحيات Ophidia رتيبة (تحت رتبة) من الحيوانات تنتمي لصف الزواحف Reptilia صفيف ثنائيات الحفر الصدغية Diapsida رتبة الحرشفيات Squamata التي تضم رتيبتين هما العظايا Lacertilia والحيات (أو الثعابين snakes، فهما اسمان مترادفان وردا في القرآن الكريم في المعنى نفسه).
والحيات زواحف لا أطراف لها، إلا بعض أفراد فصيلة الأصليات Boidae التي يمكن أن يُعْثَر فيها على طرفين خلفيين ضامرين. ورأس الحية بيضوي عادة، إلا الأفاعي[ر] Viperidae التي يكون رأسها مثلثي الشكل. وجسم الحية طويل يستره عدد كبير من الحراشف القرنية، تغطيها طبقة بشرية قرنية رقيقة وشفافة، تستبدل كلها عدة مرات في العام. عينا الحية ثابتتان ومجردتان من الأجفان، وحس السمع لديها معدوم تقريباً، بينما حس الشم شديد النمو، وكذلك الأمر بالنسبة للتحسس بالاهتزازات الأرضية.
لسان الحية سريع الحركة، وشديد الحساسية اللمسية والاهتزازاية، كما يبدو أنه يتحسس المنبهات الذوقية أيضاً. وتبقى الحيات ساكنة معظم الوقت، فهي لا تنشط إلا مدفوعة بالجوع أو بالحوافز الجنسية.
|
الشكل (1) |
تقتل الحية فريستها إما بخنقها (الشكل-1) أو تلدغها بالسم، ثم تبتلعها بكاملها ببطء. يستغرق الهضم وقتاً طويلاً، فقد يتطلب عدة أسابيع، تبقى الحية في أثنائها ساكنة دون حراك.
تتكاثر الحيات عادة بالبيض، وقد يلد بعضها صغاراً تامة النمو. وهي تضع البيوض عادة في التربـة وتترك لحرارة الشمس مهمة حضنها.
وتختلف ألوان الحيات باختلاف ألوان حراشفها. وهي لا تعيش حياة اجتماعية، إذ تبقى منعزلة لا تبالي الواحدة بالأخرى إلا في دور التكاثر، اللهم إلا الأنواع التي تعيش في المناطق المعتدلة، التي تمضي فصل الشتاء في سبات عميق، حيث تتجمع في ملجأ واحد. وتعزو التقاليد الشعبية للحيات قدرتها على التنويم، إلا أن ذلك ليس صحيحاً. وربما كان مرد هذا الاعتقاد إلى أن الحيوان المعرض لأن يكون فريسة يتسمر في مكانه بلا حراك آملاً ألا تراه الحية.
تصنيف الحيات
تضم رتيبة الحيات 13 فصيلة، عرف فيها نحو 3000 نوع، يقتصر وجود معظمها على المناطق الاستوائية، لكن توجد أيضاً في المناطق المعتدلة، ووجد بعضها في الدائرة القطبية.
من أكثر الفصائل ابتدائية فصيلتا: البوائيات Boidae والأصليات Pythonidae التي تمتاز أفرادهما بأنها غير سامة وإنما تقتل فرائسها بالالتفاف عليها وعصرها. ثم إنها من الحيات الطويلة، إذ يصل طول بعضها إلى 10 أمتار. وتتشابه أفراد هاتين الفصيلتين من حيث الشكل، وعلى الرغم من ذلك توجد بينها فوارق هامة أبرزها أن البوائيات تلد ولادة بينما الأصليات تبيض بيضاً. كما تعيش معظم البوائيات في العالم الجديد بينما تكثر الأصليات في العالم القديم.
من أشهر البوائيات البواء العاصرة (الأصلة العاصرة) Constrictor constrictor التي تعيش في أمريكا الاستوائية، وقد يصل طول بعضها إلى 4 أمتار، وليست خطراً على الإنسان بل تهرب لدى إزعاجها، كما يسهل تربيتها في الأقفاص فهي سهلة الانقياد. وهناك البواء الرملية sand boa (النوع Eryx jaculus) التي تعيش في المناطق الجافة في جنوب أوربا وآسيا الصغرى ومصر والجزائر.
وبعكس البواء فإن الأنقيد العملاق (Eunectes murinus) giant anaconda يعيش على ضفاف الأنهار والبرك في أمريكا الجنوبية والوسطى ويتغذى بالطيور والثدييات حيث يجرها إلى الماء ليخنقها قبل أن يبتلعها.
ومن الأصليات تعيش الأصلة الهندية Python muloros في جنوب شـرقي آسـيا، وتمتاز برسوم شبيهة برأس الحربة توجد على رأسها وعنقها.
فصيلة الثعبانيات Colubridae: ويميز فيها تحت فصيلتين: Colubrinae ذات أسنان عديمات الأخدود aglyphous وهي غير سامة، وتضم القسم الأكبر من الحيات، وتحت فصيلة Boiginae أو الثعبانيات السامة، ذات أسنان خلفية الأخاديد opisthoglyphous لأن عقائفها السامة توجد في الناحية الخلفية من فمها. وهي على الرغم من سميتها غير خطرة على الإنسان، وهي تشل فرائسها قبل ابتلاعها.
ينتمي للمجموعة الأولى ثعبان الأعشاب الأوربي Natrix natrix المنتشر من شمالي إفريقية إلى أواسط أسيا، ظهره غالباً بني مخضر بينما بطنه أسود مبرقع بالأبيض. وينتمي للمجموعة الثانية ثعبان مونبلييه Malpodon monspessalanus الذي يعيش في المناطق الجافة والصخرية من منطقة البحر المتوسط.
وتجدر الإشارة هنا إلى ما يسمى الحيات الطائرة التي تعيش على الأشجار، ومنها حية الشجر الذهبية Chrysopelea ornata التي تكثر في مناطق جنوب شرقي آسيا، تتنقل من شجرة لأخرى منطلقة بسرعة ناشرة جسمها ليشكل سطحاً يشبه الأجنحة.
|
الشكل (2) |
فصيلة الصليات Elapsidae التي توجد عقائفها السامة في مقدمة الفك. وهي شديدة السمية يجري السم في أخاديد توجد على السطح الخلفي من العقفة. ينتسب إليها الصل الناشر cobra (الشكل-2) وكذلك المامبا mamba والحيات المرجانية.
الصل الناشر معروف جيداً بسبب قدرته على تمديد عنقه بحيث تتشكل «قبعة» بشكل الكمثرى المقلوبة. ويوجد منه أنواع تحمل في قبعتها رسومات مختلفة. يوجد منها في الهند نوعان، الأول هو الصل الناشر الهندي Naja naja الذي يحمل رسم النظارات، ويقدِّر سحرة الحيات الهنود هذا النوع تقديراً كبيراً. أما الموسيقى التي يعزفونها فليس لها أي تأثير على الحية لكنها تتأثر بالحركة البطيئة والإيقاعية للعازف أو الآلة. وبسبب ذلك يخرج الصل من السلة ماداً عنقه المرن إلى أقصى حد مترنحاً ملاحقاً لحركات المزمار في نوع من الرقص المرن. ولهذه الحية بصر متكيف على نحو خاص مع النور الضعيف، لهذا فإنها تكون أكثر نشاطاً في المساء. والنوع الثاني الصل الملكي Naja hannah وهو من أخطر الحيات وأشرسها ولا يتردد في مهاجمة الإنسان، ويصل طوله إلى نحو 5 أمتار. وفي إفريقيا يوجد من الصل 7 أنواع، وهي أصغر حجماً من الأنواع الهندية وأقل خطراً. ويعتقد بأن الصل المصري Naja haje هو الذي انتحرت به كليوباترا. أما الصل ذو العنق الأسود Naja nigricollis فإنه واسع الانتشار في شرقي إفريقيا وشماليها. ويتميز بالعصابة السوداء الواحدة أو العصابتين على عنقه. وهو يتصف، إضافة لذلك بسميته الشديدة، وبنفثه السم في عيون ضحيته.
أما المامبا mamba (جنس Dendroaspis) فتعيش على الشجر ويقتصر وجودها على المناطق الاستوائية وجنوبي إفريقيا. وهي من الحيات الشرسة للغاية وسمها قد يقتل الإنسان في 10 دقائق، وهي الوحيدة بين الحيات بأربع عقائف سامة.
وفي أمريكا تتمثل الحيات المرجانية Micrurus fulvinus، وسميت بذلك نظراً لبريق ألوانها، وهي ذات الحلقات الصفراء والسوداء والحمراء. وهي مميزة لأمريكا الوسطى والشمالية ، كما أنها أكثر الحيات الأمريكية سمية لكنها ليست أخطرها.ولا يزيد طولها على المتر الواحد.
فصيلة الحيات المائية Hydrophiidae: وهي أصغر قداً، تعيش على امتداد الشواطئ الآسيوية والأسترالية وذات سم قوي جداً، لكنها لا تهاجم الإنسان عادة، فهي تستعمل سمها في شَلِّ الأسماك الصغيرة ومن ثم التهامها. أما إذا أزعجت أو هوجمت فإنها تدافع عن نفسها بضراوة.
فصيلة الجلجليات rattle snakes (Crotallidae): فقد سميت بذلك لأن بعضها يحمل في نهاية ذنبه الحراشف التي انسلخ الحيوان منها ولم تنفصل وبقيت ملتصقة بالذيل، مصدرة، عندما يتحرك الحيوان، صوتاً يشبه الجرس. وهي تشبه الحيات ولكن يمكن تمييزها منها بتفاصيل تشريحية شتى، أكثرها وضوحاً وجود نقرات في الرأس بين المنخرين والعينين يبرز منها نهايات عصبية متعددة. تقوم هذه الأعضاء بوظيفة تسجيل جميع تغيرات الحرارة، وبذلك تستطيع أن تستشعر وجود الحيوانات ذات الدم الحار حولها ، حتى في أثناء الصيد الليلي. ويعيش معظم الجلجليات في الأماكن الجافة والحارة في العالم الجديد.
دور الحيات في النظام البيئي
للحيات دور هام في تنظيم النظم البيئية والتوازن البيئي. فهي تعمل على تنظيم عدد القوارض والبرمائيات والحشرات، وتتغذى بها العديد من الثدييات والطيور الجارحة. ومن لدغة الأفعى يتضرر الإنسان والحيوانات الأليفة، وقد يموتون منها.
ومن أبسط القواعد التي يجب اتباعها لتجنب خطر السم الزعاف، إيقاف الانتشار السريع للسم في الدم بعد اللدغ مباشرة. ويمكن تحقيق ذلك بربط العضو فوق موقع اللدغ، ومن ثم عمل جرحين طولانيين في الجلد يوافقان أثري العقفتين. كما يجب إجبار الدم على الخروج ، ويمكن أن يتم ذلك بمص الدم من الجرح ثم بصقه طالما أنه ليست هناك جروح في الفم. وهناك مصل خاص يمكن حقنه تحت الجلد أو في الوريد، يستخدم لتخفيف أثر اللدغ.
الحيات والإنسان
شغلت الحيات أذهان البشر منذ أقدم العصور، فكانت مجالاً للمعتقدات الدينية والاجتماعية لعدد من الجماعات البشرية، فقد عبدها الآشوريون والبابليون، واتخذها الفراعنة رمزاً لهم، وقدسها الهنود، وعدّها الإغريق رمزاً للشيطان.
استعمل الإنسان جلدها في صناعة الألبسة والأحذية والمحافظ، ومن الناحية الغذائية تعد طبقاً شهياً في المناسبات الخاصة في اليابان والصين وأستراليا، وتدخل في كثير من الوصفات الطبية الشعبية، إذ تستخدم عصارة المرارة في علاج آلام المفاصل وفي زيادة القوة وإطالة العمر. كما يستعمل سم الأفعى في تحضير الأمصال لمعالجة لدغات الأفاعي، وتستخدم في الدراسات العلمية المختلفة في مجالات الصيدلة والبيولوجية الجزيئية.
هدى الظواهرة